بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أحل لعباده البيع والشراء، وجعلهما سببا من أسباب الغنى والرخاء، نحمده سبحانه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الإخوة،عباد الله اتقوا الله تعالى، إذ يقول عز وجل:( ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
أيها المسلمون: إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، سبحانه أحل لنا الطيبات وأمرنا بعمل الصالحات، وحرم علينا الخبائث، ونهانا عن اقتراف السيئات، قال تعالى:
( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)
ومما حرمه الله تعالى على العباد؛ بخس الناس أشياءهم، وغشهم في حاجاتهم، قال سبحانه:
( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين)
فقد حرم الإسلامُ الغش بكل صوره وأشكاله، وشتى طرائقه وأنواعه، لما فيه من الإضرار بالناس وخداعهم، وإنقاصهم حقوقهم.
وإن من صور الغش الذي نهى عنه القرآن؛ التطفيف في الكيل والميزان، قال تعالى:
( ويل للمطففين* الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون* وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون* ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون* ليوم عظيم* يوم يقوم الناس لرب العالمين)
فقد برئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن يمارس الغش وينتهجه، ويروج به رديء سلعته،
. قال:
قال عليه السلام لصاحب الطعام المبلل:
<<... أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني»
فالغش محرم بالإجماع، قال، عليه الصلاة و السلام:
« المكر والخديعة في النار»
وقد نهانا ربنا عن ذلك، فقال عز من قائل:
[[ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم]]
والغش له صور متعددة.. فأحياناً بستر العيب وعدم إبدائه،
فالبائع الصادق يخبر المشتري بتاريخ بضاعته وصلاحيتها، ومكان إنتاجها، ودقة بياناتها، بل عليه أن ينصحه بما يحقق غرضه، ويقضي له مصلحته،
فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي سباع رحمه الله قال: اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع، فلما خرجت بها أدركنا واثلة وهو يجر رداءه فقال: يا عبد الله اشتريت؟ قلت: نعم. قال: هل بين لك ما فيها؟ قلت: وما فيها؟ قال: إنها لسمينة ظاهرة الصحة، أردت بها سفرا أم أردت بها لحما؟ قلت: بل أردت عليها الحج. قال: فإن بخفها نقبا. فقال صاحبها: أصلحك الله أي هذا تفسد علي. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل لأحد يبيع شيئا إلا يبين ما فيه، ولا يحل لمن يعلم ذلك إلا يبينه"
ومن جملة ذلك العيوب التي توجب الخيار بين الزوجين،
ومنها: العيوب التي تكون في المبيع لو اطلع عليها المشتري لانعدمت رغبته في المبيع.
وبالجملة فكل عيب يستحق الإبداء للطرف الآخر ولم يبد له عد ذلك غشا.
من الغش الشهائد الكاذبة:
فلا يجوز للموظف أن يختلق الأعذار الكاذبة لتسويغ غيابه، ولا يجوز للطبيب أن يزور له الشهادات لأن ذلك من شهادة الزور التي هي من كبائر الذنوب.
من الغشّ الشراءات الفاسدة في الصفقات000
6أطنان من الهريسة ضبطت هذه الإيام...
و المقاولات المغشوشة...بلواهم عمّت و انتشرت و الأذية كبيرة...
وإن من صور أكل أموال الناس بالباطل تزييف البضائع وتقليدها، والاعتداء على حقوق أصحابها، فقد نص العلماء على أن الحقوق التجارية والفكرية من اسم وعنوان، وعلامة واختراع، وتأليف وإبداع؛ هي حقوق خاصة لأصحابها، ولها في العرف المعاصر قيمة مالية معتبرة، وهذه الحقوق يعتد بها شرعا، فلا يجوز الاعتداء عليها، دفعا للضرر الذي يلحق بمالكيها,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« لا ضرر ولا ضرار».
سواء كان أصحاب العلامة التجارية يهوداً، أو نصارى، أو مسلمين،
و منها : الفاتورة الوهمية لا تجوز...شركات التأمين
و غيرها...
و التدليس بالزيادة فيها ( الرحلات و المهمات)...مع أيّ كان...فهي من قبيل أكل أموال الناس بالباطل..
من أكل أموال الدولة بالباطل ( مال البيليك ) فقد أكل أموال المجموعة بالباطل...
و من تكاسل و تهاون في المحافظة عليها فقد خان الأمانة :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
<< كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ>>
البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عمر
و هنا يحضرني استعمال أبنائنا لتحقيق مصالح نقابية
و العبث بمستقبلهم و الحطّ من مستواهم العلمي و إحباط عزائمهم..
رفع درجات الطلاب من غير استحقاق غش وخيانة للأمة.
التلاعب بمستقبل أبنائنا...في الدروس الخصوصية..
"ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة". البخاري
وهو عند مسلم يلفظ: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة".
هذا الحكم للذي غشّ و من ساعد في ذلك:
[[ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان]] . [المائدة: 2]
اللهم بارك لنا في أرزاقنا وأموالنا ووفقنا للالتزام بشرعك في بيعنا وشرائنا، وتحري الحلال في معاملاتنا، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا ربنا سميع قريب مجيب الدعوات. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. لئن لم يغفر لنا ربنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين. لئن لم يغفر لنا ربنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire