jeudi 28 juin 2018

الردّ على لجنة الحقوق و الحريات-ج الحنفية 6/2018



بسم الله الرحمن الرحيم
     الحمد لله الذي عظَّم ورفع من شأن الطهر والنقاء والفضيلة والعفاف، وحذّر وحطّ من شأن الرذيلة والفحش والإسفاف، أحمده سبحانه وأشكره،
يعيش الكون في بحر عطاياه ومننه اللطاف. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم السر وما يخفى عليه خاف،
وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، بين لأمته طريق الهدى وحذرها من الغواية والانحراف، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما أينع ثمر بغصنه وتهيأ للقطاف، وما عاد مذنب لربه وخاف.
أيّها الإخوة،
لا يقل أحدكم أنا أحفظ القرآن بل ليقل القرآن حافظي، بإذن الله تعالى.
كذلك هذا الدّين؛ لا تقل سأدافع عن الدين بل هذا الدين هو الذي سيدافع عنك، و ما هي إلاّ أسباب وضعت في طريقك لترتقيَ عند الله أو ... تتدنى و العياذ بالله:
[[ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)]] محمد
حقيقة الإسلام أن تُسلم لربّ العالمين وتُذعن لأحكامه وتقبل ما شرَّعه لك دون اعتراض قال الله تعالى
[[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ]] الأحزاب

ـ أنّ الله تعالى لم يترك النّاس وشؤونهم يديرونها كيفما شاؤوا،
بل من رحمته بهم أن شرع لهم ما ينظّمون به حياتهم، حتّى لا تتحكّم أهواء طبقة على أخرى، ولا يطغى بعضهم على بعض، ولا يستبدّ الأقوياء على الضعفاء.
ـ أنّ لله تعالى حِكَمًا فيما شرَع لعباده، قد لا يدركها الإنسان، ولكنّ إيمانه بالله تعالى صاحب العلم المطلق والحكمة البالغة يجعله يثق فيما يأمره به خالقه وما ينهاه عنه، ويُقبِل على الامتثال طائعا له، قال تعالى في خاتمة أحكام تتعلق بالمرأة
[[ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ]] البقرة
 مثال: [[وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ]]
"القُرء" هو الطهر في المذهب المالكي.. الحكمة من هذه الآية هو براءة الرحم.
فقالوا لا فائدة من ذلك و قد توفّرت الوسائل العصرية.
- رئيس أكادمية الإعجاز العلمي بالجزائر: فوزي رمضان.
يقول في علم ovogenese )علم تكوين البويضات): عندما تطلق المرأة و في أي مرحلة من مراحل  دورتها لها 3 بويضات ( 2 على اليمين و واحدة على الشمال.أو العكس) قد سقيت بماء زوجها.
عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَامَ فِينَا خَطِيبًا قَالَ أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ << لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ >>.
فتخرج بويضة في كلّ شهر و في الشهر الرابع فقط  يُستبرأ الرحم.
و هذا خدمة لمقصد من  مقاصد الشريعة: حفظ النسل.
ـــــــــــــــــــــــــــ
كذلك لحكمة يعلمها جعل الميراث ومنع زواج المسلمة من الكافر حكمان شرعيان ثابتان في شريعة الإسلام لا يدخلان في مجال الاجتهاد البشري،
فالميراث فريضة شرَعها الله تعالى لعباده، وبيّن أنّها لا تخضع للأهواء والعواطف البشرية، ولا يلحقها نقص أو جور، لصدورها عن عليم حكيم، قال تعالى
«آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا» النساء

وقال في خاتمة آيات الميراث مبيّنا أنّها حدود الله تعالى لا يحقّ لمن يرى نفسه مؤمنا أن يتجاوزها [[ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ … ]] (النساء
( وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مبيّنا أنّ قسمة المواريث قد استأثر الله تعالى بها:
<< إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، أَلَا لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ>>; الترمذي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أمّا زواج المسلمة من المشرك فالآية صريحة في تحريم زواج المسلم والمسلمة من أهل الشرك،:
[[ وَلَا تَنكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَٱللَّهُ يَدْعُو إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِۦ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ]] البقرة.
 و أيضا:
 تخصيص المسلمة بالنّهي عن ردّها إلى زوجها الكافر في قوله تعالى
[[ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا جَاءَكُمُ ٱلمُؤمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰت فَٱمتَحِنُوهُنَّ ٱللَّهُ أَعلَمُ بِإِيمَٰنِهِنَّ فَإِن عَلِمتُمُوهُنَّ مُؤمِنَٰت فَلَا تَرجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلّ لَّهُم وَلَا هُم يَحِلُّونَ لَهُنَّ.. ]] الممتحنة
ـــــــــــــــــــــــــ
وللعلم فإنّ هاتين المسألتين لم ترد فيهما نصوص كثيرة، وذلك لأنّهما وردتا بصيغ قطعية في نقلها بالتواتر المفيد لليقين، وقطعية في دلالتها على الحكم، فلم يوجد فيها اختلاف بين العلماء، ولذلك فهما معدودتان من المعلوم من الدين بالضرورة.

... فإنّ الدّعوة إلى تعطيلهما منكر يجب تغييره بالقلب واللّسان معا.
ولا يسع المسلم الحقّ أيضا إلاّ أن يضرب بعرض الحائط آراء البشر، مهما كانت عمائمهم كبيرة أو مواقعهم الاجتماعية أو السياسية عظيمة.
أيها الإخوة،
محاولات التغيير القديمة والحديثة للأحكام الشرعية لا تغيّر من الأمر شيئا، فالحرام في الشريعة الإسلامية يبقى حراما إلى يوم القيامة، والحلال يبقى حلالا إلى يوم القيامة، لا يغيّره عند الشعب التونسي المسلم قانون ولا مرسوم ولا فتوى مفت، كما لم يَصِر عنده التبنّي والزّنا والفطر في رمضان حلالا.



mercredi 20 juin 2018

الإخلاص سرُّ العبادة-ج الحنفية -6/2018


الإخلاص سرُّ العبادة-ج الحنفية -6/2018
بسم الله الرحمن الرحيم
     الحمد لله الذي جعلنا مسلمين وأكمل لنا الدين وأتم علينا به النعمة من بين العالمين، وقال وهو أصدق القائلين: { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو من الخاسرين }آل عمران. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، أمركم أن تعبدوه مخلصين له الدين، وحذركم أن تكونوا من المشركين: { من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون } [الروم:32].
     وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المصطفى والرسول المجتبى، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى،
     صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين والأئمة المهديين.
أيها الإخوة،
     الإخلاص سرُّ العبادة ، والإخلاص ينفع معه كثر العمل وقليله، بينما عبادة من دون إخلاص لا قيمة لها، لا إن كانت كثيرة، ولا إن كانت قليلة.
﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ الكهف
هذه الآية لخصت القرآن كلَّه.

ما قيمة العمل الصالح؟ :
﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً﴾
[سورة الكهف الآية: 110]
     قيمة هذا العمل ألا يخالطه شرك، أن تبتغي بعملك غير الله،
إنسان داوم على صلاة الفجر في المسجد أربعين عاماً، وفي أحد الأيام غلبته نفسه فلم يستيقظ، فانتبه مذعوراً،
وقال: ماذا يقول الناس عني هذا اليوم؟
شيء خطير,  
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
     هناك أعمال رائعة يجعلها الله هباء منثوراً، 
[[ لن ينال الله لحومها ولا دمائها, ولكن يناله التقوى منكم.]]
يناله أن يراكم مخلصين في هذه الطاعة.

من بنود هذه الآية :
﴿قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾آل عمران 
     إن أخفيت، أو لم تخف, فأنت مكشوف أمام الله، لا تخفى على الله خافية، فهو وحده يعلم، لك أن تقول كل شيء، وتبرر، وتعلل، وتفسر، ولكن تأكد أن كل شيء تفعله لا يخفى على الله عز وجل.
      الحديث الصحيح المتواتر الشهير, الذي يعد أصلاً من أصول الدين، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ:
((سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ, وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى, فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا, أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يتزوجها, فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ))[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم]
ــــــــــــــــــــــــــ
حديث آخر:
عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنَّمَارِيِّ, أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((... وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ, قَالَ: إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ؛
 - عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا, فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ, وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ, وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا, فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ,
- وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا, وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا, فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ, يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ, فَهُوَ بِنِيَّتِهِ, فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ,
- وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا, وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا, فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ, لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ, وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ, وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا, فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ,
- وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا, فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا, لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ, فَهُوَ بِنِيَّتِهِ, فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ))

فلذلك: من شهد معصية فأنكرها, كان كمن غاب عنها، ومن غاب عن معصية فلم ينكرها، بل أرادها, كان كمن شهدها.
((إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ, وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى))

ما هو العامل الحاسم في كل هذه الأحاديث؟ النية, ماذا تنوي؟ ماذا تريد؟.

     هل هناك حديث أخطر من هذا الحديث؟ صاحب أموال طائلة أنفقها في سبيل الله، وإنسان قتل في سبيل الله، والأول قرأ القرآن في سبيل الله, وهم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة، هذا حديث خطير, لا يدعو على اليأس, ولكن يدعو إلى اليقظة، حرر عملك من الشوائب.
     ما موقف معاوية بن أبي سفيان حينما أخبره الرجل بهذا الحديث الذي سبق ذكره؟ :
دخل رجل على معاوية بن أبي سفيان, فخبره بهذا الحديث، فقال معاوية:
<< قد فعل بهؤلاء هذا, فكيف بمن بقي من الناس؟.>>
( لا يوجد عنده أجهزة لهو, يسهر بعد الفجر، غارق بالملذات، لا يوجد في دخله حرام، لا يوجد مال ربا، ولا انحراف خلقي، ولا اعتداء على أموال الناس، هؤلاء أحدهم قتل في سبيل الله، والثاني قرأ القرآن، والثالث كان محسناً، لأنهم أرادوا لهذا السمعة والدنيا, كان هذا مصيرهم،  
﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾
[سورة النجم الآية: 3-4]
ــــــــــ
قال: فكيف بمن بقي من الناس؟
قال: فبكى معاوية بكاء شديداً, حتى ظننا أنه هالك، وقلنا قد جاءنا هذا الرجل بشر، ثم أفاق معاوية، ومسح عن وجهه, وقال: صدق الله ورسوله:
﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[سورة هود الآية: 15-16]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
<< صلاة الرجل تطوعاً حيث لا يراه الناس, تعدل صلاته على أعين الناس خمساً وعشرين درجة>>

 حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ:
<< سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ, حَتَّى أَوَوُا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ...>>
هذا الحديث الرائع يعلمنا أنك إذا كنت في ضائقة، وفي شدة، وفي أزمة، وفي خطر, فادع الله بصالح عملك، وينبغي أن يكون لكل واحد منا عمل صالح, يبتغي به وجه الله الكريم.
اسمع قصة هذا التاجر :
حدثني تاجر كبير من تجار الغنم, أنه ضل في الصحراء هو والغنم التي اشتراها، وكاد هو والغنم يموتون عطشاً، فصلى ركعتين، وذكر أن له عملاً صالحاً قبل سنوات، أنه كان في البادية، وجاءت امرأة تريده فدفعها، وقال: يا رب إن كنت دفعتها خوفاً منك ففرج عنا، وقد ساق الله لهم أناساً يعرفون مكان الماء، ودلوهم على الماء، وأنقذ الله حياتهم من الموت المحقق, فهذا من السنة, إذا كنت في شدة, أو ضائقة, أو محنة, أو مصيبة, أو خطر, فادع الله بصالح عملك كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم.






     ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. لئن لم يغفر لنا ربنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم وفقنا في ودعوتنا، واجعل لنا من لدنك سلطاناً نصيراً، اللهم تب علينا وأصلح حالنا، واهدنا واهد بنا ويسر الهدى لنا، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم ألف بين قلوبنا، واجمع شملنا، ووحد كلمتنا، واهدنا سبل السلام، اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأعلِ كلمة الحق والدين،
اللهم اجعل بلدنا آمنا مطمئنا مباركاً سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين،
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا ربنا سميع قريب مجيب الدعوات. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا صغيرها وكبيرها دقها وجلها وأنت أرحم الراحمين وأنت المتفضل على عبادك وأنت المجيب لمن سألك
اللهم نتوسل إليك بما أخلصنا لك فيه من الدين أن تغفر لنا ذنوبنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا واجعل لنا من أمرنا رشداً واجعل عاقبة أمورنا إلى خير وعملنا في خير ورؤيانا في خير يا أرحم الراحمين.

jeudi 14 juin 2018

عيد الفطر 2018-1439

بسم الله الرحمن الرحيم
     الله أكبر (تسعاً).
 الله أكبر ما تعالت أصوات الناس بالتكبير.
 الله أكبر ما تفتحت أبوابُ السماء في هذا الصباح الكبير.
 الله أكبر ما تنزلت علينا رحمة ربنا العليِّ القدير.
 الله أكبر ما تقاربت قلوبُ المسلمين.
 الله أكبر ما تضافرت الجهود، وصدقت العهود.
 الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً.

الله أكبر بنعمته اهتدى المهتدون ، وبرحمته صام الصائمون ، وبعونه قام القائمون ، وبعدله ضل الضالون[[ لاَ يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ]]   .
     الله أكبر3 -
عَلِمَ الذُنُوبَ فغفرها .. وأبصر العيوب فسترها .. وعيَّنَ آجال العباد وقدَّرها .. وقَسَمَ أرزاق العباد ويَّسرها .. لك اللهم الحمد بالإيمان .. لك اللهم الحمد بالقرآن .. لك اللهم الحمد بشهر رمضان ، لك اللهم الحمدُ بعشرِ الرحمة وعشر المغفرة وعشر العتق من النيران ، لك اللهم الحمد باللسان والجنان والأركان .
لك اللهم الحمد أنت الكريم الجواد .. لك اللهم الحمد على نِعمٍ لا نُحصي لها تعداد .. لك اللهم الحمد ما خط القلم وسال المِداد ..
من يكشف الضُرَّ سِواك .. ومن يُجيب دعوة المضطر عداك ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.
      وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم أنبيائه، وصفوة خلقه.
 اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الله أكبر(3)  أيها المؤمنون:
 " عن سعد بن أوس الأنصاري عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
<< إذا كان يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ على أَبْوَابِ الطُّرُقِ فَنَادَوْا أغدوا يا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إلى رَبٍّ كَرِيمٍ يَمُنُّ بِالْخَيْرِ ثُمَّ يُثِيبُ عليه الْجَزِيلَ لقد أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ فإذا صَلَّوْا نَادَى مُنَادٍ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ قد غَفَرَ لَكُمْ فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إلى رِحَالِكُمْ فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ وَيُسَمَّى ذلك الْيَوْمُ في السَّمَاءِ يوم الْجَائِزَةِ >>
أيها المؤمنون:
لقد مضى رمضان المبارك، وقد صامه المسلمون، وأخلص فيه المؤمنون، فنقَّى ضمائرهم، وطهر سرائرهم، وآتاهم الله رشدهم وتقواهم.
 واعتكف فيه المتقون، وخاصة المؤمنين، فارتقوا من حال إلى حال ومن رؤية إلى رؤية، ومن مقام إلى مقام، ثم جاء العيد، وهو يوم من أيام الله المباركة، جمعكم اللهُ في صباحه المبارك على طهارة، وتقوى بعد أن أديتم فريضة الصيام بحمد لله وعونه، وها أنتم أولاء تضعون أيديكم في يد أكرم الأكرمين، لتتسلموا منه جائزة صيامكم وقيامكم وطاعتكم، فهنيئاً لكم صومكم، وهنيئاً لكم إفطاركم، وتقبل الله فطرتكم.

(الله أكبر)
أيها المؤمنون:
 ليس من الرشاد أن يعيش المرء في جوٍّ من الصفاء النفسي، والسمو الأخلاقي شهراً واحداً في سنته، ثم ينطلقَ بعدها إلى حظوظه وشهواته لا يميِّز بين حلال وحرام، وقرب وبعد... (و أقبح من كله أن يترك الصلاة بعد العيد و يفتخر بذلك و يقول أنا لا أصلّي إلا في رمضان!!!)
فمثل هذا جعل من رمضان مطية لريائه ومكره،
بل الرشاد والهدى، أن يشعر المرء بدافع مستمر يدفعه إلى الطاعة، والإقبال وتطبيق القرآن واقتفاء أثر النبي العدنان.
 لذلك يتخذ المؤمن الحق من رمضان كل عام نقطة انطلاق جديدة نحو إيمان أعمق، وسلوك أقوم وسعادة أكبر، والمؤمن الحق يصوم فمه، فيفطر وتصوم جوارحه فلا تفطر،
      فلا يأتي المؤمن في عامه منكراً ولا يشهد زوراً، ولا يأكل حق أحد ولا يتجاوز حدَّه، لأنه يذكر ميثاقه الباطني الذي عقده في رمضان على أن يصوم عن المحرمات والخبائث عمره كله.


فإن هو فعل ذلك فقد أفاد من رمضان وخرج من مشفاه معافىً سليماً من كل داء نفسي.

ليس البليةُ في أيامنا عجبـــــــا ً بل السلامةُ منها أعجب العجـــب
ليس الجمال بأثواب تُزيننـــــــا  إن الجمال جمـــال العلـم والأدب
ليـس الـيتيم الذي قـد مـات  والـده إن اليتيم يتمُ العقل والحســـــب




الخطبة الثانية
من لوازم هذا اليوم: 1/ صلة الرحم 
عن أبي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قال يا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ .. فقال النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شيئا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وتوتي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ "
و عَنِ بن عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عنهما قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم:
<< ثَلاثَةٌ لا يَقْبَلُ اللَّهُ لهم صَلاةً :إِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ له كَارِهُونَ وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عليها غَضْبَانُ وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ ( أي متخاصمان )>>
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم انه قال:<< لاَ تَقَاطَعُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا إِخْوَاناً كما أَمَرَكُمُ الله >>

2/  مصافحة  المسلمين في الطرقات والأماكن العامة وغيرها :
عن الْبَرَاءِ بن عَازِبٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم:
<< ما من مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إلا غُفِرَ لَهُمَا قبل أَنْ يَتَفَرَّقَا >>
ـــــــــــــــــــــــــ
 3/ إدخال السرور على الفقراء والمساكين :
      عن عائشة قالت قال رسول الله صلى اللَّهُ عليه وسلم:
<< من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنة>>
 ــــــــــــــــــــــــ
4/ الفرح بالعيد :
قال تعالى " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " يونس
قال القرطبي " قوله تعالى ( قل بفضل الله وبرحمته ) قال أبو سعيد الخدري وبن عباس رضي الله عنهما : فضل الله: القرآن ورحمته: الإسلام وعنهما أيضا : فضل الله القرآن ورحمته أن جعلكم من أهله .
     
وعن أنس أن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم قال :  
<< من هداه الله للإسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه ثم تلا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون >>
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

  5/ الأكل والشرب والتوسعة على أهل البيت من غير إسراف :
قال اللَّهِ تَعَالَى :
[[ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ]].

أيها الإخوة:
 اعلموا أنه ليس بينكم وبين أن تروا من الله ما تحبون إلا أن تعملوا فيما بينكم وبين خلقه ما يحب، وحينئذ لا تعدموا بره ولا تفتقدوا خيره ومن جعل لنفسه حظاً من حسن الظن بالله فقد رَوَّح عن نفسه وكفاه الله كل مؤمنة.







 الدعاء
اللهم آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، وقنا عذاب النار
اللهم ارفع غضبك وسخطك عنا
اللهم ارحمنا يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات
اللهم ثبتنا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة
اللهم ارحمنا يوم يفر المرء من أخيه.. وأمه وأبيه.. وصاحبته وبنيه.

يا خالق السماوات والأراضين.. والشمس والقمر المنير، يا عصمة البائس الخائف المستجير، ويا رازق الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير، ويا قاصم كل جبار عنيد، نسألك وندعوك دعاء المضطر، ونسألك بمقاعد العز من عرشك، ومفاتح الرحمة من كتابك الكريم، وبأسمائك الحسنى وأسرارها المتصلة،
أن تغفر لنا برحمتك وترحمنا وتسترنا وتكشف همنا وغمنا، وتغفر لنا ذنوبنا و ترزقَنا توبة خالصة وعلماً نافعاً ويقيناً صادقاً، وأن ترزقنا حسن الخاتمة، وأن تكفينا شر الدنيا والآخرة.