vendredi 3 janvier 2020


  التفاؤل 2020السنة الجديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
     الحمد لله الذي جعل الحمدَ مفتاحاً لذكره، وسبباً للمزيد من فضله، ودليلاً على آلائه وعظمتِه، أمرُهُ قضاءٌ وحكمة، ورضاه أمانٌ ورحمة، يقضي بعلمه، ويعفو بحلمه، نحمدك اللهم على ما تأخذ وتعطي، وعلى ما تعافي وتبتلي...
 و أشهد...و أشهد
اللهمّ صلّ على محمّد...


أيها الإخوة،
     من منّا يستطيع العيش في هذه الحياة دون أن يكون له نصيب من التفاؤل و الأمل؟فالإنسان بدونها سوف يعيش حياة حزينة إلى أبعد حدٍّ... فالتفاؤل هو الوقود الذي نستخدمه،بحول الله، لتكملة السير في الطريق الوعرة، وهو الذي ينير ليالينا المظلمة ...
- التفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله.
- (إنّ التفاؤل دفاع جيد ضد التعاسه،  إن التفاؤل يمكن أن يُتعلم(
- فكل فرد مسئول عن صحته النفسية وعن نموها،  

  وهو الميزة الأكثر ارتباطاً بالنجاح والسعادة من أي شيء آخر.
يقول الطغرائي عن الأمل:
 أعلّل النفس بالآمال أرقبها ** ما أضيقَ العيش لولا فسحةُ الأمل
     فالمتفائل يفسر الأزمات تفسيراً إيجابياً، و يتلمح لطف الله تعالى فيها بالنظر إلى من هو أشدَّ منه أزمة وبلاء، بل إن التفاؤل يبعث في نفسه الأمل في الله والثقة بالفرج والأمن
ـــــــــــــــــــــــــــــ
التفاؤل أن ترى ما عند الله ، وأن تكون واثقاً بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك .
 التفاؤل : هو حسن الظن بالله ،
 قال اللهُ تعالى في حديث قدسيّ رواه الخمسة: :<< أنا عند ظنِّ عبدِي بي إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ>>
 هو صفة العظماء ، صفة المؤمنين  ، والتفاؤل صفة الذين عرفوا أن الأمر بيد الله ، صفة الموحدين ،
فالتفاؤل توقع الخير ،والتفاؤل أن تكون محصناً من أن يأخذك اليأس إلى مكان بعيد .
المؤمن متفائل حتماً ، لأنه يعلم علم اليقين أن الأمر بيد الله ، وأن الله قوي .
<< ما شاءَ اللهُ كانَ ، وما لم يشأْ لم يكن >> .
[ أخرجه أبو داود عن بنت من بنات النبي ] .
وأن الله في أية لحظة بيده المعادلات كلها ، بيده موازين القوى ، وأن الأمر يرجع إليه ،

-    ما أمرك الله أن تعبده إلا بعد أن طمأنك فقال:﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِهود الآية : 123   .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفاؤل أساسه الإيمان ، أنت حينما تؤمن أن الله وحده هو القوي ، وأن أمره هو النافذ ، وأن :
﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ . سورة الأعراف الآية : 54 ) .
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾
( سورة الزمر )
﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾ .
( سورة الزخرف الآية : 84 ) .
﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ﴾ .
      ما دام الله عز وجل ، صاحب الأسماء الحسنى ، هو الرحيم ، هو العدل ، هو القوي ، هو الغني ، هو الحنان ، هو المعطي ،
 لذلك قال تعالى :
﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ .يوسف
أي كأنَّ التشاؤم من صفات الكفار ، وكأن التفاؤل من صفات المؤمنين
مسألة :الإنسان يتشاءم بقدر ضعف إيمانه ، ويتفاءل بقدر قوة إيمانه ، وكلما كان الإيمان أقوى كان التفاؤل أقوى.
 القرآن الكريم يملأ القلب تفاؤلاً :
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ .طه   .
﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ .الروم  
﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ .الصافات   .

لذلك عظماء الأرض كانت أمامهم عقبات وعقبات ، يقول عليه الصلاة والسلام :
 << لقد أُخِفْتُ في الله ما لم يُخَفْ أَحدٌ ، وأُوذِيت في الله ما لم يُؤذَ أحد ، ولقد أتى عليَّ ثلاثون من يوم وليلة ، وما لي ولبلال طعامٌ إِلا شيء يُواريه إِبطُ بلال >> .
[ أخرجه الترمذي عن أنس رضي الله عنه ] .
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  النابلسي:
     وأنا أقول الآن بدافع من الإيمان : لا تستطيع جهة في الأرض مهما تكن قويةً ، مهما تكن تملك الأسلحة الفتاكة ، والإعلام ، والاقتصاد ، لا يمكن للقطب الأوحد في الأرض أن يُفسد على الله هدايته لخلقه ، مستحيل وألف ألف ألف مستحيل :
أنت أب وقوي ... أيعقل أن يسمح لواحد من أولاده أن يفسد على الأب خطته في تربية أولاده ؟! مستحيل .
     لكن الله يسمح للأقوياء أن يهددوا ، ليمتحن إيمان المؤمنين ، يسمح للأقوياء أن يعلنوا عن خططهم الجهنمية ليمتحن إيمان المؤمنين .






من كلمات إيليا أبي ماضي:
كم تشتكي و تقول إنّك معدم
و الأرض ملكك و السما و الأنجم

و لك الحقول و زَهرُها و أريجها
و نسيمها و البلبُل المترنّم

و الماء حولك فضّةً رقراقةً
و الشمس فوقك عسجدٌ يتضرّمُ


Aucun commentaire: