﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ] ج.الحنفية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علماً، وكلُّ شيء عنده بأجل مسمى، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره وهو بكل لسان محمود، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الإله المعبود. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صاحب المقامِ المحمود، والحوضِ المورود، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الركع السجود، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود، وسلم تسليماً كثيراً.
[[ يا أيها الذين…
********أيها الإخوة،
روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنّه قال:<<استَكْثِرُوا من الباقياتِ الصالحاتِ : التسبيحُ والتهليلُ والتحميدُ والتكبيرُ ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ .>>
******
[ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ] الطلاق
هذهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ نَزَلَتْ في عَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ: "أَسَرَ المُشْرِكُونَ ابْنَاً لَهُ يُسَمَّى سَالِمَاً، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ- وَشَكَا إِلَيهِ الفَاقَةَ، وَقَالَ: "إِنَّ العَدُوَّ أَسَرَ ابْنِي وَجَزِعَتِ الأُمُّ، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ:
"اِتَّقِ اللهِ واصْبِرْ, وَآمُرُكَ وَإِيَّاهَا أَنْ تَسْتَكْثِرَا من قَوْلِ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ"
فَعَادَ إلى بَيْتِهِ وَقَالَ لامْرَأَتِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ- أَمَرَنِي وَإِيَّاكِ أَنْ نَسْتَكْثِرَ مِن قَوْلِ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ. فَقَالَتْ: نِعْمَ مَا أَمَرَنَا بِهِ. فَجَعَلا يَقُولانِ، فَغَفَلَ العَدُوُّ عن ابْنِهِ، فَسَاقَ غَنَمَهُم وَجَاءَ بِهَا إلى أَبِيهِ، وَهِيَ أَرْبَعَةُ آلافِ شَاةٍ، فَنَزَلَتِ الآيَةُ: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق: 2 - 3].
- فمن يتق الله في اختيار زوجته يجعل الله له مخرجاً من الشقاء الزوجي.
- ومن يتق الله في تربية أولاده يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم.
( لباس البنتالون)
- ومن يتق الله في كسب ماله يجعل الله له مخرجاً من إتلاف ماله.
....ولكن في موضوع الرزق زاد الله على منعه من التلف و قال تعالى:
[وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ]
الذي يستقيم على أمر الله له عند الله رزقٌ وفير، وهذا الكلام ينطبق على كل مسلم إلى يوم القيامة، وهذا الوعد فوق الظروف الصعبة، وفوق انتشار البطالة، وفوق قِلة المكاسب...
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
<< لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرمُ الرزق بالذنب يصيبه، إن في التوراة لمكتوب: يا ابن آدم اتق ربك، وبرَّ والدك، وصِلْ رحمك؛ أمْدد لك في عمرك، وأُيَسِّر لك يُسرك، وأصرف عنك عُسرك.>>
معنى هذا: [[ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ]] الطلاق
*************
و الإنسان حينما يبحث عن مخرج فمعنى ذلك أن الأبواب كلها مغلقة.
< ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ >
أمـــثـــلــــة:
سيدنا يونس، نبيٌّ كريم يجد نفسه فجأة في بطن حوت،
والحوت وزنه مئة وخمسون طنًّا، خمسون طنا من لحم، و خمسون طنا من عظم، خمسون طنا من دهن، يستخرج منه تسعون برميلا زيتا، والإنسان بإمكانه أن يقف على فم الحوت بقدميه، ووجبة الحوت المعتدلةُ أربعة أطنان، قال تعالى:
﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ..( سورة الأنبياء)
دقق الآن، قَلَبَ الله القصة إلى قانون، قال تعالى:
﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ﴾
في كل زمان، وفي كل مكان، وفي كل مصر، وفي كل قطر، وفي كل ظرف، إن كنت في الهواء، أو كنت على أطباق الماء، أو كنت تحت الثرى.﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ﴾
**********
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) ﴾الشعراء
احتمال النجاة صفر، فرعون بجبروته، بطغيانه، بحقده، بأسلحته، بما يملك يتبع شرذمة قليلة، والبحر أمامهم.
هذا الكلام، في الواقع هو لنا، ينبغي ألا نيئس، ألا نقع في الإحباط، أن نحسن الظن بالله،
على الله.. ليس هناك شيء صعب، على الله كل شيء يسير، ما عليك إلا أن تستقيم على أمره:﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾
كن صادقاً، كن أميناً، انصح الناس، لا تفكر أن تكسب الرزق بمعصية، فما عند الله لا ينال بمعصيته، ومن ابتغى أمراً بمعصية لم يزدد منه إلاّ بعدا.
**********
أيها الإخوة، التيسير له قانون، واللهُ عز وجل، التعامل معه وفق قواعد ثابتة.
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) ﴾
أيها الإخوة، إن كنّا متقين فنحن في بحبوحتين:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) ﴾( سورة الأنفال)
أي متبعين لسنته...
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) ﴾(الأنفال)
نحن في بحبوحتين ؛ بحبوحة طاعة رسول الله، وبحبوحة الاستغفار.
★****************************
قال رسول الله.ص ( أخرجه مسلم في كتاب الذكر):
<< إذا سألتم الله تعالى فأعظموا المسألة>>
قالوا إذًا نكثر يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام:<< الله أكثر>> أي أكثر إجابة..
و قال .ص. :<< من أُعطي الدعاء لم يُحرم الإجابة ومن رُزق الاستغفار لم يحرم المغفرة>> الطبراني في الصغير.
<< و ما يسأل الله تعالى أحب إليه من أن يسأل العافية في الدنيا و الآخرة>> الترمذي.
وقال عليه الصلاة و السلام:
<< من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه >>الترمذي.
—---------------------------------------------------
الدعاء:
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ بِكَ نَستَجِيرُ، وَبِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ أَلاَّ تَكِلَنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ يَا مُصْلِحَ شَأْنِ الصَّالِحِينَ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا ، اللَّهُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ، وَأَيِّدْنا بِنُورِ حِكْمَتِكَ، وَسَدِّدْنا بِتَوْفِيقِكَ، وَاحْفَظْنا بِعَيْنِ رِعَايَتِكَ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي ثِمَارِنَا وَزُرُوعِنَا وكُلِّ أَرْزَاقِنَا يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُومًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُومًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire