بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
الذي أغاث بلادنا بالأمطار، وعمَّنا بخيره المدرار، وأغنانا بفضله، وأكرمنا بنعمه
وعاملَنا برحمته، فخيره إلينا نازل، ونعمه لا نحصيها، ورحمته وسعت كل شيء، نشكره
ولا نكفره، ونتوب إليه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مَنَّ
علينا بالإسلام، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبَنا وقدوتنا
وإمامَنا الصادقُ الأمينُ محمدُ بن عبدالله خيرُ البرية، صلى الله عليه وعلى الآل
والأصحاب، وسلم تسليماً. ****** الفضيل بن عياض:أحد أعلام أهل السنة في القرن
الثاني الهجري، لقب بـ «عابد الحرمين» (107 هـ - 187 هـ). لقي الفضيل بن عياض
رجلا..فقال له الفضيل: كم عُمُرك ؟ قال الرجل: ستون سنة.قال الفضيل: إذاً أنت منذ
ستين سنة تسير إلى الله تُوشك أن تصل. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون قال
الفضيل: هل تعرف معناها ؟ قال: نعم أعرف أني عبد لله، وأني إليه راجع. فقال الفضيل:
يا أخي ، من عرف أنه لله عبد، وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف بين يديه، ومن عرف
أنه موقوف بين يدي الله، فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعدَّ للسؤال
جوابا. فبكى الرجل، وقال: ما الحيلة ؟ قال الفضيل: يسيرة قال: وما هي يرحمك الله ؟
قال:"تُحسن فيما بقى ، يغفر الله لك ما مضى وما بقى ... فإنَّك إن أسأت فيما بقى
أُُخذت بما مضى وما بقى!!". و كي تحسن في ما بقى، يجب أن تعرف ربّك…و من عرف قلبه
عرف ربّه. و كم من جاهل بقلبه و نفسه ..(أنا خير الناس) و الله يحول بين المرء
وقلبه (بين الكفر والإيمان وبين المؤمن و العاصي) ************ آلة معرفة الله :
القلب. [[وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ
لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ
أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)]] —---- يقول ابن مسعود رضي الله
عنه:هَلَكَ من لم يعرفْ قلبُه المعروف ، وإنكار المنكر. يقول أحد العلماء: -إنّ في
القلب شعثٌ : لا يلُمَّه إلا الإقبال على الله، -وعليه وِحشة: لا يُزيلها إلا
الأُنس بالله في خلوته، -وفيه حزن : لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته،
-وفيه قلق: لا يسَكِّنُه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، -وفيه نيرانُ حسراتٍ
: لا يطفؤها إلا الرضا بأمره ونهيه -وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ،
-وفيه طلبٌ شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب ، -وفيه فاقة: لا يسدُّها الا
محبته ودوام ذكره والاخلاص له. ولو أُعطى الدنيا وما فيها لم تسدَّ تلك الفاقةُ
أبدا!! ***** معرفة القلب من أعظم مطلوبات الدّين. معرفة تستوجب اليقظة لخلجات
القلب وخفقاته و حركاته ولفتاته و الحذر من كل هاجس و الاحتياط من المزالق و
الهواجس. (المعاصي تبدأ بخاطرة…) { لَّقَدْ رَضِىَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ
ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَٰبَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} في حديث متفق عليه: <<
ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا
فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ.>> القلوب أربعة كما أخبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم: جاء في مسند أحمد عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "<<القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل السراج يُزهر(ليس فيه غلّ
ولا غشّ)، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح.>> -فأما القلب
الأجرد: فقلب المؤمن سراجه فيه نوره، -وأما القلب الأغلف:( لا يعي الرُّشد، لا
يَفْهم، قاسٍ )فقلب الكافر، -وأما القلب المنكوس: فقلب المنافق عرف، ثم أنكر، وأما
-القلب المصفح: فقلب فيه إيمان ونفاق، فمَثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء
الطيب، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم، فأي المدتين غلبت على
الأخرى غلبت عليه " ****** القلوب الحية : في صحيح مسلم:<<يدخلُ الجنَّةَ أقوامٌ
أفئِدَتُهُم مثْلَ أفئِدَةِ الطيرِ>>. أوقفهم القرآن فوقفوا، و استبانت لهم السنّة
فالتزموا. {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون
في الخيرات وهم لها سابقون } المؤمنون. بواطنهم كظواهرهم بل أجلى. وسرائرهم
كعلانيتهم بل أحلى. و همّتهم عند الثريا بل أعلى. إن عرفوا تنكروا، تحبّهم بقاع
الأرض وتفرح بهم ملائكة السماء. ****** . القلب الميت: لا يستجيب لناصح، يتّبع كلّ
شيطان مريد، الدنيا تسخطه وترضيه. قلبٌ ميت لا تؤلمه جراحات المعاصي، و لا يوجعه
جهل الحق. —------------------------------------------------------ الدعاء: اللهم
أحي قلوبنا بذكرك و تقواك اللهم جدد الإيمان في قلوبنا و اجعلنا هداة مهتدين. اللهم
مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك و حبّك و حبّ من يحبّك. اللهم مثبت القلوب ثبت
قلوبنا على دينك. اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك و طاعة رسولك. اللهم إنا
أسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب وخير
الحياة، وخير الممات، وثبتنا وثقل موازيننا، وحقق إيماننا، وارفع درجاتنا، وتقبل
صلاتنا، واغفر خطيئتنا، اللهم إنا نسألك الدرجات العلى من الجنة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire