jeudi 30 novembre 2017

احتفال المولد 2017-1439. جامع الكبير سوسة


بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله ثمّ الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لِنَهْتَدِيَ لولا أن هدانا الله
اللَّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدّين.
     حظرات السادة الأفاضل و الإخوة الأكارم مرة أخرى كما تعودنا في هذا الجامع العتيق المبارك نحتفل بذكرى مولد الرسول سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمجيدا لشأنه وتعظيما لقدره ولرسالته.
و في البداية، اسمحوا لي و نيابة عن إمام الجامع الشيخ الدكتور هشام قريسة أن أرحب بكم و أن أتقدم إليكم بأحرّ التهاني   .
     أيها الإخوة، نحن في شهر مبارك، رفع الله قدره، وأعلى شأنه؛ إذ أبدى فيه للوجود نعمته السابغة، ورحمته الواسعة، بميلاد سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛
إنه شهر ربيع الأول، الذي فاضت فيه بحار الأنوار، بميلاد الحبيب المختار؛ فصار قدوم هذا الشهر في كل عام يُذكِّر بالرحمة المهداة، والنعمة المسداة، يذكرنا بميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فهنيئاً لنا أمة الإسلام بهذه الذكرى العطرة، والمناسبة السعيدة، بل هنيئاً لكل العالمين بميلاد مَن بَعَثَهُ الله رحمة للعالمين. قال تعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين) الأنبياء.

أيها الإخوة: إن محبتنا المطلقة، وعاطفتنا الصادقة، تُجاه هذا النبي العظيم ما هي إلا منحة من الله نشكره عليها، ونسعد بها، لأن
(المرء مع من أحب) متفق عليه.
(ومن أحب قوماً حشره الله في زمرتهم) رواه الطبراني.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى هي محبة لها ما يبررها ويدعو إليها؛ فقد أنقذنا الله به من الظلمات إلى النور.
  وشرفنا بعبادة الله العظيم الجليل الحليم الذي ينادي رسوله فيقول:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) البقرة،
وينادي اليائسين من الحياة فيقول:
(وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء،
وينادي الخائفين من ذنوبهم فيقول:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) الزمر،
وينادي كل الخلق فيقول:
(ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر/60.

إنها الرحمة السابغة لمن تعرض لها، فآمن بالله وصدق المرسلين، وعمل بكتاب الله وسنة رسوله، فسعد بهما، وأسعد من حوله، إنه الرحمة الحكيمة التي تؤمّن الخائف التائب، وتزجر المتمرد الطاغي، المعرض عن الله، الظالم للعباد،  

     أيها الإخوة: هذا بعض بركات المصطفى صلى الله عليه وسلم التي خصه الله بها في الدنيا، أما في الآخرة فهو صاحب الشفاعة العظمى يوم يأتي كل نبي يقول: نفسي، نفسي، لا أسالك غيرها، ويقول محمد صلى الله عليه وسلم:
(أمتي أمتي يا رب) فيشفع ويشفع حتى يرضى، انجازاً لوعد الله له في الدنيا:
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) الضحى/5،
وندعو الله تعالى أن يجعلنا ممن تشمله هذه الشفاعة العظمى.

     أيها الأخوة في الله: بعد هذا الذي سمعتم من فضل الله علينا ببركة هذا النبي العظيم جدير بنا أن نحبه كل المحبة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) رواه البخاري ومسلم.

     وقد كان صلى الله عليه وسلم بصفات الكمال الإنساني التي يحبها أصحاب العقول الراجحة والفطرة السليمة.
     فيجب علينا أن نفرح بمولده صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى:
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس/58.
ولا شك أن مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم  من أعظم ما تفضل الله به علينا، ومن أوفر النعم التي تجلى بها على هذه الأمة؛ فحق لنا أن نفرح بمولده صلى الله عليه وسلم.
     ويجب علينا أيضاً أن نتبع سنته ونعمل بما جاءنا به، فقد قال الله تعالى:
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) آل عمران/31.
     وينبغي أن تلهج ألسنتنا دائماً بالصلاة والسلام عليه، قال الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب/56.


mercredi 29 novembre 2017

المولد النبوي - قصة الوليد بن المغيرة- ج الحنفية 11/2017


    بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم ارض عن الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان ،
و أشهد أن لا إلاه إلا الله...
و أشهد أن محمد رسول الله...
فإن نعم الله تعالى على عباده كثيرة لا تحصى وأعظم نعمة أنعم الله بها على الثقلين الجن والإنس أن بعث فيهم عبده ورسوله وخليله وحبيبه وخيرته من خلقه محمداً صلى الله عليه وسلم ليخرجهم به من الظلمات إلى النور وينقلهم من ذل العبودية للمخلوق إلى عز العبودية للخالق سبحانه وتعالى يرشدهم إلى سبيل النجاة والسعادة ويحذرهم من سبل الهلاك والشقاوة وقد نوه الله بهذه النعمة العظيمة والمنة الجسيمة في كتابه العزيز : " لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ "
       من أغنى أغنياء قريش حيث ورد أنه بنى ركن من أركان الكعبة الأربعة عندما قامت قريش بترميمها واشتركت باقي القبائل في بقية الأركان ،وورد كذلك أنه كان في موسم الحج وطول الأربعين ليلة يذبح للحجيج كل يوم عشرة من الإبل وقيل أن قافلة تجارته تقدر بمائة بعير حتى يقال انها لا تدخل من باب واحد بل من جميع أبواب مكة حتى تصل الجمال في وقت واحد. كانت قريش تسميه الوحيد أو وحيد مكة لان قبائل قريش تكسو الكعبة عام وهو وحده عام ، ويقال أنه أول من حرم الخمر في الجاهلية.
     أدرك الوليد بن المغيرة بعثة الرسول ولم يسلم، بل قال مستنكراً عدم نزول الدعوة عليه هو، وهو كبير قريش: "أينزل على محمد وأترك وأنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود عمرو بن عمير الثقفي سيد ثقيف، فنحن عظيما القريتين»،
 فأنزل الله فيه:  
[[وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ]]  الزخرف

     لما نشبت حرب بدر الكبرى جاء الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة إلى أبي جهل ابن هشام بن المغيرة ولما اختلى به سأله قائلاً
"أترى محمداً يكذب؟" فقال أبو جهل:
 "ما كذب قط وكنا نسميه الأمين ولكن إذا كان في بني هاشم السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة فأي شيء لبني مخزوم؟"
      
النبي في المسجد قرأ:
  [[ حم   تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ   غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ]] غافر

وكان الوليد يسمع قرأته ففطن له (أي انتبه) رسول الله وأعاد الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه فقال :
"والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه".
     ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد، وهو ريحانة قريش والله لتصبأن قريش كلهم.
فقال أبو جهل :أنا أكفيكموه.
فانطلق فقعد إلى جنب عمه الوليد حزيناً فقال له الوليد: "مالي أراك حزيناً يا ابن أخي؟"
فقال: "وما يمنعني أن أحزن؟ وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد وإنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن قحافة لتنال من فضل طعامهم" ،
فغضب الوليد وقال: "ألم تعلم قريش أني من أكثرها مالاً وولداً؟ وهل شبع محمد وأصحابه ليكون لهم فضل؟"
ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم:
"تزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتموه يحنق قط؟" قالوا "اللهم لا"،
قال: "تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط؟" قالوا "اللهم لا" ،
قال: "تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب؟" قالوا لا،
فقالت قريش للوليد فما هو؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال: "ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر."
فنزل فيه قول القرآن في سورة المدثر
[[ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَّمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا( جبل في جهنم) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ]]

[[ فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ  (الجموع المنوع) بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13) أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)]] سورة القلم

ماذا قالوا في رسول الله صلى الله عليه و سلم
- شبرك النمساوي:
إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته.
تولستوي:
(ليف تولستوي «1828 ـ 1910» الأديب العالمي الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية. ) قال: يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.

 فضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم

     عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
«من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرا» . رواه مسلم.

     -عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ .
قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

روى مسلم (384) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ ، حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ) .

     أفضل الأوقات للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها، لحديث أوس الثقفي رضي الله عنه قال:

<<من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة وفيه الصعقة. فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي.>> رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وصححه.

jeudi 23 novembre 2017

المولد النبوي الشريف

المولد النبوي- خطبة ج الحنفية 711/201
بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله الذي منّ علينا بالإسلام، وأرسل إلينا محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام، بعثه الله بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه، وسراجا منيرا: { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا } الأحزاب.
بعثه الله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، وحجة على العباد أجمعين.
فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } آل عمران
 { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [الأنبياء:107].
{ لقد جاءكم رسول الله من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } [التوبة:128].
و أشهد أن لا إلاه إلا الله...
و أشهد أنّ محمد رسول الله...

       معرفة سنة النبي القولية فرض عين، وإذا قال الله عز وجل:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ الأحزاب .
كيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم أسوة لنا حسنة إن لم نعرف سيرته، كيف عامل زوجته كيف عامل أولاده، كيف عامل جيرانه، كيف عامل أصحابه، كيف كان في سلمه، كيف كان في حربه، كيف كان في الفقر، كيف كان في الغنى، كيف كان في السراء، كيف كان في الضراء،
إذاً ومعرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم.
      حينما تحضر درس فقه السيرة لا تظننَّ أن هذا الحضور من نوافل العلم، بل من واجبات العلم، بل من الفرائض التي افترضت على المؤمنين، لأنهم مأمورون أن يأخذوا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما أمرهم، وقد نهوا أن ينتهوا عن كل شيء نهاهم عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
****
لقطات من حياة النبي الكريم :
      أخواننا الكرام، النبي الكريم له مواقف تحير العقول، الأنصار بعد غزوة حنين، وجدوا على أنفسهم تجاه النبي الكريم، من قسمته للغنائم...، جاءه سعد بن عبادة، قال:
يا رسول الله، إن قومي وجدوا عليك في أنفسهم – هم حزنوا في توزيع هذا الفيء-
قال: <<أين أنت منهم يا سعد؟ >>
قال: ما أنا إلا من قومي،
قال:<< اجمع لي قومك >>
فجمعهم،
قال: <<يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم، وجِدَةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم، من أجل لُعاعَة من الدنيا تألفت بها قوماً ليُسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم
يا معشر الأنصار، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون أنتم برسول الله إلى رحالكم؟
يا معشر الأنصار، أما إنكم لو شئتم لقلتم فَلصدقتم وصُدِّقتم،- لو قلتم هذا الكلام فالكلام صح، وأنتم صادقون- أتيتنا مُكذباً فصدقناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فأغنيناك،/ أوَجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لُعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟>>
 فبكوا حتى أَخضَلوا لِحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قَسْماً، وحسماً.
هذه من حنكته، من سياسته، من رحمته، من وفائه..

****
حينما فتح مكة المكرمة، دعاه سادتُها ليبيت عندهم،
قال:
<< انصبوا لي خيمة عند قبر خديجة >>
ونام إلى جانب قبرها ليعلم العالمَ كلُّه أن هذه المرأة التي في القبر شريكته في النصر...، وهو الوفاء، أيّها السادة لخديجة و اعترافا بدورها و نصرتها له...
<< قَالَ لِخَدِيجَةَ أَيْ خَدِيجَةُ مَا لِي؟ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي، قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَ اللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتُقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ".

بل ركز لواء النصر أمام قبرها.
****
  أحياناً تضيق الأمور ويقترب الناس من اليأس، ولنتعلم من تفاؤل النبي الكريم،
في أثناء الهجرة تبعه سراقة، ليأخذه، أو ليقتله، ويأخذ مئة ناقة، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً.
      النبي الكريم مهدور دمه، ملاحق، والجائزة مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً،
يقول له النبي الكريم:
<<يا سراقة، ما قولك إذا لبست سِوارَيْ كسرى؟ >
بشّر بفتح أعظم دولة في ذلك العصر وهو على تلك الحال!!!
سواريْ كسرى! ملك الفرس، الدولة الأولى في العالم، أقوى دولة في العالم، والذي حصل أنه جاءت كنوز كسرى في عهد عمر، وقال: <<أين سراقة؟ >>
      وجاء سراقة وألبسه سواريْ كسرى، وقال بعضهم:
أُعُيرابي من بني مُدلِج يلبس سواريْ كسرى؟!.

أيّها الإخوة،
تفاؤلوا، الله عز وجل لا يتخلى عنا جميعاً، التفاؤل جزء من الإيمان،
...لما خرج إلى الطائف، وفي الطائف كذَّبه أهلُها، وسخروا منه، بل أغْرَوا صبيانهم ليضربوه، وضربوه وسال الدم من قدميه الشريفتين، جاءه ملك الجبال، قال:
<< يا محمد، أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك، لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين >>
فقال:
<< لا يا أخي، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون، لعل الله يُخرج من أصلابهم من يوحده >>
 فهو لا ييأس من رحمة الله لعباده...

هذا الكمال، كمال النبوة.
أيها الأخوة الكرام، حينما عاد من الطائف ولم يؤمن به قومه، بل سخروا منه، بل كذبوه ... سأله مرافقُه سيدنا زيد، قال:
<<يا رسول الله أتعود إلى مكة وقد أخرجوك؟>>.

إذا ضاقت بنا الأمور في حياتنا الدنيا السيرة منهج لنا.
فقال هذه المقولة الرائعة، قال:
<< إن الله ناصرٌ نبيه >>.
و الله تعالى يقول للمؤمنين:
[[إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ]]. غافر 51


اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين،  
 اللهم فأسقنا غيثك، ولا تجعلنا من القانطين، ولا تَهلكنا بالسنين . اللهم انشر علينا رحمتك بالسحاب، سحاً وابلاً غدقا مغيثاً هنيئاً مريئاً مجلِّلاً نافعا غير ضار، اللهم لتحيي به البلاد، وتسقي به العباد، وتحيي به ما قد مات، وتردَّ به ما قد فات، وتنعش به الضعيف من عبادك، وتحيي به الميت من بلادك، اللهم سقيا هنيئة، اللهم سقيا هنيئة، تروى بها القيعان، وتسيل البطان، وتستورق الأشجار، وتُرخِّص الأسعار، اللهم إنا نسألك أن لا تردَّنا خائبين، اللهم إنا نسألك أن لا تردَّنا خائبين، اللهم إنا نسألك أن لا تردَّنا خائبين، فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا، وتنشر رحمتك، وأنت الولي الحميد.
نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً، وأمددنا بأموال وبنين، واجعل لنا جنات واجعل لنا أنهاراً.