بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي عظَّم ورفع من شأن الطهر والنقاء
والفضيلة والعفاف، وحذّر وحطّ من شأن الرذيلة والفحش والإسفاف، أحمده سبحانه وأشكره،
يعيش
الكون في بحر عطاياه ومننه اللطاف. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم
السر وما يخفى عليه خاف،
وأشهد
أن محمدًا عبد الله ورسوله، بين لأمته طريق الهدى وحذرها من الغواية والانحراف، صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما أينع ثمر بغصنه وتهيأ للقطاف، وما عاد مذنب لربه
وخاف.
أيّها
الإخوة،
لا يقل
أحدكم أنا أحفظ القرآن بل ليقل القرآن حافظي، بإذن الله تعالى.
كذلك
هذا الدّين؛ لا تقل سأدافع عن الدين بل هذا الدين هو الذي سيدافع عنك، و ما هي إلاّ
أسباب وضعت في طريقك لترتقيَ عند الله أو ... تتدنى و العياذ بالله:
[[ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ
وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)]] محمد
حقيقة
الإسلام أن تُسلم لربّ العالمين وتُذعن لأحكامه وتقبل ما شرَّعه لك دون اعتراض قال
الله تعالى
[[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ]] الأحزاب
ـ أنّ
الله تعالى لم يترك النّاس وشؤونهم يديرونها كيفما شاؤوا،
بل من
رحمته بهم أن شرع لهم ما ينظّمون به حياتهم، حتّى لا تتحكّم أهواء طبقة على أخرى،
ولا يطغى بعضهم على بعض، ولا يستبدّ الأقوياء على الضعفاء.
ـ أنّ
لله تعالى حِكَمًا فيما شرَع لعباده، قد لا يدركها الإنسان، ولكنّ إيمانه بالله تعالى
صاحب العلم المطلق والحكمة البالغة يجعله يثق فيما يأمره به خالقه وما ينهاه عنه، ويُقبِل
على الامتثال طائعا له، قال تعالى في خاتمة أحكام تتعلق بالمرأة
[[ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ]] البقرة
مثال: [[وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ
ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي
أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ]]
"القُرء"
هو الطهر في المذهب المالكي.. الحكمة من هذه الآية هو براءة الرحم.
فقالوا لا فائدة من
ذلك و قد توفّرت الوسائل العصرية.
- رئيس أكادمية
الإعجاز العلمي بالجزائر: فوزي رمضان.
يقول في علم ovogenese )علم تكوين البويضات):
عندما تطلق المرأة و في أي مرحلة من مراحل
دورتها لها 3
بويضات ( 2
على اليمين و واحدة على الشمال.أو العكس) قد سقيت بماء زوجها.
عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ
قَالَ قَامَ فِينَا خَطِيبًا قَالَ أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا مَا سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ
<< لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ
يَسْقِيَ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ >>.
فتخرج بويضة في كلّ شهر و في الشهر الرابع فقط يُستبرأ الرحم.
و هذا خدمة لمقصد من مقاصد الشريعة: حفظ
النسل.
ـــــــــــــــــــــــــــ
كذلك
لحكمة يعلمها جعل الميراث ومنع زواج المسلمة من الكافر حكمان شرعيان ثابتان في شريعة
الإسلام لا يدخلان في مجال الاجتهاد البشري،
فالميراث
فريضة شرَعها الله تعالى لعباده، وبيّن أنّها لا تخضع للأهواء والعواطف البشرية، ولا
يلحقها نقص أو جور، لصدورها عن عليم حكيم، قال تعالى
«آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ
نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا» النساء
وقال
في خاتمة آيات الميراث مبيّنا أنّها حدود الله تعالى لا يحقّ لمن يرى نفسه مؤمنا أن
يتجاوزها [[ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدْخِلْهُ
جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ
ٱلْعَظِيمُ … ]] (النساء
( وقال
النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مبيّنا أنّ قسمة المواريث قد استأثر الله تعالى بها:
<< إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، أَلَا
لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ>>; الترمذي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أمّا
زواج المسلمة من المشرك فالآية صريحة في تحريم زواج المسلم والمسلمة من أهل الشرك،:
[[ وَلَا تَنكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ
خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ
يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَٰئِكَ
يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَٱللَّهُ يَدْعُو إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِۦ
وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ]] البقرة.
و أيضا:
تخصيص المسلمة بالنّهي عن ردّها إلى زوجها الكافر
في قوله تعالى
[[ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا جَاءَكُمُ ٱلمُؤمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰت
فَٱمتَحِنُوهُنَّ ٱللَّهُ أَعلَمُ بِإِيمَٰنِهِنَّ فَإِن عَلِمتُمُوهُنَّ مُؤمِنَٰت
فَلَا تَرجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلّ لَّهُم وَلَا هُم يَحِلُّونَ
لَهُنَّ.. ]] الممتحنة
ـــــــــــــــــــــــــ
وللعلم
فإنّ هاتين المسألتين لم ترد فيهما نصوص كثيرة، وذلك لأنّهما وردتا بصيغ قطعية في نقلها
بالتواتر المفيد لليقين، وقطعية في دلالتها على الحكم، فلم يوجد فيها اختلاف بين العلماء،
ولذلك فهما معدودتان من المعلوم من الدين بالضرورة.
... فإنّ
الدّعوة إلى تعطيلهما منكر يجب تغييره بالقلب واللّسان معا.
ولا
يسع المسلم الحقّ أيضا إلاّ أن يضرب بعرض الحائط آراء البشر، مهما كانت عمائمهم كبيرة
أو مواقعهم الاجتماعية أو السياسية عظيمة.
أيها
الإخوة،
محاولات
التغيير القديمة والحديثة للأحكام الشرعية لا تغيّر من الأمر شيئا، فالحرام في الشريعة
الإسلامية يبقى حراما إلى يوم القيامة، والحلال يبقى حلالا إلى يوم القيامة، لا يغيّره
عند الشعب التونسي المسلم قانون ولا مرسوم ولا فتوى مفت، كما لم يَصِر عنده التبنّي
والزّنا والفطر في رمضان حلالا.