*... وصنف تلمس فى عقله ذكاء، وفى علمه سعة، وفى قوله بلاغة، يعرف الصواب فى أغلب الأحكام الشرعية، ويؤدى العبادات المطلوبة منه أداء لا بأس به، ولكنه بارد الأنفاس، بادى الجفوة، غليظ القلب، يكاد يتمنى العثار لغيره، كى يندد بأغلاطه، ويستعلى هو بما أوتى من إدراك للحق، وبصر بمواضعه من كتاب وسنة.
* والمسلم الكامل رجل نير الذهن والقلب معا.
حاد البصر والبصيرة جميعا تتعانق فكرته وعاطفته فى معاملته لله، ومعاملته للناس، فلا تدرى أيهما أسبق؟ صدق أدبه أم حسن معرفته، ولا تدرى أيهما أروع؟ خصوبة نفسه الجياشة أم فطانة عقله اللماح؟..
*...فإذا قلت: أنا أؤمن بالله فمعنى ذلك أنك تعرفه، وأن معرفتك له لا تلتبس بشك أو تردد.
بل إن فؤادك ملئ بالتصديق لقضية هذا الوجود الأعلى.
*... إن هناك مُلاكا على المجاز يضعون أيديهم على بعض التراب ليرتفقوه حينا، وربما طغوا بما يملكون ظاهرا، ثم يجيئهم الموت فيدعون الحياة صفر الأيدى، يدعونها لمالكها الحق الذى له ميراث السموات والأرض.
(ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم).