jeudi 14 juin 2018

عيد الفطر 2018-1439

بسم الله الرحمن الرحيم
     الله أكبر (تسعاً).
 الله أكبر ما تعالت أصوات الناس بالتكبير.
 الله أكبر ما تفتحت أبوابُ السماء في هذا الصباح الكبير.
 الله أكبر ما تنزلت علينا رحمة ربنا العليِّ القدير.
 الله أكبر ما تقاربت قلوبُ المسلمين.
 الله أكبر ما تضافرت الجهود، وصدقت العهود.
 الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً.

الله أكبر بنعمته اهتدى المهتدون ، وبرحمته صام الصائمون ، وبعونه قام القائمون ، وبعدله ضل الضالون[[ لاَ يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ]]   .
     الله أكبر3 -
عَلِمَ الذُنُوبَ فغفرها .. وأبصر العيوب فسترها .. وعيَّنَ آجال العباد وقدَّرها .. وقَسَمَ أرزاق العباد ويَّسرها .. لك اللهم الحمد بالإيمان .. لك اللهم الحمد بالقرآن .. لك اللهم الحمد بشهر رمضان ، لك اللهم الحمدُ بعشرِ الرحمة وعشر المغفرة وعشر العتق من النيران ، لك اللهم الحمد باللسان والجنان والأركان .
لك اللهم الحمد أنت الكريم الجواد .. لك اللهم الحمد على نِعمٍ لا نُحصي لها تعداد .. لك اللهم الحمد ما خط القلم وسال المِداد ..
من يكشف الضُرَّ سِواك .. ومن يُجيب دعوة المضطر عداك ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.
      وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم أنبيائه، وصفوة خلقه.
 اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الله أكبر(3)  أيها المؤمنون:
 " عن سعد بن أوس الأنصاري عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
<< إذا كان يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ على أَبْوَابِ الطُّرُقِ فَنَادَوْا أغدوا يا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إلى رَبٍّ كَرِيمٍ يَمُنُّ بِالْخَيْرِ ثُمَّ يُثِيبُ عليه الْجَزِيلَ لقد أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ فإذا صَلَّوْا نَادَى مُنَادٍ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ قد غَفَرَ لَكُمْ فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إلى رِحَالِكُمْ فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ وَيُسَمَّى ذلك الْيَوْمُ في السَّمَاءِ يوم الْجَائِزَةِ >>
أيها المؤمنون:
لقد مضى رمضان المبارك، وقد صامه المسلمون، وأخلص فيه المؤمنون، فنقَّى ضمائرهم، وطهر سرائرهم، وآتاهم الله رشدهم وتقواهم.
 واعتكف فيه المتقون، وخاصة المؤمنين، فارتقوا من حال إلى حال ومن رؤية إلى رؤية، ومن مقام إلى مقام، ثم جاء العيد، وهو يوم من أيام الله المباركة، جمعكم اللهُ في صباحه المبارك على طهارة، وتقوى بعد أن أديتم فريضة الصيام بحمد لله وعونه، وها أنتم أولاء تضعون أيديكم في يد أكرم الأكرمين، لتتسلموا منه جائزة صيامكم وقيامكم وطاعتكم، فهنيئاً لكم صومكم، وهنيئاً لكم إفطاركم، وتقبل الله فطرتكم.

(الله أكبر)
أيها المؤمنون:
 ليس من الرشاد أن يعيش المرء في جوٍّ من الصفاء النفسي، والسمو الأخلاقي شهراً واحداً في سنته، ثم ينطلقَ بعدها إلى حظوظه وشهواته لا يميِّز بين حلال وحرام، وقرب وبعد... (و أقبح من كله أن يترك الصلاة بعد العيد و يفتخر بذلك و يقول أنا لا أصلّي إلا في رمضان!!!)
فمثل هذا جعل من رمضان مطية لريائه ومكره،
بل الرشاد والهدى، أن يشعر المرء بدافع مستمر يدفعه إلى الطاعة، والإقبال وتطبيق القرآن واقتفاء أثر النبي العدنان.
 لذلك يتخذ المؤمن الحق من رمضان كل عام نقطة انطلاق جديدة نحو إيمان أعمق، وسلوك أقوم وسعادة أكبر، والمؤمن الحق يصوم فمه، فيفطر وتصوم جوارحه فلا تفطر،
      فلا يأتي المؤمن في عامه منكراً ولا يشهد زوراً، ولا يأكل حق أحد ولا يتجاوز حدَّه، لأنه يذكر ميثاقه الباطني الذي عقده في رمضان على أن يصوم عن المحرمات والخبائث عمره كله.


فإن هو فعل ذلك فقد أفاد من رمضان وخرج من مشفاه معافىً سليماً من كل داء نفسي.

ليس البليةُ في أيامنا عجبـــــــا ً بل السلامةُ منها أعجب العجـــب
ليس الجمال بأثواب تُزيننـــــــا  إن الجمال جمـــال العلـم والأدب
ليـس الـيتيم الذي قـد مـات  والـده إن اليتيم يتمُ العقل والحســـــب




الخطبة الثانية
من لوازم هذا اليوم: 1/ صلة الرحم 
عن أبي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قال يا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ .. فقال النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شيئا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وتوتي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ "
و عَنِ بن عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عنهما قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم:
<< ثَلاثَةٌ لا يَقْبَلُ اللَّهُ لهم صَلاةً :إِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ له كَارِهُونَ وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عليها غَضْبَانُ وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ ( أي متخاصمان )>>
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم انه قال:<< لاَ تَقَاطَعُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا إِخْوَاناً كما أَمَرَكُمُ الله >>

2/  مصافحة  المسلمين في الطرقات والأماكن العامة وغيرها :
عن الْبَرَاءِ بن عَازِبٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم:
<< ما من مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إلا غُفِرَ لَهُمَا قبل أَنْ يَتَفَرَّقَا >>
ـــــــــــــــــــــــــ
 3/ إدخال السرور على الفقراء والمساكين :
      عن عائشة قالت قال رسول الله صلى اللَّهُ عليه وسلم:
<< من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنة>>
 ــــــــــــــــــــــــ
4/ الفرح بالعيد :
قال تعالى " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " يونس
قال القرطبي " قوله تعالى ( قل بفضل الله وبرحمته ) قال أبو سعيد الخدري وبن عباس رضي الله عنهما : فضل الله: القرآن ورحمته: الإسلام وعنهما أيضا : فضل الله القرآن ورحمته أن جعلكم من أهله .
     
وعن أنس أن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم قال :  
<< من هداه الله للإسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه ثم تلا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون >>
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

  5/ الأكل والشرب والتوسعة على أهل البيت من غير إسراف :
قال اللَّهِ تَعَالَى :
[[ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ]].

أيها الإخوة:
 اعلموا أنه ليس بينكم وبين أن تروا من الله ما تحبون إلا أن تعملوا فيما بينكم وبين خلقه ما يحب، وحينئذ لا تعدموا بره ولا تفتقدوا خيره ومن جعل لنفسه حظاً من حسن الظن بالله فقد رَوَّح عن نفسه وكفاه الله كل مؤمنة.







 الدعاء
اللهم آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، وقنا عذاب النار
اللهم ارفع غضبك وسخطك عنا
اللهم ارحمنا يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات
اللهم ثبتنا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة
اللهم ارحمنا يوم يفر المرء من أخيه.. وأمه وأبيه.. وصاحبته وبنيه.

يا خالق السماوات والأراضين.. والشمس والقمر المنير، يا عصمة البائس الخائف المستجير، ويا رازق الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير، ويا قاصم كل جبار عنيد، نسألك وندعوك دعاء المضطر، ونسألك بمقاعد العز من عرشك، ومفاتح الرحمة من كتابك الكريم، وبأسمائك الحسنى وأسرارها المتصلة،
أن تغفر لنا برحمتك وترحمنا وتسترنا وتكشف همنا وغمنا، وتغفر لنا ذنوبنا و ترزقَنا توبة خالصة وعلماً نافعاً ويقيناً صادقاً، وأن ترزقنا حسن الخاتمة، وأن تكفينا شر الدنيا والآخرة.

Aucun commentaire: