lundi 27 janvier 2020

الخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي 1/2020


الخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي 1/2020-4/2024 الحنفية.

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله الذي سهَّل لعباده المُتقين إلى مرضاته سبيلاً، وأوضح لهم طرق الهداية، وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه لمّا رضوا بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً،

  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نشهد بها مع الشاهدين، وندَّخرُها عُدّةً ليوم الدين،

  ونشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمداً رسول الله، عبدُه المصطفى، ونبيُّه المرتضى، ورسوله الصادق المصدوق،

 أرسله رحمة للعالمين،  

فصلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغرِّ الميامين، الذين رفعوا لواء هذا الدين،  اللهم اجمعنا بهم في مستقر رحمتك يا رب العالمين،

أيّها الإخوة،

  العاقلُ دائما يَتوقُ إلى أن يُغيِّر نفسه ويُطوِّرُها إلى الأحسن والأفضل , ومُجَرَّدُ تفكيرِك في التغيير يعدُّ - بحدّ ذاته - نوعاً من التغيير ؛ لأن هناك أنواعاً من الناس ألفوا حياة الغفلة ، واستساغوا مسيرة الضياع ، واستحسنوا طريق الشهوات ..تطبَّع معها.

فهم لا يبحثون عن التغيير ؛ بل لا يتصورون ترك هذه الحياة التي يعيشونها طرفة عين ، ولذلك فإنَّهم لا يشعُرون بألم البعد عن الله ، ولا يحسون بوحشة مجافاة منهجه.. 

التغيير..! من أين سنبدأ ؟ و أين نحن من الصالحين؟

قيل لِلْحسنِ البصري -رحمه الله- : سبقَنَا الْقَوْمُ على خيلٍ دُهْم وَنحن على حُمُرٍ مُعَقَّرةٍ( منهكة ، مجروحة)؟ فَقَالَ : إِن كنتَ على طريقهم فَمَا أسْرعَ اللحاقَ بهم. )

- فضل المداومة على الأعمال الصالحة...

هي أحب الأعمال إلى الله

  عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- ، أَنَّهَا قَالَتْ: قال رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ )). مسلم 

خصوصا في الذكر و حفظ و تعلّم القرآن.

 وأنطق اللهُ عيسى في المهد بهذه الكلمات العظيمة  : {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 31]

 ولهذا جاء في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- :   <<اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ    >> أحمد

ابن القيّم:<< كمال العبد بالعزيمة والثبات، فمن لم يكن له عزيمةٌ فهو ناقصٌ، ومن كانت له عزيمة ولكن لا ثباتَ له عليها فهو ناقص. 

فإذا انضم الثبات إلى العزيمة أثمر كلُّ مقام شريف وحالٌ كامل>>  

=======================

<<الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ >>   

 و لكن...قيل للحسن البصري -رحمه الله- : أَعْجَزنا قيامُ الليل، قال: قيّدتكم خطاياكم. وقال: إن العبد ليُذنبُ الذنب فيُحرمَ به قيامُ الليل.

-  قال له رجلٌ : يا أبا سعيد إني أبيت مُعافى وأحبُّ قيام اللّيل وأُعِدُّ طَهوري فما بالي لا أقوم ؟!  فقال : ذنوبك قيدتك!.

-  وقال الثوري -رحمه الله- : حُرمتُ قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته. قيل : وما ذاك الذنب قال : رأيت رجلاً يبكي فقلت في نفسي هذا مُراءٍ !.

وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله- : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محرومٌ مكبَّلٌ كبلتك خطيئتك.

 قال ابن القيم: "قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت. وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولَّدُ الزَّرْعُ عن الماء والإحراقُ عن النَّار. اهـ."

الخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي(نوردين خرشيد)

 -  حينما أقفُ بالعمل لساعات طويلة، فإنَّ جسدي يتحمَّلُ وحينما أصلي، أقرأ بقصار السور لتنتهي الصلاة ... مع أنّ جسدي قادر على أن أقف وأصليَ لكن قلبي ليس بقادر  ..

الخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي:

- كم من مرة سهرت على أتفه الأمور... يُمكنني أن أقوم الليل ولكن قلبي لا يستطيع لأنه نام من إرهاق السهر.

الخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي :

- حينما أحرِصُ أن يستيقظ أبنائي للمدرسة مبكراً طوال السِّتةَ عشرَ عاماً مَسيرَتَهم الدّْراسية، وأفشل بأن أوقظهم لصلاة الفجر... بل وقد أفشل في إيقاظ نفسي ..

فإن مشكلتي ليست أني لا أستطيع الاستيقاظ مبكراً بل إنَّ قلبي لا يستطيع أن يصْحُوَ لله ولكنه يصحو للحياة .

الخلل ليس بجسدي يا سادة ولكنه بقلبي :

- حينما أحفظ دروسي جيداً وأذهب للامتحان لأنجح به، أنسى بأني في طريقي للامتحان قد أموت.. لِأُمُتحنَ بمادّة أخرى قَصَّّرْتُ بها طوال حياتي وقد وُلِدْتُ لأجلها ألا وهي طاعة الله …

الخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي :

- حينما أجد وقتاً لأستحم، وآكلُ، وأعمل، وأدرس، وأتحدث وأضحك فإن العلّة ليست بأني لا أجد وقتاً للطاعات ولكن قلبي لا يمتلك وقتاً ليفكر بالطاعات.

الخلل يا إخوتي ليس بجسدي ولكنه بقلبي 💔

المشكلة بالنهاية : ليست أننا لا نستطيع فنحن مكلفون بما نستطيع، لكن قلوبنا لا تستطيع ، فالتعلق بالحياة قد أفسدها💔💔💔

{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ} البقرة


اللهم ارزقنا القلب السليم و والدينا وأزواجنا وأبنائنا ياحي ياقيوم🌹

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الدعــــــــــــــــــــــــاء

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب/ وأصلح اللهم أحوالنا في الأمور كلها وبلغنا مما يرضيك أمالنا / واختم اللهم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة آجالنا وتوفنا يا رب وأنت راض عنا / اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مباركا مرحوما وتفرقنا من كل شر معصوما / ربنا لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا مريضا إلا شفيته ولا ميتا إلا رحمته ولا طالبا أمرا من أمور الخير إلا سهلته له ويسرته / اللهم وحد كلمة المسلمين واجمع شملهم واجعلهم يدا واحدة على من سواهم/ .

اللهمّ بسطوة جبروت قهرك، وبسرعة إغاثة نصرك، وبغَيْرتك لانتهاك حُرماتك، وبحمايتك لمن احتمى بآياتك،/ نسألك يا الله يا سميعُ يا قريب، يا مجيب يا منتقم يا جبار، يا قهار يا شديدَ البطش، 

يا عظيم القهر يا من لا يعجزه قهرُ الجبابرة، ولا يَعظُم عليه هلاك المتمردين من الملوك والأكاسرة، أن تجعل كيد الأعداء في نحرهم ومكرهم عائداً إليهم. 

اللهم اجعل بلدنا آمنا وارزقنا من كل الخيرات وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وألف اللهم ما بين قلوبنا   واجعلنا اللهم يا ربنا باسمك متحابين وعلى نصرة دينك متعاونين / اللهم إنا نستعيذ بك من شر ما خلقت ومن كل عين حاسد و نسألك اللهم التوفيق والسداد والهداية والرشاد وحسن العقبى وحسن الميعاد.اللهم أسبغ علينا نعمتك وعلى جميع المسلمين واملء اللهم قلوبنا بالإيمان والقناعة وألزم جوارحنا العبادة والطاعة. واغفر اللهم لنا ولوالدنا ولإخواننا وأشياخنا ولجميع من سبقنا بالإيمان واتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا واتنا ربنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين


mercredi 15 janvier 2020

الرجاء و الخوف 1/2020-2001


بسم الله الرحمن الرحيم
     الحمد لله عزّ و جلّ، هو الذي نرجو رحمته و ثوابه، و نخشى بأسه و عقابه
[[إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير * وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور]].
      و أشهد أن لا إلاه إلاّ الله ، جمع بين الوعد و الوعيد و التبشير و التحذير
[[ لينذر الذين ظلموا و بشرى للمحسنين]] الأحقاف.
     و أشهد أنّ سيّدنا محمّدا رسول الله، هدى إلى النّعمة، و حذّر من النّقمة،
[[ و ما أرسلناك إلاّ مبشّرا و نذيرا]]الفرقان
رسول له العجزات بدت *دعا النّاس للحقّ حتّى ثبت
      فصلوات الله و سلامه عليه، و على آله و أهل صحبته الغالية الزكيّة، و أنصار شريعته الباقية العلية [[ و بشّر المؤمنين]] .
      اللهمّ أجزه عنّا خير الجزاء، و آته الوسيلة و الفضيلة و الدّرجة الرفيعة العالية، و ابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنّك لا تخلف المعاد.
     اللهمّ يا فالق الحبّ و النّوى و عالم السرّ و النّجوى أعط لكلّ الحاضرين منّا من الخير ما نوى.
أيّه الإخوة،
<الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها> و الله عزّ و جلّ يصف عباده الأخيار بأنّهم:
[[الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ]] الزمر
أيّه الإخوة،
يقول سيّدنا علي كرّم الله وجهه:
<< لاَ يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ رَبَّهُ، وَلاَ يَخَافَنَّ إِلاَّ ذَنْبَهُ، وَلاَ يَسْتَحْيِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: لاَ أَعْلَمُ، وَلاَ يَسْتَحْيِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعَلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ.
وَعَلَيْكُمْ َبِالصَّبْرِ، فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الْإِيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، وَلاَ خَيْرَ فِي جَسَدٍ لاَ رأْسَ مَعَهُ، وَلاَ في إِيمَانٍ لاَ صَبْرَ مَعَهُ.>>
الرجاء و الخوف...الرجاء في الله و الخوف من الله أي الذنوب جناحان يطير بهما كلّ مؤمن و لا يستغن عن أحدهما حتى يلقى ربّه...
ذات يوم دخل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم على رجل في النّزع الأخير فقال:
<< كيف تجدك ؟>> ،فقال الرجل : أجدني أخاف ذنوبي  و أرجو رحمة ربّي.
 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
<< لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف   >>   حسن
[[ إنّ الذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون]].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
<< لاَ يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ رَبَّهُ...>>
     - قصر الرّجاء على الله وحده: تربية لقوّة النّفس و علوّ الهمّة و سموّ العزيمة.
     - و من قصر رجاءه على الله وحده صرف وجهه عن سواه، و من صرف وجهه عن الخلق فقد استغنى عنهم، و من استغنى عنهم كسب ودّهم، و مهّد لنفسه طريق العزّة و الكرامة و الإستعلاء.
     جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إذَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ؛

فَقَالَ << اِزْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبُّك اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبُّك النَّاسُ >> . حديث حسن، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ رقم:4102، وَغَيْرُهُ بِأَسَانِيدَ حَسَنَةٍ.

عن مالك ابن أنس:
< ليس الزهد فقد المال و إنّما الزهد فراغ القلب منه >.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
<< لاَ يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ رَبَّهُ...>>
لله درّ هذا الإسلام، لا يرضى لأتباعه إلاّ الرفعة و العزّة و الكرامة.
ابن القيّم: << إِذا اسْتغنى النَّاس بالدنيا فاستغن أَنْت بِاللَّه وَإِذا فرحوا بالدنيا فافرح أَنْت بِاللَّه وَإِذا أنِسوا بأحبابهم فَاجْعَلْ أُنسك بِاللَّه وَإِذا تعرّفوا إِلَى مُلُوكهمْ وكبرائهم وتقرّبوا إِلَيْهِم لينالوا بهم الْعِزَّة والرفعة فتعرّف أَنْت إِلَى الله وتودّد إِلَيْهِ تنَلْ بذلك غَايَة الْعِزّ والرفعة.>>
ثمّ يقول : من الأشياء الضائعة التي لا نفع بها
<<...خوفك و رجاؤك لمن ناصيته بيد الله، وهو أسير في قبضته و لا يملك لنفسه ضرّا و لا نفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا>>.
 << ...وَلاَ يَخَافَنَّ إِلاَّ ذَنْبَهُ >>
أي عند الفشل، عند النجاح، عند النصر، عند الهزيمة، عند الخوف، عند الفرح، عند المصيبة، عند المرض، عند الغنى، عند الفقر...عند كلّ ما يصيبك...لا تخف إلّ من ذنبك:
فإذا قمت بما يُرضي الله و ابتعدت عن كلّ ما يُغضبه، عزّ و جلّ، فما يكون لك بعد ذلك أن تخاف.
<< ...إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك >>
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الذنوب هي المصيبة الكبرى فاحذروها:
     عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
  << إنّ المُؤمنَ يَرى ذَنبَهُ كأنَّهُ في أصل جَبَل يَخافُ أن يَقَعَ عَليه وإنّ الفاجرَ يَرى ذُنوبَهُ كَذُباب وَقَعَ عَلى أنفه فقال لَهُ هكذا ” رواه الترمذي وأحمد

قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-
 
<< قِلَّةُ التَّوْفِيقِ، وَفَسَادُ الرَّأْيِ، وَخَفَاءُ الحَقِّ، وَفَسَادُ القَلْبِ، وَخُمُولُ الذِّكْرِ، وَإِضَاعَةُ الوَقْتِ وَنُفْرَةُ الخَلْْقِ، وَالوَحْشَةُ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّهِ، وَمَنْعُ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ، وَقَسْوَةُ القَلْبِ، وَمَحْقُ البَرَكَةِ فِي الرِّزْقِ وَالعُمُرِ، وَحِرْمَانُ العِلْمِ، وَلِبَاسُ الذُّلِّ، وَ إهانة العَدُوِّ، وَضِيقُ الصَّدْرِ، وَالاِبْتِلاَءُ بِقُرَنَاءِ السُّوءِ الَّذِين يُفْسِدُونَ القُلُوبَ وَيُضَيِّعُونَ الوَقْتَ، وَطُولُ الهَمِّ وَالغَمِّ، وَضَنْكُ المَعِيشَةِ، وَكَسْفُ البَالِ، تَتَوَلَّدُ مِنَ المَعْصِيَةِ وَالغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللهِ كَمَا يَتَوَلَّدُ الزَّرْعُ مِنَ المَاءِ، وَالإِحْرَاقُ مِنَ النَّارِ، وأَضْدَادُ هَذِهِ تَتَوَلَّد عَنِ الطَّاعِةِ  >>.


vendredi 10 janvier 2020

سؤال الأمر بالمعرف الصدّ عقاب من الله 1/2020



بسم الله الرحمن الرحيم
     الحمد لله رب العالمين ، مَنَّ على من شاء من عباده بهدايتهم للايمان وكرَّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان ،
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تفرد بالكمال والجلال والعظمة والسلطان ،سبحانه و تعالى حيّ لا يموت بيده الخير يحيي و يميت وهو على كلّ شيء قدير.
 وأشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث إلى كافة الإنس والجان ، فبلغ رسالة ربه وبين غاية البيان ،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده حتى نشروا العدل والأمن والإيمان . وسلم تسليما كثيرا ...
السؤأل: 1/ أليس الصلاة تنهى عن الفحشاء و منكر؟
         2/ كلّما أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر إلاّ ووجهت بالصدّ و القطيعة!
         3/ أخدم النّاس و أصل رحمي و أحسن إليهم ...و إذا مرضت أو احتجت قاطعوني و لا أرى منهم أحدا.
         4/ هل هذا عقاب لي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أليس الصلاة تنهى عن الفحشاء و منكر؟
     الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة الحقيقية التي يُقبل صاحبُها إليها بقلبه وروحه ونفسه ، يتذلل بها بين يدي الله ، إظهارا للعبودية واعترافا بالفقر بين يديه ، وهو في ذلك راغب فيما عنده عز وجل ، صادق التوبة والإنابة ، مخلص السريرة له سبحانه .
     فمن لم تقم في قلبه هذه المعاني حين يقف بين يدي الله للصلاة ، لم تثمر صلاته الثمار الحقيقية المرجوة ، التي من أهمها التذكير بالله والنهي عن الفحشاء والمنكر ،
. ولم يكتب له من أجرها إلا بقدر ما حققه من معانيها ومقاصدها
يقول الله عز وجل فيها :
( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45
<< قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا - غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ فِي النَّارِ

قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَإِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا - وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ فِي الْجَنَّةِ >>رواه أحمد في "المسند" (2/440) وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب"
 معنى( أقم الصلاة )  قال به المشيخة الصوفية ، وذكره المفسرون   : إدامتها ، والقيام بحدودها .

...فإذا دخل المصلي في محرابه ، وخشع ، وأخبت لربه ، وادّكر أنه واقف بين يديه ، وأنه مطلع عليه ويراه : صَلَحَت لذلك نفسُه ، وتذللت ، وخامرها ارتقاب الله تعالى ، وظهرت على جوارحه هيبتُها ... ولم يكد يفترُ من ذلك حتى تُظله صلاةٌ أخرى يرجعُ بها إلى أفضل حالة .

  القرطبي - : لا سيما وإن أشعرَ نفسه أن هذا ربما يكون آخرَ عمله ...
من هو
... مشتِّت الجَماعات، هازم اللذات، عابر القارات، مفرِّق الأحباب، متعدِّد الأسباب، لا يعبأ بالألقاب أو الأنساب، لا يُرسل إشارةً فيُنذر، ولا يطرق بابًا فيستأذن، لا تردُّه أمجاد، ولا تؤجِّله أعياد، إنه الموت
لا بدَّ لك من لقاء ربك؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ  [الانشقاق: 6]، إذًا لا بدَّ من الاستعداد للموت.
فتذكّر كلّ هذا في صلاتك.
       وروي عن بعض السلف أنه كان إذا قام إلى الصلاة ارتعد واصفر لونه ، فكُلم في ذلك فقال : إني واقف بين يدي الله تعالى ، وحق لي هذا مع ملوك الدنيا ، فكيف مع ملك الملوك ؟!
فهذه صلاة تنهى - ولا بد - عن الفحشاء والمنكر .
     ...ومن كانت صلاته دائرة حول الإجزاء ، لا خشوع فيها ، ولا تذكر ، ولا فضائل – كصلاتنا ، وليتها تجزي - فتلك تترك صاحبها من منزلته حيث كان ، فإن كان على طريقة معاص تبعده من الله تعالى : تركته الصلاة يتمادى على بعده ، وعلى هذا يخرج الحديث المروي عن ابن مسعود وابن عباس والحسن والأعمش قولهم :
 << من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعدا >> "فيه كلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
         2/ كلّما أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر إلاّ ووجهت بالصدّ و القطيعة!
بعث الله تبارك وتعالى الأنبياء والمرسلين بمهمة سامية وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور

      وقد بين الله عز وجل المنهج الذي ينبغي أن يسير عليه كل من يتصدى للقيام بهذه الرسالة السامية، فقال سبحانه وتعالى:
﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ  النحل

من شروط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:
 - الإخلاص - العلم - في المتفق عليه - في الظاهر لا بالتجسس. - أن لا يترتب على الأمر بالمعروف تفويت معروف أعظم- الرفق و مراعاة التدرّج - التواضع - الصبر و الحلم فتخسر المقابلة و لا تخسر الحرب....





 

وعن أبي هريرة t: أَنَّ رجلًا قَالَ: يَا رَسُول اللَّه، إِنَّ لِي قَرابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُوني، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِم وَيُسِيئُونَ إِليَّ، وأَحْلُمُ عنهُمْ وَيَجْهَلُونَ علَيَّ، فَقَالَلَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ المَلَّ، وَلا يَزَالُ معكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلكَ رواه مسلم.  المَلّ يعني: الرَّماد الحامي