بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب العالمين. لك الحمد ربنا على
جزيل عطائك، ولك الحمد على قدسية ذاتك، وعظمة جلالك.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،
فهو الذي خلق و لطف ورزق، وهو الذي بيده النفع والضر، وهو الذي يُحيى ويميت، منه
المبتدى وإليه المنتهى.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله.أرسله
رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً:
{وَدَاعِياً إِلَى
ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} [الأحزاب:46]. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه
على ملته وحملة لواء دعوته إلى يوم الدين.
أيّها الإخوة،
جاء في صحيح مسلم عن
رسول الله، صلّى الله عليه و سلّم: << إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا ، مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا ، مَنْ
أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ >>.
و من
أسمائه "اللّطيف"
- و اللّطيف قال الخطابي:
|
اللطيف هو
البَرُّ بعباده، الذي يلطُف بهم
من حيث لا يعلمون، ويُسبِّب لهم من مصالحهم من حيث لا يحتسبون، كقوله - سبحانه -: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ
بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ سورة الشورى:19
|
من أروع المعاني التي قالها الإمام الغزالي، أن اسم اللطيف الذي يعلم دقائق الأمور ويَنقُل عبده من حال إلى حال
بلطف عجيب.
- فمعنى لطيف كما قال
الإمام الغزالي: " هو من يعلم حقائق المصالح وغوامضها ثم يسلُك في إيصالها إلى مستحقها
سبيل الرفق دون العنف ".
=========================
يقول البوطي،رحمه
الله:
<<
اعلم أنّ اللّطف هو المراد و هو الأصل في أقدار الله عزّ و جلّ التي قد تتمثّل
بأنواع من الشدائد و الابتلاءات التي هي في الواقع خدم و أدوات لألطافه >>
<< في كلّ جلال جمال >>
[[ إنّ مع العسر يسرا ]]
اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ،
وَأنْمَى البَرَكاتِ، وَأزْكى التَّحِيَّاتِ، في جَميعِ الأَوْقاتِ، على أَشْرَفِ
الْمَخْلُوقاتِ، سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا مُحَمَّدٍ، أَكْمَلِ أَهْلِ الأَرْضِ
وَالسَّمَوَاتِ، وسَلِّم عَلَيْهِ يا رَبّنا أَزْكى التَّحِيَّاتِ، في
جَميعِ الْخَطَراتِ وَاللَّحَظاتِ.
اللَّهُمَّ يا مَنْ لُطْفُهُ بِخَلْقِهِ
شَامِلٌ، وَخَيْرُهُ لِعَبْدِهِ وَاصِلٌ، وَسَتْرُهُ على عِبادِهِ سابِلٌ، لا
تُخْرِجْنا عَنْ دائِرَةِ الألطافِ، وَأمِّنَّا مِنْ كُلِّ ما نَخَافُ، وَكُنْ
لَنا بِلُطْفِكَ الْخَفِيِّ الظَّاهِرِ،
يا باطِنُ يا
ظاهِرُ، يا لَطيفُ؛ نَسْأَلُكَ وِقايَةَ اللُّطْفِ فِي القَضاءِ،
وَالتَّسْلِيمَ مَعَ السَّلامةِ عِنْدَ نُزولِهِ وَالرِّضاء.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ العَليمُ بِما
سَبَقَ فِي الأَزَلِ، فَحُفَّنَا بِلُطْفِكَ فِيما نَزَلَ، يا لطيفاً لِمْ
يَزَل، وَاجْعَلْنا في حِرْزٍ مِنَ التَّحَصُّنِ بِكَ يا أَوَّلُ، يامَنْ إِلَيْهِ
الالتجاءُ، وَعَلَيْهِ الْمُعَوَّلُ.
اللَّهُمَّ يا مَنْ أَلْقَى خَلْقَهُ فِي
بَحْرِ قَضائِهِ، وَحَكَمَ عَلَيْهِم بِحُكْمِ قَهْرِهِ وَابتلائِهِ؛ اجْعَلنا
مِمَّنْ حُمِلَ في سَفِيْنَةِ النَّجاةِ، وَوُقِيَ مِنْ جَمِيْعِ الآفَاتِ طُولَ
الْحَياةِ،
إِلَهَنَا إِنَّهُ مَنْ رَعَتْهُ عَيْنُ
عِنَايَتِكَ كَانَ مَلْطُوفاً بِهِ في التَّقْديرِ، مَحْفُوظاً
مَلْحُوظاً
بِرِعَايَتِكَ ياقَديرُ، يَاسَميعُ يَابَصِيرُ، ياقَرِيبُ يَامُجِيبَ
الدُّعَاء، إِرْعَنا بِعَيْنِ
رِعايَتِكَ يَا خَيْرَ مَنْ رَعَى.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire