lundi 29 juin 2020

سَبْعَة يظِلُّهمُ الله في ظِلِّهِ يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه (1)- 3/7/2020



بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله.. الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى، أحمده سبحانه أن وفقنا إلى حمده ووعدنا على ذلك عفواً وغفراناً،
      وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل:
     << يا عبادي إنّي حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما فلا تظالموا>>
      وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل:
<< إن أحبّ الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا إمام عادل وأبغض الناس إلى الله وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر>> 
      صلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
      عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
<< سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَادِلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِي خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسْجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا قَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ   >>   صحيح البخاري
      «سَبْعَة يظِلُّهمُ الله في ظِلِّهِ يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه» الدنيا شيء، والآخرة شيء آخر، الإنسان في الدنيا قد يستمتع بالمال، قد يستمتع بالجاه، قد يتقوى بعشيرته، قد يتقوى بسلطانه، قد ينغمس في ملذاته، إلا أنه يوم القيامة: «لا ظِلَّ إلا ظِلُّه»، في الدنيا الإنسان قد يستظل بأشياء كثيرة، وهو غافل عن الله، إلا أن يوم القيامة: «لا ظِلَّ إلا ظِلُّه»،
فسّر علماء الحديث هذا الظل بأنه رحمةُ الله، وكنفه (صان وحفظ )، وإحاطته. 
من هؤلاء السبعة؟
1.الإمام العادل:
العلماء قالوا: الإمام العادل الذي يتولى أمور المسلمين، ويرعى مصالحهم، وينظرُ فيما يسعدهم، ويرفعُ من شأنهم، ويسير على منهج الحق والعدل، ينتصف للمظلوم من الظالم، يقيمُ أوامر الله، يدعو الناس إلى العمل بكتاب الله، لا يخشى الضعيفُ من جوره، ولا يطمع القويُّ في جاهه، الحزم دَيدنُه، والحقُّ مطلبُه...
      يدخل فيه كل من ولي شيئا من أمور المسلمين.
أحيانا تكون موظفا في دائرة، إن لم يرعَ مصالحهم، إن لم ينصحهم، إن لم ييسر أمورهم، إن لم يأخذ بيدهم إلى مصلحتهم في الدنيا والآخرة له عند الله حساب خاص،
هذا الذي يستغل منصبه ليبتز أموال الناس، هذا الذي يعقد الأمور ليحقق لمصالحه الشخصية، هذا الذي يضع العقبات أمام تحقيق منافع الناس، له عند الله عقاب خاص،  
 كلُّ حركة تتحرَّكها، كلُّ تعقيد تعقُده، كلُّ إيهام توهمه، والله ستحاسب عنه يوم القيامة حسابًا عسيرًا.
الإمام العادل ينطبق على أية وظيفة تتعلق بمصالح المسلمين
      لذلك الإمامُ العادلُ ورد في بعض الأحاديث: «إنَّ من إِجلالِ اللهِ إِكرامَ ذي الشَّيْبَة المسلم وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيه ولا الجافي عَنهُ وإِكرامَ ذي السلطانِ المُقْسِط».
 [[ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ]] النّساء
قدّم في الحديث الإمام العادل لعموم النّفع، فبدونه لا ترتاح النّفوس و لا تطمئنّ و لا تزدهر الحياة.
      لا شيء أبعث للشقاء و الفتن كإمامة جائر أو ليس قدّ المسؤولية...
[[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) ]] المائدة
عن عائشة أم المؤمنين  أنَّ رجلاً مِنْ أصْحابِ رسولهِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جلسَ بينَ يديْهِ، فقال:
       يا رسولَ الله! إنَّ لي مَمْلوكِين يكذِّبونَني وَيخونونني وَيعْصونَني، وأضْرِبُهم وأشْتُمهمْ، فكيفَ أنا منهم؟ فقالَ له رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< يُحسَبُ ما خانُوك وعَصَوكَ وكذَّبُوك وعِقابُك إيَّاهُم ، فإنْ كان عِقابُك إيَّاهُم دُونَ ذُنُوبِهمْ ؛ كان فَضْلًا لكَ ( عليهِم ) وإنْ كان عِقابُك إيَّاهم بقدرِ ذُنوبِهمْ ؛ كان كَفَافًا ولا لكَ ولا عليكَ ، وإنْْ كان عِقابُك إيَّاهُم فَوقَ ذُنُوبِهِمُ اقْتُصَّ لهمْ مِنكَ الفَضلُ الذِي بَقِيَ قِبَلَكَ>>
       فجَعلَ الرجلُ يبْكِي بين يَدَيْ رسولِ اللهِ ويَهتِفُ فقال رسولُ اللهِ مالَكَ ؟ ما تَقرأُ كتابَ اللهِ
[[ ونَضَعُ الموازِين القِسطَ ليومِ القيامةِ فلا تظلمُ نفسٌ شيئًا وإن كان مثقالُ حبةٍ من خردلِ أتينا بها وكفى بنا حاسِبين]] ؟ (الأنبياء)
فقال الرجلُ يا رسولَ الله ! ما أجِدُ شيئًا خيرًا من فِراقِ هؤلاءِ – يعني عَبِيدَهُ ( إنِّي ) أُشْهِدُكَ أنَّهم كلَّهم أحْرَارٌ
   المصدرصحيح الترغيب - الترمذي  


mercredi 24 juin 2020

مناجاة عطاء الله 26/6/2020



بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله ثمّ الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربّنا بالحقّ و ما توفيقنا إلا بالله و ما توكّلنا إلاّ على الله.
و الصّلاة و السّلام الأتمّان الأطهران على  حبيبنا و قرّة عيوننا سيّدنا محمّد رسول الله.
      وأشهد أن لا إلاه إلاّ الله ...
      و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله
      صلّى الله عليه و على آله و صحبه و من والاه.
اللهمّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و لعظيم سلطانك .سبحانك اللهمّ لا نحصي ثناء عليك أنت كما    أثنيت على نفسك.
[[ يا أيّها الذين امنوا...]]
أيّه الإخوة،     
الإنسان معرض دائماً لإحدى حالتين:
- إحداهما تلقي الإكرام من الله تعالى بإغنائه من فقر وتمتيعه بكل ما هو محتاج إليه من أسباب المعايش..

- الحالة الثانية ابتلاء الله له بالفقر والاحتياج، وزجه في حالة من العسر.
فربما خُيل إلى من متعّه الله بالحالة الأولى، أنه أصبح بذلك من الأغنياء والموسرين، وانتهت بذلك حاجته إلى الغير...و هذا من أخطر الغفلات ...
[[إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ]]
[[ إنّما أوتيته على علم عندي ]]
...التبرؤ من هذا الوهم وتأكيد افتقاره إلى الله في كل الأحوال.

المناجاة الإلهية لعطاء الله السكندري:
قال رضي الله عنه في مناجاته وكلها حكم عجيبة لها في القلوب تأثيرات غريبة لا سيما إذا استعملت في الأسحار فإنها تكسو القلوب جلابيب الأنوار.

 ( 1 )
إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري ؟
 ( 2 )
إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي ؟

الفقر و الغنى صفتان عرضيتان و ليستا ذاتيتين... يأتيان و يذهبان و يتغيّران...
و من لم يدرك بعد أنّ التغيّر في الأعراض سنّة الله في خلقه، فهو  لم يكتمل عقله بعد...و انظر إلى ما حولك ..هل من دائم؟؟

<<...إذن فشأني هو إعلان افتقاري إليك دائماً، إن أعطيتني أو حرمتني، ومن ثم فلن تجدني يا مولاي -في كل حال- إلا ملتصقا ببابك مترامياً على أعتابك، أسألك إدامة ما أغنيتني به، والتفضل عليّ بمنحي ما أنا محتاج إليه، فأنا في كل الأحوال عبدك المفتقر إليك.>> محمد راتب النابلسي رحمه الله.


السير إلى الله:
      أوّلا الله عزّ و جلّ لا يُحيّزه زمان و لا مكان، فكلّ ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك [[ ليس كمثله شيء ]].

      العلماء يُخبرون أن ّ السير إلى الله أو الوصول إلى الله هو الوصول إلى توفيق الله، بأنّ الله يتولّاني بتوفيقه، فيعينني على ذكره و شكره و حسن عبادته، و على العمل الذي يكسبني رضاه، و العمل الذي يوصلني إلى الدّرجات العلى في الجنّة...

السير إلى الله بثلاثة:
- أن تتعرّف على الله في كلّ شيء.
- أن تفتقر إلى الله في كلّ شيء.
- أن تستغني عن كلّ شيء بالله.

mercredi 17 juin 2020

أهمّ أسباب الحرام 17/6/2020



بسم الله الرحمن الحيم
      الحمدُ لله السّميع البصير، اللّطيف الخَبير، أحاط بكلّ شيءٍ علمًا، ووسِع كلَّ شيءٍ رحمةً وحِلمًا، أحمدُ ربّي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره،
وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له العليّ القدير،
وأشهد أنّ نبيّنا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله البشير النّذير والسّراج المنير،
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عَنِ النُّعمانِ بنِ بشيرٍ رَضي الله عنهُما قال: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:
((إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وإنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَينَهُما أُمُورٌ مُشتَبهاتٌ، لا يَعْلَمُهنّ كثيرٌ مِن النَّاسِ، فَمَن اتَّقى الشُّبهاتِ استبرأ لِدينِهِ وعِرضِه، ومَنْ وَقَعَ في الشُّبُهاتِ وَقَعَ في الحَرَامِ، كالرَّاعي يَرعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أنْ يَرتَعَ فيهِ، ألا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ محارِمُهُ، ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضغَةً إذا صلَحَتْ صلَحَ الجَسَدُ كلُّه، وإذَا فَسَدَت فسَدَ الجَسَدُ كلُّه، ألا وهِيَ القَلبُ)). متفق عليه

و نحن نعلم أنّ الحرام هو سبب المهالك:
[[ فَمَنِ اِ۪تَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَيٰۖ ۝١٢١ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِے فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكاٗ وَنَحْشُرُهُۥ يَوْمَ اَ۬لْقِيَٰمَةِ أَعْمَيٰۖ ]] طه
 و لكن ما هي أهمّ أسباب ارتكاب الحرام ( هي كثيرة) ثلاثة أمور:
1/ فقد العلم بالحلال والحرام.
- تلاميذ يجيبون على أسئلة ..إجابة يندى لها الجبين..
- المرأة لها ستة أبناء في الحرام (جهل و فقر و فساد)
- بعض الجهات عندنا إذا مات أحد لا يجدون من يصلّي عليه .
- المعاملات ، قد يكون المال مصدره حلالا و لكن التصرّف فيه يجعله حراما...

2/ كثرة انتشار الحرام ،كثرته سهّلت انتشاره فهو نتيجة للسبب الأوّل، فلا أحد يهتمّ...
إذا أردت أن تشتري ثيابا لأبناء الصغار فيستحيل أن تجد ما يليق...فلا تجد إلا السراويل الهابطة و الضيّقة الكاشفة المُحدّدة للعورات والبطون العارية ... و لا أحد يسأل و لا يستغرب...!!
 لكن الحذر كلّ الحذر من أن يجرّنا ذلك للقول بأنّ الحرام عمّ و لم يعد هناك حلالا.
يكثر الحرام و يقلّ الحلال ،نعم:
[[  قُل لَّا یَسۡتَوِی ٱلۡخَبِیثُ وَٱلطَّیِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِیثِۚ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ]] المائدة
و لكن الحلال باق :
(إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وإنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَينَهُما أُمُورٌ مُشتَبهاتٌ، لا يَعْلَمُهنّ كثيرٌ مِن النَّاسِ)
هذه الأشياء موجودة و ستبقى في كلّ زمان .
الإمام الغزالي عاب على من يوهمون النّاس بأنّ الحرام هو الذي عمّ و لم يبقى للحلال نصيبا: << لم يبقوا من الحلال إلاّ ماء المطر و الكلأ.
الحلال لم يفقد ، و لكن العلم بالحلال هو الذي فُقد.
3/ الاستكثار من المباح (الحلال) مدرجة للوقوع في الحرام
يقول العلماء:
<< المباح عقبةٌ بين العبد و بين المكروه، فإذا استكثر من المباح وقع لا محالة في المكروه. و المكروه عقبة بين العبد و بين الحرام: فإذا استكثر من المكروه وقع في الحرام.>>
إذا نظر لما هو فوقه و قلّده و لو على حساب إمكانيته..سينجرّ عليه أقلّهنّ الاقتراض بالرّبا و هلمّ جرّا...
المفروض: أن يجعل الإنسان بينه و بين الحرام وقاية من الحلال حتى لا يقع لا في المكره و لا في الحرام.


جاء في الجامع الصغير للسيوطي عن النّعمان بن بشير عن رسول الله، صلّى الله عليه و سلّم:
<< اجعلوا بينَكمْ وبينَ الحرامِ سترة من الحلال، مَنْ فعلَ ذلكَ استبرأَ لعرضِهِ ودينِهِ، ومَنْ أَرْتَعَ فيهِ، كانَ كالمرتِعِ إلى جنبِ الحِمَى، يوشكُ أنْ يقعَ فيهِ، وإنَّ لكلِّ مَلِكٍ حِمَى، وإنَّ حِمَى اللهِ في الأرضِ محارمَهُ >>
 --------------------------------------------


الدعاء:
اللهم إنا نسألك الهداية إلى طريقك المستقيم. ونسألك الثبات على الصراط المستقيم: صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ونعوذ بك من طريق أهل الجحيم: من طريق المغضوب عليهم.
اللهم إنا نسألك أن تثبت قلوبنا على دينك. اللهم ثبتنا على الإسلام وزدنا من الإيمان وانصرنا على الشيطان وعلى أعوان الشيطان واجعل لنا من لدنك سلطانًا نصيرًا.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح لنا أمورنا واجعلنا هداه مهتدين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات. لئن لم يغفر لنا ربنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكَّرون. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
   



mercredi 10 juin 2020

موضوع خطبة 2 بعد الكور ونة - اسم اللطيف



بسم الله الرحمن الرحيم 
      الحمد لله رب العالمين. لك الحمد ربنا على جزيل عطائك، ولك الحمد على قدسية ذاتك، وعظمة جلالك.
      وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، فهو الذي خلق و لطف ورزق، وهو الذي بيده النفع والضر، وهو الذي يُحيى ويميت، منه المبتدى وإليه المنتهى.
      وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله.أرسله رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً:
{وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} [الأحزاب:46].       اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه على ملته وحملة لواء دعوته إلى يوم الدين.
أيّها الإخوة،
جاء في صحيح مسلم عن رسول الله، صلّى الله عليه و سلّم: << إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا ، مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ >>.
و من أسمائه "اللّطيف"
   
اللطيف (أسماء الله الحسنى)
اللطيف هو البَرُّ بعباده، الذي يلطُف بهم من حيث لا يعلمون، ويُسبِّب لهم من مصالحهم من حيث لا يحتسبون، كقوله - سبحانه -: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ سورة الشورى:19
  
  من أروع المعاني التي قالها الإمام الغزالي، أن اسم اللطيف الذي يعلم دقائق الأمور ويَنقُل عبده من حال إلى حال بلطف عجيب.

- فمعنى لطيف كما قال الإمام الغزالي" هو من يعلم حقائق المصالح وغوامضها ثم يسلُك في إيصالها إلى مستحقها سبيل الرفق دون العنف ".
=========================
يقول البوطي،رحمه الله:
<< اعلم أنّ اللّطف هو المراد و هو الأصل في أقدار الله عزّ و جلّ التي قد تتمثّل بأنواع من الشدائد و الابتلاءات التي هي في الواقع خدم و أدوات لألطافه >>

       << في كلّ جلال جمال    >>
[[ إنّ مع العسر يسرا ]]
      اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ، وَأنْمَى البَرَكاتِ، وَأزْكى التَّحِيَّاتِ، في جَميعِ الأَوْقاتِ، على أَشْرَفِ الْمَخْلُوقاتِ، سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا مُحَمَّدٍ، أَكْمَلِ أَهْلِ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ، وسَلِّم عَلَيْهِ يا رَبّنا أَزْكى التَّحِيَّاتِ، في جَميعِ الْخَطَراتِ وَاللَّحَظاتِ. 
      اللَّهُمَّ يا مَنْ لُطْفُهُ بِخَلْقِهِ شَامِلٌ، وَخَيْرُهُ لِعَبْدِهِ وَاصِلٌ، وَسَتْرُهُ على عِبادِهِ سابِلٌ، لا تُخْرِجْنا عَنْ دائِرَةِ الألطافِ، وَأمِّنَّا مِنْ كُلِّ ما نَخَافُ، وَكُنْ لَنا بِلُطْفِكَ الْخَفِيِّ الظَّاهِرِ،
 يا باطِنُ يا ظاهِرُ، يا لَطيفُ؛ نَسْأَلُكَ وِقايَةَ اللُّطْفِ فِي القَضاءِ، وَالتَّسْلِيمَ مَعَ السَّلامةِ عِنْدَ نُزولِهِ وَالرِّضاء. 
      اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ العَليمُ بِما سَبَقَ فِي الأَزَلِ، فَحُفَّنَا بِلُطْفِكَ فِيما نَزَلَ، يا لطيفاً لِمْ يَزَل، وَاجْعَلْنا في حِرْزٍ مِنَ التَّحَصُّنِ بِكَ يا أَوَّلُ، يامَنْ إِلَيْهِ الالتجاءُ، وَعَلَيْهِ الْمُعَوَّلُ. 
      اللَّهُمَّ يا مَنْ أَلْقَى خَلْقَهُ فِي بَحْرِ قَضائِهِ، وَحَكَمَ عَلَيْهِم بِحُكْمِ قَهْرِهِ وَابتلائِهِ؛ اجْعَلنا مِمَّنْ حُمِلَ في سَفِيْنَةِ النَّجاةِ، وَوُقِيَ مِنْ جَمِيْعِ الآفَاتِ طُولَ الْحَياةِ،
 إِلَهَنَا إِنَّهُ مَنْ رَعَتْهُ عَيْنُ عِنَايَتِكَ كَانَ مَلْطُوفاً بِهِ في التَّقْديرِ، مَحْفُوظاً مَلْحُوظاً بِرِعَايَتِكَ ياقَديرُ، يَاسَميعُ يَابَصِيرُ، ياقَرِيبُ يَامُجِيبَ 
الدُّعَاء، إِرْعَنا بِعَيْنِ رِعايَتِكَ يَا خَيْرَ مَنْ رَعَى.