vendredi 20 octobre 2017

الكلمة الطيّبة- خطبة ج.الحنفية 10/2017
بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله الذي لا يُحيط بحمده حامِد، ولا يُحصِي نعماءَه مُحصٍ ولا يُحيط بها راصِد، أنعمَ على خلقه فجعَلهم ما بين مولودٍ ووالد، وهو الغني بذاته فلم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا ولم يكن له فيما مضى والد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله أكرمُ نبيّ وأكرمُ عابِد، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وصحبِه والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسان إلى يومِ الدين.




يقول الله عز وجل في محكم تنزيله
(وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
آل عمران،
تعبيراً منه سبحانه وتعالى عن مدى أهميّة اختيار الكلمات والأسلوب المناسب للحديث،
تفادياً لابتعاد الأشخاص ونفورهم...تأثير السحر على النّفس والروح،
 يقول سبحانه وتعالى في هذا الصدد:
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) إبراهيم.
علماً بأنّ الكلمة الطيّبة تعكس تربية صاحبها وثقافته وأخلاقه،
      لذا نجد المولى سبحانه وتعالى يوصينا بأن ننتقي أطيب الكلمات، وأن نختار أجمل الألفاظ وأرق العبارات عند حديثنا مع الآخرين،  
 {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} الإسراء .

ويدعونا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الالتزام بذلك : «الكلمة الطَّيبة صدقةٌ» البخاري.
 قال صلى الله عليه وسلم:
<< اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة >>

أمثلة : - مكتوب على الحائط : رحم الله والدي من لا يضع الزبالة أمام بيتي.
- السديس(الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي) ذكر أنه عندما كان ولداً صغيراً، كان يلعب بالتراب بينما والدته تستعد لتحضير وليمة أقامها أبوه، وقبل حضور المعازيم وبيديه الصغيرتين يأخذ من التراب ويرمي فوق الوليمة، فغضبت منه أمه ودعت عليه قائلة:
«إذهب جعلك الله إماماً للحرمين».

***الأبناء
د. غازي الشمري
كثيراً ما يتلفظ الآباء والأمهات بكلمات لا يحسبون لها حسابا، ولكنها تدمر الأهداف التربوية التي ينشدونها.
فالكلمة هي أساس التربية، ونحن نوجّه أبناءنا بالكلام ونحاسبهم بالكلام ونشجعهم بالكلام ونمدحهم بالكلام ونغضب عليهم بالكلام، فتربية الأبناء إما بالكلام أو بالأفعال وفي الحالتين هي كلام، فالكلام حوار لفظي والأفعال حوار غير لفظي، فالموضوع إذن كله كلام بكلام وهذه هي التربية.
...هناك فتاة بررت انحرافها وهي غير راضية عن نفسها بأنها أرادت أن تنتقم من سوء كلام والديها لها.

***  كلمات تدمر نفسية الأبناء وتشجعهم على الانحراف وهي:
1- الشتم بوصف الطفل بأوصاف الحيوانات،
2- الإهانة من خلال الانتقاص منه بأوصاف سلبية والمقارنة، وهذه تدمر شخصية الطفل لأن كل طفل لديه قدرات ومواهب مختلفة عن الآخر، والمقارنة تشعره بالنقص وتقتل عنده الثقة بالنفس وتجعله يكره من يقارن به.  
3- إصابتهم بالإحباط، مثل (أنت ما تفهم)،
4- التهديد الوهمي، مثل: أذبحك،
 5- الفضيحة وكشف أسراره وخصوصياته.
6-  الدعاء عليه، فكثيرمن النسوة يدعون بالشرّ على أبنائهم و يحبطونهم...
و يقول عليه الصلاة والسلام:
<<لا تَدْعُوا على أنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على أوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على خَدَمِكمْ، ولا تَدْعُوا على أمْوَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ ساعَةً نِيْلَ فيها عَطاءٌ فَيُسْتَجابَ مِنْكُمْ >> رواه أبو داوود عن جابر رضي الله عنهما .

يقول الله عزّ و جلّ:
[[ وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ]]
قَوْلُهُ تَعَالَى:[[وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ]] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ : هُوَ دُعَاءُ الرَّجُلِ عَلَى نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ عِنْدَ الضَّجَرِ بِمَا لَا يُحِبُّ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ : اللَّهُمَّ أَهْلِكْهُ ، وَنَحْوُهُ .

لماذا لا أقول الخير بدل الشر ..؟؟
باتجربة، كلّما وقعت في مشكلة أو مشادة كلامية فإذا أبدلت كلمة السوء بكلمة خير، رأيت النتيجة فورا و تسلكت الأمور..
   
*** الأزواج
لا شك أن الكلام الطيب اللين من أعمق الوسائل أثرًا في إمالة القلوب وكسب ودها؛
، فالكلمة الطيبة والمدح والثناء بينهما من الأمور التي تسعدهما، وتمنح الحياة الزوجية حيوية وتجددا، فكلما شكر الزوج زوجته على جهد بذلته، وكلما امتدحت الزوجة زوجها على عمل قام به، كلما توثقت جذور المحبة بين قلبيهما.
      و قد وردت أخباره صلى الله عليه و سلّم يمدح فيا أمّ المؤمنين عائشة و كذلك خديجة.
      ثناء المرأة على زوجها بأن تمتدح رجولته وشجاعته، وإقدامه في المواقف العصيبة، وتمتدح ما يشتريه من طعام أو شراب أو ملابس أو غير ذلك،
( لا : ما رأيت منه قط) وتمتدح ما يبذله من جهد وعمل لتوفير حياة كريمة، وأن تعدد سماته الطيبة، من طيبة قلب وتسامح وحكمة.. إلخ.
      ويمتدح الرجل في امرأته جمالها وزينتها وعطرها وأنوثتها وحياءها، ونظافة البيت بفضلها، وجودة طعامها، وبذلها الجهد في تربية الأبناء..إلخ.

وهذا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعبر عن إعجابه بزوجته السيدة فاطمة رضي الله عنها وقد دخل عليها وهي تستاك، فأنشد قائلاً: 
 ظفرتَ يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفتَ يا عود الأراكِ أراكَ
لو كنتَ من أهل القتالِ قتلتُك *** لم ينجُ مني يا سواك سواك
      اللهم إنا نسألك الهداية إلى طريقك المستقيم. اللهم إنا نسألك الثبات على الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم .
اللهمّ أغثنا...
      اللهم إنا نسألك أن تثبت قلوبنا على دينك.
اللهم ثبتنا على الإسلام وزدنا من الإيمان وانصرنا على الشيطان وعلى أعوان الشيطان واجعل لنا من لدنك سلطانًا نصيرًا. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. وآمنّا في أوطاننا.  
 اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

لئن لم يغفر لنا ربنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واغفر لنا  

mercredi 11 octobre 2017

هل يحبني الله؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الطنطاوي:
هل يحبني الله؟
راودني هذا السؤال، فتذكرت أنّ محبّة الله تعالى لعباده تأتي لأسباب و أوصاف ذكرها في كتابه الكريم.
قلّبتها في ذاكرتي لأعرض نفسي عليها، عليِّ أجد لسؤالي جوابا.
فوجدت أنّه يحبّ المتقين
و لا أجرؤ أن أحسب نفسي منهم، و وجدت أنّ يحبّ الصابرين.
فتذكّرت قلّة صبري.
و وجدته يحبّ المجاهدين
فتنبهت لكسلي و قلّة حيلتي
وجدته يحبّ المحسنين و ما أبعدني عن هذه...
حينها توقّفت عن البحث، خشية أن لا أجد في نفسي شيئا يحبني الله لأجله!
و تفحّصت أعمالي...فإذا أكثرها ممزوج بالفتور و الشوائب و الذنوب، خطر لي قول الله تعالى:
[[ إنّ الله يحبّ التوّابين ]]
كأنّني للتوّ فهمت أنّها لي و لأمثالي، فأخذت أتمتم:

أستغفر الله و أتوب إليه.