lundi 11 septembre 2017

احذروا الشريك الخائن -خطبة ج الحنفية.9/2017


بسم الله الرحمن الرحيم
      روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال:
" كَفَى بِالْمَرْءِ عَيْبًا أَنْ يَسْتَبِينَ لَهُ مِنَ النَّاسِ مَا يَخْفى عَلَيهِ مِنْ نَفْسهُ، وَيَمْقُتَ النَّاسَ فِيمَا يَأْتِي " رواه ابن المبارك قي الزهد
النفس
كم هي خطيرة... إنك لن تستطيع أن تصل إلى مرضاة الله عز وجل والنجاةَ يوم القيامة إلا بعد تهذيبها والسيطرة عليها،
قال تعالى[[ ونفس وما سواها ألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها]]
 وقال تعالى[[ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى ]] -( طه )  
التزكية لغة: الطهارة والنماء والزيادة .
والمراد بها ها هنا : إصلاح النفوس وتطهيرها ، عن طريق العلم النافع . والعمل الصالح ، وفعل المأمورات وترك المحظورات .

      كتاب الغزالي من إحياء علوم الدين.:كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق ومعالجة أمراض القلب.
      ذهب الغزالي رحمه الله إلى أنها فرض عين على كل مؤمن ولو لم يكن متحلياً بالأخلاق الذميمة، فيلزم كل أحد أن يتعلم أمراض القلب وكيفية تطهيرها.
من أمراض القلوب:
1- النفاق 2- الرياء 3- مرض الشبهة والشك والريبة 4- سوء الظن 5- الحسد والغيرة 6- الكبر والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين والاستهزاء بهم 7- الحقد والغل 8- اليأس 9- الهوى ومحبة غير الله 10- الخشية والخوف من غير الله 11- الوسواس 12- قسوة القلوب 13- التحزب لغير الحق.

      الله عز وجل – وهو الحق وقوله الصدق – أقسم في كتابه أحد عشر قسماً على فلاح من زكى نفسه وعلى خسران من أهمل ذلك، قال تعالى:
[[ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ))  
      وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم
<< اللهم آت نفسي تقواها ، وزكِّها أنت خير من زكاها ،أنت وليها ومولاها>> رواه مسلم 

      ولن تستطيع أن تصل إلى ما تريد إلا إذا انتصرت على نفسك وكبحت جماحها.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " لا يستطيع الإنسان أن يحقق المعالي من الأمور إلا بمجاهدة نفسه وجعلها عدوة له "

كان يقول- ص- في خطبة الحاجة:
{ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا }.
      وقال، صلى الله عليه و سلم للحصين بن عبيد:
<< أسلم حتى أعلمك كلمات ينفعك الله بها >>، فأسلم، فقال:
<< قل اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي >>، فمن لم يسلم من شر نفسه لم يصل إلى الله تعالى لأنها تحول بينه وبين الوصول إليه..

      فالناس رجلان: وقد ذكر الله القِسمين في قوله تعالى:
[[  فَأَمَّا مَن طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى]]  [النازعات:37-41].

احذروا الشريك الخوّان
ولهذا قيل: ( النفس كالشريك الخوّان إن لم تحاسبه ذهب بمالك ).  
      النفس تأمر بالشح وعدم الإنفاق في سبيل الله، والله يدعو إلى الإنفاق في سبيله فيقول سبحانه
[[ وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ]]  [التغابن:16].
      فالنفس تسمح بالملايين في سبيل البذخ والإسراف، ولا تسمح بالقرش للفقير والمحتاج،
      النفس تكره مشقة الطاعة، وإن كانت تعقب لذة دائمة. وتحب لذة الراحة، وإن كانت تعقب حسرة وندامة. فهي تكره قيام الليل وصيام النهار، وتكره التبكير في الذهاب إلى المسجد، فكم من شخص يجلس الساعات في المقاهي والأسواق ويبخل بالدقائق القليلة يجلسها في المسجد، تكره إنفاق المال في طاعة الله، تكره الجهاد في سبيل الله.
وقال أحد السف: << ما زلت أسوق نفسي إلى الله تعالى وهي تبكي، حتى سقتها وهي تضحك.>>

      قال ابن الجوزي:
<< وما زلت أغلب نفسي تارة وتغلبني تارة، فخلوت يوما بنفسي فقلت لها: ويحك اسمعي أحدثك إن جمعت شيئا من وجه فيه شبهة أفأنت على يقين من إنفاقه؟ قالت: لا قلت لها: فالمحنة عند الموت أن يحظى به غيرك ولا تنالين إلا الكدر العاجل والوزر. ويحك اتركي هذا الذي يمنع الورع لأجل الله أَوَمَا سمعت أن من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه.>>

يقول الغزالي رحمه الله:
      <<اعلم أن أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك، وقد خُلِقَتْ أمارةً بالسوء مبالغةً في الشر فرارةً من الخير، وَأُمِرْتَ بتزكيتها وتقويمها وقودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربها وخالقها ومنعها عن شهواتها وفطامها عن لذاتها، فإن أهملتها جمحت وشردت ولم تظفر بها بعد ذلك.>>

      جهاد النفس يكون بمحاسبتها ومخالفتها. وفي الحديث:
<<الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ >>
 مَعْنَى قَوْلِهِ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ  : حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
       وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ
<<حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا.>>  
- النايلسي:
أحد أنواع الجهاد جهاد النفس والهوى طلب العلم - حمل النفس على ما تعلمت - الدعوة إلى الله -  الصبر
 <<أن تطلب العلم، أن تعرف من أنت؟ أن تعرف ما مهمتك في الدنيا؟ أن تعرف علة خلقك من أجل أن يصحح عملك، هذا الجهاد الأول أن تحمل نفسك على طلب الحق، ومعرفة الهدى، ومعرفة كتاب الله وسنة رسوله، هذا يحتاج إلى وقت، هذا الذي يقول: لا وقت عندي، إذاً عندك وقت لماذا؟ ماذا تجيب الله يوم القيامة؟ ـ




 

Aucun commentaire: