vendredi 10 janvier 2020

سؤال الأمر بالمعرف الصدّ عقاب من الله 1/2020



بسم الله الرحمن الرحيم
     الحمد لله رب العالمين ، مَنَّ على من شاء من عباده بهدايتهم للايمان وكرَّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان ،
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تفرد بالكمال والجلال والعظمة والسلطان ،سبحانه و تعالى حيّ لا يموت بيده الخير يحيي و يميت وهو على كلّ شيء قدير.
 وأشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث إلى كافة الإنس والجان ، فبلغ رسالة ربه وبين غاية البيان ،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده حتى نشروا العدل والأمن والإيمان . وسلم تسليما كثيرا ...
السؤأل: 1/ أليس الصلاة تنهى عن الفحشاء و منكر؟
         2/ كلّما أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر إلاّ ووجهت بالصدّ و القطيعة!
         3/ أخدم النّاس و أصل رحمي و أحسن إليهم ...و إذا مرضت أو احتجت قاطعوني و لا أرى منهم أحدا.
         4/ هل هذا عقاب لي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أليس الصلاة تنهى عن الفحشاء و منكر؟
     الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة الحقيقية التي يُقبل صاحبُها إليها بقلبه وروحه ونفسه ، يتذلل بها بين يدي الله ، إظهارا للعبودية واعترافا بالفقر بين يديه ، وهو في ذلك راغب فيما عنده عز وجل ، صادق التوبة والإنابة ، مخلص السريرة له سبحانه .
     فمن لم تقم في قلبه هذه المعاني حين يقف بين يدي الله للصلاة ، لم تثمر صلاته الثمار الحقيقية المرجوة ، التي من أهمها التذكير بالله والنهي عن الفحشاء والمنكر ،
. ولم يكتب له من أجرها إلا بقدر ما حققه من معانيها ومقاصدها
يقول الله عز وجل فيها :
( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45
<< قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا - غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ فِي النَّارِ

قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَإِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا - وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ فِي الْجَنَّةِ >>رواه أحمد في "المسند" (2/440) وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب"
 معنى( أقم الصلاة )  قال به المشيخة الصوفية ، وذكره المفسرون   : إدامتها ، والقيام بحدودها .

...فإذا دخل المصلي في محرابه ، وخشع ، وأخبت لربه ، وادّكر أنه واقف بين يديه ، وأنه مطلع عليه ويراه : صَلَحَت لذلك نفسُه ، وتذللت ، وخامرها ارتقاب الله تعالى ، وظهرت على جوارحه هيبتُها ... ولم يكد يفترُ من ذلك حتى تُظله صلاةٌ أخرى يرجعُ بها إلى أفضل حالة .

  القرطبي - : لا سيما وإن أشعرَ نفسه أن هذا ربما يكون آخرَ عمله ...
من هو
... مشتِّت الجَماعات، هازم اللذات، عابر القارات، مفرِّق الأحباب، متعدِّد الأسباب، لا يعبأ بالألقاب أو الأنساب، لا يُرسل إشارةً فيُنذر، ولا يطرق بابًا فيستأذن، لا تردُّه أمجاد، ولا تؤجِّله أعياد، إنه الموت
لا بدَّ لك من لقاء ربك؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ  [الانشقاق: 6]، إذًا لا بدَّ من الاستعداد للموت.
فتذكّر كلّ هذا في صلاتك.
       وروي عن بعض السلف أنه كان إذا قام إلى الصلاة ارتعد واصفر لونه ، فكُلم في ذلك فقال : إني واقف بين يدي الله تعالى ، وحق لي هذا مع ملوك الدنيا ، فكيف مع ملك الملوك ؟!
فهذه صلاة تنهى - ولا بد - عن الفحشاء والمنكر .
     ...ومن كانت صلاته دائرة حول الإجزاء ، لا خشوع فيها ، ولا تذكر ، ولا فضائل – كصلاتنا ، وليتها تجزي - فتلك تترك صاحبها من منزلته حيث كان ، فإن كان على طريقة معاص تبعده من الله تعالى : تركته الصلاة يتمادى على بعده ، وعلى هذا يخرج الحديث المروي عن ابن مسعود وابن عباس والحسن والأعمش قولهم :
 << من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعدا >> "فيه كلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
         2/ كلّما أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر إلاّ ووجهت بالصدّ و القطيعة!
بعث الله تبارك وتعالى الأنبياء والمرسلين بمهمة سامية وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور

      وقد بين الله عز وجل المنهج الذي ينبغي أن يسير عليه كل من يتصدى للقيام بهذه الرسالة السامية، فقال سبحانه وتعالى:
﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ  النحل

من شروط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:
 - الإخلاص - العلم - في المتفق عليه - في الظاهر لا بالتجسس. - أن لا يترتب على الأمر بالمعروف تفويت معروف أعظم- الرفق و مراعاة التدرّج - التواضع - الصبر و الحلم فتخسر المقابلة و لا تخسر الحرب....





 

وعن أبي هريرة t: أَنَّ رجلًا قَالَ: يَا رَسُول اللَّه، إِنَّ لِي قَرابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُوني، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِم وَيُسِيئُونَ إِليَّ، وأَحْلُمُ عنهُمْ وَيَجْهَلُونَ علَيَّ، فَقَالَلَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ المَلَّ، وَلا يَزَالُ معكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلكَ رواه مسلم.  المَلّ يعني: الرَّماد الحامي


Aucun commentaire: