قال محمد حسنين مخلوف في كتاب بلوغ السول: إن تحذير العامة وخاصتهم عن التقليد ونهيهم عنه مطلقا، اعتمادا على مثل الآراء والنقول التي ذكرها ابن القيم وابن حزم وابن تيمية، وتبعهم في ذلك غيرهم كالشوكاني ومن نحا نحوه قد جلب على كثير من المغترين بأنفسهم من المنتسبين إلى العلم في هذه العصور شرا مستطيرا، حتى زعم بعضهم ممن لا يحسن علما ولا عملا، أن مثله منهي عن التقليد، وأنه مكلف بالنظر في الكتاب والسنة والأخذ منهما بالاستقلال كالمجتهدين سواء، حتى تشبهوا بهم وقالوا: هم رجال ونحن رجال، وسوغوا لأنفسهم أن يخوضوا عباب هذا الأمر الخطير، يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، فألحدوا وتطرفوا على سائر المقلدين حتى شبهوهم باليهود والنصارى، وطرحوا كتب الفقهاء وأقوال العلماء الراسخين، وأصبح الدين يستغيث من امثالهم ويبرأ إلى الله من أقوالهم وأعمالهم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire