jeudi 16 février 2017

°°الله فوق عرشه بذاته °°°

°°الله فوق عرشه بذاته °°°
.....................................................
 يقول الإمام عبد الجليل القيرواني: كونُه تعالى فوقهم ليس هو كون السماء فوق الأرض جسمان من الأجسام، وإنما معنى وصف الله تعالى بأنه فوق عباده أنه قاهر لهم وغالب لهم وحاكم فيهم، وليس معنى ذلك أنه فوقهم بمكان أعلى من أماكنهم لأنه تعالى هو محدِثُ الكلِّ وخالقه، فكيف يفتقِرُ إلى المكان من لولاه لم يكن المكان؟! التسديد في شرح التمهيد، (مخ/ق73/ب)
فهذا هو المعنى الذي قصده الإمام ابن أبي زيد القيرواني، بل زاد ذلك بيانًا بأن قرّر أن فوقية الله القهرية لغيره بالغلبة والحكم إنما هي فوقية بالذات، أي ليست فوقية عارِضة كانت بعد أن لم تكن، بل هو سبحانه متصف بالصفات المقتضية لذلك الكمال قبل إيجاد المخلوقات جميعًا، ولم يحدث له وصف كمال بعد أن لم يكن، وإطلاق لفظ الذاتي الأصلي في مقابل العرَضي الطارئ معروف.
 ويكفي أن تعرف يا طالب الحق أن إطلاق الفوقية في حق الله تعالى وإرادة هذا المعنى مشهور عند الأئمة الكبار كشيخ المفسرين وأعلم الناس بعقائد السلف الصالح من الصحابة والتابعين وهو الإمام ابن جرير الطبري يحيث يقول في حق الله تعالى: هو فَوْقَهُمْ بقَهْرِه إياهُم، وهم دونَه. (جامع البيان، ج9/ص180)
 .......الشيخ نزار حمادي ......

Aucun commentaire: