dimanche 19 décembre 2021

سؤال الله طول العمر - 24/12/2021

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين.. لا يسأم من كثرة السؤال والطلب...

سبحانه إذا سئل أعطى وأجاب.. وإذا لم يُسأَل غضب...

يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب.. ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ورغب...

من رضي بالقليل أعطاه الكثير.. ومن سخط فالحرمان قد وجب...

رَزق الأمان لمن لقضائه استكان.. ومن لم يستكن انزعج واضطرَب...

من ركن إلى غيره ذلَّ وهان.. ومن اعتز به ظهر وغلب...

 

نحمَده تبارك وتعالى على كل ما منح أو سلب، ونعوذ بنور وجهه الكريم من العناء والنصَب...

ونسأله الخلود في دار السلام حيث لا لغو ولا صخب…

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وإليه المنقلب...

هو المالك.. وهو الملك.. يحكم ما يريد فلا تعقيب ولا عجب...

 

وأشهد أن خاتم المرسلين هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب...

نطق بأفصح الكلام.. وجاء بأعدل الأحكام.. وما قرأ ولا كتب...

 

فيا رب يا أكرم مسؤول.. ويا خير مُرتجى ومأمول.. صلِّ على سيد الأعاجم والعرب...و آته الوسيلة…

و على الصحب ومن تبع وكلِّ من إليه انتسب...

******************

روى مسلم في صحيحه : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ : اللَّهُمَّ مَتِّعْنِى بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَبِأَبِي أَبِى سُفْيَانَ وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-  :

« إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ لاَ يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ وَلاَ يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ وَلَوْ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ لَكَانَ خَيْرًا لَكِ ».

إخوة الإسلام

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: { وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ }(الحشر: 7) .

 يرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما يستحب أن يدْعُوَ به العبد ربه ، ويبين لنا أيضا أن الآجال والأعمار مكتوبةٌ ومحددة ، لا يُزاد فيها ولا ينقص…

   فكل مخلوق له أجلٌ محدود ، وأمدٌ ممدود ، ينتهي إليه ولا يَتجاوزه ، ولا يَقصُر عنه، 

وقد علم الله تعالى جميع ذلك بعلمه الذي هو صفته، وجرى به القلم بأمره يوم خلقه، ثم كتبه الملك على كل أحد في بطن أمه ،بأمر ربه عز وجل ،عند تخليق النطفة ، في أي مكان يكون ، وفي أي زمان ، فلا يُزاد فيه ولا يُنقص منه ، ولا يُغير ولا يُبدل عما سبق به علم الله تعالى ، وجرى به قضاؤه وقدره، 

 

وأنَّ كُلَّ إنسانٍ مات أو قُتل أو حُرق أو غرق أو بأَيِّ حتف هلك بأجله ، لم يستأخر عنه ولم يستقدم طرفة عين، 

وأن ذلك السبب الذي كان هو فيه حتفه هو الذي قدره الله تعالى عليه، وقضاه عليه ،وأمضاه فيه ،ولم يكن له بدٌ منه ، ولا محيصَ عنه ، ولا مفرَّ له ، ولا مهرب ولا فكاك ولا خلاص، وأنّى وكيف وإلى أين ولات حين مناص…

**********  

وأما ما جاء في الصحيحين : عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-

« مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ».

فإنه يفسر بحديث أبي الدرداء رضي الله عنه عند ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى: قال : 

روي أنّه ذُكِرَعند رسول الله صلى الله عليه وسلم الزيادة في العمر فقال: 

(إنَّ الله تعالى : لا يؤخِّر نفساً إذا جاء أجلها، وإنّما زيادة العمر بالذرية الصالحة يُرْزَقَها العبدَ فيدعون له من بعده فيلحقه دعاؤهم في قبره فذلك زيادةُ العمر) ،

**********

« إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ لاَ يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ وَلاَ يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ وَلَوْ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ لَكَانَ خَيْرًا لَكِ ».

قال النووي : فإن قلت ما الحكمة في نهيها عن الدعاء بالزيادة في الأجل ،وندبها إلى الدعاء بالاستعاذة من العذاب ، مع أنه مفروغ منه كالأجل ؟

فالجواب :أن الجميع مفروغ منه ، لكن الدعاء بالنجاة من عذاب النار ومن عذاب القبر ونحوهما عبادة ، وقد أمر الشرع بالعبادات ، وأما الدعاء بطول الأجل فليس عبادة ، وكما لا يحسن ترك الصلاة والصوم اتكالا على القدر ، فكذلك الدعاء بالنجاة من النار ونحوه.

**********

أيها المسلمون

إنّ أفضل ما يحرص عليه المؤمن بعد الإيمان واليقين أن يرزقه الله العافية في الدنيا والآخرة، 

ففي سنن الترمذي : (قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَامَ الأَوَّلِ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ 

« سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ » ،

والمؤمن يعلم يقيناً أن الآجال مضروبة وأن الأرزاق مقسومة، وأن الله عز وجل هو الرزاق ذو القوة المتين ، قال الله تعالى : 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [فاطر: 3]. 

ولهذا فهو يسعى في طلب الرزق آخذاً بالأسباب المباحة ،وقد تعلق قلبه بالرزاق ،فاطمأن أن الرزق مكفول مضمون، فطلب الرزق بغير استشراف نفس ،ولا ركون إلى دنيا ، 

ففي سنن ابن ماجه : (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-  : 

« أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِىَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ ». 

**********

الدعاء

اللهم ربّ السموات السّبع، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربّنا وربّ كل شيءٍ، فالق الحَبّ، والنّوى، ومنزّل التّوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرّ كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهمّ أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر

•  اللهم أغثنا , اللهم أغثنا اللهم أغثنا “.( متفق عليه)”

•  اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار ,عاجلاً غير آجل ” رواه أبو داود .

•  “اللهم اسق عبادك وبهائمك , وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت”. رواه أبو داود

اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، 

اللهم إنا ندعوك بعد انقطاع البهائم، وجدْب المراعي، راغبين في رحمتك، وراجين فضلَ نعمتك، 

اللهم قد انصاحت جبالُنا، واغبرَّت أرضُنا، اللهم فارحم أنين الآنَّة، وحنين الحانة، اللهم فأسقنا غيثك، ولا تجعلنا من القانطين، ولا تُهلكنا بالسنين، 

اللهم انشر علينا رحمتك بالسحاب، سحاً وابلاً غدقا مغيثاً هنيئاً مريئاً مجلِّلاً نافعا غير ضار، اللهم لتُحيي به البلاد، وتسقيَ به العباد، وتحيي به ما قد مات، وتردَّ به ما قد فات، وتُنعش به الضعيف من عبادك، وتحيي به الميت من بلادك، 

اللهم سقيا هنيئة، اللهم سقيا هنيئة، تروى بها القيعان، وتَسيل البطان، وتستورق الأشجار، وتُرخص الأسعار، 

اللهم إنا نسألك أن لا تردَّنا خائبين، اللهم إنا نسألك أن لا تردَّنا خائبين، اللهم إنا نسألك أن لا تردَّنا خائبين، ولا تقلبنا واجمين، فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا، وتنشر رحمتك، وأنت الولي الحميد.