بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي
أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، والحمد لله على ما قدره بحكمته
من دقيق الأمر وجله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك كله، وله الحمد
كله، وبيده الخير كله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما.
أيّها الإخوة ،
من أخطر
الوسائل التي تقوّض عرى المجتمع و تنشر فيه قلّة الثقة و التخوين : الكذب...وهو
كبيرة، تقريبا لم تعد تطمئنّ لقول أحد مهما علا أو سفل...
فأنت تقول بعد ما تسمع: في الموضوع إنّ...
فالسامع يحتاج في عصرنا إلى صفّيات كثيرة في أذنيه
حتى يغربل ما يسمع...و مسكين من كان صادقا كيف يعبّر عن حاجته و صدقه!!
أخرج الإمام
الترمذي في باب الفتن:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ
يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ
اللِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ،
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ فَبِي
حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ
حَيْرَانًا>>
<< إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي
إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ
يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ
لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا >>
[البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
الكذب يلغي الإيمان
قضيةُ
الكذب ذنب من أخطر الذنوب، بل إن النبي عليه الصلاة و السلام يقول:
<< يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ
عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ>> [أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
زكاة الفطر 1550م.
نصاب الزكاة لهذه السنة: 8620.750 دينار
موضوعنا هو مصارف الزكاة:
تطاول
كثير من الناس، ووزّعت على غير أهلها في بعض الأحيان،
والله سائل من أخذ، وسائل من قسّم،
وسائل من أخرجها عما أمره الله سبحانه وتعالى واستودعه،
ومن الناس من قسّم زكاته على أقربائه
دون توفّر شروط إخراجها فيهم...
مع أنّ الزكاة لها مخارجها الشرعية المعتبرة، التي
لا يجوز تعدّيها، ولا تجوز المجاملة على حساب حق الله فيها، لا تجوز المحاباة على حساب
حق الفقراء والمساكين، بل يجب التحري؛ فإن كان القريب من المحتاجين فهي صدقة وصلة رحم،
وإلا فإنه لا يجزئه إلا إعادة إخراجها من جديد.
كذلك تهاون الكثيرون
في إخراجها ، فأصبح الإنسان يُعطي من الزكاة
الواجبة كل من سأله في مسجد، أو لقاه في طريق، أو أحرجه في دكّان، وليس هذا بمجزئ إلا
أن يتحرّى الإنسان مواطنها، فيعطيها على ما أمر الله سبحانه وتعال.
هناك من اتخذها مهنة...
في عهد الرسول
صلى الله عليه وعلى آله وسلم، مدت أيدي المنافقين إلى الزكاة، سعوا لأخذ مال الزكاة،
ففضحهم الله، وأوضح حرصهم على نفعهم الذاتي في القرآن الكريم، فضح الله هؤلاء المتطاولين
على مال الزكاة ممن لا يستحقه، فخلّدها في القرآن سبحانه لتكون عبرة لنا جميعاً، قال
عز من قائل:
﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ
فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ
* وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ
سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ
﴾ [التوبة: 58، 59]،
ثم قسّمها سبحانه
وتعالى بنفسه:
﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ
وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ
وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60]
من أشهر ما يتحرّى
الناس وضع زكاتهم فيه ثلاثة مصارف: الفقراء والمساكين
والغارمين، فمن هو الفقير والمسكين ؟ وكيف نعرفهما لنضع الزكاة في مكانها؟
ولكي لا نتطاول عليها، ونحن لا نستحقها.
الفقير و المسكين
الفقير والمسكين
في كلام أهل العلم رحمهم الله تعالى على الصحيح، وهو قول الجمهور منهم هو الذي لا
يجد كفايته من حوائجه الأصلية له ولمن يعول إلى آخر الشهر(من مسكن وملبس وطعام
وشراب ، و حاجات أخرى فرضها العصر التنقل التعلم العلاج. وكثير من الناس
إذا مرض افتقر، وحلّت له الزكاة..)، فيضطر أن يُضيّق على أهله فيما يشق عليهم، أو
يضطر أن يستدين...
كان الناس
يأتون إلى أصحاب المحلات التي تبيع طعام الناس وشرابهم، فيسألونهم من الذي يستدين منكم
كل شهر ؟ من الذي لا يجد حاجة كفاية نفسه من الطعام، فيأخذ بالدَّين، ثم يعجز عن السداد
؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأما الغارم
فهو الذي استدان ديناً في حاجة من حوائجه، ثم حلّ الدَّين، وعجز تماماً عن السداد؛
فإن كان لا يستطيع أن يقضي دينه؛ لعدم وجود مال معه، ولو على شكل أقساط، فإن هذا يُعطى
من الزكاة ما يُسدد به دينه، فتحرّوا يا عباد الله
وقد صرّح الفقهاء
بأنّه لا يعدّ المسكن، أو الملبس، أو الفراش، أو الآنية، ونحو ذلك من حاجيات الحياة
مانعة من يعطى ما يقضي به دينه، ومن شروط إعطائه من مال الزّكاة أن يكون الغارم قد
استدان في مباح أو في طاعة، فلو استدان في معصية فإنّه لا يعطى
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire