jeudi 27 juillet 2017

الله هو الفاعل وحده... على الحقيقة و الباقي أسباب.


بسم الله الرحمن الرحيم
سئل شيخ...  
من الذي يهب الأولاد؟؟؟
قال: الله.
قيل : فماذا تقول في قوله تعالى: قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا؟؟؟ قال: سبب....
ثم سئل: من يهدي إلى حق؟؟؟
قال: الله
قيل : فماذا تقول في قوله تعالى عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ؟؟؟ قال: سبب ...
ثم سئل: من يرزق الناس؟؟؟
قال: الله
فقيل له : فماذا تقول في قوله تعالى: وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ؟؟؟
قال: سبب ..
ثم سئل: من الذي يخلق؟؟؟
قال: الله .
قيل : فماذا تقول في قوله تعالى عن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام : أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ؟؟؟
قال: تصوير بمعنى السبب ....
ثم سئل: من الذي يتوفى الأنفس؟؟؟
قال: الله .
قيل : فماذا تقول في قوله تعالى:قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ؟؟؟
قال: سبب ...
ثم سئل: من الذي يعين الخلق؟؟؟
قال: الله.
قيل فماذا تقول في قوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ؟؟؟
قال: سبب ...
ثم سئل: من الذي يغيث الخلق؟؟؟
قال الله .
قيل فماذا تقول في حديث رسول الله الذي صححه البخاري: تدنو الشمس من رؤوس الناس يوم القيامة فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟
قال: سبب .....
---------------------------------------؛؛---------
منقول .....


"علم الكلام" ضرَرٌ محضٌ للعوام


من أنفس وأجل كلام حجة الإسلام رضي الله عنه:

قال الغزالي: والناس مُتعبّدون بهذه العقيدة التي قدمناها إذ ورد الشرع بها لما فيها من صلاح دينهم ودنياهم وأجمع السلف الصالح عليها، والعلماء مُتعبَّدون بحفظها على العوام من تلبيسات المبتدعة كما تعبد السلاطين بحفظ أموالهم عن تهجمات الظلمة والغصاب وإذا وقعت الإحاطة بضرره ومنفعته فينبغي أن يكون كالطبيب الحاذق في استعمال الدواء الخطر إذ لا يضعه إلا في موضعه وذلك في وقت الحاجة وعلى قدر الحاجة.

وتفصيله أن العوام المشتغلين بالحرف والصناعات يجب أن يُتركوا على سلامة عقائدهم التي اعتقدوها مهما تلقنوا الاعتقاد الحقّ الذي ذكرناه، فإن تعليمهم الكلام ضرَرٌ محضٌ في حقهم؛ إذ ربما يثير لهم شكاً ويزلزل عليهم الاعتقاد ولا يمكن القيام بعد ذلك بالإصلاح.

وأما العامي المعتقد للبدعة فينبغي أن يُدعى إلى الحق بالتلطف لا بالتعصب، وبالكلام اللطيف المقنع للنفس المؤثر في القلب القريب من سياق أدلة القرآن والحديث الممزوج بفن من الوعظ والتحذير. (إحياء علوم الدين، ج1/ص97)

mercredi 26 juillet 2017

خطبة -خطر التساهل في الديون - ج.الحنفية.12/2016


بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق،   وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق،
فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق.
      وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلهٌ عزَّ مَن اعتز به فلا يضام، وذلَّ مَن تكبر عن أمره ولقي الآثام.
      وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، القائل، صلى الله عليه و سلم:
<< مطل الغني ظلم >>
صلى عليه الله ربي دائمًا* ما دامت الدنيا وزاد كثيرَا
 وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه، وتمسَّك بسنته، واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين.





أيّها الإخوة،
المؤمن الصادق لا يستدين إلا بالقدر الذي يستطيع أن يؤديه:
 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(( أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالدَّيْنِ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَعْدِلُ الدَّيْنَ بِالْكُفْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ )) النسائي عن أَبَي سَعِيدٍ رضي الله عنه.

      الإسلام حذر كل الحذر من التهاون في أداء الدين، أو المماطلة والتأخير في قضائه، أو التساهل وعدم الاكتراث في سداده،
  شدد فيه تشديداً يحمل المرء على عدم الاقتراب منه إلا عند الضرورة القصوى ؛ إذ عدم أدائه ظلما، مانعٌ من مغفرة الذنب، وإن كانت الخاتمةُ شهادةٌ في سبيل الله ، كما في صحيح مسلم...
ولذلك استثنى النبي صلى الله عليه وسلم الدين من قاعدة المكفرات، يقول صلى الله عليه وسلم :
((يَغفِرُ الله للشهيد كلَّ شيء إلا الدَّين)) رواه مسلم.
عن رسول الله، صلى الله عليه و سلم:
"ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم لكن بالحسنات والسيئات " رواه أحمد
جاء في المستدرك للحاكمَ عنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا حَيْثُ تُوضَعُ الْجَنَائِزُ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ قِبَلَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ خَفَضَ بَصَرَهُ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ، فَقَالَ :
" سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ التَّشْدِيدِ " قَالَ : فَعَرَفْنَا وَسَكَتْنَا ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نَزَلَ ؟ قَالَ :
" فِي الدَّيْنِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قُتِلَ رَجُلٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ عَاشَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ " .

      جلس علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – يوماً متأملاً أشد مخلوقات الله – سبحانه –  
قَالَ :<< أَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ عَشَرَةٌ : الْجِبَالُ الرَّوَاسِي ، وَالْحَدِيدُ تُنْحَتُ بِهِ الْجِبَالُ ، وَالنَّارُ تَأْكُلُ الْحَدِيدَ ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ ، وَالسَّحَابُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، يَعْنِي : يَحْمِلُ الْمَاءَ ، وَالرِّيحُ تُقِلُّ السَّحَابَ ، وَالإِنْسَانُ يَغْلِبُ الرِّيحَ يَتَّقِيهَا بِيَدِهِ وَيَذْهَبُ لِحَاجَتِهِ ، وَالسُّكْرُ يَغْلِبُ الإِنْسَانَ ، وَالنَّوْمُ يَغْلِبُ السُّكْرَ ، وَالْهَمُّ يَغْلِبُ النَّوْمَ ، فَأَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ الْهَمُّ >>.
      فالهمُّ من أشد ما يفتك بصحة المرء ورشده ، ولذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يستعيذ بالله منه دوماً ،
      ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: " كنت أخدم النبي – صلى الله عليه وسلم، كلَّمَا نَزَلَ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ:
<< اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ>
      أيها الإخوة،
من أشد الهموم وطأة على المرء همُّ الدين ، فمن الأمثلة السائرة عند العرب في ذلك قولهم :
لا همَّ إلا همُّ الدين ، وقولهم : الدَّينَ ولو درهم ( أي : احذر ) ،
وكان يقال : الَّدين ينقص من الدِّين والحسب ،
ويقال : الدَّين همٌّ بالليل ومذلة بالنهار...  
********
      الإجراءات الوقائية المانعة من الدين ، فهي التحذير من الدين وبيان خطره كما تقدم ، ومنها : الاقتصاد وحسن التدبير إذ أكثر الديون تُصرف في الكمالات ،
و الله – تعالى – يقول : {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء : 29]

فإن اضطر اضطراراً إلى الدين فعليه بما يلي :

1- الصدق في نية الوفاء والعزم عليه : فبهذه النية يسلم المرء من مغبة الدين وخطره ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم– :
" من أخذ أموال الناس يريد أداءها ، أدى الله عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله " رواه البخاري ومسلم .
و فال، صلى الله عليه و سلم:
" إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه مالم يكن فيما يكره الله " رواه الدارمي وحسنه المنذري وابن حجر

      وهذه النية لا تكون صادقة إلا بفعل الأسباب الممكنة في السداد وإن كانت قليلة لا تقوم بتغطية الدين ،
فمن ذلك : توثقة الدين وكتابته في الوصية
( والوصية حينئذٍ واجبة ) ورهن المبيع به ،
وإعطاء المدين الدائن الفائض من المال عن حاجته وإن كان قليلاً ،
***
  2- حسن الظن بالله والاستعانة به ، فالله عند ظن عبده به ،
وقد أوصى الزبير بن العوام ابنه عبد الله بقضاء دينه وقال له :
 " يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه بمولاي "
فقال له : " يا أبةِ من مولاك ؟ " فقال : " الله "،
قال عبد الله : " فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه "
رواه البخاري .

3- ذكر الله ودعاؤه ، فمن ذلك دعاء يونس عليه السلام ،
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – :
<< دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ>> رواه الترمذي وصححه الحاكم

      ومنها لزوم الاستغفار ، فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – :
"من لزم الاستغفار جعل الله من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب " . رواه أبو داود.
**
عن رسول الله:
<< يا أبا أمامة ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ فقال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ،
قال : << أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك ؟ >>
قال : قلت : بلى يا رسول الله ، قال :
" قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " ،

 قال : ففعلت ذلك ، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني ،
<<وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ - خطبة ج الحنفية - 2/2017
بسم الله الرحمن الرحيم
     الحمد لله، الحمد لله الذي لم يزل بالنعم منعمًا، وبالمعروف معروفًا، وبالإحسان مُحسنًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
يكشف كُربًا، ويغفر ذنبًا، ويُغيث ملهوفًا، ويُجبر كسيرًا، ويُجير خائفًا، ويُرسل بالآيات تخويفًا،      وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبدُه ورسوله، صلى عليه الله ما قَطرٌ نزل، وما تعالى ذكره من الأزل، و على آله وصحبه أهلِ الوفا، معادنِ التقوى وينبوعِ الصفا، والتابعين وتابعٍ التابعين، و و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
[[يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ]] آل عمران
[[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ]] الأنفال.
أيّها الإخوة ،
كثير منّا يشتكي من الصّعاب في حياته...في بعض الأحيان يجد حلّها سهلا..و في أحيان أخرى يجدها ضاقت واستحكمت حلقاتها عنده و استوطنت...
     قصّة من يشتكي من كثرة المشاكل و الضيق الذي يجده ... ، و يحسب أنّه الوحيد قي هذه الأيّام الذي يشعر بهذا الضيق!!
[[ لقد خلقنا الانسان في كبد ]]..
فظنّ أنّه مسحور...
- كثر هم الذين يتكّؤون على السحر هذه الأيّام.

أيّها الإخوة،
الصعاب كثيرة و قاسية في بعض الأحيان..
و أنّا لنا أن نجعلها سهلة!!

جاء في صحيح بن حبّان عن رسول الله، صلّى الله عليه و سلّم هذا الدّعاء:
((اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إلاَّ مَا جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وأنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذَا شِئْتَ سَهْلاً)).
أيها الأخوة الكرام:
 حقيقة الدعاء لابدّ أن تكون واضحة لدى أخوتنا الكرام... أخطر قضايا الدين قضية الشرك والتوحيد:

واحد منّا، مثلاً يعاني من مشكلة كبيرة إذا كان ضعيف الإيمان قد يتوجه إلى شخص يمكن أن يكون غنياً، أو شيخاً، أو ذا جاه و سلطان، يضع الأمل كله عليه، و ربما تضعضع له و سفك ماء وجهه ...يرى فيه الملجأ الوحيد لقضاء حاجته.
هنا الخطأ،


روى الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه شُعب الإيمان عن سيّدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
<< مَنْ أصبح محزونا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه، ومَنْ أصبح يشكو مصيبته فإنما يشكو ربه، ومَنْ دخل على غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، ومَنْ قرأ القرآن فدخل النار فهو ممّن اتخذ آيات الله هزوا >>.

.حينما تضع أملك في الله عز وجل، وتعقد الأمل على الله، وترجوه وحده تُحل مشكلتك.


قصة طريفة
      أن رجلاً ضاقت به الأحوال في يلد ما حتى لا يجد ما يأكل، له قريب يعمل في بلد آخر: مدير مكتب، فشدّ الرحال إليه وهو يعقد الآمال على منصب أو عمل، فنزل عنده ضيفاً ورحب به، هذا الرجل وضع على طاولة السلطان مشروع قرار بتعيينه في وظيفة، وقّعت كل الأوراق عدا هذه الورقة، وانتظر في اليوم التالي والثالث والرابع.... أبداً!
هذه الورقة لا توقع، يبدو أن هذا القريب على علم، شعر أن هذا القريب علق الأمل كله عليه فأوعز إلى بعض من حوله أن ينهروه، ضيف ثلاثة أيام فقط، أنت بت هنا شهراً!

فهذا شعر بإهانة ما بعدها إهانة، وخرج من بيت قريبه هائماً على وجهه لا يرى بعينيه،
هذا القريب قدم هذا الطلب بعدما خرج قريبه من عنده ومشروع القرار فوقّع فوراً! ما سر ذلك؟

مادام هذا الإنسان متعلقاً بقريبه فالطريق مسدود، أما حينما طرده قريبه فبقي متعلقاً بالله عز وجل،   حلت المشكلة.
    
أيها الأخوة المؤمنون, حديثٌ من أصول،
     عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:
<< يَا غُلَامُ, إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ, احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ, إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ, وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ, وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ, وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ, رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)) الترمذي .
         أهم شيء في الدعاء أن لا تضع أملك في زيد أو عمر ولو كان قوياً وغنياً وقريباً وصدوقاً اعقد الأمل بالله، و أحسن الظنّ به و الجأ إليه و توكّل عليه... يُسخّر لك كلّ القلوب.

من اعتمد على غير الله ضلّ :
من اعتمد على ماله وزوجته وأولاده ضلّ، إنسان يعقد كل الأمل على أولاده... يسافرون، ويتجنسون، ويمنّون عليه برسالة أو باتصال هاتفي لأنه اعتمد عليهم،

     وكأن أمر الله في تأديب عباده (المشركين الشرك الخفي) أنّه ما من عبد يعتمد على عبد إلا يُلهم الله هذا العبد الذي اعتمد عليه أن يخيب ظنّه.

     يكون لك صديق في منصب رفيع وأنت تعقد الأمل عليه وتنسى الله، تدخل عليه لا يرحب بك، يقول لك: اجلس، قد لا ينظر إليك، فهذا الأسلوب بدّد لك كل الآمال...
  سيد الخلق! الإنسان الأول في الكون:
﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً إلا ما شاء الله وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ﴾
[ سورة الأعراف الآية: 188 ]
فلأن لا أملك لكم من باب أولى، فالقضية في التوحيد.
     من كان اعتماده كلّه على الله، ما الذي سيحزنه بعد ذلك؟؟ وهو يعلم أنّ الخير كلّه بيد الله و لا أحد يملك مع الله شيئا!!  
دع الأيام تفعـل مـا تشـاء*وطب نفساً إذا حكم القضـاء
ولا تجزع لحادثـة الليالـي*فما لحوادث الدنيا من بقـاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً*وشيمتك السماحـة والوفـاء

L’image contient peut-être : texte
أيّها الإخوة، أخرج مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله
 << من صلى الصبح فهو في ذمة الله >>
      وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
<< من قال في أول يومه، أو في أول ليلته: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم>> ثلاث مرات، لم يضره شيء في ذلك اليوم، أو في تلك الليلة.
<< اللهم يامن لا تضيع ودائعه أستودعك نفسي وديني وبيتي وأهلي ومالي وخواتيم أعمالي فاحفظنا بما تحفظ به عبادك الصالحين>>


بلوغ رمضان نعمة عظيمة - ج الحنفية رمضان 1437-2016


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فاضلَ بين الأيام والشهور، وجعلَ شهرَ رمضانَ محلاًّ لأعظم العبادات ومربَحًا لأجزَل الأجور، أحمدُ ربي تعالى وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه فهو الرحيمُ العفوُّ الغفور، وهو الكريمُ الجوَادُ الشَّكور،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نرجو بها النجاةَ يوم النُّشور،
وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه خيرُ البرية في كل العُصور، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابِه وأمَّته ما هلَّت أهِلَّةٌ واستدارَت بُدور.
[[
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ]]
اللهمّ اجعل آخر أيّامِ شعبان جابرةً للقلوب، ساترة للعيوب، ماحية للذنوب مفرّجة للكروب، اللهمّ بلّغنا رمضان لا فاقدين و لا مفقودين.
أيها الإخوة ،
سيشرق علينا بعد أيام شهر من أعظم الشهور، هذا الشهر الذي أجله، وعظمه رسول الله، . إنه شهر رمضان، الذي اختصه الله دون سائر الشهور بخصال الخير والبركة.
إن بلوغ رمضان نعمة عظيمة ، وفضل كبير من الله تعالى ، حتى إن العبد ببلوغ رمضان وصيامه وقيامه يسبق الشهداء في سبيل الله الذين لم يدركوا رمضان
.
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ إِسْلَامُهُمَا جَمِيعًا فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ الْآخَرِ فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ،
قَالَ طَلْحَةُ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِهِمَا فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ
فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ
فَقَالَ:
<<
مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ>>
فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
<< أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً قَالُوا بَلَى قَالَ وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ >>
الله أكبر .. إنه رمضان شهرُ المرابح ، زائرٌ زاهر، وشهر عاطِر، فضلُه ظاهر، بالخيراتِ زاخر، فحُثّوا حزمَ جزمِكم، وأروا الله خيرًا مِن أنفسكم، فبالجدّ فاز من فاز، وبالعزم جازَ مَن جاز، واعلَموا أنّ من دام كسله خاب أمله، وتحقَّق فشله، تقول عائشة رضي الله عنها:
<<
كان رسول الله يجتهِد في رمضانَ ما لا يجتهِد في غيره.>> مسلم
رمضان .. شهرُ القبول والسّعود ، والعتقِ والجود ، والترقّي والصّعود، فيا خسارة أهلِ الرّقود والصّدود،
ثبت في الصحيحَين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << مَن صام رمَضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه>>
قال الخطابي: احتسابا أي: عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه .
أمَّا ثواب الصائمين فذاك أمرٌ مردُّه إلى الكريم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ قال:
((
قال الله عزّ وجلّ: كلُّ عمَلِ ابنِ آدم له إلاَّ الصّوم، فإنه لي وأنا أجزِي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يسخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله فليقُل: إني امرُؤ صائم. والذي نفس محمّد بيده، لخلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله يومَ القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرِح بفطره، وإذا لقيَ ربَّه فرح بصومه)) رواه البخاري ومسلم
فعن أنس رضي الله عنه قال النبيّ : ((قال الله عزّ وجلّ: إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقرّبت إليه ذِراعًا، وإذا تقرّب مني ذراعًا تقرّبت منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيته هرولة)) أخرجه البخاري .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إذا كانت أوّلُ ليلة مِن رمضان صُفّدت الشياطين ومردة الجن، وغلِّقت أبوابُ النار فلم يفتَح منها باب، وفتِّحت أبواب الجنة فلم يُغلَق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغيَ الشرّ أقصِر، ولله عتقاء من النّار، وذلك كلَّ ليلة)) أخرجه ابن ماجه.
فليحذر الصائم مما أعدّه أهلُ الانحلال ودعاةُ الفساد والضّلال، من برامج مضِلّة ، ومشاهدَ مخِلّة، قومٌ مفسدون لا يبَالون ذمًّا، ومضلون لا يخافون لَومًا، ومجرِمون لا يراعون فطرًا ولا صومًا ، عدوانًا وظلمًا، جرَّعوا الشباب مسمومَ الشّراب، وما زادوهم غيرَ تتبيب، وتدميرٍ وتخريب .
يا هؤلاء .. إن رمضان خيرُ الشّهور، فحذارِ حذار من انتهاكِ حرمتِه، وتدنيس شرفِه، وانتقاصِ مكانتِه،
يقول رسول الهدى :
((
من لم يَدَع قولَ الزّور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه وشرابه)) أخرجه البخاري
*****
من حسن استقبال هذا الشهر الكريم أن نستقبله بالتوبة الصادقة من جميع الذنوب, فهو موسم التائبين, ومن لم يتب فيه فمتى يتوب؟!
حينَما يستقبِل المسلم موسمًا يرجو غنيمَتَه فإنّه يجب عليه ابتداءً تفقُّدُ نفسِه ومراجعةُ عملِه...
الفرق بين "المغفرة"و"العفو"
المغفرة: هي أن يسامحك الله على ذنب و لكن سيبقى مسجل في صحيفتك.
العفو:هو مسامحتك على الذنب مع محوه من الصحيفة فكأنّه لم يكن.
لذلك نصح رسول الله.ص. أن نكثر من هذا الدعاء:
<<
اللهمّ إنّك عفوٌّ كريمٌ تحبّ العفو فاعف عنّا.>>
*****
نستقبله كذلك بالعزيمة على مضاعفة الجهد, والاستكثار من الطاعات, من برٍّ وإحسان وقراءة القرآن والصلاة والذكر والاستغفار, وغير ذلك من أنواع الخير.
أيّها المؤمن،
<
عندما تشكو من قلّة التوفيق...و تشتّت الرأي...و تعكّر الذهن...اسأل نفسك فقط :..هل أعطيت الصلاة حقّها ؟؟ > الله المستعان..
[[
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ]]الأنعام
[[..
وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ]]الحجرات
نستقبله بالدعاء أن يوفقنا الله لصيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنّا،
ومن السنة أن نقول عند رؤية هلاله
<<
اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى، ربُنا وربُك الله >> رواه ابن حبان في "صحيحه"
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين .. اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين و اخذل كلّ من خذل الدين.
اللهم أيقظنا من سبات الغفلات قبل الممات، اللهم كما هديتنا للإسلام فثبتنا عليه حتى نلقاك وأنت راض عنا غيرُ غضبان .
اللهم بلغنا رمضان ، وأعنا على صيامه وقيامه وإتمامه، ووفقنا للقيام بحقك فيه وفي غيره، واجعل أعمالنا خالصة لوجهك ، صوابًا على سنة نبيك .
اللهمّ اجعل آخر أيّامِ شعبان جابرةً للقلوب، ساترة للعيوب، ماحية للذنوب مفرّجة للكروب، اللهمّ بلّغنا رمضان لا فاقدين و لا مفقودين.


خطبة- خطر التساهل في الديون - ج.الحنفية.12/2016


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق،
فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلهٌ عزَّ مَن اعتز به فلا يضام، وذلَّ مَن تكبر عن أمره ولقي الآثام.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، القائل، صلى الله عليه و سلم:
<<
مطل الغني ظلم >>
صلى عليه الله ربي دائمًا* ما دامت الدنيا وزاد كثيرَا
وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه، وتمسَّك بسنته، واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين.
أيّها الإخوة،
المؤمن الصادق لا يستدين إلا بالقدر الذي يستطيع أن يؤديه:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
((
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالدَّيْنِ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَعْدِلُ الدَّيْنَ بِالْكُفْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ )) النسائي عن أَبَي سَعِيدٍ رضي الله عنه.
الإسلام حذر كل الحذر من التهاون في أداء الدين، أو المماطلة والتأخير في قضائه، أو التساهل وعدم الاكتراث في سداده،
شدد فيه تشديداً يحمل المرء على عدم الاقتراب منه إلا عند الضرورة القصوى ؛ إذ عدم أدائه ظلما، مانعٌ من مغفرة الذنب، وإن كانت الخاتمةُ شهادةٌ في سبيل الله ، كما في صحيح مسلم...
ولذلك استثنى النبي صلى الله عليه وسلم الدين من قاعدة المكفرات، يقول صلى الله عليه وسلم :
((
يَغفِرُ الله للشهيد كلَّ شيء إلا الدَّين)) رواه مسلم.
عن رسول الله، صلى الله عليه و سلم:
"
ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم لكن بالحسنات والسيئات " رواه أحمد
جاء في المستدرك للحاكمَ عنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا حَيْثُ تُوضَعُ الْجَنَائِزُ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ قِبَلَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ خَفَضَ بَصَرَهُ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ، فَقَالَ :
"
سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ التَّشْدِيدِ " قَالَ : فَعَرَفْنَا وَسَكَتْنَا ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نَزَلَ ؟ قَالَ :
"
فِي الدَّيْنِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قُتِلَ رَجُلٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ عَاشَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ " .
جلس علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – يوماً متأملاً أشد مخلوقات الله – سبحانه
قَالَ :<< أَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ عَشَرَةٌ : الْجِبَالُ الرَّوَاسِي ، وَالْحَدِيدُ تُنْحَتُ بِهِ الْجِبَالُ ، وَالنَّارُ تَأْكُلُ الْحَدِيدَ ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ ، وَالسَّحَابُ الْمُسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، يَعْنِي : يَحْمِلُ الْمَاءَ ، وَالرِّيحُ تُقِلُّ السَّحَابَ ، وَالإِنْسَانُ يَغْلِبُ الرِّيحَ يَتَّقِيهَا بِيَدِهِ وَيَذْهَبُ لِحَاجَتِهِ ، وَالسُّكْرُ يَغْلِبُ الإِنْسَانَ ، وَالنَّوْمُ يَغْلِبُ السُّكْرَ ، وَالْهَمُّ يَغْلِبُ النَّوْمَ ، فَأَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ الْهَمُّ >>.
فالهمُّ من أشد ما يفتك بصحة المرء ورشده ، ولذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يستعيذ بالله منه دوماً ،
ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: " كنت أخدم النبي – صلى الله عليه وسلم، كلَّمَا نَزَلَ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ:
<<
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ>
أيها الإخوة،
من أشد الهموم وطأة على المرء همُّ الدين ، فمن الأمثلة السائرة عند العرب في ذلك قولهم :
لا همَّ إلا همُّ الدين ، وقولهم : الدَّينَ ولو درهم ( أي : احذر ) ،
وكان يقال : الَّدين ينقص من الدِّين والحسب ،
ويقال : الدَّين همٌّ بالليل ومذلة بالنهار...
********
الإجراءات الوقائية المانعة من الدين ، فهي التحذير من الدين وبيان خطره كما تقدم ، ومنها : الاقتصاد وحسن التدبير إذ أكثر الديون تُصرف في الكمالات ،
و الله – تعالى – يقول : {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء : 29]
فإن اضطر اضطراراً إلى الدين فعليه بما يلي :
1- الصدق في نية الوفاء والعزم عليه : فبهذه النية يسلم المرء من مغبة الدين وخطره ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم– :
"
من أخذ أموال الناس يريد أداءها ، أدى الله عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله " رواه البخاري ومسلم .
و فال، صلى الله عليه و سلم:
"
إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه مالم يكن فيما يكره الله " رواه الدارمي وحسنه المنذري وابن حجر
وهذه النية لا تكون صادقة إلا بفعل الأسباب الممكنة في السداد وإن كانت قليلة لا تقوم بتغطية الدين ،
فمن ذلك : توثقة الدين وكتابته في الوصية
(
والوصية حينئذٍ واجبة ) ورهن المبيع به ،
وإعطاء المدين الدائن الفائض من المال عن حاجته وإن كان قليلاً ،
***
2-
حسن الظن بالله والاستعانة به ، فالله عند ظن عبده به ،
وقد أوصى الزبير بن العوام ابنه عبد الله بقضاء دينه وقال له :
"
يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه بمولاي "
فقال له : " يا أبةِ من مولاك ؟ " فقال : " الله "،
قال عبد الله : " فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه "
رواه البخاري .
3- ذكر الله ودعاؤه ، فمن ذلك دعاء يونس عليه السلام ،
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – :
<<
دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ>> رواه الترمذي وصححه الحاكم
ومنها لزوم الاستغفار ، فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – :
"
من لزم الاستغفار جعل الله من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب " . رواه أبو داود.
**
عن رسول الله:
<<
يا أبا أمامة ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ فقال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ،
قال : << أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك ؟ >>
قال : قلت : بلى يا رسول الله ، قال :
"
قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " ،
قال : ففعلت ذلك ، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني ،