بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معزِّ
الإسلام بنصره، ومصرِّف الأمور بأمره، ومديم النِّعم بشكره، الذي قدّر الأيام دولاً
بعدله، وجعل العاقبة للمتقين بفضله، وأظهر دينه على الدين كله.
القاهر فوق عباده
فلا يمانَع، والظاهر على خليقته فلا يُنازَع، والآمر بما يشاء فلا يُراجَع، والحاكم
بما يريد فلا يُدافَع.
وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، الأحد الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
وأشهد أن سيدنا محمداً
عبده ورسوله، أول الخلق، وحبيب الحق، سيد المربين، وإمام المجاهدين، والمبعوث رحمةً
للعالمين.
اللهم صلي، وسلم،
وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارض عنا، وعنهم
يا رب العالمين.
أيها الإخوة الكرام، بادئ ذي بدء، نقرأ كلام الله
فإذا هو طافح بالوعود للمؤمنين:
1 ـ الاستخلاف في الأرض:
[[ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ
مِن قَبْلِهِم ]] النور الآية: 55
2 ـ تمكين الدين في الأرض:
أول وعد:
﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
ارْتَضَى لَهُمْ ﴾ النور
3 ـ الأمن بعد الخوف:
الوعد الثاني:
﴿ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْنًا ﴾
﴿ يَعْبُدُونَنِي
﴾ بشرط أن يعبدوني
وعد آخر:
﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
( سورة غافر الآية: 51 )
وعد آخر:
﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ الصافات
وعد آخر:
﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
﴾ الروم : 47
تطمين للمؤمن مهما كان و يكون:
﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ
الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ ( سورة آل عمران
)
المفارقة الحادة بين واقع المسلمين المؤلم وبين
وعود رب العالمين الرائعة كيف نوفق بينهما.
لابد من العمل وتركِ النوم والكسل :
أيها الإخوة
الكرام،
لعل هذه الأحداث دفعتنا إلى أن نصحوَ، دفعتنا إلى أن يحب
بعضنا بعضاً، لعل هذه الأحداث دفعتنا إلى أن نعمل، لا أن نبقى نائمين.
مثلنا
و مثل الغرب: المسلمون نائمون في ضوء الشمس، ضوء الشمس هو الوحي، والطرف الآخر
يعملون في الظلام، والذي يعمل في الظلام قد يسبق النائم في ضوء الشمس.
عن أيّ عمل نتحدّث و هناك من يقرر الإضراب 5 أيام، أي أسبوع و
يردفها بأسبوع آخر ...
هل يحق لهؤلاء الحديث عن نصرة الأقصى؟؟؟
و آخرون الآن في حالة إضراب أم هم يهدّدون
به !!!
بلد اهترأ اقتصاده دمّر ..عشرات الألاف من الإضرابات عن
العمل زيادات مجحفة لا هم انتفعوا بها ( تضخم) و لا البلاد بقيت على الحالها...أصبحنا
نقترض بكل الطرق لتدفع الأجور..
من جهة نسبّ
و نتوعّد و في آخر الشهر نذهب إليهم في ذلّة و انكسار ...:اعطونا قروضا لنأكل و نشرب..
أيها الإخوة
الكرام، العبرة أن نعمل وعود الله ثابتة، زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده
للمؤمنين.
لابد من الصلح مع الله :
أروي لكم قصةً
صغيرة في عهد الحسن البصري، هذا الرجل من التابعين الأجلاء جاءه وفد من علية القوم
يشكو أميراً ظالماً بالغ في البطش برعاياه، قال: إن ظلم الأقوياء نقمة الله عز وجل،
ونقم الله عز وجل لا ترد بالسيوف وحدها، ترد بالسيوف أولاً، وبالصلح مع الله ثانياً.
هنا المشكلة،
يجب أن نصطلح مع الله، يجب أن نرتب أوراقنا مع الله، يجب أن نعود إلى الله يجب أن نعود
إلى منهج الله، ظلم الأقوياء لا يرد بالسيوف فقط، يرد بالصلح مع الله، وبالسيوف معاً،
لا بد من أن نجمع مع المقاومة الإيمان، ومع المقاومة الاستقامة، ومع المقاومة .
الإخلاص، لا بد من أن
نقدم لله عز وجل ثمن النصر، والنصر موجود، والكرة في ملعبنا، والله ينتظرنا.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا
اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ﴾
( سورة محمد الآية: 7 )
كنت أدعو وأقول:
اللهم انصرنا على أنفسنا حتى ننتصر لك، وحتى نستحق أن تنصرنا على أعدائنا.
الردّ على تدشين
قناة للمثليين بتونس على الواب
لا أحد يستطيع إفساد هداية الله لخلقه :
أيها الإخوة
الكرام، لو أن قوى الأرض اجتمعت بكل إمكاناتها، بكل بأسها، بكل قوتها، بكل إعلامها،
بكل أموالها، بكل حلفائها، لو أن أهل الأرض اجتمعوا على أن يلغوا هداية الله لخلقه
لا يستطيعون، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً
ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾ ( سورة الأنفال الآية: 36 )
الله موجود:
﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ
عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى
﴾ طه
نحن في أمسّ
الحاجة إلى أن نثق بالله عز وجل، ولن يتخلى عنا:
[ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا
لَا يَسْتَوُونَ ]]
( سورة السجدة)
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ
(35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) ﴾
( سورة القلم )
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ
لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61) ﴾ ( سورة القصص )
أيها الإخوة
الكرام، هذه آيات القرآن الكريم.
﴿ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ يوسف
﴿ إِنَّ
الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ الإسراء
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين .. اللهم
أعز الإسلام وانصر المسلمين اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين وأذلّ أعداءك أعداء الدين.
اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل
كيده في نحره يا قوي يا عزيز. اللهم نصرك الذي وعدتنا يا من لا يُخلَفُ وعدك ولا يُهزم
جندك سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا
بالإسلام راقدين ولا تشمت بنا عدواً ولا حاسداً واجعلنا هداةً مهتدين على صراطك المستقيم. اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها أولها وآخرها، ما
علمنا منها وما لم نعلم. اللهم ارحم موتانا، واهد ضالنا، ورد غائبنا، واشف مرضانا،
واقض عنا ديننا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire