بسم الله الرحمن
الرحيم
دارت
المناظرة بين يدي المَلِك وهو محاط بالمعتزلة:
قال
إسحاق النصيبي المعتزلي للباقلاني: كلُّ شيء ريءَ بالعين يجب أن يكون في مقابلة عين
الرائي.
فالتفت
الملكُ للقاضي الباقلاني وقال له: تكلَّم أيها الشيخ معه في المسألة.
فقال
الباقلاني: إن كان القديمُ يُرَى بالعَيْن فيجب أن يكون في مقابَلة العين على ما قال،
لكن ـ أصلح الله الملكَ ـ عندنا أن الشيء لا يُرَى بالعَيْن.
فتعجَّب
الملكُ من قول الباقلاني وقال له: أيها الشيخ بأيِّ شيء يُرَى إذا لم يُرَ بالعين؟
فقال
الباقلاني: إنما يُرى بالبصر الذي في العين، ولو كان يُرَى بالعين لوجب أن يَرَى كلُّ
ذي عين قائمة، وقد نرى من له عينٌ قائمةٌ ولا يرى شيئًا.
فزاد
الملكُ تعجُّبًا وقال للنصيبي: تكلَّم.
فقال
النصيبي: لم أعْلَم أنه ينكر هذا، بنيتُ الأمرَ على أنه يقول بأنّ الشيء يُرى بالعين.
فغضب
الملكُ وقال للنصيبي: أنتَ لا تعرفُ مذهب الشيخ في المسألة وتبنيها على ظنِّكَ.
ثم التفتَ
الملكُ لقاضيه بِشْرٍ قائلا: ألم أقل لك أنّ مذْهَبًا قد طبَّق الأرض لابدّ أن يكون
له ناصرٌ.
وانفضَّ
المجلسُ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire