بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الحَمْدَ
للهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَسْتَعينُهُ ونَسْتَهْديهِ ونَشْكُرُهُ، ونَعوذُ
بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنا ومِن سَيِّئاتِ أَعْمالِنَا، من يَهْدِ الله فلا مُضِلَّ
لَهُ، ومن يُضْلِلْ فلا هادِىَ لَهُ،
وأشهدُ أن لا إله
إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مَثيل ولا شبيه ولا ضِدَّ ولا نِدَّ له.
وأشهدُ أنَّ سَيِّدَنا وحَبيبَنا وعَظيمَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ
أعيُنِنا مُحمّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبيبُهُ مَن بَعَثَهُ اللهُ رَحمَةً
لِلْعالَمينَ هادِيًا ومُبَشِّرًا ونَذيرًا بَلَّغَ الرِّسالَةَ وأَدَّى الأَمانَةَ
ونَصَحَ الأُمَّةَ وجاهَدَ فى اللهِ حَقَّ جِهادِهِ فَجَزاهُ اللهُ عَنَّا خَيْرَ ما
جَزَى نَبِيًّا مِن أَنبِيَائِه.
اللَّهُمَّ صلِّ على سيّدِنا محمدٍ وعلى ءالِ سيدِنا محمدٍ
كَما صَلَّيْتَ على سَيِّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبراهيمَ وبارِكْ على
سيِّدِنا محمّدٍ وعلى ءالِ سيِّدِنا محمّدٍ كما بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى
ءالِ سيِّدِنا إبراهيمَ إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ.
[[ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ
الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا
الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ]].
و عن
رسول الله صلى الله عليه و سلم:
<<... ولم يمنعوا زكاة مالهم إلا مُنعوا
القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا >>الحاكم وصححهوغيره
<< ما تلف مال في برٍ أو بحرٍ إلا بحبس
الزكاة >>
رواه الطبراني في الأوسط.
وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
<<إِنَّ اللَّهَ
فَرَضَ عَلَى أَغْنِيَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ قَدْرَ الَّذِي يَسَعُ
فُقَرَاءَهُمْ ، وَلَنْ يُجْهَدَ الْفُقَرَاءُ إِلا إِذَا جَاعُوا وَعُرُّوا مِمَّا
يَصْنَعُ أَغْنِيَاؤُهُمْ ، أَلا وَإِنَّ اللَّهَ مُحَاسِبُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حِسَابًا شَدِيدًا ، وَمُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا نُكْرًا >> [ الطبراني في المعجم الصغير ]
ويقول الإمام علي كرَّم الله وجهه:
<<.. إذا بخل الغني
بماله، باع الفقير آخرته بدنيا
ويَقولُ النَّبِيُّ الأَعْظَمُ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
<< مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلاَ فِضَّةٍ
لاَ يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ
صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ
وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ
خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ العِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا
إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ...>> . رَواهُ مُسْلِم.
حرَّم
الله كنز المال، وأعلن القرآن عن سخط الله على الكانزين الأشحاء، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ
الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ
أَلِيمٍ(34)يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ
وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ
تَكْنِزُونَ ﴾
( سورة التوبة )
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن كل مالْ أُديت
زكاته ليس بكنز،
الزكاة:
8620.750
إنها فريضة لازمة يُكفَّر مَن جاحدها،
ويفسق من منعها، وإنها ليست تبرعاً، يتفضل به غني على فقير، أو يُحسن به واجدٌ إلى
معدوم بل هي حق للسائل و المحروم فرضه الله في أموال الأغنياء
الزكاة، حارس على الأموال وعلى أصحابها، فإذا شبع الجائع، واكتسى العاري عمّ الأمن والسلام،
إنها تطبع الفرد على حب البذل والسخاء، وتغرس في المجتمع بذور التعاون والإخاء، وهي
لا تَحلُ المشكلة المالية بالعصا والسوط، ولكن بإيقاظ الضمائر وتنوير العقول.
قال صلى الله
عليه وسلم:
<< إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره
>>
[رواه ابن خزيمة وصححه الحاكم على شرط مسلم ]
و روي عنه، صلى الله عليه و سلم أيضاً:
<< مَا تَلَفَ مَالٌ فِي بَرٍّ وَلا بَحْرٍ
إِلا بِمَنْعِ الزَّكَاةِ ، فَحَرِّزُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ
بِالصَّدَقَةِ ، ...>>
على
كل مسلم أن يعلم أن الزكاة فرض واجب، ولا تبرأ منها الذمة حتى تُوضع في الموضع الذي
عيّنه الله -عز وجل- في كتابه الكريم في الأصناف الثمانية:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ
لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً
مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} التوبة،
فلا يجوز للمسلم أن يحابي ويجامل فيها
أحدًا ممن لا يستحقها.
ولا بُدَّ فيها من الإخلاص لله رب العالمين، فلا يكون فيها رياءٌ ولا سمعةٌ ولا منّةٌ ولا أذى أو ترفّعٌ على الفقراء والمساكين،
فهي حَقٌّ لهم في ذلك المال، يجب على المسلم أن يدفعها لهم دون منٍّ ولا أذى، خالصة
لله من كل شائبة تشوبها لئلا يَحبط عملُ المسلم وأجره بذلك.
طيبة نفسه بها معتبرا أنها مغنما لا مغرما.
في الخبر عن أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " إِذَا
أَعْطَيْتُمُ الزَّكَاةَ فَلَا تَنْسَوْا ثَوَابَهَا أَنْ تَقُولُوا : اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا
مَغْنَمًا ، وَلَا تَجْعَلْهَا مَغْرَمًا "
وَالتَّنْقِيصَ كَالْغَرَامَةِ
، وَيَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى تَوْفِيقِهِ لِأَدَائِهَا ، ( وَيَقُولُ الْآخِذُ :
آجَرَكَ اللَّهُ فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَبَارَكَ لَكَ فِيمَا أَبْقَيْتَ ، وَجَعَلَهُ
لَكَ طَهُورًا ) ؛
ولا يجوز أن تُصرف الزكاةُ في غير الأصناف الثمانية
المذكورة في الآية؛ كشراء مصاحف أو بناء مساجد وتأثيثها أو غيرها من المشاريع الخيرية
وإنما هذه تعطى من صدقات التطوع. ولا تحل الزكاة لغني ولا لقوي مكتسب، وإذا أعطاها
المسلم شخصًا اجتهد وغلب على ظنه أنه مستحق وتبيّن أنه غير مستحق أجزأت عنه، والإثم
يكون على ذلك الذي أخذها وهو لا يستحقها وهو يعلم أنها زكاة.
ويجوز
أن يدفعها المسلم إلى أقاربه الذين لا تجب نفقتهم عليه إن كانوا مستحقين لها، بل هو
بذلك يجمع بين الصدقة والصلة.
عاشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوراء
قال النبي صلى الله عليه وسلّم:
"أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المُحرّم،
وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" رواه مسلم.
في مسند الإمام أحمد: (مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم
بأُناسٍ من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء، فقال: ما هذا من الصوم؟
قالوا: هذا اليوم
الذي نجّى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغَرَّق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه
السفينة على الجودي، فصام نوحٌ وموسى شكرًا لله، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم:
"أنا أحقُّ بموسى، وأحقُّ بصوم هذا اليوم" فأمر أصحابه بالصوم).
وفي صحيح البخاري:
<<هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم
صيامه وأنا صائمٌ فمن شاء فليصم ومن شاء فليُفطر).
وفي صحيح مسلم عن أبي قتادة
الأنصاري رضي الله عنه قال: وسُئل – أي رسول الله صلى الله عليه وسلّم – عن صوم عاشوراء؟
فقال:
<< يُكفِّر السنة الماضية>>
ويُسن أيضاً صيام تاسوعاء، وهو تاسع المحرم لقوله صلى الله
عله وسلّم:
<< لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع>>. رواه مسلم،
ولكن مات رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبله.