dimanche 30 octobre 2016

ورثة ... لكن من مال حرام

  ***
*********************************************
ذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، إلى أن الموت لا يطيِّب المال الحرام، بل الواجب فيه الرد على مالكه إن كان معروفا، فإن لم يكن معروفا تصدق به. وهذا هو المتعين لبراءة الذمة .
قال ابن رشد الجد :"وأما الميراث: فلا يُطَيِّب المال الحرام، هذا هو الصحيح الذي يوجبه النظر، وقد روي عن بعض من تقدم أن الميراث يطيبه للوارث، وليس ذلك بصحيح"[1] 
وقد سئل يحيى بن إبراهيم المالكي -رحمه الله- عن المال الحرام: هل يحله الميراث أم لا؟ فأجاب: "لا يحل المال الحرام في قول مالك"[2] 
وقال النووي -رحمه الله-:"منْ وَرِثَ مَالًا وَلَمْ يَعْلَمْ مِنْ أَيْنَ كَسَبَهُ مُوَرِّثُه،ُأَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ؟ وَلَمْ تَكُنْ عَلَامَةً, فَهُوَ حَلَالٌ بِإِجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ, فَإِنْ عَلِمَ أَنَّ فِيهِ حَرَامًا وَشَكَّ فِي قَدْرِهِ أَخْرَجَ قَدْرَ الْحَرَامِ بِالِاجْتِهَادِ"[3] 
قال ابن القيم في قاعدة ذكرها في اختلاط المباح بالمحظور:"..فهي قسمان، أحدهما: أن يكون المحظور محرما لعينه كالدم والبول والخمر والميتة، والثاني: أن يكون محرما لكسبه لأ أنه حرام في عينه كالدرهم المغصوب مثلا، فهذا القسم الثاني لا يوجب اجتناب الحلال ولا تحريمه البتة بل إذا خالط ماله درهم حرام أو أكثر منه أخرج مقدار الحرام وحل له الباقي بلا كراهة سواء كان المخرج عين الحرام أو نظيره لأن التحريم لم يتعلق بذات الدرهم وجوهره وإنما تعلق بجهة الكسب فيه، فإذا خرج نظيره من كل وجه لم يبق لتحريم ما عداه معنى هذا هو الصحيح في هذا النوع ولا تقوم مصالح الخلق إلا به"[4] 
وبناء على هذا التمييز بين المحرم لذاته والمحرم لكسبه أفتى بعض الفقهاء كابن العثيمين مثلا فقال : ( ما حَرُمَ لكسبه فهو حرام على الكاسب مثل الربا ، فإذا مات الإنسان الذي كان يتعامل بالربا فماله حلال لورثته . أما ما حُرِّم لعينه كالخمر فذلك حرام على الناقل ومن ينتقل إليه . وكذلك ما كان محرماً قد بقي فيه التحريم مثل المغصوب والمسروق . فلو أن إنساناً سرق مالاً ثم مات فإنه لا يحل للوارث ، ثم إن كان يعلم صاحبه أعطاه إياه وإلا تصدق به عنه )واضافوا : "
" وأما الخبيث لكسبه فمثل المأخوذ عن طريق الغش ، أو عن طريق الربا ، أو عن طريق الكذب ، وما أشبه ذلك ؛ وهذا محرم على مكتسبه ، وليس محرما على غيره إذا اكتسبه منه بطريق مباح ؛ ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل اليهود مع أنهم كانوا يأكلون السحت ، ويأخذون الربا ، فدل ذلك على أنه لا يحرم على غير الكاسب " وٍوأفتت اللجنة الدائمة فيمن بنى منزلا بقرض ربوي أنه تلزمه التوبة والاستغفار ، ولا يلزمه هدم المنزل ، بل ينتفع به بالسكنى وغيرها ." .هذا اذا كان المال كله حراما .أما اذا كان مختلطا بين حلال وحرام فقد أوضح القرافي موقف علماء المالكية في هذه المسألة ولخص آراءهم وبينها، فقال: فإن كان الغالب الحلال أجاز ابن القاسم معاملته واستقراضه، وقبض الدين منه، وقبول هديته وهبته وأكل طعامه، وحرم جميع ذلك ابن وهب وكذلك أصبغ، على أصله من أن المال إذا خالطه حرام يبقى حراماً كله يلزمه التصدق بجميعه. " ....
==========================
[1] (- المقدمات الممهدات، المؤلف: أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي، الناشر: دار الغرب الإسلامي، الطبعة: الأولى، 1408هـ-1988م، الجزء: الثاني، كتاب التجارة إلى أرض الحرب، ص:(159).
[2] ( - المعيار المعرب، والجامع المغرب، عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب، تأليف: أبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي، الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للملكة المغربية-الرباط، 1401هـ-1981م، الجزء: السادس، ص:(147).
[3] (- المجموع شرح المهذب، للإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، الناشر: بيت الأفكار الدولية، لبنان–بيروت، 2009م، كتاب: البيوع، الجزء: الثاني، ص:(2124).
[4] (- بدائع الفوائد، ابن القيم الجوزية، الجزء: الثالث، ص:(775).
..... مادة مجمعة ....
سامي بالحاج علي المرزوقي

vendredi 28 octobre 2016

وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ - خطبة

  بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، والحمد لله على ما قدره بحكمته من دقيق الأمر وجله،
      وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك كله، وله الحمد كله، وبيده الخير كله،
      وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما.
     

أخرج الترمذى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
1.                        «سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ: انْتِظَارُ الْفَرَجِ».
      ذلك أنّ أشرفَ العبادات، تَوَجُّهُ القلب بهمومِه كلِّها إلى مولاه، فإذا نزل به ضِيقٌ انتظرَ فرَجَه منه لا ممَّن سِواه.

قيل لعُمرَ رضي الله عنه:
 اشتدَّ القحْطُ وقَنَطَ الناسُ، فقال: الآن يُمْطَرون. وأخذ ذلك من هذه الآية ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ (الشورى 28).
قال تعالى
﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (الأعراف 56)،
      وانتظارُ الفرَج الذي هو عِبادةٌ ليس قُعودًا ولا استسلامًا للواقعِ والظُّلمِ، وإنما هو عملٌ قلبيٌّ رُوحيٌّ، وعملٌ عقليٌّ فكريٌّ، وعملٌ ماديٌّ حسيٌّ، فهو اكتسابٌ للأسبابِ كلِّها في الحقيقةِ،

      قد تناول الحسنُ البصريُّ قومًا غرَّتهم الأمانيُّ «وقالوا: نُحْسِنُ الظَّنَّ باللهِ، وكذَبُوا، لو أَحْسنُوا الظَّنَّ لَأَحْسَنُوا العمَل».
     
      كلما أُغْلِق أمامَك بابٌ فابحثْ عن بابٍ آخر، وكلما امتنعَ منك سببٌ فتعلَّقْ بسببٍ آخر، واستعِنْ الله 
لا تَيْأَسَنَّ إذَا مَا ضِقْتَ مِنْ فَرَجٍ      يَأْتِي بهِ اللهُ في الرَّوْحَاتِ والدُّلَجِ
وَإِنْ تَضَايَقَ بَابٌ عَنْكَ مُرْتَتَجٌ      فَاطْلُبْ لِنَفْسِكِ بَابًا غَيْرَ مُرْتَتَجِ
قال ابنُ عطاءِ الله:
«سَوابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدَارِ»،
فمهما كانتْ هِمَّتُك وتوفُّرُ الأسبابِ لديْكَ فلنْ تحقِّقَ ما هممْتَ به، إلا أنْ يكونَ قد سبَقَ في قَدَرِ الله وقوعُه، فإن وجدتَ سورَ القَدَرِ مضروبًا ووجدتَ نفسَك أمامَ سبيلٍ مسدودٍ فلا تتوقَّفْ أمامَه، بل ابذُل الجهدَ في غيره ممَّا تملكُ فعلَه، مُستعِينًا بالله مُتَعلِّقًا بجنابه:
إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ أَمْراً فَدَعْهُ      وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيعُ
وَصِلْهُ بِالدُّعَاءِ فَكُلُّ أَمْرٍ      سَمَا لَكَ أَوْ سَمَوْتَ لَهُ وُلُوعُ

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران 146-148).

...و إيّاك أن تستعجل فلو شاء الله لعجّل لك
[[ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب]]

      وتأمَّلْ قولَ ابنِ عطاء الله:
«لا يكُنْ تَأخُّرُ أَمَد العَطاء مَعَ الإلْحاحِ في الدّعَاءِ مُوجِبًا ليأسِكَ، فهو ضَمِنَ لَكَ الإجابَةَ فيما يختارُهُ لكَ، لا فيما تختاره لنَفْسكَ، وفي الوقْتِ الذي يريدُ، لا في الوقْتِ الذي تُريدُ».
      كل يوم تعيشه هو هدية من الله فلا تضيعه بالقلق من المستقبل أو الحسرة على الماضي ، فقط توكل على الله واستمر بحياتك ..ردد دائما قول السيدة هاجر: ((  إن الله لن يضيعنا ))
كيف نستعين بالله؟
1- أن نؤمن أنه القدير، يستطيع فعل أي شيء.
2- أن نأخذ بالأسباب.
3- حسن الظن بالله، فلا نختبره و لا نجربه.
4- تفويض...
      و لا تحزن فإنّ الحُزن يضعف القلب ويضر الإرادة ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن لذلك إفرحوا وإستبشروا وتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله.
الفأر الحكيم والأسد .... قصة
يحكى أن فأراً حكيماً كان يتعلم من كل شيء حوله في الغابة ، ويعرف نقاط ضعف الجميع على الرغم من ضعفه ، وفي أحد الأيام اجتمعت الحيوانات حوله لترى حكمته فأراد أن يعلمهم درساً وقال بثقة بالغة اسمح لي أيها الأسد أن أتكلم وأعطني الأمان فقال الأسد تكلم أيها الفأر
فقال الفأر مخاطباً الأسد أمام مرأى الجميع : أنا أستطيع أن أقتلك خلال شهر واحد
فضحك الأسد وقال بكل غرور : أنت تقتلني خلال شهر
ثم أتبع كلامه قبلت ولكن إن لم تقتلني خلال هذا الشهر سأقتلك بعد انقضائه
وافق الفأر على هذا الشرط وقبل دون تردد
مرت الأيام وفي الاسبوع الأول بدأ الأسد يحلم بأن الفأر يقتله فعلاً

بدا على الأسد الارتباك ولكنه لم يعر الموضوع اهتمام ظاهرياً

وفي الاسبوع الثاني بدأ الخوف يتسلسل للأسد لأنه شعر أن أحلامه لا تأتي من فراغ
وفي الاسبوع الثالث عشعش الخوف في صدر هذا الأسد
وبدأ يحدث نفسه ماذا لو كان كلام الفأر صحيح ....
وفي الأسبوع الرابع كان الأسد مرتعباً
وفي اليوم المرتقب دخلت الحيونات مع الفأر على الأسد
وكانت المفاجئة أنهم وجدوا الأسد ميتاً ..

هل تعلم من هو الأسد؟
.هو شخصيتك التي من المفترض أن تكون قوية جدا بإيمانها
والفأرة هي قلقك وخوفك .
 لقد علم الفأر أن انتظار المصائب هو أقصى شيء على النفس ..
فكم مرة قد انتظرت شيء ليحدث ولم يحدث وقد أضناك انتظاره وأتعبك خوفك منه
وكم مصيبة نتوقعها ولا تحدث بمثل المستوى الذي نريد فنخسر عمرنا متوجسين منها
لذلك من اليوم ينبغي أن ننطلق في الحياة ولا ننتظر المصائب
لأننا نعلم أنها ابتلاء وسوف تحل عاجلاً أم آجل
فلا تشغل نفسك بها فتضيع عمرك
ركز في يومك وكن إيجابي وتوقع الخير فالله عند ظن عبده !
" تفائلوا خيراً تجدوه "
دعــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
اللهمّ أنت إلهنا، وأنت ملاذُنا، وأنت عِياذنا، وعليك اتكالُنا، اكشِف عنا وعن المسلمين كلَّ بلاء، اصرف عنا وعن المسلمين كلَّ ضراء، ادفَع عنا وعن المسلمين كلَّ بأساء، اللهمّ احفظ منا ومن المسلمين الأعراض والدماء، اللهمّ احفظ منا ومن المسلمين الأعراضَ والدماء، اللهم انصُر إخواننا المستضعفين في فلسطين على اليهود الغاصبين…
اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا بانتظار فريضة من فرائضك أن تقضي على الفساد والمفسدين، اللهم اقض على الفساد والمفسدين، اللهم إنا نسألك أن تقي بلادنا شرّ الفتن ما ظهر منها وما بطن، و ارزقنا الأمن  والإستقرار  و الصلاح.


"هو"

"هو": فلا يرى المؤمن في حياته إلا الله. و "هو"، كما قال عنها العلماء : وحدة المشاهدة، كلّما نما إيمانك ترى الله وراء كلّ شيء و كلّما ضعف إيمانك تُحجب عن الخالق بالخلق، و يُحجب الانسان عن المنعم بالنعمة ...فما هو الفرق بين المؤمن و الكافر ؟
الكافر مع النعمة و لكنّ المؤمن مع المنعم.
(موسوعة الاسماء الحسنى- د.راتب النابلسي)

dimanche 23 octobre 2016

القزع ... وأشكال حلاقة الراس

لم يتشدد المالكية في القزع ولم يصلوا الى حد تحريمه اذ ربطوا بين مرض القزع وحلاقة القزع .فوضعوه في باب الطب النبوي لا باب التحسينيات او اللباس والزينة .و عللوا الحديث التبوي فيه بالمرض المستوجب حلق الراس كله او تركه كله ...فاباحوه للمرض وكرهوه كراهة تنزيه لغير ذلك...فمن عادات الفبائل العربية في اطفالها ورجال حربها ترك القصة أوالقفا أو شعر الجمع اي أم الرأس ...ومن عادة النساء في الجاهلية والاسلام ترك شعر الرأس بعد حلاقته وفرة أو جمًة ... والحديث المختلف في دلالته على التحريم او الكراهة المعللة ...هو ما رواه الشيخان البخاري (5921) ومسلم (2120) وأحمد (5356) وأبو داود (4193) : قال أبو سلام كما في (المصنف) لابن أبي شيبة (25264)،: "دخلت على عائشة – رضي الله عنها - وفي رأسي قزع، فأمرت به فجز أو حلق".وحديث النهي :نهى رسول الله عن القزع .وقال احلقوا كله أو ذروا كله " .. . قال النووي : "وأجمع العلماء على كراهة القزع إذا كان في مواضع متفرقة إلا أن يكون لمداواة ونحوها وهي كراهة تنزيه "، وقال :" وَكَرِهَهُ مَالِك فِي الْجَارِيَة وَالْغُلَام مُطْلَقًا ، وَقَالَ بَعْض أَصْحَابه : لَا بَأْس بِهِ فِي الْقِصَّة وَالْقَفَا لِلْغُلَامِ ...ومذهبنا كراهته مطلقا للرجل والمرأة لعموم الحديث " ( انظر عون المعبود ج11 ص 165)...فاذا انضاف حكم الكراهة الى حكم التشبه بغير المسلمين او بالفساق واهل الشذوذ تغير الامر ... والله أعلم
عن : 
سامي بالحاج علي المرزوقي

samedi 22 octobre 2016

اللحية سنة وحلقها حرام ...؟


بسم الله الرحمن الرحيم
**********************************************************
الى الحلاق الذي قيل له ان كسبه حرام ولحم ابنائه نبت من سحت ؟؟؟
******************************************************************
السنة عند المحدثين تطلق على جميع ما نقل عن النبي –صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلُقيَّة أو خَلْقيَّة، وهي بهذا المعنى تشمل كل ما نقل عن النبي –صلى الله عليه وسلم- الأمر به أو النهي عنه؛ سواء كان الأمر إيجاباً أو ندباً والنهي تحريمًا أو كراهةً، وكذلك الحال بالنسبة للمباح.
والسنة عند الفقهاء والأصوليين بمعنى ما طلب طلباً غير جازم، فانحصرت في المندوبات وخرج بذلك الواجب والمحرم والمكروه؛ لأن طلب الواجب جازم، والمحرم والمكروه غير مطلوبين، والمباح مخير فيه بين الفعل والترك فلا طلب حقيقي فيه.
وعند المحدثين :هناك سنة واجب العمل بها، وسنة مندوب العمل بها، والمراد بها هنا ما ثبت بالسنة...اي تنقسم السنة عندهم الى سنة واجبة وسنة مؤكدة وسنة مستحبة . والسنة مؤكدة كرغيبة الفجر وصلاة الوتر، وضابطها ما واظب عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- مع الترك ما بلا عذر.
ولا وجود لهذه التقسيمات عند الفقهاء والأصوليين فالسنة عندهم: ما يثاب على فعله، ولا يعاقب على تركه؛ فلا تشمل الواجب و لاالمباح ولا المكروه ولا المحرم . واقروا بوجود السنة المؤكدة.
*************************************************************
وعن اللحية فالمعتمد عند الشافعية كراهية حلق اللحية لا حرمته .
ذكر ذلك شيخا المذهب الشافعي: الإمام النووي والإمام الرافعي، وأقرهم عليه المتأخرون كابن حجر الهيتمي والرملي وهما عمدة من جاء بعدهم في الفتوى على المذهب .
وانظر كلام الرملي في الفتاوى المطبوعة بهامش فتاوى ابن حجر 4/ 69:
( باب العقيقة ) ( سئل ) هل يحرم حلق الذقن ونتفها أو لا ؟ ( فأجاب ) بأن حلق لحية الرجل ونتفها مكروه لا حرام , وقول الحليمي ‏في منهاجه لا يحل لأحد أن يحلق لحيته ولا حاجبيه ضعيف .‏ والقول بالكراهة لحلق اللحية صرح به في كتاب الشهادات البجيرمي في حاشيته على شرح الخطيب لمتن أبي شجاع في الفقه الشافعي. وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى كما في شرح مسلم (1/154( :"يكره حلقها وقصها وتحريقها أما الأخذ من طولها وعرضها فحسن".
, وقد قال شطا الدمياطي في حاشيته النفيسة في المذهب "إعانة الطالبين" 2 / 240 عند قول الشارح (ويحرم حلق اللحية) ما نصه :" المعتمد عند الغزالي وشيخ الإسلام _ أي القاضي زكريا الأنصاري كما هو اصطلاح المتأخرين _ وابن حجر في التحفة والرملي والخطيب _ أي الشربيني _ وغيرهم الكراهة ."
,وأما فتاوى العلماء المعاصرين فأغلب علماء السعودية على حرمة حلقها –وفتاواهم في ذلك أشهر من أن تذكر- ولكن الغريب أنه لا تنشر الفتاوى الأخرى المبيحة أو الكارهة فقط لحلقها, وكذلك لا تنشر فتاوى من حرم حلقها في الظروف العادية ورخص في حلقها في ظروف استثنائية كالظروف التي تعيشها بلادنا وقد جمعنا طرفا من ذلك:ومنهم الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق وقد قال :"ومَن حلَقها، فقد فعل مَكروهًا، لا يأثَمُ بفِعله هذا اعتبارًا لأدلة هذا الفريق. " وافتى بحلق اللحية عند طلب الوالدين ذلك .ومنهم ايضا صاحب كتاب " اللحية دراسية حديثية فقيهة " للعلامة المحدث السعودي عبدالله يوسف الجديع الأمين العام للمجلس الأوربي للإفتاء سابقا .ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي في قوله : "ولعل أوسطها أقربها وأعدلها -وهو القول بالكراهة- فإن الأمر لا يدل على الوجوب جزما وإن علل بمخالفة الكفار، وأقرب مثل على ذلك هو الأمر بصبغ الشيب مخالفة لليهود والنصارى، فإن بعض الصحابة لم يصبغوا، فدل على أن الأمر للاستحباب. " ومنهم الشيخ فيصل مولوي-نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء- وقد قال : "والأصح في مذهب الشافعية أن حلق اللحية مكروه، وقال كثير من العلماء المعاصرين إن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحى وتوفيرها إنما يُحمل على الاستحباب وليس الوجوب،" ومنهم ايضا الشيخ عطية صقر-رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقا ومن كبار علماء الأزهر الشريف ومنهم الدكتور/محمد سيد أحمد المسير-أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر- ومنهم الدكتور/أحمد عمر هاشم-رئيس جامعة الأزهر سابقا- وقد قال : حالق اللحية ليس مرتكبا لذنب؛ لأن اللحية سنة، من سنن العادات... لكني أقول لك مع أن حلق اللحية ليس إثما: الأفضل إعفاؤها " ومنهم الشيخ عبد الرزاق القطان -مقرِّر هيئة الفتوى والرقابة الشرعيَّة ببيت التمويل الكويتي- ومنهم الشيخ محمود شلتوت الذي يقول : "ونحن لو تمشينا مع التحريم لمجرد المشابهة في كل ما عرف عنهم من العادات والمظاهر الزمنية لوجب علينا الآن تحريم إعفاء اللحى لأنه شأن الرهبان في سائر الأمم التي تخالف في الدين ؟ "...
............... مادة مجمعة ....................


محمد نذير الخنوسي
من باب الأمانة العلمية: العجب أنكم تذمون أصحاب "الراجح" و"الــلامذهبية" الذين لا يتقيدون بمشهور مذهب مالك وينقرون من كل مذهب نقر الديك (وحق لكم ذلك الإنكار)، ولكنكم حينما لا تعجبكم مسألة في المذهب فإنكم تصنعون مثل صنيعهم وتنقرون في المذاهب الأخرى أيهم أسهل.........!!!

أما في مذهبنا، أليس يقول الشيخ الحطاب قي مواهب الجليل م1-ص216 في تنبيهات بعد ذكر قول خليل: "وفي لحيته قولان":

«حلق اللحية لا يجوز وكذلك الشارب وهو مثلة و بدعة يؤدب من حلق لحيته او شاربه»انتهى...؟؟؟؟

وأليس يقول الإمام العلامة زروق الفاسي رحمه الله في شرحه على الرسالة

ومعنى توفر تترك على حالها دون نقص لأنها وجه الانسان و زينته ويمنع حلقها وحلق الشيب منها

وأليس يقول العدوي في حاشيته على شرح رزوق هذا: قَوْلُهُ: لِأَنَّ حَلْقَهُمَا بِدْعَةٌ] أَيْ بِدْعَةٌ مُحَرَّمَةٌ فِي اللِّحْيَةِ فِي حَقِّ الرَّجُلِ

ويقول أيضاً: [قَوْلُهُ: فِي الْمُوَطَّأِ] أَيْ فَفِي الْمُوَطَّأِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِإِحْفَاءِ الشَّوَارِبِ وَإِعْفَاءِ اللِّحَى» وَهُوَ لِلْوُجُوبِ إذَا كَانَ يَحْصُلُ بِالْقَصِّ مُثْلَةٌ

وإلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة المتوافرة الواضحة التي لا يتطرق إليها احتمال!!!

وإذا كان حلقها في مذهبنا حراماً وبدعة فالحالق آثم وثمن حلقه من المال الحرام تبعاً لقاعدة "إن الله إذا حرَّم شيئاً حرَّم ثمنه" ولأنه يتعاون مع زبنه على الإثم والعدوان!

فلما يا ترى الحيد عن هذه النصوص البينة والنقر من مذهب الشافعيِّ (رحمه الله تعالى ورضي الله عنه وأرضاه)؟؟؟

ألسنا مالكية نتبع المشهور من المذهب؟؟؟ أم أن مالكيتنا تبرز تارة حينما يراد إقحام الشباب المتمذهبين على غير مذهبنا (مذهب """السعودية""" كما يُزعم) في مسائل كالسدل وتحية المسجد والإمام يخطب إلخ، ثم تختفي حينما نأتي إلى مواضع لا يعجبنا فيها جِدّ علمائنا رحمهم الله؟
J’aime · Répondre · 5 · 11 h · Modifié
سامي بالحاج علي المرزوقي
سامي بالحاج علي المرزوقي
ثبت عن سيدتنا أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت: (كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد: أن ابن وليدة زمعة مني، فاقبضه إليك. فلما كان عام الفتح أخذه سعد وقال: ابن أخي، قد كان عهد إليّ فيه، فقام إليه عبد بن زمعة فقال: أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه، فتساوقا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال سعد: يا رسول الله! إن أخي قد كان عهد إليّ فيه، وقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هو لك يا عبد بن زمعة، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "الولد للفراش وللعاهر الحجر".
ثم قال لسودة بنت زمعة، احتجبي منه؛ لما رأى من شبهه بعتبة بن أبي وقاص. قالت أم المؤمنوجاء أيضاً من حديث عائشة - رضي الله عنها-:
"أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها؛ فنكاحها باطل ـ ثلاث مرات ـ فإن دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها"ين عائشة - رضي الله عنها- وأرضاها:
فما رآها حتى لقي الله" ....وجاء أيضاً من حديث عائشة - رضي الله عنها-:

"أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها؛ فنكاحها باطل ـ ثلاث مرات ـ فإن دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها"..

dimanche 16 octobre 2016

الذكر الجماعي بعد الصلوات

°° السنة ... في الذكر الجماعي بعد الصلوات °°°
.........................................................
:جاء في صحيح مسلم : عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : (ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بالتكبير) وفي رواية: "كنت أعرف انقضاء صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير".... وفي صحيح البخاري : باب الذكر بعد الصلاة :حدثنا إسحاق بن نصر قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عمرو أن أبا معبد مولى ابن عباس أخبره أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن عباس كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته ... وسئل الأوزاعي: هل الذكر بعد الصلاة أفضل أم تلاوة القرآن فقال: ليس شيء يعدل القرآن ولكن كان هدي السلف الذكر.وعن ابن عباس: أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ. .قال ابن حجر: وقد كان أصحاب رسول الله يجهرون بالذكر عقب الصلوات ...

mardi 11 octobre 2016

التحذير من الفتوى بغير علم

التحذير من الفتوى بغير علم- ج الحنفية- 10/2016
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنـا ومن سيئـات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له،
وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبد الله ورسوله وصفيّه وحبيبه، صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله.
أمام هذه الجرأة على قداسة الفتوى حريٌّ بنا - عبادَ الله - أن نتذاكر أمر الفُتيا، وعِظم شأنها، وصفات أهلها، وأخبار سلفنا معها.
..إذ هي توقيع عن رب العالمين، ووقوف بين الله - تعالى - وخلقه.

فقد قرَن التقوُّلَ عليه وعلى شرعه بلا علم، بالفواحش والظلم والإشراك؛
﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ الأعراف
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم القائل في محكم كتابه:
﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾   الإسراء/36.

وقال - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116].

﴿ وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ﴾ [الزُّمر: 60]؟!
إخوة الإيمان ، أخرج أبو داود قصة الرجل الذي كانت برأسه شجّة (أي كان برأسه جرح) فأجنب في ليلة باردة (وجب عليه الاغتسال في ليلة باردة) فاستفتى من معه (وكانوا ليسوا أهلاً للسؤال) فقالوا له: اغتسل ،

حَمَلُوا "الْوِجْدَانَ" عَلَى حَقِيقَتِهِ وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْوِجْدَانَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ فِي حُكْمِ الْفِقْدَانِ
فاغتسل فمات فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"قتلوه قتلهم الله(قَالَهُ زَجْرًا وَتَهْدِيدًا )، ألاّ سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العيِّ السؤال" . أي شفاء الجهل السؤال .

وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما كان يكفيه أن يتيمّم أويعصِب على جرحه خِرْقةً ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده".

﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾
لا تقل قولاً بغير علم لأن من معاصي اللسان التي هي من الكبائر أن يفتي الشخص بفتوى بغير علم،
وقد صحّ وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه سُئل عن بعض الأشياء فقال: "لا أدري" ثم سأل جبريل فقال: "لا أدري أسأل ربّ العزة" فسأل الله تعالى فعلّمه جواب ذلك السؤال، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ماذا علّمه ربه، وهذا السؤال كان عن خير البقاع وشر البقاع، وفي لفظ عن خير البلاد وشرها.
فقال جبريل عليه السلام: "خير البلاد المساجد" وفي لفظ: "خير البقاع المساجد وشرّ البقاع الأسواق".
فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا ; فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا }

 وَفِي أَثَرٍ مَرْفُوعٍ ذَكَرَهُ أَبُو الْفَرَجِ وَغَيْرُهُ : { مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَمَلَائِكَةُ الْأَرْضِ } .
فكم وكم من الناس يهلكون أنفسهم ويهلكون غيرهم بسبب فتوى بغير علم ، بسبب فتوى ما أنزل الله تعالى بها من سلطان .

لذلك أخي المسلم إن سئلت عن مسئلة ما ثبت لك فيها نقل ، ما سمعت بها قل : لا أدري . وتذكّر قول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾.

قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116]: قال صاحب الكَشَّاف: "ولا تقولوا هذا حلاٌل وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب؛ أي: لا تحرموا ولا تُحلِّلوا لأجل قولٍ تنطق به ألسنتكم، ويجول في أفواهكم، لا لأجل حجة وبينة، ولكن قولٌ ساذج، ودعوى فارغة"
وقد قال بعض الصحابة:
"أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار".
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
"العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنّة محكمة ولا أدري".

فمن أفتى فإن كان مجتهدًا أفتى على حسب اجتهاده، وإن لم يكن مجتهدًا فليس له أن يفتي إلا اعتمادًا على فتوى إمام مجتهد منصوص له.

فمن سئل عن مسئلة ولم يكن عنده علم بحكمها فلا يغفل كلمة لا أدري.
فقد جاء عن مالك رضي الله عنه أنه سئل ثمانية وأربعين سؤالاً فأجاب عن ستة وقال عن البقية لا أدري .

وروي عن سيدنا عليّ رضي الله عنه أنه سُئل عن شىء فقال: "وابردها على الكبد أن أُسأل عن شىء لا علم لي به فأقول لا أدري".

فإذا كان هذا حال أعلمِ الصحابة علي رضي الله عنه الذي قال سيدنا عمر رضي الله عنه فيه: "نعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن" فكيف حال من سواه .

واسمعوا معي جيدًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلّغ لا فقه عنده" بلغ درجة التواتر ..
وأفهمنا بحديثه هذا بقوله: "فرب مبلِّغ لا فقه عنده" أن بعض من كانوا يسمعون منه الحديث ليس لهم فقه أي قدرة على استخراج الأحكام من حديثه وإنما حظُّهم أن يرووا عنه ما سمعوه مع كونهم يفهمون اللغة العربية الفصحى، فما بال بعض الناس الذين يتجرؤون على الفتوى بغير علم ويقولون :
" أولئك رجال ونحن رجال ".
أولئك رجال يعنون المجتهدين كالأئمة الأربعة كالشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فلا شك إخوة الإيمان أن الفوز العظيم هو باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم اتباعًا كاملاً وليس باتباع الهوى والنفس الأمّارة بالسوء، فلقد صدق شيخنا العبدري رضي الله عنه حين قال: "من اتبّع الهوى هوى".
***
اللهم من كان على هوى أو على رأي ، وهو يظن أنه على الحق ، وليس هو على الحق ، فردّه إلى الحق ، حتى لا يضل به من هذه الأمة أحد .اللهم لا تشغل قلوبنا بما تكفّلت لنا به ، ولا تجعلنا في رزقك خولا لغيرك ، ولا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا ،   اللهم أعِزَّنا ولا تذلنا ، أعزنا بالطاعة ، ولا تذلنا بالمعاصي .
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا ربنا سميع قريب مجيب الدعوات.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.   ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.