mercredi 28 février 2018

التسخط حرام-خطبة ج.الحنفية.3/2018


بسم الله الرحمن الرحيم
     إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ سُبْحانَهُ وتَعالى ونَسْتَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيْه ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا ومِنْ سَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ولا شَبِيهَ ولا مِثْلَ ولا نِدَّ لَه، ولا حَدَّ ولا جُثَّةَ ولا أَعْضاءَ لَه،
     وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وحَبِيبَنا وعَظِيمَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنا محمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبِيبُه، مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ هادِيًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا.
     اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلى سَيِّدِنا محمَّدٍ الداعِي إِلى الخَيْرِ والرَّشاد، الَّذِي سَنَّ لِلأُمَّةِ طَرِيقَ الفَلاح، وبَيَّنَ لَها سُبُلَ النَّجاح، وعَلى ءالِهِ وصَفْوَةِ الأَصْحاب.

     لدي مشكلة غريبة جدّاً ، زوجي الذي يتميز بطبعه الحريص جدّاً ، لديه طابع سيء جدّاً ، فعندما تواجهنا بعض الصعوبات : يقول أشياء مثل : " لماذا يفعل الله معنا نحن هكذا من دون الناس ؟ " ، و " إن الله تعالى يستهزئ بنا ، وهو الآن يضحك علينا !! " ( أستغفر الله ) ،
ولكنني أرى هذه الصعوبات كفارة لسيئاتنا ،
أما هو فليس عنده سوى هذه الكلمات ، وإنني في هذه الحالة أظل صامتة ؛ لأنني من خلال تجربتي معه : رأيت أن محاولة إسكاته تزيد الطين بلة ، أما إن بقيت صامتة : فإنه يسكت بعد جملة ، أو جملتين...ما حكمه؟  
    
أيها الإخوة،
     لعلم الجميع ،و في كلّ الأحوال أنّه إذا ابتلى الله عبده بالمصائب لم يكن ذلك علامة على أنه غيرُ مرضي عند الله ، وقد صحح الله تعالى هذا الظن الخاطئ عند الناس ، فقال تعالى :
( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ) الفجر/15-20 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
" يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان من حيث هو ، وأنه جاهل ظالم ، لا علم له بالعواقب ، يظن الحالة التي تقع فيه تستمر ولا تزول ، ويظنّ أنّ إكرام الله في الدنيا وإنعامه عليه يدلُّ على كرامته عنده وقربه منه ، وأنه إذا { قدر عَلَيْهِ رِزْقُهُ } أي : ضيقه ، فصار بقدر قوته لا يفضل منه ، أن هذا إهانة من الله له ، فرد الله عليه هذا الحسبان بقوله { كَلا } أي : ليس كل من نَعَّمْتُه في الدنيا فهو كريم عليَّ ، ولا كل من قَدَرْتُ عليه رزقه فهو مُهانٌ لديَّ ، وإنما الغنى والفقر ، والسعة والضيق : ابتلاء من الله ، وامتحان يمتحن به العباد ، ليرى من يقوم له بالشكر والصبر ، فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل ، ممن ليس كذلك فينقله إلى العذاب الوبيل " انتهى . " تفسير السعدي" (924) .

أيها الإخوة،
     إن من أصول الإيمان أن يؤمن الإنسان بالقدر خيره وشره وأن يعلم أن ما أصابه لم يمكن يخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وأنّ الأمر كله يرجع إلى الله عز وجل وأن لله الحكمة البالغة فيما أصاب العبد من خير أو شر أو تقديم أو تأخير أو عطاء أو حرمان...
قالوا أنّ صدق التوكّل أن لا تسأله تقديما و لا تأخيرا و لا زيادة و لا نقصان.
<<اللهمّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا هادي لمن أضللت، ولا باسط لما قبضت، ولا مؤخّر لما قدّمت، ولا مقدّم لما أخّرت.>>
******
قال بعض أهل العلم وللناس في المصائب مقامات أربع التسخط والصبر والرضا والشكر
أما التسخط فحرام سواء كان في القلب أو في اللسان أو في الجوارح.
     فالتسخط في القلب ( وهو أخطرهم) أن يرى أن الله تعالى ظلمه في هذه المصيبة وأنه ليس أهلا لأن يصاب وهذا على خطر عظيم كما قال الله تعالى
((ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على جهه وخسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين))

     وأما التسخط بالقول فأن يدعو بدعوى الجاهلية مثل واثبوراه واانقطاع ظهراه وما أشبه ذلك من الكلمات النابية التي تنبئ عن سخط العبد وعدم رضاه بقضاء الله ...

     وأما التسخط بالأفعال فكنتف الشعور ولطم الخدود وشق الجيوب ...
وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعل هذا فقال
(ليس منا من شق الجيوب وضرب الخدود ودعا بدعوى الجاهلية)
فالتسخط هذا حرام ومن كبائر الذنوب والتسخط القلبي أعظم أنواعه وأخطر أنواعه:
<<... يقال له أحرٌّ أنت أم عبد ؟ فإن قلت أنا حرٌّ فأنت كافر... و إن قلت أنا عبد لله ، فيقال لك أمتهمٌ أنت لمولاك في عدله [[ إنّ الله لايظلم مثقال ذرّة ]] شاك في حكمته ( حكيم خبير ) و رحمته بك...؟
فأنت اتهمته، تعالى  بنسبة الظلم له، تعالى الله عن ذلك،...و هذا كفر
فعليك بحسن الظنّ بربّك عزّ و جلّ ،و انتظار الفرج منه، و التصديق بوعده ، و الحياء منه ، و الموافقة لأمره ،و حفظ توحيده و المسارعة إلى أداء أوامره...>>
*****
     المقام الثاني مقام الصبر وهو حبس النفس عن التسخط وهو ثقيل على النفس لكنه واجب لأنه إذا لم يصبر تسخط والتسخط من كبائر الذنوب فيكون الصبر واجباً ،

     ولقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبنته التي كان عندها طفل يجود بنفسه حضره الموت فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم رسولا تدعوه للحضور فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرها فلتصبر ولتحتسب...

[[ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ]]
ابن جزي:
<< إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ـ هذا يحتمل وجهين أحدهما: أن الصابر يوفي أجره ولا يحاسب على أعماله، فهو من الذين يدخلون الجنة بغير حساب، الثاني: أن أجر الصابرين بغير حصر بل أكثر من أن يحصر بعدد، أو وزن، وهذا قول الجمهور.
******
  المقام الثالث هو الرضا يعني يرضى العبد بما قدر له من هذه المصيبة رضاً   تاماً   فهومتضمن للصبر وزيادة ...
- والفرق بين الصبر والرضا:
     أن المرء يكون في الصبر كارها لما وقع لا يحب أنه وقع لكنه قد حبس نفسه عن التسخط...
     وأما الراضى فهو غير كاره لما وقع بل المصيبة وعدمها عنده سواء بالنسبة لفعل الله
لأنه راضي رضاء  تاما عن فعل الله،

     فهو يقول أنا عبده وهو ربي إن فعل بي ما يسرني فأنا عبده وله مني الشكر
وإن كانت الأخرى فأنا عبده وله مني الرضى والصبر ...
فالأحوال عنده متساوية وربما ينظر إلى ذلك من منظار آخر وهو أن يقول إن هذه المصيبة إذا صبر عليها وكفر الله بها عنه وأثابه عليها صارت ثوابا لا عقابا فيتساوى عنده الألم والثواب ...

     وفي هذا ما يذكر عن رابعة العدوية فيما أظن أنه أصيبت أصبعها ولم تتأثر بشيء فقيل لها في ذلك فقالت إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها .

*****
     المقام الرابع مقام الشكر أن الإنسان يشكر الله عز وجل على هذه المصيبة وهذا المقام أو الحال لا تحصل للإنسان عند أول صدمة لأن مقتضى الطبيعة ينافي ذلك لكن بالتأمل والتأني قد يشكر الإنسان ربه على هذه المصيبة وذلك بأن يقدر المصيبة أعظم فيشكر الله تعالى

اللهم لك الحمد على أن هديتنا ..اللهم لك الحمد والشكر على جميع النعم التي أنعمت بها علينا .. اللهم انا نستغفرك من جميع الذنوب والخطايا ما علمنا منها وما لم نعلم... اللهم اجمعنا في جناتك جنات النعيم .. ولا تفرقنا واهلنا وأحبائنا بعد الممات يا رب العالمين ..اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك...ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك .. ومن اليقين ما تهون به علىنا مصائب الدنيا.
اللهم زدننا قرباً إليك..اللهم زدنا قرباً إليك....اللهم اجعلنا من الصابرين..اللهم اجعلنا من الشاكرين..اللهم قوي إيماننا وارحمنا يا أرحم الراحمين..اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه..وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه..اللهم أبعد عنا رفقاء السوء..اللهم جنبنا الفواحش والمعاصي..اللهم اغفر لنا ذنوبنا وطهر قلوبنا...وارحمنا برحمتك يا رب يا رب...

اللهم يا فاطر السماوات والأرض و يا عالم الغيب والشهاده... نسألك ربنا أن تشرح صدورنا وتغفر ذنوبنا... اللهم إنا نسألك بأنك انت الله مالك الملك وأنك على كل شيء قدير .. أن تفرج همومنا وكروبنا ... يا رب.

اللهم إنا نسألك باننا اشهد انك انت الله الذي لا اله الا انت .. الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له .. اللهم إنا نسألك زيادة في الأيمان وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق وتوبة قبل الموت، وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفواً عند الحساب، وأماناً من العذاب، ونصيباً من الجنة ، وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين.

mercredi 21 février 2018

قصة من رحمة الله.درس ج ك 2013 و خطبة جامع الحنفية 2018


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، يسمع دعاء الخلائق ويجيب...يؤنس الوحيد، ويَهدي الشريد، ويُذهب الوحشة عن الغريب..يغفر لمن استغفره، ويرحَم مَن استرحمه، ويصلح المعيب...يستر العصاة، ويمهل البغاة، ومن تاب منهم قبل وأثيب...يكلف بالقليل، ويجزي بالجزيل، ويعفو عن الذي بالعجز أصيب...من أطاعه تولاه، ومن غفل عنه لا ينساه، وله من الرزق نصيب...يرزق بلا أسباب، ويدخل الجنة بغير حساب، فلا فضح ولا تنقيب...
     وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المهيمن والرقيب...من توكل عليه كفاه، ومن التجأ إليه فالفرج قريب...
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المقرب والحبيب...نوره يخطَف الأبصار، ومسجده علم ومزار، وأنفاسه مسك وطيب...
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه عدد ما وسعه علم الحساب..وعلى الصحب والآل وكل من انتسب إليه من بعيد أو قريب...



﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
<< إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ ، يُصَرِّفُ كَيْفَ يَشَاءُ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ : مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ اصْرِفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ >> مسلم وأحمد
     ينبغي أن نفهم هذا الحديث فهماً دقيقاً جداً ، أي أن الله عزَّ وجل جعل قلوبنا بيده لسبب واحد ؛ من أجل أن يعيننا على إيماننا ، فلو أن أحدنا أراد شيئاً طيباً ، ملأ الله قلبه انشراحاً ، وإذا أراد أحد الناس سوءً ، ملأ قلبه انقباضاً ، فلأن القلب بيد الله عزَّ وجل ، يعطينا دفعة التشجيع ، أو دفعة ردع
هذا التقليب لصالح العباد، فالإنسان أحياناً يُلهَم أن يتحرَّك…
﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)﴾(سورة الأنعام)

     والقلب قلب النفس ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )) [ مسلم ]

فالقلب منظر الرب ، وقد ورد في بعض الآثار القدسية :
" أن عبدي طهرت منظر الخلق سنين أفلا طهرت منظري ساعة ؟ " .
أيها الإخوة،
 الكبائر الباطنة أخطر ألف مرة من الكبائر الظاهرة ، الكِبر مرض قلبي خطير ، العُجب مرض قلبي خطير ، حب الذات مرض قلبي خطير ، أن تتوهَّم أنك أفضل الناس مرض قلبي خطير ..
********
هذا الشطر الأول للآية:
﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾
و الشطر الثاني:
[[..وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ]]
الرحمة :
فكلمة (رحمة) كلمةٌ جامعةٌ مانعة ، مطلق عطاء الله أن يرحمك ، يرحمك: فيسبغ عليك صحةً ، يرحمك: فيملأ قلبك أمناً ، يرحمك فيسمح لك أن تتصل به ، يرحمك فيذيقك من حلاوة القُرْب ، يرحمك فيعطيك الحكمة ، رحمة الله مطلق عطاء الله .
﴿ وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(32) ﴾ الزخرف

     رحمة الله ، تعني سعادة إلى أبد الآبدين ، رحمة الله تعني جنةً فيها ما لا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، رحمة الله في الدنيا هذا الأمن الذي يناله المؤمن ..
﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(81)الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ(82) ﴾الأنعام

     أي إذا قلت : يا رب ارحمني ، فهو دعاء واسع جداً ، أي يا رب أصلح لي جسدي ، يا رب يسِّر لي رزقي ، يا رب اجعل أهلي على خير ما يرام ، اجعل زوجتي صالحة ، اجعل أولادي أبراراً ، يا رب صلني بك ، ارزقني عملاً صالحاً يقربني إليك ، يا رب تجلى على قلبي ، يا رب أذقني طعم القرب منك ، هذا معنى ارحمني يا رب .
إذا توفي أحدٌ يقال عنه: انتقل إلى رحمته ،
كلمة فرِّغت من مضمونها ، أي مات فلان ، لا ، لا ،
لو أنه مؤمن انتقل من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة كما ينتقل الجنين من ضيق الرحم إلى سعة الدنيا،
 فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ :
(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ : مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ))[ متفق عليه ]
قصة:أحياناً يهيء ربي لك أمراً يكون سببا في هدايتك ..
     شابين من المدينة المنورة ذهبا إلى تركيا من أجل أخذ راحتهم بشرب الخمر هناك ..
فلما وصلوا أسطنبول، أشتروا الخمر وركبا التاكسي ثم ذهبا إلى قرية ريفية وسكنا في فندق هناك حتى لا يراهم أحد، واثناء تسجيل أوراقهم في الإستقبال سألهم الموظف من أين أنتم ؟
فقال أحدهم من المدينة المنورة ..
ففرح موظف الإستقبال واعطاهم جناح بدل الغرفة إكراما للنبي الكريم ومن حبه لأهل المدينة ..فسعدا الشابين وسهرا طول الليل يشربا الخمر فسكر أحدهما والثاني نصف سكرة وناما ..
ثم تفاجأ بمن يطرق بابهما الساعة الرابعة والنصف، فأستقيظ أحدهما وفتح الباب وهو بنصف عين وإذا بموظف الإستقبال يقول له :
إن إمام مسجدنا رفض أن يصلي الفجر لما علم أنكما من المدينة وانتم هنا ..!
فنحن ننتظركم بالمسجد تحت ..!!
فصدم الشاب بالخبر وايقظ صاحبه سريعا ..
وقال له : هل تحفظ شيء من القرآن ؟
فرد عليه أنه لا يمكن أن يصلي إمام وجلسا يفكران كيف يخرجان من المأزق واذا بالباب يطرق مرة أخرى، ويقول لهما الموظف نحن ننتظركم بالمسجد بسرعة قبل بزوغ الفجر ..

يقول صاحبنا فدخلا في الحمام واغتسلا ثم نزلا إلى المسجد واذا به ممتليء وكأنه صلاة جمعة، وكانوا يسلمون عليهما فتقدم أحدهما للصلاة فلما كبر وقال : (الحمد لله رب العالمين) بكى أهل المسجد وهم يتذكرون مسجد رسول الله ..
     يقول صاحبنا فبكيت معهم وقرأت الفاتحة والإخلاص في الركعتين وانا لا أحفظ غيرها وبعد الصلاة إنكب المصلين يسلمون علي ..
فكان هذا الموقف سبب في هداية هذين الشابين والآن هذا الشاب داعية مميز ..
أحياناً يهيء ربي لك أمراً يكون سببا في هدايتك ..

هو الذي يبدل السيئات حسنات
وهو الذي يجيب الداعي إذا دعاه
وهو الذي يعطي السائل ما سأله
 ومن توكل علي كفاه، وستر  من عصاه   في الدنيا، وأشفع فيه في الأخرة،

"سبحانك يارب ما أعظمك وما أرحمك"




vendredi 2 février 2018

الاستسقاء -2018جامع الكبير


بسم الله الرحمن الرحيم
     الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والحمد لله مغيث المستغيثين ومجيب المضطرين ومسبغ النعمة على العباد أجمعين، لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا إله إلا الله الولي الحميد، لا إله إلا الله الواسع المجيد، لا إله إلا الله الذي عمَّ بفضله وإحسانه جميع العبيد، وشمل بحلمه ورحمته ورزقه القريب والبعيد فـ:
﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ﴾ [هود: 6]،
﴿ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام:59].
     وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين.
     وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله أفضل النبيين، المؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بهديهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً.
عباد الله:
     أنزل الله تعالى غيثين لعباده: أحدُهما أهمُّ من الآخر والناس يحتاجون إليه أشدُّ من الآخر،
     أما الغيث الأول فهو غيث القلوب بما أنزل الله من الوحي على رسله، وهذا الغيث مادة حياة القلوب وسعادة الدنيا والآخرة وبه يُستجلب الغيث الثاني وهو غيث الأرض بما يُنزِّله الله من المطر.
     ولقد خرجتم تستغيثون ربَّكم لهذا الغيث وإنه لجديرٌ بنا أن نهتمَّ بالغيث الأول قبل الثاني لأنَّ به سعادةَ الدنيا والآخرة وحصول الغيث الثاني.
قال الله عز وجل:
﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96].
وقال تعالى على لسان نوح صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾   
وقال تعالى عن هود عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود:52].

أيها المسلمون:
يجب علينا أن نتفقد قلوبنا هل رُويت من هذا الغيث أم هي ظامِئة، يجب علينا أن ننظر في صحائفنا هل هي ربيعٌ بهذا الوحي أم مُجدبةٌ منه، يجب علينا أن نُصلح ما فسد، وأن نُطهِّر قلوبنا من الغلِّ والحقد والحسد، يجب علينا أداءُ الصلاة وإيتاءُ الزكاة والقيام بإصلاح الأهل، وإصلاح المجتمع كلّ من موقعه،
يجب علينا أن نتوب إلى الله من جميع الذنوب،
وأن نحسن الظنّ بالله عندما نتوب فإن الله سبحانه يقول:
﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر:53].
أيّها الإخوة،
علينا أن نعترف بذنوبنا، فمن بين المهلكات التي وقع فيها كثير منّأ : الزنا و الربا و تعطيل الزكاة.
فكان الهرج والمرج ، و غلاء الأسعار و قلّة البركة وكثرة الخصومات و الأمراض و الطلاق ، كل ذلك بما كسبت أيدي الناس..  
[[ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ]]
يقول عليه الصلاة والسلام:
(( مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إِلا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )) متفق عليه  

 ((لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ))مسلم  
و قال عليه الصلاة والسلام :
" إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أَحلّوا بأنفسهم عذاب الله " رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد   
قال ابن القيم رحمه الله " إذا ظهر الزنا والربا في قرية أُذن بهلاكها "
فبدأت المحن تتوالى والمصائب تتابع من جرّاء هذه الكبائر .
أيّها الإخوة،
لم يترك نبينا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ينفعُ أمته إلاَّ ودلَّهم عليه، ولم يترك شرًّا إلا وحذَّرهم منه،
ففي حديثٍ جامعٍ لأسباب هلاك الأمم وزوالها، يحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته وينذِرها من خمس خصال مهلكة،
     فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
<< يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ>> [رواه ابن ماجة والحاكم]

أيّها الإخوة البدار البدار بالتوبة و احذروا أخذ العزيز الجبار:
     [[ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ]] هود
و ارفعوا أيديكم واتجهوا بقلوبكم إلى ربكم داعين مؤمِّلين منه الفرج وإزالة الشدة اللهم إنّا نستغفرك إنك كنت غفاراً فأرسل السماء علينا مدراراً، اللهم وفقنا للتوبة النصوح التي تمحو بها ما سلف من ذنوبنا، وتصلح بها أحوالنا وقلوبنا، اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم واكشف الضُّرَّ عنّا  وأسبغ النعم علىنا يا أرحم الراحمين.
اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثا مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً واسعاً شاملاً لجميع أراضي المسلمين اللهم أغثنا غيثا مباركاً تُحيي به البلاد وتَرحمُ به العباد وتجعله بلاغاً للحاضر والباد.
اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأنزل علينا من بركات السماء وأخرج لنا من بركات الأرض. اللهم وسِّع أرزاقنا ويسِّر أقواتنا، واجعل ما رزقتنا قوَّة لنا على طاعتك ومتاعا إلى حين،
اللهم إنا عبيدك مضطرون إلى رحمتك خائفون من عذابك فارحمنا برحمتك ونجِّنا من عذابك ولا تؤاخذنا بما فعلنا فإنك أهل العفو والإحسان .سبحان ربك ربك رب العزّة..
***************************************
 الخطبة الثانية
     الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول،لا إله إلا هو إليه المصير،وكل شيء إليه يسير، له الخلق والتدبير ، يُفيض على عباده النعم ، ويزيل عنهم النقم بمنه وكرمه وإليه المرجع والمصير ،
     وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو على كل شيء قدير ، يُعصى فيغفر ، ويُطاع فيشكر ، وهو الحكيم الخبير . هو الغنيُّ عن عباده وهم الفقراء إليه، وهو العلي الكبير ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخيرته من خلقه ،خير من أعطي فشكر ، وأتقى وصبر ، وصلى وصام واستغفر ، صلوات ربي وسلامه عليه،وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر ،والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المحشر
أيها الإخوة:
     اقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم بقلب رداءكم (للرجال فقط) فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَقلب رداءه تفاؤلاً على ربكم أن يقلب حالكم إلى الرخاء وإشعاراً بالتزامكم تغيير لباسكم الباطن بلزوم التقوى بدلاً من التلوث بلباس المعاصي والردى.
أيها المسلمون:
تذكّروا أنّ الدعاءَ مخُّ العبادة،  و الله عزّ و جلّ حييٌ كريمٌ يستحيي من عبده إذا رفع السائل يديه إليه أن يردَّهما صفرا، فمن دعا الله بإخلاص وصِدق فلنْ يَخيبَ، فإمَّا أن يُعطيَه مَطلوبَه أو يَدخَّرَ له ما هو أكثرَ منه وأعظم أو يدفعُ عنه من السوء ما هو أشد وأكبر.
و تذكّروا أنَّ لاستغفار ، فوائدَ لا تحصى ، وفضائل لا تستقصى ، فالاستغفار يقيل العثرات ، ويمحو الزلات ، ويزيل الهفوات ، الاستغفار يذهب الهموم ، ويزل الكروب والغموم ،بفضل الله تعالى و كرمه و جوده،

قال صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار ، جعل الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب " ،
 إذا علمتم أيها المسلمون ذلك كلَّه فارفعوا قلوبكم وأيديكم إلى ربكم مستغيثين به راجين لفضله آملين لكرمه، وقدِّموا بين يدي ذلك توبة نصوحاً واستغفاراً من الذنوب.
     اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيوم، نسألك أن تُغيثَ قلوبنا وتُحييها بذكرك، وتصلحَ باطننا بالإخلاص والمحبة لك، وظاهرنا بالاتباع التام لرسولك صلى الله عليه وسلم، والانقياد الكامل لشريعته حتى لا نجد في أنفسنا حَرجاً مما قُضى ونسلم تسليماً.
     اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لنا وارحمنا ، وتب علينا وسامحنا ، نستغفر الله ، نستغفر الله ، نستغفر الله
     اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً فأرسل السماء علينا مداراً، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء، وأخرج لنا من بركات الأرض.اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق.

اللهم يا باسط اليدين بالعطايا ، اغفر لنا الذنوب والرزايا ، والسيئات والخطايا ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ونحن الفقراء ؛ أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا غيثاً مغيثاً ، سحاً غدقاً طبقاً مجللاً ، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا بلاء ولا غرق ، اللهم لتُحيي بها البلاد ، وتَسقي به العباد ، ولتجعله بلاغًا للحاضر والباد.اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا ، اللهم إنا خلق من خلقك ، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك ،اللهمّ إنّك عفو كريم تحبّ العفو فاعف عنا (3)نستغفر الله ، نستغفر الله ، نستغفر الله ، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً ، فأرسل السماء علينا مدراراً ،