dimanche 17 janvier 2016

التكفير بلازم القول

 التكفير بلازم القول

أكبر خطأ في تعامل المسلمين والمذاهب وأصحاب الآراء مع بعضهم هو تحميل كلّ شخص للآخر لوازم مذهبه.. وكأنّ الآخر يعتقد بهذه اللوازم.. هنا تكمن واحدة من روافد التكفير والحكم بالردّة..

قال المتكلّم للفيلسوف: أنت كافر لأنّك تقول بقِدَم العالم، وهو يلازم وجود واجبَي وجود وإلهين.. مع أنّ الفيلسوف لا يقول بالإلهين ولا يؤمن بهذا اللازم. بل العجيب أنّه يقول بأنّ قدم العالم يثبت حاجة مضاعفة للواجب تعالى من قبل هذا العالم، لا استغناء هذا العالم عن الله..

وقال المعتزلي للأشعري: أنت تقول بنفي التحسين والتقبيح العقليّين، وهذا لازمه أنّ الله كاذب وظالم و.. وقال له الأشعري: أنا لا أقول هذا اللازم، ولا أرى أنّ قولي يلازم أنّ الله كاذب..

وقال السنّي للشيعي: أنت تعادي الرسول لأنّ ذلك لازم كونك تقطع صلتنا به عبر حذف واسطة الصحابة.. وقال الشيعي: هذا اللازم غير صحيح؛ لأنّني أملك واسطة أخرى، ولا أرى أنّ موقفي من الصحابة يفضي لهذا اللازم الذي تراه أنت.. وهكذا..

إذا قال لك شخص أنا أؤمن بـ (أ)، وكان (ب) عندك يلازم (أ)، فلا يعني ذلك أنّ ذاك الشخص يؤمن بـ (ب)؛ بل لابدّ له أن يرى (ب) ويرى الملازمة بينها وبين (أ) حتى يؤمن أو لا يؤمن.. فلا يصحّ أن أحاكم باللازم الذي أراه أنا فقط.

الشيخ حيدر حب الله
24 ـ 1 ـ 2013م

lundi 4 janvier 2016

المسح على الجوار

المسح على الجوارب - الموسوعة الفقهية


  حُكم المسح على الجَوارب ( الدرر السنية) في هذا الموقع يوجد المراجع لهذا الحكم
يجوز المسح على الجَوربين في الجملة  (1) ، وهو مذهب الشَّافعيَّة  (2) ، والحنابلة  (3) ، والظَّاهريَّة  (4) ، وبه قال أبو يوسف، ومحمَّد بن الحسن  (5) ، ورُوي رجوع أبي حنيفة إليه في مرَضه  (6) ، وبه قال بعض السَّلف  (7) ، واختاره ابن باز  (8) ، وابن عثيمين  (9) .
الدليل:
عمَلُ الصَّحابة رضي الله عنهم، وحكَى فيه إجماعَهم: ابنُ حزم  (10) ، وابن قُدامة  (11) .
المطلب الثَّاني: المسح على الجوارب إذا لم تكُن صفيقةً 
اختلف أهل العلم في جواز المسح على الجوارب، إذا لم تكُن صفيقةً  (12) ، وذلك على قولين: 
القول الأوَّل: يجوز المسح على الجَوربينِ مطلقًا، ولو لم يكونا صَفيقينِ، وهذا مذهب الظَّاهريَّة  (13) ، وبه قال بعض السَّلف  (14) ، واختاره ابن عثيمين  (15) ؛ وذلك لأنَّ المقصود من جواز المسح على الخفِّ، والجوربِ، ونحوهما، الرُّخصةُ للمُكلَّف، والتسهيل عليه، بحيث لا يلزمه خلْعُ الجورب، أو الخفِّ عند الوضوء، وهذه العلَّة يستوي فيها الخفُّ، أو الجورب المخرَّق والسَّليم، والخفيف والثَّقيل  (16) . 
القول الثَّاني: لا يجوز المسح على الجوارب إذا لم تكن صفيقةً، وهذا مذهب جمهور الفقهاء من الحنفيَّة  (17) ، والشَّافعيَّة  (18) ، والحنابلة  (19) ، وهو اختيار ابن باز  (20) .
وذلك للآتي:
أوَّلًا: أنَّه إذا لم يكن صفيقًا، فإنَّه لا يمكن متابعة المشي عليه؛ ولذا لم يجُزِ المسح عليه  (21) . 
ثانيًا: أنَّ الرَّقيق ليس بساتر، فإذا كان شفَّافًا، فالقدَم في حُكم المكشوفة  (22) .

المسح على الجوارب ليوسف القرضاوي

جواز المسح على الجوربين

السؤال: هل يجوز المسح على الجوربين في الصلاة؟

جواب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،

يجوز المسح على الجوربين إذا لبسهما على طهارة، فإذا انتقض وضوؤه وهو لابس الجوربين، وأراد أن يتوضأ، عندئذ يصح له أن يمسح عليهما، ويكفيه هذا لمدة أربع وعشرين ساعة إذا كان مقيما، وإذا كان مسافرا فلمدة ثلاثة أيام.

وهذا أمر يسهل على الناس الوضوء خاصة في أيام الشتاء الباردة، حيث يشتد البرد ويخشى المرء أن يخلع جوربيه ويغسل رجليه بالماء البارد… والإسلام كما هو معلوم دين يسر لا عسر.

وقد جاء هذا عن أكثر من عشرة من الصحابة، أفتوا جميعهم بجواز المسح على الجوربين. وبعض الفقهاء اشترطوا لذلك شروطا مشددة، مثل: أن يستطيع المشي بهما، وألا يكون بهما خرق بمقدار ثلاثة أصابع، وغير ذلك، وهذه الشروط -في الحقيقة- لم ترد في السنة المطهرة، والأمر كله مبني على التيسير، فإذا كان الصحابة قد أفتوا بهذا، فيجوز للمسلم أن يتبع هذه الرخصة… وكثير من الناس اليوم يتركون الصلاة استثقالا لها، ويعود هذا الاستثقال في كثير من الأحيان إلى تلك الملابس المعقدة التي يرتدونها، فيثقل على من ليس له إرادة قوية وإيمان قوي، أن يخلع حذاءه وجوربه ويتوضأ…

فإذا قلنا له: إنك تستطيع أن تمسح على الجورب مادمت قد لبسته على طهارة من قبل، فهذا ييسر عليهم كثيرا، وقد جربت هذا وشاهدته ولمست أثره في كثير من المعاصرين.

ومن واجب العالم المسلم أن ييسر على الناس ما استطاع، وأن يراعي عصره، وهذا هو منهجي في الحقيقة… التيسير لا التشديد في الأمور التي فيها سعة في الدين، وهذا المنهج إنما رجحته لسببين:

الأول: أن التيسير هو روح هذا الشرع… وروح هذا الدين. وقد ختم الله آية الطهارة بقوله: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) (المائدة:6).

وختم آية الصيام بقوله: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (البقرة:185)

الثاني: أن الناس في عصر كثرت فيه الفتن، وأصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر، ومن واجبنا أن نعين الناس على أن يتدينوا لا أن ننفرهم من الدين. والتشديد ينفر، بينما التيسير ييسر ويقرب من الدين… ومن نفر من الدين فهو يتحمل مسئولية كبيرة أمام الله عز وجل.

فلهذا نقول لكل مسلم: إن الإسلام دين يسر ولا عسر فيه… وإن الله قد رفع الحرج عن هذه الأمة. وليس هناك حرج قط في أي تكليف من التكاليف.

والخلاصة التي أقولها للسائل الكريم:

إنه إذا توضأ ولبس جوربه على طهارة، ثم انتقض وضوؤه وأراد أن يتوضأ من جديد، فيستطيع أن يمسح على الجورب لمدة أربع وعشرين ساعة، إن كان مقيما، ولمدة ثلاثة أيام بلياليها إن كان مسافرا… وذلك رخصة من الله يسر بها على عباده، ولا حرج عليه في هذا إن شاء الله تعالى.