mardi 19 décembre 2017

هل لك حاجة ...فأساعدك؟! خطبة ج "الحنفية" 12/2017


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات ، الحمد لله الذي علم العثرات ، فسترها على اهلها وانزل الرحمات ، ثم غفرها لهم ومحا السيئات ، فله الحمد ملئ خزائن البركات ، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات ، وله الحمد ماتعاقبت الخطوات ، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات ، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات ، وعدد الحركات والسكنات ، سبحانه .. سبحانه ،      وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرج للكربات إلا هو ، ولا مقيل للعثرات إلا هو ، ولا مدبر للملكوت إلا هو ، ولاسامع للأصوات إلا هو ، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته ، وما انتصر دين إلا بمداد عزته.
وأشهد أن محمدآ عبده ورسوله اقام اعوجاج الخلق بشريعته ، وعاش للتوحيد ففاز بخلته ، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته ،
     صل الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه إلي يوم الدين.
[[ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقّ تقاته...]]
أيّها الإخوة،
من كتاب الفوائد، إحدى هذه الفوائد:
" للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس ".
     الله عز وجل من أسمائه أنه ستار، وقد يُظهر الله محاسنك، ويستر عن الناس عيوبك،
     ابن مسعود الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن يقول أن الذنوب لو كانت لها رائحة تفوح ويشمها البشر لما جالسه أحد...
 فما دمت تحتمي بهذا الستر، وتقدر هذا الستر، وما دمت تخاف أن تسوء العلاقة بينك وبين الله، فالله سبحانه وتعالى بتكرم منه يبقي الستر الذي بينك وبين الناس قائماً، يحفظك، ويسترك، و يخفي عن الناس ما أنت عليه، وهذا من أسماء الله الحسنى: الستار.
 والمؤمن الصادق له من هذا الاسم نصيب، المؤمن الصادق ليس فضاحاً، بل يستر على الناس عيوبهم وأخطاءهم.
     الإنسان أحياناً بذكائه يعامل الناس معاملة طيبة، هذه الأخلاق التي لم يكن مصدرها اتصالاً بالله عز وجل، ولا صبغة من الله عز وجل، هذه أخلاق الأذكياء، تنهار، وتتبدل، وتتغير عند أي استفزاز، أو عند أي خطر يهدد مصالح الإنسان، ولو وسعنا هذا الموضوع لوجدنا أن العالم الغربي استطاع بطرح قيم رائعة جداً أن يخطف أبصار أهل الأرض، لكن حينما هددت مصالحه انقلب إلى وحش كاسر، والله سبحانه وتعالى متكفل ألا يغش أحداً بأحد..
فالذي بينه وبين الله ستر حافظ عليه، وقدّره، وشكر الله على أن ستره، ما كان الله ليفضح هذا الإنسان في عقر داره.
     الأمر كله بيد الله، والإنسان مهما يكن ذكياً، وقد أحكم أموره، وقد سدّ كل الثغرات، وقد هيأ لكل الاحتمالات، لا يستطيع أن يحمي نفسه من فضيحة، لأن الأمر بيد الله وحده، يؤتى الحذرُ من مأمنه:
(( ولا ينفع ذا الجد منك الجد )) مسلم  

     أيها الإخوة من أسمائه الحسنى تعالى الستار
و جاء في حديث أخرجه أبو داوود:
 <<... ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحْه في جوف بيته >>
هناك إنسان قناص، همه أن يثير الفضائح، وكل إنسان يدقق في خصوصياته ويفضحه، فعقابه من الله عز وجل أن يفضحه في عقر داره، ولا تستطيع مهما كنت كيساً، وذكياً، وعاقلاً، أن تحول بين الله وبين أن يكشف سترك.
---------------------------------------------
الخطبة الثانية


أيها الإخوة،
للعبد رب هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، وأن يعمّر بيته قبل الانتقال إليه.
رب هو ملاقيه... فليعدّ الأجوبة على تلك الأسألة الخمسة:
<<لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ >>
الترمذي، الدارمي

وأن يعمّر بيته قبل الانتقال إليه...بالحسنات:

*** قصّة و موعضة
قال : عندما انتهينا من صلاة الجمعة سلّم علي رجل كنت عن يمينه وسألني : هل لديك حاجة فأقضيها لك ؟ قلت باستغراب ﻻ شكرا لك أخي ثم إلتفت عن شماله فوجد عامل تنظيف فسلم عليه وقال له مثل ما قال لي فاحمر وجهه خجلاً .. وهل يسأل عامل التنظيف إذا كانت لديه حاجة ؟ أخرج من جيبه أموالا وأعطاه اياها فتهلل وجه العامل بالبشر والسرور وراح يدعو له من كل قلبه .
قلت له : - ومن حضرتك ؟ أجاب : - انا أستاذ جامعي قلت له : وهل تفعل ذلك كل يوم جمعة ؟ أجاب : نعم ، ﻷنني ما أصبحت أستاذا جامعيا إلا بسبب تلك الإلتفاتة .
فقد كنت أصلي قديما في مسجد قريب من الجامعة وكان الحزن باديا على وجهي بسبب وفاة والدي المعيل اﻷوحد لنا. إلتفت نحوي رجل كان يصلي بجانبي وسألني : هل لك حاجة يا بني ؟توسمت الخير في وجهه وقلت : نعم أريد أن أسدد أقساط جامعتي أجاب : على الرأس والعين دلني عليها وأعطني اسمك بوضوح... ولتذهب غدا لتستلم اﻻيصال .
وكل عام أفعل لك ما سأفعله غدا إلى أن تتخرج بإذن الله .
اغرورقت عيناي بالدموع ودعوت له وقلت : كيف أرد لك ذلك الجميل ؟ أجاب : عندما تتخرج وتعمل إسأل من يصلي معك بعد اﻻنتهاء من صلاة الجمعة نفس السؤال وإذا علمت بأن لديه حاجة اقضها له إن استطعت فتكون قد رددت لي الجميل.
وفعلا يا أخي تعهد بسداد أقساط تعليمي حتى التخرج .كنت أزوره نهاية كل عام ﻷزف له بشرى نجاحي الى أن وافته المنية بعد تخرجي وأنا على عهده باق إلى أن ألقى الله جل في علاه.. اللهم استعملنا،في الخيرات والطف بنا ..... فيما هو آت ....

     اللهم أيقظ قلوبنا من الغفلات، وطهر جوارحنا من المعاصي والسيئات، ونق سرائرنا من الشرور والبليات، اللهم باعد بيننا وبين ذنوبنا كما باعدت بين المشرق والمغرب، ونقنا من خطايانا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وثبتنا على الصراط المستقيم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم اجعلنا من المتقين الذاكرين الذين إذا أساؤوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا، اللهم انصر إخواننا المجاهدين الفلسطينيين الذين يريدون أن تكون كلمتك هي العليا،و تكون عاصمتهم القدس اللهم ثبتهم وسددهم، وفرج همهم ونفس كربهم وارفع درجاتهم

Aucun commentaire: