jeudi 23 mars 2017

عيد الأم ليس بدعة


كعادتنا كل سنه او كل شهر أو قل : كل يوم ، أن يخرج علينا بعض من تعودناهم يحرمون الحلال ويحلون الحرام ، ليحرموا علينا شيئاً من العبادات وبعضاً من المناسبات .
وكان ميعادهم اليوم مع عيد الام وحكم الاحتفال به.
 فضجت أصوات بعض أشياخهم علي المنابر ، وفي المجلات والجرائد والمواقع والصفحات ، ليقولوا بأن الاحتفال بهذه المناسبه بدعه حرمتها الشريعه وبالتالي هي ضلاله .
واليكم وجه من أوجه التأصيل العلمي لهذا المسأله :-
 يجب ان نفرق بين العيد والموسم والمناسبه ، فالعيد : يمثله الفطر والاضحي ، والموسم كيوم عاشوراء ووقفة عرفه ، والمناسبه نوعان : دينيه واجتماعيه ، فالدينيه كليلة الاسراء والمعراج ، والاجتماعيه كيوم نصر أكتوبر ويوم الام وغير ذلك .
 فهو ليس في حقيقته عيداً يضاف للاضحي والفطر ، وانما هو مناسبه اجتماعيه ، سواء عبر عنها بالعيد او المناسبه ، ولا مشاحه في اللفظ ، فالامر كما قال حجه الاسلام ، بعد عرضه لمسأله اصوليه ، قائلا : ولكل فريق اصطلاح آخر فلا تلتفت الي الالفاظ واجتهد في ادراك حقيقه هذا الجنس.
فالحكم علي الشئ فرع عن تصوره .
 ثم ان الاحتفال بهذا العيد يكون من قبيل العاده ، وما اعتاده الناس ولم يخالف الشرع فهو جائز ومعتبر ، لان القول بمخالفته للشرع ، يلزمه نص علي التحريم ، ولا نص هنا .
بل دلائل الشرع متظاهره علي استحباب ذلك والدعوه اليه ، فهي تدعو  للوفاء للأمهات والاهتمام بهن والتعبير عن الحب والود لهن ، والا لم تخصه بيوم معين .
 ولا مجال للقول بأن هذه المناسبه للجفاه ، لان العام كله بالنسبه للابن البار هو عيد لأمه ، لان الزياده في الاحسان ممدوح ومرغوب فيه من الشارع الحكيم.
 حدثني شيخي بالاجازه ، د. عبد الرحمن الازهري قائلا : الاحتفال بالأم جائز لانه من العادات الحسنه بشرط ان يصل أمه في غير هذا اليوم.انتهي.
 وغالبا من لا يصلها في سائر الايام لا يصلها في هذا اليوم خاصه ، أما الزياده في الوصل للام والحنين اليها ، في هذا اليوم خاصه فجائز لان هذا من مقاصد هذه المناسبه.
وقد صام النبي _صلي الله عليه وسلم _ يوم عاشوراء ، مع علمه بأن اليهود يصومونه ، وقال : نحن أحق بموسي منهم.
 وعلي ذلك ، فنحن أحق بالاحتفال بالام التي وصي الله بها من الغرب ، لان المسلمين سابقون الي الخيرات ، وأي خير أعظم من تخصيص يوم للاحتفال بالام اعترافاً بالجميل واحساساً بقيمتها ، وبما أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد ، فالاحتفال جائز لان هدفه اسعاد الام التي يرضي الله برضاها .
وهذا ما أفتت به دور الافتاء في العالم الاسلامي الا الحجازيين.
وقد يتساءل سائل ، ويقول : ما دام الامر كذلك ، فما منشأ الخلل !؟
 أقول :منشأ الخلل ، هو عدم الانضباط بضابط العلم وقواعده ، فالناظر في الشبهات التي سموها أدله ، وبنوا عليها الحكم بحرمه الاحتفال وبدعيته ، يجدها أدله واهيه (هذا ان صح ان تسمي دليلا) /
فقد قالوٱ : بأنها تشبه بالكفار ، ولم يغعلها رسول الله _صلي الله عليه وسلم _ ولا السلف الصالح!
 وهذا الادعاء الذي استدلوا به ، يستطيع أن يفنده أي طالب أصول فقه مبتدئ ، فهذا الادعاء ينبئ بالجهل بمفهوم البدعه والجهل بفقه التشبه بغير المسلم.
فالبدعه : هي ما ليس لها أصل ولا تندرج تحت دليل .
أما دعوي أن البدعه هي التي لم يفعلها  السلف الصالح فهذا اختراع ، لان من المعلوم كما مقرر في علم أصول الفقه ، أن عدم الفعل لا يلزم منه الحظر وأن عدم الفعل ليس دليل حرمه .
كما ان البدعه تطرأ عليها الاحكام الخمسه ، حسب تكييفها الشرعي ، كما قرر ذلك العلماء.
 واما عن التشبه بالكفار ، فهو ليس حراما ، بل قد يكون حراما كمشابهتهم في الحرام ، والحرام هو ما نص الشرع علي تحريمه ، وقد يكون مندوبا كصيام يوم عاشواء ، فاليهود تصومه ومع ذلك هو لنا مندوب .
أي أن النهي الوارد في منع التشابه بهم ، هو فيما كان مذموماً ، كما قرر العلماء .
أما حديث الصحيحين : لتتبعن سنن الذين من قبلكم.
فقد قال القاضي عياض : هذا فيما نهي الشرع عنه وذمه من أمرهم وحالهم .
فتبين بذلك خطأ وجمود من قال بأنه بدعه.
 وياليتهم اكتفوا برأيهم لانفسهم ، ولكنهم أرادوه مفروضاً علي الناس ، واستعملوا لذلك جمله من وسائل التدليس :-
 فتجدهم في فتاويهم يضعون لها عناوين براقه ، ليخيفوا القارئ ، فيصدرون فتاويهم بعنوان ، مثل :فتوي حافظ العصر في مسأله كذا! ، وفتوي العلامه فلان ، ورأي العلامه المجتهد في كذا !
 والله يشهد أنهم ليس فيهم فقيه أصولي واحد ، وانما جلُهم فشلوا في مجالات الحياه ودراسة علوم الكون او العلوم التطبيقيه ، فاتجهوا ليتحفونا بآرائهم في الشريعه ويحركوا الثابت ويثبتوا المتحرك ، فإلي متي تظل هذه المدارس وأنصارها يشاغبون علي فتاوي الأئمه والعلماء ومؤسسات العلم .
 إلي متي يظل بعض النابته والفشله فقهياً وأصولياً وحديثياً ، يشاغبون ويعترضون علي مؤسسه مثل دار الافتاء المصريه ،
 ولا عجب في ذلك : فمن قبل ناطحوا الجبال الراوسي : كأعاجيب الازمنه (الغزالي والسيوطي والسبكي وغيرهم ) واتهموهم بالأشعريه وفساد المعتقد.
ولكن كما قيل : ما ضر السحاب نبح الكلاب. واسأل الله الهدايه لنا ولهم.
....الشيخ محمد الازهري .....
المراجع "
١_فتوي دار الافتاء الاردنيه .
٢٢_فتوي ا.د احمد كريمه