تجليات التدين المنحط - الحنفية - 24/7/2015
بقلم
أ.د.أحمد الريسوني بتصرف.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان،
ورحمنا بنبيه عليه الصلاة والسلام، فهدى به من الضلالة، وجمع به من الشتات، وألف به
من الفرقة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق أولياءه الوعد بالنصر على
أعدائه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله خاتم رسله وأنبيائه، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا.
جاء
رجل ليزكى شاهداً عند عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، ويشهد له بالصلاح.
فسأله
عمر فقال له: أوَ تعرفه؟
قال
الرجل: نعم.
قال
عمر: لعلك جاره الذى يرى مدخله ومخرجه؟
قال
الرجل: لا.
قال:
لعلك صحبته فى السفر الذى يُعرف به أخلاق الرجال؟
قال
الرجل: لا.
قال:
لعلك عاملته بالدرهم والدينار الذى يُعرف به ورع الرجال؟
قال
الرجل: لا.
فقال عمر: لعلك رأيته فى المسجد قائماً يصلى يهز رأسه بالقرآن ويركع مرة ويسجد
أخرى؟
قال
الرجل: نعم.
فقال
له عمر: اذهب فإنك لا تعرفه.
فرق بين الجوهر الروحى والخلقى و بين القشرة الشكلية الخارجية. التدين الحقيق و :
2- التدين المعكوس
وأعني
به التدين الذي يَقْلب أصحابُه مراتبَ الشرع وقيمه ومقاصده وأولوياته، فيتشددون ويبالغون
فيما خففه الشرع، أو لم يطلبه أصلا، ويهملون ويضيعون ما قدمه وعظمه.
- يقيم الدنيا و لا
يقعدها من أجل النوافل:
من أجل رفع اليدين
يحقر المسلم و يضلله و يلحقه بال73.
*/ يقول هذا
من السنة...فلان ترك السنة ..0
ما معنى "السنة" ؟
- عند المحدثين. - عند الأصوليين - عند الفقهاء.
- معنى : "هذا من السنّة"
- هل كلّ ما فعله الرسول نحن مطالبون بفعله ؟
( الرسول يصل في صومه، مأمور بقيام الليل، له لإحدى عشرة زوجة. هو صلى الله عليه وسلم قاضي..قائد..إمام كل هذا
في نفس الوقت..يركب البغلة ...)
محمد الغالي و قصة
الغربي الذي أسلم فدعى مسلمين للغداء فقالوا الأكل على الكراسي بدعة...
قالوا طباعة القرآن ليست من السنة
- سقطت غرناطة عام١٤٩٢م وبعدها بعام ١٤٩٣م
اصدر السلطان العثماني بايزيد الثاني فرمان بتحريم آلة الطباعة بناء على فتوى
علماء الدين حتى لا يساء استخدامها بتحريف كتابة القرآن ! تم تحريم آلة الطباعة عند المسلمين واستفاد
الغرب كثيرا من ترجمة كتب وتراث علماء المسلمين مثل ابن رشد وابن حيان.
- هل كل ما لم يفعله الرسول لا يجب فعله؟
( ألمآذن ألمحاريب، جمع القرآن، نقط المصحف،
علوم القرآن، و علوم الحديث...)
فتجد من الحرص والتزاحم على
صلاة التراويح، وعلى تقبيل الحجر الأسود، ما لا تجده في فرائض الدين وأركانه.وتجد الإنفاق
والإغداق في الولائم والضيافات والعمرة،
مع تضييع فرائض الزكاة وحقوق الشركاء والأقارب والفقراء والمستخدمين ...
وحين
نقرأ ما في القرآن والسنة عن وحدة المسلمين وأخوتهم وتكاتفهم وتعاونهم، وما فيهما من
نهي ووعيد وتحذير من التباغض والتدابر والتفرق، ثم ننظر ما عليه المسلمون، شعوبا وحكاما،
ودعاة وعلماء، ومذاهب وحركات، نرى كثيرا من المسلمين قد عكسوا ذلك كله رأسا على عقب،
وأنهم قد جعلوا التباغض والتفرق شريعة من شرائعهم، وجعلوا الاقتتال والتصارع شعيرة من شعائرهم.
ومثل هذا نجده حين نرى ما جاء به الإسلام من
طهارة ونظافة ونقاوة، تتصدر أحكامُها وآدابها كافة كتب الفقه والشريعة، ثم ننظر
في عالم المسلمين مغربا ومشرقا، فنرى حواضرنا ومدننا - بشوارعها وحدائقها وساحاتها
وأسواقها - غارقة في الأوساخ والأوحال والأزبال.
ويظل المسلمون يترددون على مساجدهم وصلواتهم،
ويسمعون أئمتهم يقولون ويعيدون: سووا صفوفكم، استووا واعتدلوا، وإن الله لا ينظر إلى
صف أعوج...،
ولكن
قلما تخلو صلاة من صف أعوج،
وقلما ترى المسلمين عند الأبواب والشبابيك وغيرها من مواطن الازدحام، إلا في حالة فوضى وتدافع،
يموج بعضهم في بعض ويدوس بعضهم، نساء ورجالا.
و قد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه
الصحيحة ذلك فقال:
((إن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً، وإن أكملهم إيماناً أحسنهم خلقاً،
وإن من أحبّ العباد إلى الله أحسنهم خلقاً، وإن من أقرب المؤمنين مجلساًً مني يوم القيامة
أحسنهم خلقاً))[رواه
الطبراني عن جابر بن سمرة]
((الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد
العمل كما يفسد الخل العسل))
[الطبراني
عن عبد الله بن عباس]
.3 التدين المحروس
وأعني
به التدين الذي لا يلتزم به أصحابه بواجباتهم، إلا بالمراقبة والمطالبة والملاحقة،
ولو تُركوا لتَركوا. فهم ممن يصدق فيهم قول الله تعالى ؟
[[وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ
إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا؟ ]]آل عمران/75.
عن أنس
بن مالك قال:
((ما خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة
له ولا دين لمن لا عهد له))[ أحمد عن أنس بن مالك]
فكثير
من المسلمين المتدينين، المبادرين إلى الصلاة والصيام والحجاب واللحية والسبحة، تجدهم
في الوقت نفسه، متهربين متملصين من أداء حقوق الناس عليهم، أوْ لا يؤدونها إلا بكثير
من المماطلة والإعنات لأصحابها. مع أن الفقهاء لا يفتأون يرددون: حقوق العبد مقدمة
على حقوق الله.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ << مَنْ أَخَذَ
أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ
إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ >> صحيح
البخاري
قال الشيخ عبدالقادر الجيلانى- رحمه الله:
بَنَيْتُ
أمرى على الصدق، وذلك أنى خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم، فأعطتنى أُمِّى أربعين
ديناراً، وعاهدتنى على الصدق، ولمَّا وصلنا أرض (هَمْدَان) خرج علينا عرب، فأخذوا القافلة،
فمرَّ واحد منهم، وقال: ما معك؟ قلت: أربعون ديناراً. فظنَّ أنى أهزأ به، فتركنى، فرآنى
رجل آخر، فقال: ما معك؟ فأخبرته، فأخذنى إلى أميرهم، فسألنى فأخبرته، فقال: ما حملك
على الصدق؟ قلت: عاهدَتْنى أُمِّى على الصدق، فأخاف أن أخون عهدها، فصاح باكياً، وقال:
أنت تخاف أن تخون عهد أُمِّك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله!! ثم أمر بردِّ ما أخذوه
من القافلة، وقال: أنا تائب لله على يديك. فقال مَنْ معه: أنت كبيرنا فى قطع الطريق،
وأنت اليوم كبيرنا فى التوبة، فتابوا جميعاً ببركة الصدق وسببه.
أين نحن الآن من تلكم المعانى السامية والآداب الراقية، وقد اكتفينا فى ديننا بثوب ولحية وعذبة
وعمامة وترديد آيات وأحاديث وشعارات لم نعلم عنها غير الحروف والرسوم والأشكال.
وعلى
سبيل المثال، فإن المقترض أوالمستعير، الذي يرد العارية والقرض في أجله وبدون طلب،
قد أصبح من نوادر الزمان، بين المسلمين من أهل القبلة والصيام والازدحام في التراويح...
وأما ''مذهب الجمهور''، فهو تناسي الدين والعارية، وعدمُ ردهما بالمرة، أو ردها، لكن
بعد فوات الأجل، أو بعد ملاحقات وتوسلات وتسويفات.
وأما
إذا كان العمل المطلوب أداؤه، يدخل في الحقوق والمصالح العامة، أو كان من الواجبات
الكفائية، التي تُبنى بها الأمم وتنهض، فإن الإهمال والتفريط فيها، هو السلوك المتعارف
عليه .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire