lundi 23 janvier 2017

فن التغافل بين الازواج-خطبة ج الحنفية- 1/2017


بسم الله الرحمن الرحيم
     الحمد لله رب المشارق والمغارب، خلق الإنسان من طين لازب...
ثم جعله نطفة بين الصلب والترائب...خلق منه زوجه وجعل منهما الأبناء والأقارب...
تلطف به، فنوع له المطاعم والمشارب...
وحمله في البَرِّ على الدواب، وفي البحر على القوارب...
نحمَده تبارك وتعالى حمد الطامع في المزيد والطالب...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر العواقب...
وندعوه دعاء المستغفر الوجل التائب، أن يحفظنا من كل شر حاضر أو غائب...
وأشهد أن لا إله إلا الله القوي الغالب...
شهادة متيقن بأن الوحدانية لله أمر لازم لازب...
اللهمّ صلّ و سلّم على نبيّنا المصطفى وعلى آله و صحبه الأكارم.
[[يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ]] الحجرات.
[[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ]] الأحزاب
 أيها الإخوة،
 ليس الغبيّ بسيّد في قومه لكن سيّد قومه المتغابي
لا يخلو شخص من نقص ..
ومن المستحيل على أي زوجان
أن يجد كل ما يريده أحدهما في الطرف الآخر كاملاً...
كما أنه لا يكاد يمر أسبوع..
دون أن يشعر أحدها بالضيق من تصرف عمل الآخر..
وليس من المعقول أن تندلع حرب كلامية كل يوم وكل أسبوع على شيء تافه
كملوحة الطعام أو نسيان طلب أو الانشغال عن وعد 'غير ضروري'
أو زلة لسان، فهذه حياة جحيم لا تطاق !
ولهذا على كل واحد منهما تقبل الطرف الآخر ..
والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات ، أو طبائع ..
قال الإمام أحمد بن حنبل "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"
وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه
تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور ..

وقال الحسن البصري: "ما زال التغافل من فعل الكرام"
وبعض الرجال  – هداهم الله –
يدقق في كل شيء وينقب في كل شيء.
 قال الحسن رضي الله عنه:
" ما استقصى كريم قط قال الله تعالى [[عرف بعضه وأعرض عن بعض]]>>

كما أن بعض النساء كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟
ولماذا لم يشتر لي هدية بهذه المناسبة؟
ولماذا لم يهاتف والدي ليسأل عن صحته؟
وتجعلها مصيبة المصائب وأعظم الكبائر..
فكأنهم يبحثون عن المشاكل بأنفسهم !!

كما أن بعض الأزواج ..
يكون عنده عادة لا تعجب الطرف الآخر
أو خصلة تعود عليها ولا يستطيع تركها –
إلا أن الطرف الآخر يدع كل صفاته الرائعة ..
ويوجه عدسته على تلك الصفة محاولاً اقتلاعها بالقوة ..
فيتضايق صاحبها وتستمر المشاكل..
بينما يجدر التغاضي عنها تماما ً...
قاعدة ال99
ملك قال لوزيره: عندي كلّ شيء و لا أنام و خادمي ينام ملأ جفونه و كلّ صباح وهو في غبطة!!!
     فقال له الوزير استعمل معه طريقة 99.قال ابعث له كيسا به 99 دينارا  و اكتب على الكيس 100دينار.فالخادم فرح بها و لما عدّها وجد دينارا ناقصا فقضى ليلته وهو يعدّ و يعيد العدّ  يتهم تارة أبناءه و تارة يتهم جاره و لم نم ليلته وأصبح منزعجا... فرآه الملك وهو متحيرا يكلم نفسه...كلّنا ينقصنا الدينار : ينقصنا شيء... و اختر أنت هل تريد أن تحمد الله على ال 99 و ترضى أم    أنّك تريد عيشا مرّارا و أنت لا تركّز إلا على الدينار الذي أخّره الله عنك لحكمة يعلمه هو، وهو القائل سبحانه و تعالى : [[ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنت ]] .

فلنتغاضى قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة
لا تترك الصغائر تكدّرها ...
ولِتلتئم القلوب على الحب والسعادة
فكثرة العتاب تفرق الأحباب .

قالوا في خلق التغافل :
ليس الغبي بسيّدٍ في قومه *** لكن سيِّدُ قومه المتغابي
عن أبي بكر بن أبي الدنيا أن محمد بن عبد الله الخزاعي قال :
سمعت عثمان بن زائدة يقول :
العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل .

 قال الإمام الشافعي: "الكيس العاقل؛ هو الفطن المتغافل"

و قال عمرو المكي رحمه الله :" من المروءة التغافل عن زلل الإخوان "

وقال الأعمش رحمه الله : " التغافل يطفئ شراً كثيراً "
و قال جعفر رحمه الله : ‏"‏ عظموا أقدراكم بالتغافل‏ "‏

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :



dimanche 15 janvier 2017

معتقد اهل السنة والجماعة -الشيخ الددو

 بسم الله الرحمن الرحيم
لم يختلف اهل السنة في قطعيات النص المحسومة وانما اختلفوا في مساغ الاجتهاد اي المتشابهات وانقسموا في العقائد الى ثلاثة : الاشاعرة واهل الحديث والماتريدية . وليس صحيحا ان الاشاعرة يحصرون صفات الله عز وجل في سبع ...بل يثبتون كل ما اثبت الله لنفسه وينفون عنه كل ما نفاه عن نفسه . الصفات تنقسم الى ثلاثة: صفة النفس وهي الوجود ..والصفات السلبية وعدها الاشعري خمسا تضمتنها سورة الاخلاص وهي الوحدانية و الغنى المطلق و البقاء والقدم ومخالفة الحوادث ...اما صفات المعاني فهي السبع : الحياة والعلم والارادة والقدرة وهي صفات التاثير ..وثلاث اخرى هي: السمع والبصر والكلام وهي صفات الكمال ..واضاف الاشعري صنفا اخر سماه الصفات الجامعة وهي الفضل والكرم والرحمة ...والمتاخرون كالفخر الرازي اضاف المعنويات واسطة بين الوجود والعدم وليست كل اجتهادات المتأخرين محل اتفاق فيما بينهم فما بالك مع غيرهم ...وحيثما لم يحسم النص يبقى المجال واسعا للعقول ...وما من احد الا وهو راض عن الله بعقله واقلهم عقلا ارضاهم به ...والائمة الثلاثة في العقيدة احمد بن حنبل وابو الحسن الاشعري وابو منصور الماتريدي هم ائمة اهل السنة ...والقول بالتاويل هو قول المتأخرين من اهل السنة جميعا ومن المذاهب الثلاثة حتى الحنابلة ...فاول من قال بالتاويل هو البربهاري من الحنابلة واخرهم ابن تيمية الحراني من الحنابلة ايضا ...لان ما اثبته الله لنفسه ثلاثة اقسام : اولا صفات لله يدرك العقل انها صفة تلازم الموصوف ويخبر بها عنه ثانيا افعال لله جل جلاله تنقسم الى افعال لا تشبه افعال المخلوقين وافعال نظيرها يفعلها المخلوق والله ليس كمثله شيء وثالثا ما لا يدرك العقول انها صفات وليست افعالا كالوجه واليد والعين والساق والقدم والشخص ...فلا يخبر بها عنه ولاتلازم الموصوف ...ولا نص فيها ..فاعتمد التابعون ومن بعدهم اقرارها وامرارها كما جاءت...ولا يخوضون في تفسيرها ...تفسيرها قراءتها ولا كيف ولا معنى ...والحنابلة اعتمد متأخروهم التاويل العام فقالوا ان الامور السبعة (الوجه واليد ...) نؤولها بانها صفات لله ...هي صفات على ما يليق به ولا فرق بين بعضها وبعضها ..باعتبار القول في الذات كالقول في الصفات والقول في بعض الصفات كالقول في بعض ....والاشعري والماتريدي اعتمدا قولين الاول التنزيه والتفويض اي ان الله لا يشبه شيئا من خلقه وهواعلم بمراده فلا نزيد ولا ننقص ...والثاني التاويل قياسا على تاويل الصحابة للمعية العامة في قوله تعالى :"وهومعكم اينما كنتم " كابن عباس بان المعية هنا هي العلم والاحاطة اي انه عليم قريب في علوه علي في دنوه _ والمعيةالخاصة بمعنى النصرة والتمكين دون خلاف _ لذلك أولوا اليد والوجه والعين ...وكذلك الافعال التي فيها ايهام الشبه كالاستواء والمجيء والضحك فبعد الايمان بها وانها حق تؤول بضوابط _ دون ابطال ودون تعطيل فالمعطلة والمبطلون الوحيدون هم المعتزلة _ ومن اخرج ابن حجر والنووي والسيوطي وثلاثة ارباع علماء الامة _من الاشاعرة _ اذا اخرجوا من اهل السنةوالجماعة فمن يبقى ؟
 .....الشيخ الددو ....

jeudi 12 janvier 2017

خطبة:البشر لن يجدوا أبرَّ بهم ولا أحنَى عليهم- ج .الحنفبة- 1/2017


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العفو الغفور، لا تَنقضي نعمه، ولا تحصى على مر الدهور...
وسع الخلائق حِلمه مهما ارتكبوا من شرور...
سبقت رحمته غضبه من قبل خلق الأيام والشهور...
يتوب على من تاب ويغفر لمن أناب ويجبر المكسور...
نحمده تبارك وتعالى حمد القانع الشكور...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من الكفر والفجور...
ونرجوه العصمة فيما بقي من أعمارنا، وأن ينور قلوبنا والقبور...
وأشهد أن لا إله إلا الله جعل الظلمات والنور...
 وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله كامل النور...

 اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا بدر البدور...
وعلى الصحب والآل ومن تبِع، وقِنا بحبهم كل الشرور...

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)﴾ يونس
     
      من أعجب العجب علمك أنك لابدّ لك منه، وأنك أحوجُ شيء إليه، وفي نفس الوقت أنت مُعرضٌ عنه!!
هل غير الله يرزقنا ؟ يحفظنا ؟ يَشفينا ؟ يوفقنا ؟ يَنصرنا ؟ يُكرمنا ؟
      حينما تعلم علم اليقين أن الفوز لا يكون إلا  بمعرفته،   إلا بطاعته، إلا بالقرب منه، وأن السعادة كلَّ السعادة بالإقبال عليه، تعلم هذه الحقائق، ثمّ لا تنطلق إليه، ولا تفِرُّ إليه، ولا تُقبل عليه، ولا تصطلح معه، ولا تتوب إليه، هذا من أعجب العجب.!!!

 محمد الغزالي:
      “لا أدري لماذا لا يطير العباد إلى ربِّهم على أجنحةٍ من الشوق بدل أن يُساقوا إليه بسياط من الرهبة ؟! إنَّ الجهل بالله وبدينه هو عِلَّةُ هذا الشعور البارد ، أو هذا الشعور النافر - بالتعبير الصحيح - ؛ مع أنَّ البشر لن يجدوا أبرَّ بهم ولا أحنَى عليهم من الله عز وجل"
[[قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين]].

الرجل يجتاز المناظرة في ألمانيا،
السؤال كان : أين وقع مؤتمر برلين؟
قال مكثت ساعة كاملة و أنا أفكرّ في الجواب...فلم أوفّق.
[[ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ]]. في (الأنعام46)
أيّها الإخوة،
أعْظَمُ الشّكْرِ هُوَ فَرَحُ القَلْبِ بِاللهِ.
يعطيك المال .. ثم يلهمك أن تتصدق .. ثم يسخر لك فقيراً يأخذها.. ثم يقبلها منك.. ثم يبارك لك في رزقك الذي هو أعطاك إياه
سبحانك ربي ما أعظمك ."

      الذين ذاقوا طعم القرب من الله عز وجل يقولون: ما من حالة يسعد بها الإنسان, كأن يشعر أنه مع الله, وأنّ عمله في سبيل الله, ويبتغي مرضاة الله، ويسعى لخدمة خلق الله، ولا يرجو أحداً إلا الله، ولا يرجو من أحد شيئاً إلا أن يرضى الله عنه، هذا الشيء المسعد.
ثمّ...
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58]] يونس
هذا مقياس دقيق جداً، اسأل نفسك دائماً ماالذي يفرحك ؟ ماالذي يدخل على قلبك السرور ؟
الله عز وجل ينتظر من المؤمن أن يفرح بالهدى، أن يفرح برحمة الله، أن يفرح بموعظة بليغة أتعظ بها، أن يفرح بشفاء لما في صدره من الأمراض ..

 الآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
، جاءته موعظةٌ فاتعظ، وكان القرآن له شفاءً، فشفي به، واستنار عقله، ثم انغمس في رحمة الله.

أيها الإخوة،
من تربية الله لك ...
قد يبتليك الله بالأذى ممن حولك حتى لا يتعلقَ قلبُك بأي أحد لا أم ولا أب لا أخ ولا صديق، فيتعلّق قلبك بهِ وحده..

      يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "كلما تعلقت بـ شخص تعلقاً أذاقكْ الله مرّ التعلق،لتعلم أن الله يغار على قلب تعلق بغيره، فيصدٌك عن ذاك لـ يرٌدك إليه".

      والتعلّق بغير الله دَرَجات، أشدها تجرُءً على الله؛ التعلّق بشي مُحرّم، ويلي ذلك تعلّق القلب بما أحلّه الله؛ لكنه تَعلُّق يشغلُ القلب بالنعم عن المُنعِمُ؛ المُتفضِّل علينا بها، فتكون فتنة تَزيغُ بها القلوب وتَلتَهي بها النفس عن أداء حق النعمة مِن شُكر وتعظيم للخالق الكريم الرزَّاق سُبحانه وتعالى.

      قد يكون التعلّق بزوج، ولد، صديق، أو أي أحد؛ حتى يصبح رضا من نُحب مُقدم على رضا الله عزّ وجلّ.
وَيحدث أن يردنا الله إلينا ردًا جميلًا فيصرف عنّا محبة من نُحب، فيتغيّرون، ويُعرضون، لِترجِع إليك روحك التائهة في حبٍ زاد عن الحد.. فلا تعجب حينها، إنمّا هي رحمة الله بك؛ وهو الغنّي سبحانه عنك وعن محبتك.

يقول ابن الجوزي -رحمه الله- في كتابه النفيس (صيد الخاطر):
"تأملت فإذا الله سبحانه يغار على قلب المؤمن أن يجعل له شيئا يأنس به، فهو يُكدِّر عليه الدنيا وأهلها ليكون أنسُه بالله وحده".
***
تعامل مع الله فهو لا يكلف نفسا إلا وسعها.
      إذا خسرت الدنيا كلّها وأنت مع الله، فما خسرت شيئًا، وإذا ربحت الدنيا كلّها وأنت بعيدٌ عن الله، فقد خسرت كلّ شيء!
      لا شيء يريح القلب المُتعب والمهموم أكثر من سَماع قوله تعالى:
"لا تدري لعلّ الله يحّدثُ بعد ذلكَ أمرا".
كيف نستعين بالله؟
1- أن نؤمن أنه القدير، يستطيع فعل أي شيء.
2- أن نأخذ بالأسباب.
3- حسن الظن بالله، فلا نختبره و لا نجربه.
(( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي...))
[متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
4- تفويض...
قال الرجل: إذا سألتُ اللهَ شيئا و استجاب لي فرحت مرّة واحدة، لأنّي أنا الذي اخترته..فإن لم يستجب لي أفرح عشر مرّات لأنّ الله هو الذي اختار لي. ألم يقل عزّ و جلّ [[﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ التوبة

  اللهم إنّا نسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنّان، بديع السّموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيّ يا قيوم، إنّا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ، والسّلامة من كلّ إثم، لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا همّا إلا فرّجته، ولا حاجةً هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الرّاحمين.
      اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات الى النور
وجنبنا الفواحش وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقلوبنا وازواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك انت التواب الرحيم نسالك الله ان نكون من الفائزين المقبولين.
اللهم يا أرحم الراحمين ارحمنا وإلى غيرك لا تكلنا وعن بابك لا تطردنا ومن نعمائك لا تحرمنا ومن شرور أنفسنا ومن شرور خلقك سلِّمْنا.
اللهم يامن لا يرد سائله ولا يـُخيِّب للعبد رجاءه إنا قد بسطنا إليك أكف الضراعة متوسلين إليك بأسمائك الحسنى ما علمنا منها وما لم نعلم أن تحقن دماء المسلمين و أن تنصرنا على أعدئك أعداء الدين،
اللهمّ أطعم منّا كلّ جائع و اُكس منا كلّ عريان اللهمّ سخّر القلوب لؤلئك الفقراء و المساكين في تلك المناطق النائية المنسية إلاّ منك يا ربّ العالمين.  
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً . اللهم ردنا إليك وأنت راضٍ عنا .
اللهم أعنا على الموت وكربته ، والقبر وغمته والصراط وزلته ويوم القيامة وروعته .
اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب .






jeudi 5 janvier 2017

كان السلف يحذرون من القُصّاص (الوعاظ)


 بسم الله الرحمن الرحيم
كان السلف يحذرون من القُصّاص (الوعاظ) ؛ لأن غالبهم قليلو العلم ، ويُفسدون في تصورات الناس من الجهة التي يُصلحون منها !
فهو قد يذكرك بالآخرة ، لكن بتبغيض الدنيا إليك ، وهذا ليس من دين الله تعالى .
وقد يذكرك بقصر الأمل وقرب الأجل ، لكن بتخويفك من الموت والقبر وظلمته ودوده ، والمخيف في القبر ليس ظلمته ودوده ، وإنما انقطاع فسحة العمل والتوبة ، وأنه أول منازل الآخرة .
وقد يذكرك بالوقوف بين يدي الله سبحانه ، لكن بتغليب جانب الخوف من عذابه ، وكان الواجب أن يعيدك إلى عتبة الحب ، وإلى تشوق اللقاء ، فهو الباب الأرحب لذلك الموقف بين يدي البر الرحيم الرحمن الودود عز وجل .
وقد يحثك على الطاعة بالتخويف من عقوبة تاركها في الدنيا ، فتغفل عن الآخرة .
وقد يخوفك من الله تعالى ، فتخافه حقا ، حتى تيأس من رحمته ؛ لأنه جعلك تظن غضبه سابقا رحمته .
وقد يتوبك من صغيرة ، على أنها كبيرة ، فيختل ميزان الذنوب الذي أراده الله ميزان إصلاح . لكن صاحبنا يظن نفسه أغير على الطاعة من الرب المطاع نفسه !!
وقد يقومك إلى الطاعة ، لكن بأن تظن المستحب فرضا ، فيضيق عليك ما وسع الله ، وقد تفوت بسبب ذلك فرضا من أجل سنة .
وقد يحذرك من البدعة ، بتكفير المبتدع ، وإشعال الفتنة الطائفية .
وقد يدعوك للاعتزاز بإسلامك ، بظلم غير المسلمين ، وإهدار كرامة غير المعتدي من الكفار .
وقد يمنعك من الذوبان في حضارة تضاد حضارتك الإسلامية ، بإطلاق تحريم مشابهة الكفار ، حتى فيما الحكمة تقتضي مشابتهم فيه ؛ لأنه أحسن أو أجمل .
وقد يمنعك من الغلو في آل البيت ، بالغلو في حب معاوية رضي الله عنه ، حتى وصل الأمر إلى الغلو في يزيد ابنه الذي قال عنه الإمام أحمد : "وهل يحب يزيد من يؤمن بالله واليوم الآخر؟!" .
وقد تلتزم بالسنن الظاهرة على يديه - كاللحية وتشمير الثوب - ، لكن بأن تجعلها هي الحد الفاصل بين المتدين والفاسق ، بين المستقيم والمنحرف ، بين الأخ في الله ومن لا أخوة له في الله ، مع أنه مسلم !
وقد يحذرك من المبتدع ، فيضم إليه كل من خالف تصوره الضيق عن أهل السنة والجماعة .
وقد يُشعرك لذة المصابرة على الطاعة ، لكن مع عدم ترك الخيار لك في التلذذ بها أو بفسحة المباح الذي أباحه الله تعالى لك .
وقد يحميك من بعض الفتن ، بحجة غربة الإسلام ، و"طوبى للغرباء" ، لكن بعزلك عن الواقع ، حتى تصبح عرضة للوقوع في الفتن عند أول احتكاك بالواقع .
وقد يُورّعك عن بعض المباح بحجة الشبهة ، لتقع بسبب التضييق عليك في المحرم قطعا بغير شبهة .
وقد يعظم عندك العلماء ، أو من يسميهم لك علماء ، حتى تلقي قيادك لهم ، ليمارسوا كهنوتهم عليك ، وتصبح مسلوب الفكر لديهم .
وقد يحذرك من التعصب للأئمة الأربعة ، لينقلك من تقليدهم إلى التعصب لمن جاء بعدهم ممن لا يقاربهم في العلم .
وقد يحبب إليك الطائعين ، بالتعجرف على العصاة ، والواجب رحمتهم والتواضع أمام نظر الله فيك وفيهم .
وقد يؤزك إلى فريضة الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بلا ضوابط ، فتمارس الاحتساب بما يثير منكرات أكبر مما أنكرت ، أو تُنكر ما لا يجوز إنكاره أصلا : من الاختلاف المعتبر عند العلماء .

وتالله لو أردت الاسترسال لخرج الكلام إلى ألف خلل وخلل ، يصنعه وعظ الجهال ، وإفسادهم من حيث يُصلحون !
الشريف حاتم بن عارف العوني