mercredi 21 octobre 2015

لا تهتم برضا الناس - خطبة الجمعة

لا تهتم برضا الناس - خطبة الجمعة - الحنفية 23/10/2015  
بسم الله الرحمن الرحيم
  الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولا شريك له، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر.
 وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر،  
 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين.

ضاع حذاء طفل في البحر..
فكتب الطفل على الساحل هذا البحر لص ..!!
وليس ببعيد منه كان رجل صياد وقد اصطاد الكثير من السمك ..
فكتب على الساحل إن هذا البحر سخي ..!!
وغرق شاب في البحر ..
فكتبت امه الثكلى على الساحل ..إن هذا البحر قاتل ..!!
رجل عجوز اصطاد - لؤلؤة من البحر ..
فكتب على الساحل إن هذا البحر كريم ..!!
ثم جاء الموج العالي فغسل كل ماكُتب على الساحل ..

بيت القصيد:
لاتهتم لكلام الآخرين فگل شخص يرى الدنيا من جهه مختلفه 
قد تُصيبك همومُ الليل، ومآسي المساء، وأحزان النهار؛ من ذلك الصديق الذي لم يُقدِّر ما قمتَ به،
وهذا الزميل الذي طعَنك بكلمة دلَّت على ما في قلبه تُجاهك،
وأولئك الأقارب الذي لم يَرقُبوا فيك ذمَّة ولا رحِمًا، والمجتمع الذي لم يُقدِّر جُهْدك وإنتاجك، والمدير الذي خيَّب أمَلَك، وحطَّم نشاطَك، 
وكل هذا لو تدبَّرتَه لوجدتَه لا يستحقّ هذا المرار الذي أنت فيه...

لا تهتم برضا الناس,و بكلام الناس عنك , و اجعل لنفسك هذه المقولة شعارا: قول المصطفى،
<< إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي >> سيرة بن هاشم
الشيخ أحمد روق:
<...وإن بلغك عنهم غِيبة أو رأيت منهم ما يسوءك فكِلْ أمرَهُم إلى الله، واستعذ به، ولا تشغل نفسك بالمكافآت فيزيدُ الضرر.
واحذر أكثرَ الناس؛ فظاهِرُهم ثيابٌ وباطنهم ذئاب؛ يُحصون عليك العثرات ليجابهوك بها في غضبهم، فلا تعول على مودة من لم تجربه.>

عنوان الخطبة هو: لا تهتم برضا الناس و اجعل شعارك  
<< إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي >> سيرة بن

هؤلاء الناس لو كان بيدك رزْقُهم ورزقتَهم، وبيدك شفاؤهم وشفيتَهم، وبيدك إسعادهم وأسعدتَهم، ما أَعطَوكَ من الحمد والثناء والمدح القدرَ الذي يجب لك عليهم، 
بل سوف تجد منهم من هو ساخط ناقم، ولو كنت كاملاً خلقًا وصفة ما رأوا ذلك الكمال، ولا نظروا بعين التمام، وإن كانوا قد استيقنتْ به أنفسُهم، فسوف ترى فئامًا من اللئام، 
فهل قدمت لهم شيئًا مما قدمه الخالق لهم سبحانه؟! 
خلَقَهم فعَبدوا غيره، رزَقهم فشكروا سواه، له الكمال والجلال والجمال،
ومع ذلك ينسبون له ما لا يليق به - سبحانه - ويعبدون معه مخلوقًا مثلهم، ويَصفونه بصفات النقص من الفقر والبخل وغيرها - تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

ولقد شكا نبي الله موسى - عليه السلام - ما يلقى من كلام الناس؛
فعن وهب بن منبه أن موسى - عليه السلام - قال: 
رب، احبس عني كلام الناس، فقال الله تعالى: يا موسى، ما فعلتُ هذا بنفسي.

فانظر إلى عباد الله الكرماء أهل الكمال في صفات البشر من الأنبياء والرسل، وصفهم قومُهم بصفات أهل النقص والازدراء من السحرة والكهنة والكذابين، وهؤلاء ملائكة الله الذين خُلقوا من نور وصفوهم بالإناث والضعف.
ثم بعد ذلك تريد منهم أن لا يصفوك بما يغضبك، فما دام الأمر كذلك، 
فلا يضرك أن عابوك أو انتقصوك، أو هضموا قدرك، أو حطوا من منزلتك.

" ماذا يصنع نقيقُ الضفادع على شاطئ بحرٍ زاخرٍ خضم
- ما ضرّ البحرَ أمسى زاخرا أن رمى فيه غلام بحجر
- ما ضر شمسَ الضحى في الأفق ساطعة أن لا يَرَى نورَها من ليس ذا بصر"

إن الواثق بنفسه لا يهمه تنقصات الناقصين، ولا ينتظر تصفيق المعجبين؛

يقول ابن عطاء السكندري: 
< غيب نظر الخلق إليك بنظر الحق إليك و غب عن إقبالهم عليك بشهود إقباله عليك >
فكيف تتألم من مخلوقين لن يضعك ذمُّهم، ولن يقتلك كلامهم، ولن يوقف رزقَك مهاتراتُهم، فاصفح عنهم وقل سلام، وتذكر أن الصفح والعفو من سمات الكرام.
أمح الخطأ لتستمر الأخوة ..ولا تمحُ الأخوة من أجل الخطأ..
عندما تتعرض لإساءة فلا تفكر في أقوى رد ، بل فكر في أحسن رد .."ولاتستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن"".
رجُل شتم مؤمنا فَالتفت إليه وقال: هي صحيفتك املأها بما شئت ..



Aucun commentaire: