ج.الحفية - 11/2015
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الصلاة عماد الدين وصلة قوية
بين الله وعباده المؤمنين.
اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بعزك
الذي لا يضام، واكلأنا بعنايتك في الليل والنهار. ونشهد أن لا إلاه إلا الله، وحده لا شريك له، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم
الأحزاب وحده، لا شيء قبله، ولا شيء بعده.
و نشهد أنّ سيدنا وقائدنا وحبيبنا وشفيعنا محمداً
عبدُ الله ورسوله القائل: «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته: وهو الذي لا يتم
ركوعها ولا سجودها ولا القراءة فيها»، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحابته
الغر الميامين، ومن تبعهم وسار على دربهم واستن سنتهم بإحسان إلى يوم الدين.
إذا رأيت
من صلى و انقطع عنها فاعلم أنّ السبب هو فقد الخشوع.
و إذا
رأيت من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فاعلم أنّ صلاته لا خشوع فيها..
والخشوع في الصلاة: هو حضور القلب فيها بين يدي الله تعالى محبة له وإجلالاً وخوفًا من عقابه
ورغبة في ثوابه مستحضرا لقربه فيسكن لذلك قلبه وتطمئن نفسه وتسكن حركاته متأدبا بين
يدي ربه مستحضرًا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته من أولها إلى آخرها فتزول بذلك الوساوس
والأفكار... والخشوع هو روح الصلاة والمقصود الأعظم منها فصلاة بلا خشوع كبدن ميت
لا روح فيه.
{ قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنونَ الَّذِينَ هُمْ في صَلاتِهِمْ خَاشِعونَ
}
وليس للعبد من
صلاته إلا ما عقل منها وحضر قلبه بها...
والشيطان يريد
من العبد ألا يصلي ليكون من أصحاب النار، فإذا صلى حال بينه وبين نفسه يوسوس له ويشغله
عن صلاته حتى يُبطلها أو يُنقصها وفي الحديث
«إن العبد ليصلي الصلاة ولا يكتب له إلا ربعها،
إلا خمسها، إلا سدسها حتى بلغ عشرها» أبو داود والنسائي وابن حبان
ومن مظاهر الخشوع في الصلاة النظر إلى موضع سجوده
وعدم رفع بصره إلى السماء، وعدم الالتفات يمينًا أو شمالاً وعدم الحركة والعبث والاشتغال
بالملابس وغيرها وعدم فرقعة الأصابع أو تشبيكها فكل هذا ينافي الخشوع.
قال ابن عباس:
< ركعتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه>
وقال سلمان الفارسي:
< الصلاة مكيال فمن وفى وفي له ومن طفف فقد
علمتم ما قال الله في المطففين >
وفي الحديث:
«أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته: وهو الذي لا يتم ركوعها ولا سجودها
ولا القراءة فيها»
رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة في صحيحه
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه:
(الوابل
الصيب من الكلم الطيب)
والناس في الصلاة على مراتب خمسة:
إحداها: مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي نقص من وضوئها ومواقيتها
وحدودها وأركانها. معاقب
الثاني: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة
نفسه بالوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار. محاسب
الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو
مشغول في مجاهدة عدوه لئلا يسرق من صلاته فهو في صلاة وجهاد.
مكفّر عنه.
الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة
حدودها لئلا يضيع منها شيء بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي.مثاب.
الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا و كأنه يراه ويشاهده
فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض.
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان بأن
تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
مقرب من ربّه استراح بها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أرحنا يا بلال بالصلاة(أبو داود)
وقال صلى الله عليه وسلم لمن طلب منه موعظة وجيزة:
«صل صلاة مودع»
أي إذا صليت فأكمل صلاتك كأنها آخر صلاة
تصليها في حياتك..
(ألمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ{ الحديد
قال حجة الإسلام
الغزالي :
واعلم أن تخليص الصلاة
من الشوائب والعلل، وإخلاصها لله تعالى، وأداءها بالشروط الظاهرة والباطنة من خشوع
وغيره، سبب لحصول أنوار القلب، وتلك الأنوار مفاتيح البصيرة.
فليحذر الإنسان مما يفسد الصللاة ويحبطها، فإنها إذا فسدت فسدت جميع الأعمال،
إذ هي كالرأس للجسد. اهـ انتهى
قال حجة الإسلام :
اعلم
أن حضور القلب سببه الهمة، فإن قلبك تابع لهمتك فلا يحضر إلا فيما يهمك.
وبمثل هذه العلة يحضر
قلبك إذا حضرت بين يدي بعض الأكابر ممن لا يقدر على مضرتك ومنفعتك، فإذا كان لا يحضر
عند المناجاة مع ملك الملوك الذي بيده الملك والملكوت والنفع والضر فلا تظنن أن له
سببا سوى ضعف الإيمان، فاجتهد الآن في تقوية الإيمان انتهى.
ومما يبطل
الصلاة الكلام العمد والضحك والأكل والشرب وكشف العورة والانحراف عن جهة
القبلة والعبث الكثير وحدوث النجاسة،
ومما يعصم من
الشيطان التعوذ بالله منه ومخالفته والعزم على عصيانه وكثرة ذكر الله تعالى،
قال صلى الله عليه وسلم:
«رأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاء ذكر
الله فطرد الشيطان عنه» واه أبو موسى المديني
وقال
تعالى: [[ وَالَّذِينَ
هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ]] المعارج
اللهم أيقظ قلوبنا
من الغفلات، وطهر جوارحنا من المعاصي والسيئات، ونق سرائرنا من الشرور والبليات، اللهم
باعد بيننا وبين ذنوبنا كما باعدت بين المشرق والمغرب، ونقنا من خطايانا كما ينقى الثوب
الأبيض من الدنس، واغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا
وثبتنا على الصراط المستقيم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم اجعلنا
من المتقين الذاكرين الذين إذا أساءوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا،
اللهم لا تعذبنا فإنك علينا قادر.. اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا،
ولا بأخطائنا ولا بتقصيرنا يارب العالمين. اللهم إنا نسألك بأن نكون ممن قبلتهم و قلت
لهم ادخلوها بسلام آمنين.اللهم انصر إخواننا المجاهدين الفلسطنيين، اللهم ثبتهم وسددهم،
وفرج همهم ونفس كربهم وارفع درجاتهم. اللهم واخز عدوهم من الصهاينة و المشركين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire