بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والحمد لله مغيث المستغيثين ومجيب المضطرين
ومسبغ النعمة على العباد أجمعين، لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا إله
إلا الله الولي الحميد، لا إله إلا الله الواسع المجيد، لا إله إلا الله الذي عمَّ
بفضله وإحسانه جميع العبيد، وشمل بحلمه ورحمته ورزقه القريب والبعيد فـ:
﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ
فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا
﴾ [هود: 6]،
﴿ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ
وَرَقَةٍ إِلاَ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ
يَابِسٍ إِلاَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام:59].
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين.
وأشهد
أن محمداًً عبده ورسوله أفضل النبيين، المؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بهديهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً.
عباد الله:
أنزل
الله تعالى غيثين لعباده: أحدُهما أهمُّ من الآخر والناس يحتاجون إليه أشدُّ من الآخر،
أما
الغيث الأول فهو غيث القلوب بما أنزل الله من الوحي على رسله، وهذا الغيث مادة حياة
القلوب وسعادة الدنيا والآخرة وبه يُستجلب الغيث الثاني وهو غيث الأرض بما يُنزِّله
الله من المطر.
ولقد
خرجتم تستغيثون ربَّكم لهذا الغيث وإنه لجديرٌ بنا أن نهتمَّ بالغيث الأول قبل الثاني
لأنَّ به سعادةَ الدنيا والآخرة وحصول الغيث الثاني.
قال الله عز وجل:
﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ
الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
﴾ [الأعراف: 96].
وقال تعالى على لسان نوح صلى الله عليه
وسلم: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ
عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾
وقال تعالى عن هود عليه الصلاة والسلام
أنه قال لقومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ
﴾ [هود:52].
أيها المسلمون:
يجب علينا أن نتفقد قلوبنا هل رُويت
من هذا الغيث أم هي ظامِئة، يجب علينا أن ننظر في صحائفنا هل هي ربيعٌ بهذا الوحي أم
مُجدبةٌ منه، يجب علينا أن نُصلح ما فسد، وأن نُطهِّر قلوبنا من الغلِّ والحقد والحسد،
يجب علينا أداءُ الصلاة وإيتاءُ الزكاة والقيام بإصلاح الأهل، وإصلاح المجتمع كلّ
من موقعه،
يجب علينا أن نتوب إلى الله من جميع
الذنوب،
وأن نحسن الظنّ بالله عندما نتوب فإن
الله سبحانه يقول:
﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر:53].
أيّها الإخوة،
علينا أن نعترف بذنوبنا، فمن بين المهلكات
التي وقع فيها كثير منّأ : الزنا و الربا و تعطيل الزكاة.
فكان الهرج والمرج ، و غلاء الأسعار و قلّة البركة وكثرة
الخصومات و الأمراض و الطلاق ، كل ذلك بما كسبت أيدي الناس..
[[ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي
النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ]]
يقول عليه الصلاة والسلام:
(( مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا
إِلا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )) متفق عليه
((لَعَنَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ
وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ))مسلم
و قال عليه الصلاة والسلام :
" إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أَحلّوا
بأنفسهم عذاب الله " رواه الحاكم وقال صحيح
الإسناد
قال ابن القيم رحمه الله " إذا ظهر الزنا والربا
في قرية أُذن بهلاكها "
فبدأت المحن تتوالى والمصائب تتابع من جرّاء هذه الكبائر
.
أيّها الإخوة،
لم يترك نبينا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ينفعُ
أمته إلاَّ ودلَّهم عليه، ولم يترك شرًّا إلا وحذَّرهم منه،
ففي حديثٍ جامعٍ لأسباب هلاك الأمم وزوالها، يحذر النبي
- صلى الله عليه وسلم - أمته وينذِرها من خمس خصال مهلكة،
فعن عبد الله
بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
<< يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ
بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي
قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ
الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا
الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ
وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ
إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.
وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ
أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ
اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ>> [رواه ابن ماجة والحاكم]
أيّها الإخوة البدار البدار بالتوبة و احذروا أخذ العزيز
الجبار:
[[
وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ
أَلِيمٌ شَدِيدٌ ]] هود
و ارفعوا أيديكم واتجهوا بقلوبكم إلى
ربكم داعين مؤمِّلين منه الفرج وإزالة الشدة اللهم إنّا نستغفرك إنك كنت غفاراً فأرسل
السماء علينا مدراراً، اللهم وفقنا للتوبة النصوح التي تمحو بها ما سلف من ذنوبنا،
وتصلح بها أحوالنا وقلوبنا، اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم واكشف الضُّرَّ عنّا
وأسبغ النعم علىنا يا أرحم الراحمين.
اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا
من القانطين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثا مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً
واسعاً شاملاً لجميع أراضي المسلمين اللهم أغثنا غيثا مباركاً تُحيي به البلاد وتَرحمُ
به العباد وتجعله بلاغاً للحاضر والباد.
اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء
ولا هدم ولا غرق، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأنزل علينا من بركات السماء
وأخرج لنا من بركات الأرض. اللهم وسِّع أرزاقنا ويسِّر أقواتنا، واجعل ما رزقتنا قوَّة
لنا على طاعتك ومتاعا إلى حين،
اللهم إنا عبيدك مضطرون إلى رحمتك خائفون
من عذابك فارحمنا برحمتك ونجِّنا من عذابك ولا تؤاخذنا بما فعلنا فإنك أهل العفو والإحسان
.سبحان ربك ربك رب العزّة..
***************************************
الخطبة الثانية
الحمد لله غافر الذنب
وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول،لا إله إلا هو إليه المصير،وكل شيء إليه يسير، له
الخلق والتدبير ، يُفيض على عباده النعم ، ويزيل عنهم النقم بمنه وكرمه وإليه المرجع
والمصير ،
وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وهو على كل شيء قدير ، يُعصى فيغفر ، ويُطاع فيشكر ، وهو
الحكيم الخبير . هو الغنيُّ عن عباده وهم الفقراء إليه، وهو العلي الكبير ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخيرته من
خلقه ،خير من أعطي فشكر ، وأتقى وصبر ، وصلى وصام واستغفر ، صلوات ربي وسلامه عليه،وعلى
آله وأصحابه الميامين الغرر ،والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المحشر
أيها الإخوة:
اقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم بقلب رداءكم (للرجال فقط) فإن النبي صلى الله
عليه وسلم كان يَقلب رداءه تفاؤلاً على ربكم أن يقلب حالكم إلى الرخاء وإشعاراً بالتزامكم
تغيير لباسكم الباطن بلزوم التقوى بدلاً من التلوث بلباس المعاصي والردى.
أيها المسلمون:
تذكّروا أنّ الدعاءَ مخُّ العبادة،
و الله عزّ و جلّ حييٌ كريمٌ يستحيي من عبده
إذا رفع السائل يديه إليه أن يردَّهما صفرا، فمن دعا الله بإخلاص وصِدق فلنْ يَخيبَ،
فإمَّا أن يُعطيَه مَطلوبَه أو يَدخَّرَ له ما هو أكثرَ منه وأعظم أو يدفعُ عنه من
السوء ما هو أشد وأكبر.
و تذكّروا أنَّ لاستغفار ، فوائدَ لا تحصى ، وفضائل لا تستقصى
، فالاستغفار يقيل العثرات ، ويمحو الزلات ، ويزيل الهفوات ، الاستغفار يذهب الهموم
، ويزل الكروب والغموم ،بفضل الله تعالى و كرمه و جوده،
قال صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار ، جعل
الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب " ،
إذا علمتم أيها المسلمون ذلك كلَّه فارفعوا قلوبكم
وأيديكم إلى ربكم مستغيثين به راجين لفضله آملين لكرمه، وقدِّموا بين يدي ذلك توبة
نصوحاً واستغفاراً من الذنوب.
اللهم
إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحد، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيوم، نسألك أن تُغيثَ قلوبنا
وتُحييها بذكرك، وتصلحَ باطننا بالإخلاص والمحبة لك، وظاهرنا بالاتباع التام لرسولك
صلى الله عليه وسلم، والانقياد الكامل لشريعته حتى لا نجد في أنفسنا حَرجاً مما قُضى
ونسلم تسليماً.
اللهم إنا ظلمنا
أنفسنا ظلماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لنا وارحمنا ، وتب علينا وسامحنا
، نستغفر الله ، نستغفر الله ، نستغفر الله
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً فأرسل السماء علينا مداراً، اللهم اسقنا الغيث
ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا، اللهم أنبت لنا الزرع
وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء، وأخرج لنا من بركات الأرض.اللهم اسقنا الغيث
ولا تجعلنا من القانطين. اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق.
اللهم يا باسط اليدين بالعطايا ، اغفر لنا الذنوب والرزايا
، والسيئات والخطايا ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ونحن الفقراء ؛ أنزل
علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم
أغثنا غيثاً مغيثاً ، سحاً غدقاً طبقاً مجللاً ، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا بلاء
ولا غرق ، اللهم لتُحيي بها البلاد ، وتَسقي به العباد ، ولتجعله بلاغًا للحاضر والباد.اللهم
لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا ، اللهم إنا خلق من خلقك ، فلا تمنع عنا بذنوبنا
فضلك ،اللهمّ إنّك عفو كريم تحبّ العفو فاعف عنا (3)نستغفر الله ، نستغفر الله ، نستغفر
الله ، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً ، فأرسل السماء علينا مدراراً ،
1 commentaire:
0552117347
لسنا الوحيدون لكننا متميزون فى مجال
تنظيف مجالس بالخرج
تعد شركتنا من افضل الشركات المتخصصه في مجال تنظيف
تنظيف المجالس بالخرج
شركة تنظيف مجالس بالخرج
نستخدم افضل مواد التنظيف تنظيف المجالس بالخرج بافضل واحث الاجهزه
نحن
افضل شركة تنظيف مجالس بالخرج
شركة تنظيف كنب بالخرج
بافضل الايدى العامله ذات خبره الاتقل عن 12 عام
شركة غسيل مجالس بالخرج
اتصل بنا يصلك مندوبنا مع فريق عمل مدرب من
شركة غسيل كنب بالخرج
نحن بخدمتكم ويشرفنا التعامل معكم
Enregistrer un commentaire