jeudi 28 septembre 2017

الزكاة و عاشوراء- خطبة ج.الحنفية 9/2017


بسم الله الرحمن الرحيم
      إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَسْتَعينُهُ ونَسْتَهْديهِ ونَشْكُرُهُ، ونَعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنا ومِن سَيِّئاتِ أَعْمالِنَا، من يَهْدِ الله فلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ فلا هادِىَ لَهُ،
 وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مَثيل ولا شبيه ولا ضِدَّ ولا نِدَّ له.
وأشهدُ أنَّ سَيِّدَنا وحَبيبَنا وعَظيمَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ أعيُنِنا مُحمّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبيبُهُ مَن بَعَثَهُ اللهُ رَحمَةً لِلْعالَمينَ هادِيًا ومُبَشِّرًا ونَذيرًا بَلَّغَ الرِّسالَةَ وأَدَّى الأَمانَةَ ونَصَحَ الأُمَّةَ وجاهَدَ فى اللهِ حَقَّ جِهادِهِ فَجَزاهُ اللهُ عَنَّا خَيْرَ ما جَزَى نَبِيًّا مِن أَنبِيَائِه.
اللَّهُمَّ صلِّ على سيّدِنا محمدٍ وعلى ءالِ سيدِنا محمدٍ كَما صَلَّيْتَ على سَيِّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبراهيمَ وبارِكْ على سيِّدِنا محمّدٍ وعلى ءالِ سيِّدِنا محمّدٍ كما بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيِّدِنا إبراهيمَ إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ.
[[ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ]].

و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم:
<<... ولم يمنعوا زكاة مالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا >>الحاكم وصححهوغيره
<< ما تلف مال في برٍ أو بحرٍ إلا بحبس الزكاة >>
رواه الطبراني في الأوسط.
       وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
<<إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى أَغْنِيَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ قَدْرَ الَّذِي يَسَعُ فُقَرَاءَهُمْ ، وَلَنْ يُجْهَدَ الْفُقَرَاءُ إِلا إِذَا جَاعُوا وَعُرُّوا مِمَّا يَصْنَعُ أَغْنِيَاؤُهُمْ ، أَلا وَإِنَّ اللَّهَ مُحَاسِبُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَابًا شَدِيدًا ، وَمُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا نُكْرًا >> [ الطبراني في المعجم الصغير ]
 ويقول الإمام علي كرَّم الله وجهه:
<<.. إذا بخل الغني بماله، باع الفقير آخرته بدنيا  
ويَقولُ النَّبِيُّ الأَعْظَمُ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
<< مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ لاَ يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ العِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ...>>  . رَواهُ مُسْلِم.

      حرَّم الله كنز المال، وأعلن القرآن عن سخط الله على الكانزين الأشحاء، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(34)يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾
( سورة التوبة )
 وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن كل مالْ أُديت زكاته ليس بكنز،

      الزكاة:  8620.750
إنها فريضة لازمة يُكفَّر مَن جاحدها، ويفسق من منعها، وإنها ليست تبرعاً، يتفضل به غني على فقير، أو يُحسن به واجدٌ إلى معدوم بل هي حق للسائل و المحروم فرضه الله في أموال الأغنياء
الزكاة، حارس على الأموال وعلى أصحابها، فإذا شبع الجائع، واكتسى العاري عمّ الأمن والسلام، إنها تطبع الفرد على حب البذل والسخاء، وتغرس في المجتمع بذور التعاون والإخاء، وهي لا تَحلُ المشكلة المالية بالعصا والسوط، ولكن بإيقاظ الضمائر وتنوير العقول.
      قال صلى الله عليه وسلم:
<< إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره >>
[رواه ابن خزيمة وصححه الحاكم على شرط مسلم ]
و روي عنه، صلى الله عليه و سلم أيضاً:
<< مَا تَلَفَ مَالٌ فِي بَرٍّ وَلا بَحْرٍ إِلا بِمَنْعِ الزَّكَاةِ ، فَحَرِّزُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ ، ...>>
      على كل مسلم أن يعلم أن الزكاة فرض واجب، ولا تبرأ منها الذمة حتى تُوضع في الموضع الذي عيّنه الله -عز وجل- في كتابه الكريم في الأصناف الثمانية:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} التوبة،
فلا يجوز للمسلم أن يحابي ويجامل فيها أحدًا ممن لا يستحقها.
ولا بُدَّ فيها من الإخلاص لله رب العالمين، فلا يكون فيها رياءٌ ولا سمعةٌ ولا منّةٌ ولا أذى أو ترفّعٌ على الفقراء والمساكين، فهي حَقٌّ لهم في ذلك المال، يجب على المسلم أن يدفعها لهم دون منٍّ ولا أذى، خالصة لله من كل شائبة تشوبها لئلا يَحبط عملُ المسلم وأجره بذلك.
طيبة نفسه بها معتبرا أنها مغنما لا مغرما.

 في الخبر عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " إِذَا أَعْطَيْتُمُ الزَّكَاةَ فَلَا تَنْسَوْا ثَوَابَهَا أَنْ تَقُولُوا : اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مَغْنَمًا ، وَلَا تَجْعَلْهَا مَغْرَمًا "  
 وَالتَّنْقِيصَ كَالْغَرَامَةِ ، وَيَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى تَوْفِيقِهِ لِأَدَائِهَا ، ( وَيَقُولُ الْآخِذُ : آجَرَكَ اللَّهُ فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَبَارَكَ لَكَ فِيمَا أَبْقَيْتَ ، وَجَعَلَهُ لَكَ طَهُورًا ) ؛
      ولا يجوز أن تُصرف الزكاةُ في غير الأصناف الثمانية المذكورة في الآية؛ كشراء مصاحف أو بناء مساجد وتأثيثها أو غيرها من المشاريع الخيرية وإنما هذه تعطى من صدقات التطوع. ولا تحل الزكاة لغني ولا لقوي مكتسب، وإذا أعطاها المسلم شخصًا اجتهد وغلب على ظنه أنه مستحق وتبيّن أنه غير مستحق أجزأت عنه، والإثم يكون على ذلك الذي أخذها وهو لا يستحقها وهو يعلم أنها زكاة.
      ويجوز أن يدفعها المسلم إلى أقاربه الذين لا تجب نفقتهم عليه إن كانوا مستحقين لها، بل هو بذلك يجمع بين الصدقة والصلة.

عاشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوراء
قال النبي صلى الله عليه وسلّم:
"أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المُحرّم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" رواه مسلم.

في مسند الإمام أحمد: (مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم بأُناسٍ من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء، فقال: ما هذا من الصوم؟
 قالوا: هذا اليوم الذي نجّى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغَرَّق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي، فصام نوحٌ وموسى شكرًا لله، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: "أنا أحقُّ بموسى، وأحقُّ بصوم هذا اليوم" فأمر أصحابه بالصوم).

وفي صحيح البخاري:
<<هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائمٌ فمن شاء فليصم ومن شاء فليُفطر).
وفي صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: وسُئل – أي رسول الله صلى الله عليه وسلّم – عن صوم عاشوراء؟ فقال:
<< يُكفِّر السنة الماضية>>
ويُسن أيضاً صيام تاسوعاء، وهو تاسع المحرم لقوله صلى الله عله وسلّم:
<< لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع>>. رواه مسلم،
ولكن مات رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبله.


vendredi 22 septembre 2017

الهجرة.الحنفية 11/2014* 9/2017


بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما توفيقي ولا اعتصامي ولا توكُّلي إلا على الله.
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،  
 وأشهد أنَّ سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلَّم، رسول الله سيِّد الخلق والبشر،  
 اللهمَّ صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريَّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين.
[[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ]] الأنفال

      الحديث عن الهجرة شيء والهجرة شيءٌ آخر. الحديث عن الهجرة ربما كان مُمْتعاً، ولكن أن تُقْتَلَع من جذورك، وأن تذهب إلى بلدٍ بعيد ليس فيها لك أرض، وليس فيها لك منزل، وليس فيها لك انصار، إن ممارسة الهجرة شيءٌ آخر غير الحديث عن الهجرة وعن وقائعها.

      سيدنا إبراهيم ـ على سبيل المثال ـ حينما أُمِرَ أن يذبح ابنه، أن تقرأ أنت الآيات، وأن تترنَّم بها، وأن تُشيد بهذا النبي الكريم، وهذه التضحية الكبيرة هذا شيء، وأن تعاني أمراً إلهياً ينصبُّ على ذبح ابنك شيءٌ آخر.
      لذلك والهجرة كذلك، أن تتحدث عن الهجرة، وعن فضل النبي عليه الصلاة والسلام، وعن إيثاره، وعن جهاده، وعن تحمُّله هذا شيء، ولكن معاناة الهجرة شيءٌ آخر، لقول الله عزَّ وجل:
﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾سورة النساء: من آية " 66 "
أيّها الإخوة،
...إلى ماذا دعاهم الرسول صلى الله عليه و سلّم، حتى يخرجوه و يمكروا به؟
دعاهم إلى عبادة الله عزَّ وجل... ماذا فعل حتى يأتمروا على قتله، حتى يخرجوه من دياره، حتى ينكِّلوا بأصحابه ؟ ما الذي فعله ؟ ألم يقل سيدنا جعفر رضي الله عنه للنجاشي حينما سأله عن النبي صلى الله عليه وسلَّم، قال:
(( أيها الملِك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونسيءُ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته، وصدقه، وعفافه، دعانا إلى الله لنعبده ونوحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحُسن الجوار، والكفِّ عن المحارم والدماء ))
 هذا السؤال الكبير: لماذا العِداء ؟ لماذا هَبَّ زعماء قريش يحاربون النبي عليه الصلاة والسلام ؟ لماذا ائتمروا على قتله ؟ لماذا كادوا له ؟ لماذا أخرجوه ؟ لماذا نَكَّلوا بأصحابه ؟
      الجواب أيها الإخوة: إنها معركةٌ أزليةٌ أبدية، إنها معركة الحق مع الباطل، هكذا الحق، وهكذا الباطل، دائماً الباطل يريد أن يطفئ الحَق، الباطل يريد أن يقهر الحق، إنها معركةٌ أزليةٌ أبدية معركة الحق بالباطل.
[[ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ]]
**
      سؤالٌ آخر: لماذا لم يخلق الله النبي وأصحابه في أرضٍ ليس فيها كفارٌ إطلاقاً، فاستراحوا من المعارضة، والكَيد، والتنكيل، والإخراج وما إلى ذلك ؟
      الجواب عن هذا السؤال: إنه الابتلاء، إن سرَّ وجودك في هذه الأرض أنك مُبْتَلى..
 [[الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً]]
 [[ الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ]] العنكبوت

      إنك آمنت بالله، كيف ترقى إلى الله ؟ لا ترقى إلى الله إلا بالصَبر، إلا بالمجاهدة، إلا بتحمُّل الأذى، إلا ببذل الغالي والرخيص، والنفس والنفيس، إن هذه الصعوبات التي تنشأ هي ثمن الجنة الأبديَّة، هو ثمن العطاء، هو ثمن القُرب من الله عزَّ وجل.
      أيها الإخوة الكرام... حينما حاصر كُفار قريش، ومعهم الأحزاب جميعاً المدينة المنورة، وأرادوا أن يستأصلوا المسلمين، ليست معركةً تنتهي بنصرٍ وهزيمة، إنها معركة استئصال، معركة إبادة، أراد الأحزاب، وأرادت قُريش، وأراد اليهود الذين جاوروا النبي عليه الصلاة والسلام أن يستأصلوا شأفة هذا الدين عن آخره..
﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً﴾( سورة الأحزاب )

إنه الابتلاء،  
[[مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ]] الأحزاب
     
نُعَيْم بن مسعود رضي الله عنه، كان قد أتى مع الأحزاب ليقاتل النبي عليه الصلاة والسلام، وقد أوتي هذا الصحابيُّ عقلاً راجحاً، ففي ذات ليلةٍ من ليالي الحصار ـ حصار الكفار للمسلمين ـ الذي دام قريباً من عشرين يوماً، لجأ النبي عليه الصلاة والسلام إلى الله جلَّ جلاله، وجعل يدعوه دعاءَ المُضَّطر ويكرِّر في دعائه:
(( اللهمَّ إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهمَّ إني أنشدك عهدك ووعدك ))( من مختصر تفسير ابن كثير: عن " ابن عباس " )

      ونُعَيْم بن مسعود في تلك الليلة كان يتقلَّب على مهاده أرقاً، كأنما سمِّر جفناه، فما ينطبقان لنوم، فجعل يسرَح ببصره وراء النجوم السابحة على صفحة السماء الصافية، ويخاطب نفسه ويقول:
. " ويحك يا نعيم.. ما الذي جاء بك من تلك الأماكن البعيدة في نجدٍ لحرب هذا الرجل ومن معه ؟ إنك يا نُعَيم لا تحاربه انتصاراً لحقٍ مسلوب، أو حَمِيَّةً لعِرْضٍ مَغْصوب، وإنما جئت تحاربه لغير سببٍ معروف ؟ ".
أيها الإخوة بعض الناس يتحرَّكون بلا سببٍ واضح، وبلا هدفٍ واضح،   لماذا تُعادي ؟ لا يعرف...  
     
        <<...أيليق برجلٍ له عقلٌ مثل عقلك أن يقاتل فيقتل أو يقتل لغير سبب ؟ ويحك يا نعيم ! ما الذي يجعلك تُشهر سيفك في وجه هذا الرجل الصالح ؛ الذي يأمر أتباعه بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القُربى ؟  ما الذي يحملك يا نعيم على أن تغمس روحك في دماء أصحابه الذين اتبعوا ما جاءهم به من الهدى والحق ؟>>.  
...و أخذ قراره:
 تسلَّل نعيم بن مسعود مِن معسكر قومه، تحت جُنح الظلام، ومضى يحث الخُطى إلى النبي عليه الصلاة والسلام،
فلما رآه النبي ماثلاً بين يديه قال:
 ـ " نعيم بن مسعود ؟ "
 ـ قال: نعم يا رسول الله.
 ـ قال: " ما الذي جاء بك في هذه الساعة ؟ "
 ـ قال: جئت لأشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبد الله ورسوله، وأن ما جئت به حق.

 والقصَّة لها تتمةٌ طويلة، وقد أجرى الله النصر في هذه المعركة المصيرية على يَدِ هذا الصحابيّ الجليل، بحكمته، وحِنْكَتِهِ، ودهائه وكيف أنه وظَّف عقله في خدمة المُسلمين.
** تُعلمنا الهجرة أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيِّد الخلق وحبيب الحق، هو الذي وعده الله بالنصر، ما من رجلٍ على وجه الأرض أجْدَرُ بالنصر من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ومع كل ذلك ؛ مع أنه نبي، ومع أنه موعودٌ بالنصر، ومع أن الله معه، ومع كل ذلك أخذ بكل الأسباب، وما توكَّل على الله إلا بعد أن أخذ بالأسباب.
أيها الإخوة: إنّ باب الهجرة الذي كان مفتوحاً في عهد النبي بين مكة والمدينة، أُغلِقَ بعد الفَتْح، فقد قال عليه الصلاة والسلام:(( لا هجرة بعد الفتح )) من الجامع لأحكام القرآن
 ولكن باب الهجرة ..  حقيقة الهجرة هي هجرة المعصية إلى الطاعة.
لذلك قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي:
(( العبادةٌ في الهرج كهجرةٍ إليّ )) رواه مسلم و غيره.
قال النووي في شرح مسلم:
المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا أفراد.
الدعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
اللهمّ إنّي أسألك في صلات ودعائي بركةً تطهّر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتذهب بها شرّي، وتكشف بها همّي وغمّي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيّض بها وجهي يا أرحم الرّاحمين. اللهمّ إليك مدّت يدي، وفيها عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوّتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كلّ خيرٍ نصيباً وإلى كلّ خيرٍ سبيلاً. اللهمّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا هادي لمن أضللت، ولا باسط لما قبضت، ولا مؤخّر لما قدّمت، ولا مقدّم لما أخّرت. اللهمّ أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذل، وأنت المجير فلا تضام، وأنت المنيع فلا ترام، وأنت على كلّ شيءٍ قدير. اللهمّ لا تحرمني سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عنّي برحمتك يا أرحم الرّاحمين . اللهمّ لا تحرمني وأنا أدعوك، ولا تخيّبني وأنا أرجوك. اللهمّ إنّي أسألك يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرّين، يا رحمن الدّنيا ويا رحيم الآخرة، ارحمني برحمتك يا أرحم الرّاحمين.



jeudi 21 septembre 2017

من خلق الله؟

من خلق الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم
      من المعلوم فلسفيا أن كل ما له بداية ، له مُسبب أما الله فلا نقول أن له بداية ، و بالتالى لا يمكن تطبيق هذا الاحتجاج عليه فالخالق لا يخلق ؟ و قول القائل: من خلق الله؟ يساوي قوله ما الذي سبق الشيء الذي لا شيء قبله؟ أو ما بعد الشيء الذي لا شيء بعده؟
      و يستحيل أن يكون الله خالقا و مخلوقا في آن واحد و المخلوقية من صفات الحوادث فكيف نصف الخالق الأزلي بصفات الحوادث و ننسب له ما لا يليق ؟!!
      و لا يصح أن يقاس المخلوق الحادث على الخالق القديم الأزلي الذي لا أوّل له كما أن الصنعة لا تقاس على الصانع و الصنعة لا تشبه الصانع و لله المثل الأعلى .
      و لو سلمنا جدلا أن هناك خالقاً لله تعالى ! فسيقول السائل : من خلق خالق الخالق ؟! ثم من خلق خالق خالق الخالق ؟! و هكذا يتسلسل إلى ما لا نهاية و هذا محال فيلزم من ذلك أن لا خالق و هذا مستحيل لظواهر الكونية الدالة على وجود الله و لم يوجد مجتمعٌ بلا معابد وعقيدة، ولكن وُجِدت مجتمعاتٌ بلا صنعةٍ أو زراعةٍ أو نظمٍ سياسيَّة ووجود الله مركوزٌ داخل النفس الإنسانيَّة مهما حاول الإنسان طمسه، ربَّما برز وظهر عندما يستشعر الإنسان ضعفه وحاجته، وما ذلك إلا لأنَّه يحسُّ حينئذٍ أنَّ ضعفه يدلُّ على وجود ذاتٍ قويَّة، وأنَّ حاجته تدلُّ على وجود ذاتٍ مستغنيةٍ ليست بحاجةٍ إلى غيرها .
      و إذا كان الموجود فى ذاته غنياً عن غيره فى الوجود، فلا معني لإحتياجهِ الى علة تفيض عليه الوجود ما دام غنياً عما سواه فى ذلك إذ الوجود بالنسبة إليه متحقق ، و هذا من قبيل عدم احتياج الملح إلى ملح حتى يكون مالحاً فما دام هو مالحاً لا معنى لاحتياجه الى الملح ، إذ أن أمراً كهذا يكون لغواً .
و قولنا المخلوقات تنتهي إلى خالقٍ خلق كل شيء ، ولم يخلقه أحد ، بل هو الخالق لما سواه فهذا هو الموافق للعقل و المنطق .


vendredi 15 septembre 2017

الصدقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ- خطبة ج الحنفية- 9/2017


بسم الله الرحمن الرحيم
       الحمد لله الذي سهل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلاً، وأوضح لهم طرق الهداية، وجعل اتباع الرسول عليها دليلاً، وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه. نحمده سبحانه...
      ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نشهد بها مع الشاهدين، وندّخرها عدّة ليوم الدين، ونشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمداً رسول الله، عبده المصطفى، ونبيه المرتضى، ورسوله الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، أرسله رحمة للعالمين،        فصلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغرّ الميامين، الذين رفعوا لواء هذا الدين،
اللهم اجمعنا بهم في مستقرّ رحمتك يا ربّ العالمين،

...أيها الإخوة،
من وهب نفسه للدنيا لن تعطيه الدنيا إلا قطعة من الأرض ليدفن فيها..!
و من وهب نفسه لله سيعطيه الله جنّة عرضها السماوات و الأرض أعدّت للمتقين.
اللهمّ لا عيش إلاّ عيش الآخرة.
إذا عطش قلبك فلا تسْقِه إلاّ بالقرآن. و إذا استوحش فلا تؤنسه إلاّ بذكر الرحمن.
فمن آوى إلى الله آواه، و من فوّض أمره إلى الله كفاه، و من باع نفسه لله اششتراه.
فطوبى لمن آواه ربّه و كفاه و اشتراه، فرضي عنه و أرضاه.
اللهمّ يا فارج الهمّ و يا كا شف الغمّ و يا أعدل من حكم....
أيها الإخوة،
      لو أنّ إنسانا زلت قدمه وغلبته نفسه ووقع في خطيئة أغضبت الله، ماذا يفعل؟
أيبقي مطروداً من رحمه الله؟ أيبقي محجوباً عن الله عز وجل؟  فإن غضب الله ليس بالشيء اليسير غضب الله يعني حرمانك من سعادة الدنيا والآخرة، وكراهية الناس لك أو التعامل معك.

      أروع ما في هذا الدين العظيم أن كل حالة يتلبس بها الإنسان جعل الله لها حلاً، جعل الله لها مخرجاً،
إنسان وقع في خطأ استوجب غضب الله عز وجل، لو لم يكن هناك من حل ليئس الإنسان من رحمة الله، ومع اليأس فجور،
      لكن مهما يكن الذنب عظيماً، مهما يكن الذنب يستوجب غضب الله عز وجل، الحل جاهز، يقول عليه الصلاة والسلام;
<<إن الصدقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وتَدْفَعُ مِيتَة السُّوءِ>> رواه الترمذي وحسنه

أي لا يوجد طريق سريع لاسترضاء الله عز وجل، وإبعاد غضبه عنك، كأن تنفق من مالك،

      الصدقة شعار المتقين، ولواء الصالحين المصلحين، زكاة للنفوس، ونماء في المال، وطهرة للبدن، مرضاة للرب، بها تُدفع عن الأمة البلايا والرزايا، تطهّر القلوب من أدران التعلق بهذه الدنيا وأوضارها ( أوساخها) وشهواتها وملذاتها؛
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

تنفق ترقى عند الله عز وجل، وتؤكد لنفسك، أنك محب لله عز وجل.
الصدقة التي تدفعها تسترضي الله بها وتطفئ بها غضبه:
 لذلك الأقوياء أحياناً لا يسترضون، إن زلت قدمك مع إنسان قويّ مهما استرضيته لا يرضى، لا بدّ من أن ينتقم منك، لكن الله جلّ جلاله، ذو الجلال والإكرام حينما تخطئ معه، وحينما تزل قدمك، وحينما يستوجب غضبه، فوراً فتح لك الباب، الباب أنه يُسترضى، أن هذا الغضب يمكن أن يزول حينما تسترضيه بالصدقة، لذلك;
(( إن صدقة السر تطفئ غضب الرب ))
[ الرافعي عن ابن عباس]
(( باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها ))
[ أخرجه الطبراني عن علي بن أبي طالب ]
***************
التوبة و الآستغفار
أيها الإخوة،
على الإنسان أن يجمع بين التوبة و الاستغفار والإنفاق، إن شعر أن نفسه يُستعصى عليها أن تتوب:

" فإنّ العباد لا بدّ لهم من الاستغفار، أوّلَهم وآخرَهم، قال النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في الحديث الصّحيح:
(يا أيها النّاس توبوا إلى ربّكم، فو الذي نفسي بيده إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّةً). وكان يقول: (اللهم اغفر لي خطئي وعمدي...).

ودعاء سيّد الاستغفار قوله،صلى الله عليه و سلم :
<< اللهم أنت ربّي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فإنّه لا يغفر الذّنوب إلا أنت >>رواه البخاري .
ثمّ التوبة،
الإنسان عندما يعقد التوبة مع الله عز وجل، أول توبة سهلة جداً لا تحتاج أكثر من أن تقول; يا رب لقد تبت إليك، وتشعر فوراً أن جبالاً فوق صدرك قد أزيحت عنك،
      أما المشكلة أن يقع الإنسان في الذنب مرة ثانية، عندئذٍ تضعف عنده إمكانية التوبة،

الحل أن تجمع بين التوبة وإنفاق المال، كلما شعرت أن هناك حجاب، هناك حاجز، النفس يستعصي عليها أن تفعل هذا، ادعم توبتك بإنفاق المال.
  
فكلما وجدت الطريق إلى الله مسدوداً، هناك حجب، هناك خطأ، ادفع صدقة.
قيل للحسن:
ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود، ثم يستغفر، ثم يعود؟
فقال: ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذه..!
فلا تملوا من الاستغفار.

الصدقة تدفع ميتة السوء:
((إن الصدقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وتَدْفَعُ مِيتَة السُّوءِ))

 ميتة السوء قضية، إنسان يموت في الطريق، وهناك إنسان يموت ببيته، على فراشه...
 فهذه الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء، إنسان يموت أحياناً بمرحاض، يموت ببلد غريب، أحياناً يموت بوضع مهين، بوضع مشين ... يموت وهو متلبس بمعصية , يموت وهو غارق في لذة محرمة، يموت في مكان حقير , يموت في وضع حقير
و هناك إنسان يموت بمسجد، يموت أثناء الصلاة، يموت ببيته، فالميتة أنواع، لكن الصدقة تدفع ميتة السوء، و هناك حديث آخر:
(( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ))
(الطبراني عن أبي أمامة الباهلي )
***
أيها الإخوة،
كم مقدار هذه الصدقة التي بفضل الله ستنفع؟
الله تعالى وحده يعلم نسبة ما ينفق كل إنسان من ماله و يجازيه على ذلك:
((سَبقَ دِرهَمٌ مائةَ ألفِ دِرهَم]، قيلَ وكيفَ ذلكَ يا رسولَ اللهِ؟ فقال [رَجلٌ لهُ دِرهمَانِ] أي لا يملِكُ غَيرَهُما [فتَصدّقَ بأَحدِهمَا ورَجُلٌ تَصدَّقَ بمائةِ أَلفٍ مِن عُرضِ مَالِهِ))
[ أخرجه النسائي والإمام أحمد عن أبي هريرة ].
الخاتمة
      فمن لم تدرِكه عناية ربه فقد هلك، لأجل هذا كان جديرًا بالعاقل أن يُلزِم قلبه ولسانه ذكر الله و الاستغفار حيثما كان؛ لأجل تلك اللحظة التي إن فاتت شقِيَ شقاوة الأبد،
فنسأل الله أن يُعِيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته".