mercredi 3 janvier 2018

من أسباب محبة الله استعراض النعم

من أسباب محبة الله استعراض النعم - جامع الحنفية-1/2018
(كن مستقلاً ولاتعود نفسك على قياس قيمتك الذاتية بناء على نظرة الناس،فمن مظاهر اهتزاز الثقة أن لا تطمئن وتثق بذوقك واختيارك حتى يمدحه الآخرون- لا تلتفت إلى التراب-)
ابسم الله الرحمن الرحيم.

      الحمد لله، لا إلهَ إلا هو الحيّ القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، سبحانه وبحمده، يكشف البلوى، ويزيل الهموم، أحمده سبحانه وأشكره على عظيمِ آلائه وجزيلِ نَعمائه، والنِّعم بشكرِ الله تدوم،
      وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً خالِصة مخلصة تقِي برحمة الله من نار السموم،   وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمدًا عبد الله ورسوله، اجتباه واصطفاه وأعطاه ما يَروم،
      صلّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، حازوا أشرف العلوم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الجديدان والسحاب المركوم، وسلّم تسليمًا كثيرًا. أسباب محبة الله استعراض النعم.

أيها الإخوة:
 السعداء هم اللذين يشتغلون بشكر ما عندهم، لا بالحسرة على ما فقدوه، أنت عندك أشياء، وفاقد أشياء،
والنبي الكريم علمنا بهذا الدعاء العظيم يقول:
(( اللهم ما رزقتني مما أحب، فاجعله قوة لي فيما تحب )).

...إن كنت راضياً عن الله، راضياً عن قضاء الله فيك، فأنت أسعد الناس، وإن لم تكن كذلك، كان الهمّ والحزن.
       إن مما يسخِّط الناس على أنفسهم، وعلى حياتهم، ويحرمهم لذة الرِّضا، أنهم قليلو الإحساس بما يتمتعون به من نعم غامرة، ربما فقدت قيمتها، لأنهم ألفوها، أو لأنهم يحصلون عليها بسهول، وهم يقولون دائماً: ينقصنا كذا وكذا، ونريد كذا وكذا، ولا يقولون: عندنا كذا وكذا.
        قبل أن تقول: ينقصنا، قل ماذا عندك ؟ ما النّعم التي أنعم الله بها عليك ؟ ما الفضل الذي حباك الله فيه ؟ ما الشيء الذي اختصك الله به ؟
       قبل أن تنظر إلى نصف الكأس الفارغ انظر إلى نصفه الملآن،

* ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
 إِنَّ الْإِنْسَانَ يظلم نفسه حينما يكفر بنعمة ربه...
و من لم يشكر؟
 [[  وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ  ]]
كفرتم أي كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها، { إن عذابي لشديد} وذلك بسلبها عنهم وعقابه إياهم على كفرها.

       إلا أن المؤمن أيها الأخوة عميق الإحساس بفضل الله عليه، عميق الإحساس بما يحيط به من نعم ظاهرة وباطنة، هي عن يمينه، وعن شماله، ومن بين يديه، ومن خلفه، ومن فوقه، ومن تحته، إنه يشعر بنعمة الله عليه.

﴿وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)﴾( سورة إبراهيم:    

أيها الإخوة،
أشدّ عقوبة في الدنيا أن يُمسك اللهُ لسانَك عن ذكره.

    عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ) متفقٌ عليه.


 ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًكَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )الأحزاب

تارك الصلاة...متى سيذكر ربّه ؟... أمّا المؤمن المصلي فلا حركة بلا ذكر...

و أعلى أنواع الذكر:

<< أن تربط النّعم التي تفد إليك من الله دائما بالمنعم، و أن تربط مظاهر الصنعة بالصانع >>.


* فإذا شعرت بالعافية تذكّر أنّ الذي أكرمك بها هو الله، المال..تذكّر..، الطعام..تذكّر..، ماء الصافية...تذكر..،( مرض نادر يقضي على أجهزة الجسم الحيوية الواحد تلو الآخر يصيب شابا في العشرين...تصوّروا عيشه و عيش أبويه.

      نحن مغمورين بنعم الله: الزوجة ..الأولاد..
[[ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ]] الواقعة

* عملية المغض في الفمّ: تضع قطعة اللحم في فمك و تطحنها بأضراسك و اللسان يتعامل معها دون خطر وقوعه تحت الأضراس، و أنت تتلذّذ بها غافلا عنه، فلو حاولت إبعاد لسانك يدويا كلّما أردت الأكل لتعطّب و استحال ذلك.
نعمة الرزق:

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ فاطر

و الحمد لله أن جعل الرزق :

1/ الرزق بيده ، ليس بيد غيره
[[...هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ]].
2/ الرزق بيده وهو الحكيم البصير.

 [[ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِير ]]الشورى

 3/ الرزق انتهى تقديره.

  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ
(( يَا غُلَامُ أَوْ يَا غُلَيِّمُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ فَقُلْتُ بَلَى فَقَالَ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)) الترمذي

4/  إذا أردت أن تزيد أي نعمة ،قاشكر الله
* فإذا أردت أن تدوم النعم فاشكرها لله :

﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)﴾( سورة إبراهيم: 7 )

 ...وعليك ب( البركة).

******
 و من أسباب محبة الله :

*<< أن تربط النّعم التي تفد إليك من الله دائما بالمنعم، و أن تربط مظاهر الصنعة بالصانع >>
      فإن فعلت فسيتفجّر منك حبٌّ عميق لمولاك، سبحانه و تعالى...بشرط أن تداوم على ذلك.

[[ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ]] البقرة
* فإذا أحببته تفرّغ قلبُك و تحرّر ممّن سواه...

      ************

  عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :  " مَنْ قَالَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعِمْنِي وَسَقَانِي ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ تُنَجِّيَنِي مِنَ النَّارِ ، فَقَدْ حَمِدَ اللَّهَ بِجَمِيعِ مَحَامِدِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ " الحاكم في المسترك.

     


النعم ثلاثة(ابن القيم)
النعم ثلاثة :
 نعمة حاصلة يعلم بها العبد ونعمة منتظرة يرجوها ونعمة هو فيها لا يشعر بها
فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده

1/ عرّفه نعمته الحاضرة وأعطاه من شكره قيدا يقيّدها به حتى لا تشرد فإنها تشرد بالمعصية, وتقيّد بالشكر

2/ ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة, وبصّره بالطرق التي تسدها وتقطع طريقها ووفقه لاجتنابها وإذا بها قد وافت إليه على أتم الوجوه

3/ وعرّفه النعم التي هو فيها ولا يشعر
بها.

     ويحكى أن أعرابيا دخل على الرشيد, فقال يا أمير المؤمنين ثبّت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته وعرّفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها فأعجبه ذلك منه وقال ما أحسن تقسيمه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات


Aucun commentaire: