(وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ...،
وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر،
اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممــــن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
*************
أيها الإخوة الكرام:
مَن مِنَّا لا تَطُوقُ نَفْسُهُ إِلَى النَّصْرِ؟ النَّصْرِ عَلَى النَّفْسِ، عَلَى الهَوَى، عَلَى الشَّيْطَانِ..،على أعداء العباد و البلاد أعداء الدين بل أعداء الإنسانية: الصهاينة و خُصُوصًا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الصَّعْبَةِ؟
قضية النصر قضية محببة إلى النفس، هكذا في أصل الفطرة، قال تعالى:(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّه) الروم.
أيها الإخوة،
فحينما ينتصر الإنسان على نفسه يُعد منتصراً.
وحينما ينتصر الإنسان على الظروف التي تعيق تطوره يُعد منتصراً.
وحينما ينتصر الإنسان على الشهوات التي تحجبه عن الله -عز وجل- يُعد منتصراً
وحينما ينتصر على عدوه في ساحة المعركة يُعد منتصراً، وكأن النصر يقابل كلمة النجاح مطلقاً.
أيها الإخوة الكرام: تعالوا ننظر في كتاب العزيز كيف طرحت قضية النصر.
قال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) التركيب فيه قصر، أي النصر بيد الله وحده، وليس في الكون جهة تستطيع أن تمنح النصر إلا الله، بمفهوماته الضيقة، ومفهوماته الواسعة.
-"قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" البقرة.
-{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) التوبة
آية أخرى، يقول الله -عز وجل-:
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) آل عمران.
(وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) آل عمران.
من جهة أخرى يقول الله تعالى :
(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود ،أي أنّ توفيقاً في الأرض لا يتحقق إلا بتوفيق الله.
أيها الإخوة،
القلب يتفطر أحياناً لِما يرى أو لِما يسمع في العالم الإسلامي،
فكيف نفهم هذه الآية الكريمة التي يقول الله فيها: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) النور.
وهذا وعد الله، و وعد الله واقع لا محالة ﴿ وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ الروم.
الحقيقة -أيها الإخوة-: أن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا، قال تعالى:
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) مريم . سيواجهون عذابًا شديدًا..
الله -سبحانه وتعالى- يقول:
(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) الأنعام.
الله -سبحانه وتعالى- على كل شيء قدير، وبيده مقاليد السموات والأرض، وإليه يُرجع الأمر كله.فلا يعجزه نصر لأيٍّ كان..
لكن الله -عز وجل- في آيات كثيرة يشير إلى موانع النصر، هذه الموانع قوانين، إن وقفنا عندها، ودققنا فيها، وقسنا أنفسنا عليها، أو طبقناها على حياتنا، لكانت هذه الآيات جواباً لأسئلة كثيرة جداً تراود أذهان المسلمين.
يقول الله -عز وجل- على لسان النبي صالح: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ) هود. معنى ذلك: أن الإنسان إذا عصى الله -عز وجل-، معصيته لله -عز وجل- تمنع عنه النصر.
سيدنا عمر بن الخطاب -رضي َالله عنه-، يوصي بها سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهما- قال:
"أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي آمُرُكَ وَمَنْ مَعَكَ مِنَ الأَجْنَادِ بِتَقْوَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَإِنَّ تَقْوَى اللهِ أَفْضَلُ العُدَّةِ عَلَى العَدُوِّ، وَأَقْوَى المَكِيدَةِ فِي الحَرْبِ. وَآمُرُكَ وَمَنْ مَعَكَ أَنْ تَكُونُوا أَشَدَّ احْتِرَاسًا مِنَ المَعَاصِي، فَإِنَّهَا أَضَرُّ عَلَيْكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَإِنَّمَا تُنْصَرُونَ بِمَعْصِيَةِ عَدُوِّكُمْ للهِ، فَإِنِ اسْتَوَيْتُمْ مَعَهُ فِي المَعْصِيَةِ كَانَ لَهُمُ الفَضْلُ عَلَيْكُمْ بِالقُوَّةِ."
(فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ) هود. هذا أول موانع النصر.
عدم الافتقار إلى الله: مانع آخر، قال تعالى:
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) التوبة.
الإنسان حينما لا يفتقر إلى الله فيعتدُّ بقوته، بماله، إن هذا الاعتداد شرك خفي يمنع النصر.
بالمقابل: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) آل عمران.
إذا الإنسان -أيها الإخوة- بين أن يقول: الله، وبين أن يقول: أنا، فإذا قال: الله، تولاه بالرعاية، والعناية، والتوفيق، والحفظ، والتأييد، والنصر، وإذا قال: أنا، اعتدَّ بقوته، أو بعمله، أو بماله، أو بذكائه، تخلى الله عنه، فأنت بين أن يتولاك الله وبين أن يتخلى عنك، والسَّبَبُ بَيْنَ أَنْ تُشْرِكَ شِرْكًا خَفِيًّا، وَبَيْنَ أَنْ تُوَحِّدَ، بَيْنَ أَنْ تَعْتَدَّ بِنَفْسِكَ، وَبَيْنَ أَنْ تُسْلِمَ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ.
قارون لما اعتدّ بنفسه
{قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِىٓ }
النتيجة:{فَخَسَفْنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٍۢ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ} القصص.
أيها الإخوة،
الركون إلى الكفار: مانع آخر من موانع النصر، قال تعالى:
(وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) هود.
إذا ركنت إلى الكافر، إذا ركنت إلى عقيدته، إلى مبادئه، إلى قيمه، مستك النار، ثم لا تُنصر.
***********
كذلك لو طبقنا سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ذلك المنهج الذي هو وحي يوحى، لو طبقناه في حياتنا، وفي بيوتنا، وفي كسب أرزاقنا، وفي احتفالاتنا، وفي أحزاننا، وفي أفراحنا، وفي كل نشاطات حياتنا، تنطبق علينا الآية الكريمة: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الأنفال.
قال تعالى: (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً) المائدة.
أيها الإخوة الكرام في النهاية: لعل النصر على إطلاقه يحتاج إلى شيئين، يحتاج إلى:
إيمان وطاعة: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) الروم.
ويحتاج إلى أخذ بالأسباب: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) الأنفال
****************************
🔺اللهم يا عماد من لا عماد له، ويا ركن من لا ركن له . .
🔺يا مجير الضعفاء، و يا منقذ الهلكى..
🔺يا عظيم الرجاء، يا عزيز يا جبار يا مقتدر..
🔺اللهم إنا نشكو إليك ضعفنا و قلة حيلتنا..
🔺اللهم إنا نسألك يا اللــــــــــه . .يا غِياث المستغيثين، و يا أمان الخائفين
أن تغيث أهلنا في قطاع غزة🔺
اللهم أغث أهلنا في كل قطاع غزة🔺
🔺اللهم اكشف عنهم الكرب. 🔺اللهم عجّل بالفرج . .
🔺اللهم سدد رميتهم وكثر قلتهم واجعل الدائرة على عدوك وعدوهم، إنك على كل شيء قدير
🔺اللهم يا ذا الجلال و الإكرام، يا حيٌ يا قيوم، يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعّالاً لما يريد . .
🔺اللهم إنّا نسألك أن ترحم أهل غزة
🔺اللهم مُدّهم بمددك . .
🔺اللهم و ظلّلهم بعفوك
وعنايتك . .
🔺اللهم اشْدُد أزرهم، واربط على قلوبهم..
اللهم وأنزل عليهم دفئًا وسلاماً وأمناً وأمانا.. ً
🔺اللهم وأنزل عليهم صبرا،ً وثبّت أقدامهم، وامنن عليهم بنعمة الأمن والأمان والإيمان
يــا اللــــه . .
🔺يا قوٌي يا عزيز
🔺يا ناصر المستضعفين ويا وليّ المؤمنين..
🔺نسألك برحمتك و عفوك
وكرمك وجودك وإحسانك . .
أن تتقبل شهداءهم، و أن تشفي مرضاهم..
🔺اللهم ارحم الأمهات الثكالى والزوجات الأرامل والشيوخ الركّع، و الأطفال اليتامى . .
من لهم إلّا أنت، و من ناصرهم إلاّ أنت،ومن رحيمهم إلاّ أنت، ومن وكيلهم إلاّ أنت..
🔺اللهم اضرب الظالمين بالظالمين..
🔺وأخرج الكفار واعداء الدين من غزة مقهورين مدمرين مقتولين معدودين
🔺اللهم شتّت شمل الظالمين وفرق جمعهم..
🔺اللهم من أراد لغزة التفريق والعداوة.. اللهم مزّقهم كلّ مُمَزَّق..
🔺اللهم احصهم عدداً، و اقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرَا…
💫الرجاء النشر قدر الإمكان
طلب من أهل غزة الرجاء نشرها اليوم فقط لا نريد عددا فقط حاولوا نشرها لكل موجود في قائمتكم وجزاكم الله كل خير
*د.محمد راتب النابلسي*
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
- حسرة أهل النار عند معاينتهم وإذاقتهم أشد العذاب، مطالبين ربهم بالخروج منها والرجوع للدنيا ليعملوا الصالحات، لكن هيهات!
قال تعالى عن أهل النار أعاذنا الله وإياكم منهم( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ )[34].
- حسرة أهل النار عندما يناديهم أصحاب الجنة وقد فازوا بالنعيم المقيم:
قال تعالى( وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )[35].
وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ، أي إذا استقروا في منازلهم، أَصْحابَ النَّارِ توبيخا وتحسيرا لهم.[36]
- حسرة أهل النار بعد طلبهم من أهل الجنة شرب الماء والطعام:
قال تعالى( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )[37].
- حسرة أهل النار بعد ندائهم خزنة جهنم وطلب التخفيف من العذاب:
قال تعالى( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ . قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ )[38].
- حسرة أهل النار بعد جواب مالك خازن النار لهم بأنهم خالدون ماكثون فيها بلا موت:
قال تعالى( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ )[39]، أي: مقيمون فيها، لا تخرجون عنها أبدا، فلم يحصل لهم ما قصدوه، بل أجابهم بنقيض قصدهم، وزادهم غما إلى غمهم.[40]
- حسرة الكفار على الأموال التي أنفقوها للصد عن سبيل الله:
قال تعالى( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )[41].
- حسرة الإمعات أتباع كل ناعق، المقلدين المتعصبين لغيرهم دون بينة أو برهان، عندما يتخلى عنهم ويتبرأ منهم المتبوعين:
قال تعالى( وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ )[42].
- المقلدون الطائعون لأسيادهم وكبرائهم ومنظريهم ورؤسائهم، يتحسرون لأنهم أيقنوا ما كانوا فيه من ضلال:
قال تعالى( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا . رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا )[43].
- الحسرة على أعمال محدثة ومُبتَدعة تخالف الشريعة:
قال تعالى(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )[44].
- أعمال الكفار يتحسرون عليها لأنهم فقدوا أصل الإيمان والتوحيد:
قال تعالى( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ )[45].
- الأعمال التي لم تكن خالصة لوجه الله يتحسر عليها أهلها لأنها ذهبت سدى وهباءً:
قال تعالى( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا )[46].
- حسرة من تعلم العلم ولم يعمل به:
قال حاتم الأصم رحمه الله: ليس في القيامة أشد حسرة من رجل علم الناس علمًا فعملوا به ولم يعمل هو به، ففازوا بسببه وهلك هو.[47]
- كل أخوة وصداقة قائمة على غير تقوى الله، كصداقة المنفعة واللذة يتحسر أهلها يوم القيامة:
قال تعالى( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ . يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ )[48].
أي: لا خوف يلحقكم فيما تستقبلونه من الأمور، ولا حزن يصيبكم فيما مضى منها، وإذا انتفى المكروه من كل وجه، ثبت المحبوب المطلوب.[49]
- المنافقون والمنافقات يتحسرون لعدم تمكنهم من اقتباس نور أهل الإيمان يوم القيامة:
قال تعالى( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ )[50].
- كل من أضاع وقته في الدنيا بالملهيات، والخطايا والمنكرات، ولم يستجيب لأوامر رب الأرض والسماء، سيتحسر يوم القيامة على جميع الأوقات:
قال تعالى( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )[51]، أي أيام حياتي في الدنيا أو لأجل حياتي هذه الباقية التي لا موت بعدها[52].
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن لا يجعلنا من النادمين المتحسرين يوم القيامة.
4/1/2015م
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire