vendredi 20 décembre 2019

صفات المسلم1996-2019



بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن الحميد المجيد، له الملك وله الحمد يحيي و يميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير.
      وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، البر التواب الشهيد، أدنى إلى عبده من حبل الوريد، يُحصي ويبدئ ثم يعيد،
      وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والقرآن المجيد،
      صلى الله عليه وعلى آله وصحبه من كل برّ سعيدٍ، وعلى جميع من سار على نهجهم، واهتدى بهديهم، إلى يوم الحشر والوعيد.
أيها الإخوة،
      من العَجَب العُجَاب أن يزعم كثيرٌ من الناس.. أنَّ البلاهة والغفلة من سمات الصَّلاح والتقوى، وأنَّ الكياسة والفطنة من آيات الخُبْث والجَرْبَزَةِ  .
      زعمٌ باطل، ووهمٌ خاطئ جرَّ على المسلمين نكَبات وبلايا، لا يزالون يَرْزَحُون تحت أثقالها، وكيف يكون الأمر كما زعموا، والأبْلَه والمخدوع لا يصلح لأمر من أمور الدين، ولا لشأن من شؤون الدنيا، بل هو نكبةٌ أينما حَلَّ، وبليَّة حيثما ارتحل؟!
      أم كيف يكون الأمر كما ظنُّوا، وقد جاء القرآن الكريم يخاطب العقول، وينبِّه الألباب على ما احتوى عليه من عِبَر، وما اشتمل عليه من حِكَم؟! كما جاءت السنة حافلة بالثناء على ذوي البصائر والعقول تنويهًا باسمهم، وحثًّا على الاقتداء بهم.
      ثم لم يصْطَفِ الله تعالى رسولًا أو نبيًّا إلا وهو قدوة مُثلى في اليقظة والحزم، وأخذ الأمور بالتي هي أقوم.
ولم تأذن الشريعة الغرَّاء للمسلمين أن يولُّوا أمرهم أميرًا أو قاضيًا، إلا إذا كان معروفًا برجاحة العقل، وإصابة الرأي، وبُعْد النظر.

 فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
<< قال رسول الله المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، اُحرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان >> رواه مسلم
لأخذ القرار:
- جمع المعلومات- استشارة الخبير الثقة الورع
[[ و شاورهم في الأمر]]
<< المستشار مؤتمن.>>  الترمذي
- صلاة الإستخارة - العزم و التوكّل
[[ فإذا عزمت فتوكّل على الله ]] آل عمران 159
- << ... وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان >> رواه مسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 أيّها الإخوة،
من فضائل القوّة،<< المؤمن القويّ خير و أحبّ إلى الله >>، التي يوجبها الإسلام:
أن تكون وثيقَ العزم، مُجتمعَ النيّة على إدراك هدفك بالوسائل الصحيحة الشرعية،
<لا يُتوسل إلى المقاصد النبيلة إلا بوسائل نبيلة >.الإمام عبدالله بن بيه,
 باذلا قصارى جهدك في بلوغ مأربك...غير تاركٍ للحظوظ أن تصنع لك شيئا .
- هناك أناسٌ يجعلون من اللجوء إلى الله ستارا يواري تفريطهم المعيب و تخاذلهم الذميم.
 << إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. >>
أبو داود ، أحمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- من الصفات الشخصية التي يتحلى بها المسلم :
 أن يكون فطنا... ليست من سماته البلاهة و الغفلة.
عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
<< لا يُلْدَغُ  المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين>> رواه الشيخان
...   ضرب ،صلى الله عليه و سلم، مثلًا للمؤمن وما ينبغي أن يتكمَّل به من كياسةٍ وسياسةٍ، ويقظة وحزمٍ؛ فإنَّ نقصًا في دين المرء وعقله أن يكون أبْلَهَ مُغفَّلًا، خَدْعةً للخادعين، وطُعْمَةً للطامعين.

أبو عَزَّة الجُمحي:
وموردُ هذا المثل أبو عَزَّة الجُمَحي الشَّاعر، وكان يهجو النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويؤذي الله ورسوله، وذلك أنه أُسٍّر في غزوة بدر فيمن أُسر من المشركين، فَضَرع إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن يعتقه دون فداء، وقال: يا محمد، إني فقير وذو حاجة قد عرفتها، فامنُن عليَّ لفقري وبناتي، فرقَّ الرسول وأطلقَه، بعد أن أخذ عليه الميثاق ألَّا يُظاهر عليه.

فلمَّا عاد إلى مكة أَبى له لُؤْمُه وسُوءُ طويَّتِه إلا أن ينال من المسلمين بِشِعْرِه، وأن يطيعَ المشركين في الخروج إلى أُحد، واستنفار الأعداء لمحاربة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
ويشاء الله أن يقع أسيرًا في غزوة حمراء الأسد ، وهي التي استجاب المؤمنون فيها لله والرسول من بعدما أصابهم القرح، فعاد سيرته الأولى، يَضْرع ويشكو، ويقول للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: اُمنُن عليَّ لفقري وبناتي، وأعاهدك ألَّا أعود لمثل ما فعلت.
      فأجابه سيِّدُ الحكماء صَلَوات الله وسلامه عليه إجابته الخالدة: ((لا والله، لا تَمْسَح عَارضَيْك  بمكة، وتقول: خدعتُ محمدًا مرَّتين، لا يُلدغ المؤمن من جُحْر واحد مرتين، اِضرب عنقه يا زيد]]

 أن تقع في الشراك مرّة فذاك خطأٌ ، أمّا إذا وقعت فيه ثانية فأنت تستحقّه..

      كان صلواتُ الله وسلامه عليه في الأولى مَضْرِبَ المثل حِلْمًا وَرِفقًا ورحمةً، كما كان في الثانية مَضْرِبَ المثل كذلك سياسةً وكياسةً وحكمةً.
      عفوٌ في غير ضَعف، ورحمةٌ من غير عنف، وإحسانٌ لا تُكَدِّره مَسَاءَة (نقيض المسرّة) ، فإذا لم يُصادف شيءٌ من ذلك مَوْضعه، ولم يُصب مَوْقعه، وكان كالبذر الطيِّب في الأرض السَّبِخة، فلا مناصَ من الشدَّة والحزم، واليقظة والعزم؛ ليَعتبر ماكرٌ، ويرتدع غادر، ثمَّ لتنتصر الفضيلةُ، وتعلو كلمة الحق.

وما أصدق أبا الطيِّب إذ يقول:
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وإنْ أنتَ أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فوضْعُ النَّدى في موضعِ السيف بالعُلا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مُضِرٌّ كوضعِ السيفِ في موضع النَّدى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

الحكمةُ وضعُ كلِّ شيءٍ في موضعه.

المسلم يجعله إيمانه رجلَ مبدإ متميّز:
يُعاشر النّاس على بصيرة من أمره،إن رآهم على صواب تعاون معهم و إن وجدهم مخطئين نأى بنفسه و استوحى ضميره وحده.
<< لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا>>   الترمذي
و الرجل الضعيف هو الذي يستعبِده العرف الغالب و تتحكّم في أعماله التقاليد السائدة و لو كانت خطأً...

لكن المؤمن لا يكترث بأمر ليس له من الدين الله سند.
     
...سيجد متاعب كثيرة،و لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
<< منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ( أي: حَفِظه اللهُ مِن سخَطِ النَّاسِ عليه وأرضَى عنه النَّاسَ، وكفاه همَّ ذلك ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ>>  الترمذي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و من صفات المسلم أن يكون صريحا، يواجه النّاس بقلب مفتوح، لا يصانع على حساب الحقّ بما يغضُّ من كرامته.
حدث أن كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلّم يوم مات ابنه إبراهيم. فقال النّاسُ (عشاق الخرافات) خسفت الشمس لموت إبراهيم.
فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب النّاس فقال:  
<<إنَّ الشَّمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ، لا يُخسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه؛ فإذا رأيتُم ذلك فادْعُوا اللهَ، وكبِّروا، وتَصدَّقوا>> متفق عليه
 فإنّ الشخص الذي يحيا في الحقائق لا يتاجر بالأباطيل فهو غنيّ عنها، و صراحته ثروة عريضة من الشرف ، تغني صاحبها عن الدجل و الاستغلال ...و هذه من صفاته صلى الله عليه و سلم.

      " لا تُرضينَّ أحداً بسخط الله ، ولا تحمدنَّ أحداً على فضل الله ، ولا تذمنَّ أحداً على ما لم يؤتك الله ؛ فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرصُ حريصٍ ، ولا يردُّه عنك كراهية كاره ، وإن الله تعالى بقسطه وعدله جعل الرَوْح والفرح في الرضا واليقين ، وجعل الهمَّ والحزن في السخط "رواه الطبري في الكبير.

vendredi 29 novembre 2019

الأطفال غراس الحياة.29/11/2019



 الأطفال غراس الحياة-4/2024 و 9/2019
بسم الله الرحمن الرحيم     
      الحمد لله الذي منَّ علينا وهدانا إلى الإسلام, ووفقنا فجعلنا من أمة أفضل الأنام الذي آتاه الحكمة والقرآن، أحمده سبحانه على ما منَّ به علينا من نعمه العظيمة، وجعل الدنيا مزرعة الآخرة، 
فمن عمل فيها صالحاً نال خيراً، ومن فرَّط وأسرف على نفسه، وقصَّر فيما أوجب عليه ربُّه فقد خاب وخسر، 
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، 
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
  الأطفال غراس الحياة ، قطوف الأمل ، قرة العين ، زهور الأمة ، براعم الأمة ..
هم البشری  ومصداق ذلك قوله تعالى:
[[ يا زكريا إنا نبشرك بغلام ]] 
هم قرة العين
 [[ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ]]
هم المحبَّةُ ، هم المودَّةُ والرحمة 
 [[ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة  ]]
قال علماء التفسير: المودة والرحمة هم الأولاد .
هم زينة الحياة الدنيا: 
 [[ المال والبنون زينة الحياة الدنيا    ]]  
لذلك أيها الأخوة : رعاية الأولاد واجبٌ ديني 
و مَحبَّتُهم قُربةٌ إلى الله ... لأنهم أحباب الله.
الدكتور محمد راتب النابلسي يقول :
قالت لي أمي يوما وأنا صغير :هل تستطيع أن تقول كلمه "حلال" وتظلُّ شفتاك مفتوحة؟
حاولت ونجحت أن أقولها بدون أن أطبق شفتاي.
صفقت لي أمي وقبلتني.
ثم قالت هل تستطيع أن تقول كلمه "حرام" وتظلُّ شفتاك مفتوحة؟
حاولت مرارا ولم استطع فقلت حزينا :
لا أستطيع يا أمي مهما حاولت في النهاية تُغلق شفتاي رَغمًا عني. ضحكت أمي وقالت :هذا هو الفرق بين الحلال والحرام يا بني.
الحرام: اغلاق وشقاء والحلال: فتح وسعاده ، فأختر ما شئت إمَّا أن تُفتحَ لك أبوابُ الدنيا والآخرة وإما إن تُغلق في وجهك.
ومن يومها إذا فعلت خطأ ،أطبقت أمي شفتيها، وعلى وجهها حزن..
وإذا فعلت عملا صحيحاً فتحت شفتيها بابتسامة،
- وكانت تقول لي إذا كنت تُحبُّ أن ترى ابتسامة أمِّك دائما فعليك بالحلال والطيِّب يا بُنيّ ،
كبُرت وحاولتُ ألَّا أُفْقِدَ أمِّي ابتسامتَها الرائعة..
وعندما ماتت أمّي ودخلتُ لأودِّعها ولأقبِّلها القُبلة الأخيرة وجدتها مبتسمةً مفتوحةَ الشفتين.
قلت: على العهد يا أمي على الحلال إلى أن ألقاك. ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهو يقول:علّموا أبناءكم ، هذا حلال وهذا حرام ،هذا يُرضي الله وهذا يُغضِب الله ،لا على "العيب" فقط ،حتى ينشأ جيل يراقب الله ويخشاه في السرِّ والعلن ،لا جيلٌ يخشى الناس .✋
أيها الإخوة،  
الحبُّ قبل التربية
<< الخُلق الحسن هو كل شيءٍ في الدِّين ، فالمعاملة الطيِّبة هي التي تشدُّ الآخرين إلى الدِّين لا عباداتُك و صيامُك و صلاتُك ، و الإنسان عبدُ الإحسان ، لذلك السلوك العنيف يُبعد الناس عنك لا يُقرِّبهم منك (و خصوصا أبناؤك) ، يعني الخلق الحسن أثمن شيء في الوجود .>> النابلسي
 
وعن أَبي هُرَيْرَةَ .ر. قَالَ: قبَّل النَّبِيُّ ﷺ الْحسنَ بنَ عَليٍّ رضي اللَّه عنهما، وَعِنْدَهُ الأَقْرعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشرةً مِنَ الْولَدِ مَا قَبَّلتُ مِنْهُمْ أَحدًا، فنَظَر إِلَيْهِ رسولُ اللَّه ﷺ فقَالَ: << مَن لا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ.>>  متفقٌ عَلَيهِ.
هذا ما يحسه و يفهمه الأطفال عند تقبيلهم:
- الرأس: تشعره بأنك فخور به.
- الجبين: تشعره أنك راض عنه.
الوجه : تشعره بحبك و حنانك.
اليدين: بدعمك له و ثقةٍ فيه.
**********
من الأمور المطلوبة مع الأبناء:
*// الدعاء، دعاء الوالدين لأولادهم من الأدعية المستجابة، ورد عن الصحابيّ الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: 
<< ثلاثُ دعَواتٍ مُستَجاباتٍ: دَعوَةُ المظلومِ، ودَعوةُ المسافِرِ، ودَعوةُ الوالِدِ علَى ولدِهِ>>الترمذي.
فالدعاء المستمرّ للأبناء من أنفع الطُرُق وأفضلها لهدايتهم وصلاح حالهم، وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم دعاء الأنبياء لأبنائهم، فقد سأل إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ربّه الولد الصالح قائلاً: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ). الصافات
*******
*// إطعامهم من الحلال.
*// غرس صفة الحياء في الأبناء عموما و في بناتك خصوصا عن طريق حثّهم على ستر عوراتهم عن القريب قبل البعيد.
(دخلة الباكالوريا و فضائحها…)
*// القدوة، تساعد فقيرا أمام ابنك خيرٌ من ألف الدرس.
******* 
<< رعاية الأولاد واجب ديني لأن محبة الآباء والأمهات لأولادهم هي محبة الله وفي هذا الوقت لم يبقَ في أيدي المسلمين من ورقة رابحة إلا أولادُهم فإن لم يكن ابنُك كما تتمنى فأنت أشقى الناس، أعظم عمل تقوم به أن تُربيَ ابنك تربيةً إيمانية أخلاقية، لذلك تربية أولادنا فرض عين علينا من أهمل دين ابنه و عقيدته كأنه قتله .>>
*****************
<< الكذب مؤشِّرٌ خطيرٌ عند ابنك عليك أن تَنْتَبِهَ له و أكبرُ عطاء من الأب لابنه أن يُعلِّمه الصدق لأن الصدق يهدي إلى البرِّ وإن البرَّ يهدي إلى الجنة فالمتابعة تحتاج إلى جُهدٍ لكنَّ ثمارَها يانعةً جداً،
و الصدقُ أمانةٌ والكذبُ خيانةٌ وعلى كلِّ إنسانٍ أن يلتزم الصدق لأنَّ الصّادقَ إنسانٌ عزيزُ النفس.>>
الدعــــــــــــــــــــــــــاء
اللهم أكرمنا بصلاح أولادنا، اللهم اهدنا وإياهم لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا وإياهم سَيِّءَ الأخلاق لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
اللهم أصلح شباب المسلمين ونَوِّرْ قُلوبهم وأهدهم إلى معالي الأمور وقهم شر الشيطان وشَركه يا أرحم الراحمين.
      ربنا وسعت كل شيء رحمةً وعلما ، فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك ، وقِهم عذاب الجحيم ، ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ، إنك أنت العزيز الحكيم ، وقهم السيئات .
      ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين ، واجعلنا للمتقين إماما .
      رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ، ربنا وتقبّل دعاء .ربنا اغفر لي ولوالديَّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.

{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) } لقمان

lundi 4 novembre 2019

خطبة المولد 2019-1441


بسم الله الرحمن الرحيم
     إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَهْدِيهِ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَشْكُرُهُ ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا ومِنْ سَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ومَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَه،
     وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ولا مَثِيلَ لَهُ، ولا نِدَّ ولا ضِدَّ لَه، أَيَّنَ الأَيْنَ فَلا أَيْنَ ولا مَكانَ ولا جِهَةَ لَه، وكَيَّفَ الكَيْفَ فَلا كَيْفَ ولا شَكْلَ ولا صُورَةَ ولا أَعْضاءَ لَه،[[ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير]]
     وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وحَبِيبَنا وعَظِيمَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ صَلَواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى كُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَه، صَلَواتُ اللهِ البَرِّ الرَّحِيمِ والْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ والنَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصّالِحِينَ، ما سَبَّحَ للهِ مِنْ شَىْءٍ، عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ خاتـَمِ النَّبِيِّينَ وسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وإِمامِ الْمُتَّقِينَ وحَبِيبِ رَبِّ العالَـمِين،
     الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدِي يا عَلَمَ الهُدَى يا أَبا الزَّهْراءِ يا أَبا القاسِمِ يا مُحَمَّدُ. صلى الله عليك الله يا علم الهدى...
  ﴿ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالـمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (۱۲٨)﴾سورة التوبة .
إِخْوَةَ الإِيـمانِ إِنَّ كَلامَنا اليَوْمَ عَنْ قائِدِنا وسَيِّدِنا وعَظِيمِنا وقُرَّةِ أَعْيُنِنا نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مَنْ قالَ عَنْهُ رَبُّهُ
﴿وما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعالَـمِينَ الأنبياء .
مُحَمَّدٌ تَحِنُّ إِلَيْهِ القُلُوب … محمَّدٌ تَطِيبُ بِهِ النُّفُوس … محمَّدٌ تَقَرُّ بِهِ العُيُون  
 أيها المسلمون:
كرَّم الله بني آدم وفضَّلهم على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً،
واجتبَى منهم من خصَّه بالنبوة والرسالة، واصطفَى من أولئك أفضلَهم نبينا محمدَ بن عبدالله صفوةَ بني هاشم،
وهاشمٌ خِيَر قريش،
فهو خيرٌ من خيارٍ، اختاره الله لهذه الأمة لهدايتها إلى دين الله القويم وصراطه المستقيم، فكانت حياتُه - عليه الصلاة والسلام - عبادةً وشكرًا، ودعوةً وحلمًا، وابتلاءً وصبرًا، تحلَّى فيها بخُلُقٍ سامٍ وفألٍ محمود، شمائلُه عطِرةٌ وسيرتُه حافلة.
 ما من خيرٍ إلا دلَّ الأمة عليه، وما من شرٍّ إلا حذَّرَها عنه، قال عن نفسه - عليه الصلاة والسلام -: «ما يكن عندي من خيرٍ فلن أدَّخِره عنكم»؛ متفق عليه.
قضى قريبًا من شطر زمن رسالته يدعو لأمرٍ واحدٍ هو أعظمُ أمرٍ أمَر الله به، من لم يستجِب له فيه خلَّده الله في النار وحرَّم الجنةَ عليه، استفتَحَ رسالتَه به وقام على جبل الصفا وقال لقريش: «قولوا: لا إله إلا الله تُفلِحوا».

مكثَ عشر سنواتٍ في مكة لا يدعو إلى شيءٍ سواه، ثم دعا إلى بقية الشرائع معه إلى مماته، ووعدَ من حقَّق هذا الأمر بدعوةٍ منه مُستجابةٌ له يوم القيامة؛
فقال: «لكل نبيٍّ دعوةً مُستجابة، فتعجَّل كل نبيٍّ دعوتَه، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة، فهي نائلةٌ - إن شاء الله - من مات من أمتي لا يُشرِك بالله شيئًا»؛ متفق عليه.

كثيرُ التعبُّد لله، قام بالطاعة والعبادة خيرَ قيام، قدَماه تتشقَّقُ من طول القيام، في ركعةٍ واحدةٍ قرأ البقرة وآل عمران والنساء،  

خاشعٌ لله يُصلِّي وفي صدره أزيزٌ كأزيز المِرجَل من البكاء، ولسانُه لا يفتُر عن ذكر الله، قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: "كان يذكر الله على كل أحيانه"؛ رواه مسلم.

وقال ابن عمر - رضي الله عنه -: "إن كنَّا لنعُدُّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحد مائةَ مرةٍ: ربِّ اغفر لي وتُب عليَّ، إنك أنت التواب الرحيم".
     يُحبُّ الصلاة ويُوصِي بها؛
قال أنس - رضي الله عنه -: كانت عامةُ وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - حين موته: «الصلاةَ، وما ملكَت أيمانُكم»، قال: حتى جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُغرغِرُ بها صدرُه وما يكادُ يُفيضُ بها لسانُه -أي: يُوصِي بها حتى فاضَت روحُه -؛ رواه أحمد.

وكان يحثُّ صغارَ الصحابة على نوافل الصلوات، قال لابن عمر وهو فتى: «نِعم الرجلُ عبدالله لو كان يُصلِّي من الليل»؛ متفق عليه.

يقينُه بالله عظيم، مُوقِنٌ بأن كلام الله فيه شفاء، إذا مرضَ يُرقِي نفسَه بكلام الله، قالت عائشة - رضي الله عنها -: "كان إذا اشتكَى يقرأ على نفسه بالمُعوِّذات وينفُث"؛ متفق عليه.

ونهى عن إطرائه وتعظيمه؛ فقال: «لا تُطروني كما أطرَت النصارَى ابنَ مريم، فإنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبدُ الله ورسوله»؛ رواه البخاري.

يدعو كلَّ أحدٍ إلى هذا الدين ولو كان المدعو صغيرًا، زار غلامًا يهوديًّا فقعدَ عند رأسه وقال له: «أسلِم»، فأسلَم الغلام؛ رواه البخاري.
     تواضَعُ للصغير ويغرِسُ في قلبه العقيدة؛ قال لابن عباس:
«يا غلام! إني أُعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجِده تُجاهَك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله»؛ رواه الترمذي.

     يتلطّفُ في تعليم صحابته ويُظهِر ما في قلبه من حبِّه لهم؛ أخذ بيدِ مُعاذ وقال له: «والله إني لأُحبُّك، أُوصيك يا معاذ لا تدعنَّ في دُبُر كل صلاةٍ أن تقول: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك»؛ رواه النسائي.

     لا يُعنِّفُ ولا يتكبَّر؛ بل صدره مُنشرحٌ لكل أحد؛ دخل رجلٌ وهو يخطُب، فقال: يا رسول الله! رجلٌ غريبٌ جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينُه، قال: فأقبَل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترك خطبتَه حتى انتهَى إليَّ، فأُتِي بكرسيٍّ حسبتُ قوائمَه حديدًا، قال: فقعد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل يُعلِّمني مما علَّمه الله، ثم أتى خطبتَه فأتمَّ آخرها؛ رواه مسلم.

     دَمثُ الأخلاق ليس بفاحشٍ ولا مُتفحِّشٍ في الألفاظ، وحياؤه أشد من العذارء في خدرها، عفُّ اليد لم يضرب أحدًا في حياته؛ قالت عائشة - رضي الله عنها -: "ما ضربَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، إلا أن يُجاهد في سبيل الله، ولم ينتقم لنفسه؛ بل يعفو ويصفَح، وإذا خُيِّر بين أمرين أخذ أيسَرهما ما لم يكن إثمًا".

     طلْقُ الوجه؛ قال جرير بن عبدالله: "ما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطُّ إلا تبسَّم".

     واصلٌ لرحمه، صادقٌ في حديثه، قاضٍ لحوائج المكروبين؛ قالت له خديجة: «إنك لتصِلُ الرَّحِمَ، وتصدُق الحديث، وتحمِلُ الكلَّ، وتكسِبُ المعدوم، وتَقري الضيفَ، وتُعينُ على نوائب الحق».
        رقيقُ القلب رفيقٌ بمن تحته؛ خدَمه أنسٌ عشر سنين، فما قال له أفٍّ قط، ولا قال لشيءٍ صنعَه لم صنعتَ، ولا ألا صنعتَ.

رحيمٌ بالضعفاء والمرضى؛ أمر من يُصلِّي بهم أن يُخفِّف صلاتَه من أجلهم.

     رؤوفٌ بالناس شديد الحِلم؛ بالَ أعرابيٌّ جهلاً منه في مسجده، فتناولَه الناس، فقال لهم: «دَعوه حتى يقضِي بولَه، وهَريقوا على بوله سجلاً من ماءٍ أو ذنوبًا من ماء؛ فإنما بُعِثتُم مُيسِّرين ولم تُبعَثوا مُعسِّرين»؛ رواه البخاري.
      كثيرُ البذل والعطاء، لا يردُّ سائلاً ولا مُحتاجًا، قال حكيمُ بن حزامٍ - رضي الله عنه -: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني؛ متفق عليه.

     كريمُ اليد واسعُ الجُود؛ جاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلَين،
ورأى رجلٌ عليه بُردةً فقال: اكسنيها ما أحسنها، فأعطاه إياها؛ رواه البخاري.


     ومع عِظَم أعباء ما أُوكِل إليه من الرسالة كان جميلَ المعشَر مع أهله مُتلطِّفًا معهم، فإذا دخل بيتَه يكون في مهنتهم، وإذا حضرَت الصلاة خرج إلى الصلاة.

     رقيقٌ مع أولاده وأحفاده مُكرمٌ لهم، إذا دخلت ابنتُه فاطمةُ يقوم لها ويأخذ بيدها ويُجلِسُها في مكانه الذي كان يجلسُ فيه.

وكان يضعُ الحسنَ على عاتقه فيقول: «اللهم إني أُحبُّه فأحِبَّه»؛ متفق عليه.

وخرج على صحابته وبنتُ ابنته أمامةُ على عاتقه، فصلَّى بها فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها؛ متفق عليه.

وصف عثمانُ - رضي الله عنه - معاملتَه لصحابته فقال: صحِبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السفر والحضَر، وكان يعودُ مرضانا، ويتبَعُ جنائزنَا، ويغزو معنا، ويُواسينا بالقليل والكثير؛ رواه أحمد.

 أعرضَ عن الدنيا ورجا ما عند الله؛ فكان يقول: «ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكبٍ استظلَّ تحت شجرةٍ ثم راحَ وتركها»،
ففارقَ الحياةَ ولم يُخلِّف شيئًا من حُطامها؛ قالت عائشة - رضي الله عنها -: تُوفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما ترك دينارًا ولا درهمًا ولا شاةً ولا بعيرًا، ولا أوصى بشيء.
وصفَه عليٌّ - رضي الله عنه - بقوله: لم أرَ قبله ولا بعده مثلَه.

وبعدُ، أيها المسلمون:
فنبينا - صلى الله عليه وسلم - قد أدَّى أمانةَ الرسالة ونصحَ لأمته،  
ومن وفاء الأمة له: أداء حقوقه؛ من الإيمان به والتصديق بما جاء به،
 فقال: «لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسِلتُ به إلا كان من أصحاب النار»؛ رواه مسلم.

ومن حقه - صلى الله عليه وسلم -: تقديمُ حبه على جميع المحاب، قال:
«لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»؛ متفق عليه.

ومن واجبات الأمة في جنابه: طاعته فيما أمر، واجتنابُ ما عنه نهى وزجَر، قال - عليه الصلاة والسلام -: «كل أمتي يدخلون الجنةَ إلا من أبَى». قالوا: يا رسول الله! ومن يأبَى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنةَ، ومن عصاني فقد أبَى»؛ رواه البخاري.

ومن أصول الشهادة له بالرسالة: ألا يُعبَد الله إلا بما شرع، قال: «إياكم ومُحدثات الأمور».

ومن محبته: قراءة سيرته ومعرفة هديه في كل حين، ونشر دعوته في الآفاق، وأن يدعو المسلمُ لما دعا إليه من التوحيد وأوامر الدين ومحاسنه وفضائله، ومن جعل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قدوتَه في عباداته ومعاملاته نالَ الفلاحَ والرضا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا  [الأحزاب: 21].

أيها المسلمون:
سعادةُ الدارَين بطاعته - عليه الصلاة والسلام -، وعلى قدر متابعته تكون الهداية والعزَّة والنجاة، قال - عز وجل -: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا  [النور: 54].

ومن أطاعه صلُح دينُه وحسُنت دنياه وانشرَحَ صدره، ومن أحبَّ أن يكون رفيقَه في الآخرة فليكن مُقتفيًا أثرَه، مُستنًّا بسنته، مُعرِضًا عما يُناقِضُ الشهادةَ له بالرسالة أو يُنقِصُها، قال - سبحانه -: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا  [النساء: 69].

ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا  [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد و أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم احقِن دماءهم، ورُدَّهم إليك ردًّا جميلاً.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  [البقرة: 201].

اللهم إنا نسألك التوفيقَ والسعادة في الدنيا والآخرة، اللهم احشُرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ  [الأعراف: 23].
 عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  [النحل: 90].

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما