إياك نعبد وإياك نستعين- مارس 2021-2024

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأنعم علينا بالإيمان، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، 

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده رب السماوات والأكوان العزيز الغفار المنان. 

اللهم اجعل في بصرنا نوراً، وفي سمعنا نوراً، وفي قلبنا نوراً، اللهم اشرح لنا صدورنا، ويسر لنا أمورنا، 

اللهم إنا نعوذ بك من وسواس الصدر وشتات الأمر، و من الكفر بعد الإيمان. 

ونشهد أن سيدنا وقائدنا وحبيبَنا وشفيعَنا محمداً عبد الله ورسوله الذي دعا أول ما دعا إلى عبادة الواحد الديان.

صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحابته الغرِّ الميامين ومن تبعهم واقتفى أثرهم وسار على دربهم بإحسان إلى يوم الدين.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

أيها الإخوة، 

بعض العلماء عرف الفاتحة فقال:

" فاتحة الكتاب هي أم القرآن والسبع المثاني، والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة، وهي مفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن.. لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسرَّ الذي لأجله كانت كذلك ".

.‎‏

و في الصحيح :قال رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : <<والذي نفسي بيده ما أُنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته». حسن صحيح 

 ورد في فضل سورة الفاتحة بعض الأحاديث، منها:

روى البخاري عن سعيد بن المعلى، قوله صلى الله عليه وسلم: “لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد” ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن.؟

قال: “الحمد لله رب العالمين” هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”.هي السَّبعُ المَثاني والقُرآنُ العَظيمُ>> 

الفاتحة أمُّ الكتاب وقلبها، وجوهر معانيها في الآية الكريمة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين) كلمتان دقيقتان تختزلان غاية الدين كله، إذ عليهما مدار العبودية والتوحيد.

 

فالله تعالى أنزل الكُتب، ثم جمع معانيها في القرآن الكريم، وأنزل القرآن فجمع معانيه في فاتحة الكتاب، ثم أنزل الفاتحة وجمع معانيها في: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين).

قال ابن القيم - رحمه الله - في أسرار هذه الآية : 

<< وَسِرُّ الْخَلْقِ وَالْأَمْرِ( وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلْقَيِّمَةِ) وَسرُّ الْكُتُبِ وَالشَّرَائِعِ، وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ انْتَهَى إِلَى هَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ، وَعَلَيْهِمَا مَدَارُ الْعُبُودِيَّةِ وَالتَّوْحِيدِ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }  

*******

أيها الإخوة،

كل ما في الكون لله عابد، كلٌ قد علم صلاته وتسبيحه: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ.. )الحج

العبادة…و العبودية

جاء في التحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر بن عاشور:

<<...العبادة..  فعل ما يُرضي الرب . و

العبودية: الرضا بما يفعل الرب . فهي أقوى . 

وقال بعضهم : العبودية: الوفاء بالعهود ، وحفظ الحدود ، والرضا بالموجود . والصبر على المفقود…

العبودية = أنني عبد لله يفعل بي ما يشاء، فالخِيَرة  له وحده سبحانه و تعالى.. لا أملك من أمري شيئا يفعل بي ما يشاء و أنا في أقصى التذلل و منتهى المحبة له سبحانه و تعالى، و لساني لا يفارق قول: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا. 

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 

قال الفخر مراتب العبادة ثلاث :

الأولى أن يعبد الله طمعا في الثواب وخوفا من العقاب وهي العبادة ، وهي درجة نازلة ساقطة لأنه جعل "الحق" وسيلة لنيل المطلوب .

مثال الذين يعبدون الله و يجتهدون في الدعاء، في صلاة الاستسقاء و إذا لم يأت الغيث، قالوا دعَوْنا ولم يُستجب لنا ..و هناك من يزيد على ذلك السخرية..

الثانية أن يعبد الله لأجل أن يتشرف بعبادته والانتساب إليه بقبول تكاليفه وهي أعلى من الأولى إلا أنها ليست كاملة لأن المقصود بالذات غير الله . 

الثالثة أن يعبد الله لكونه إلها خالقا مستحقا للعبادة وكونه هو عبدا له ، وهذه أعلى المقامات وهو المسمى بالعبودية ..أي لا يملكون من دونه لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

(نستعين) . ..وَلِهَذَا كَانَ مِنْ أَفْضَلِ مَا يُسْأَلُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: الْإِعَانَةُ عَلَى مَرْضَاتِهِ أي الإعانة على عبادته سبحانه و تعالى.. 

...«يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، فَلَا تَنْسَ أَنْ تَقُولَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» . 

فَأَنْفَعُ الدُّعَاءِ طَلَبُ الْعَوْنِ عَلَى مَرْضَاتِهِ.. وَجَمِيعُ الْأَدْعِيَةِ الْمَأْثُورَةِ مَدَارُهَا عَلَى هَذَا، وَعَلَى دَفْعِ مَا يُضَادُّهُ..  

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

أيها الإخوة،

التعلق بالله هو :الأمن الذي لا يصحبه خوف، والطمأنينة التي لا يشوبها قلق، والتوفيق الذي لا ينقطع، فما دام الله معك لا يهمك شخصًا آذاك، ما دام الله يحفظك لا تحزن على أحد أهملك، وما دام الله يريد لك شيئًا فلن يقف في وجهك شيء أبدًا...

فـَ يارب لا تُعلق قلوبنا إلا بك "

*****************************الدعاء

اللهم أيقظ قلوبنا من الغفلات، وطهر جوارحنا من المعاصي والسيئات، ونق سرائرنا من الشرور والبليات، اللهم باعد بيننا وبين ذنوبنا كما باعدت بين المشرق والمغرب،  اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وثبتنا على الصراط المستقيم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، 

اللهم انصر إخواننا المجاهدين الفلسطينيين 

اللهم ثبتهم وسدد هم، وفرج همهم ونفس كَربهم وارفع درجاتهم.

اللهم رد إلينا فلسطين والمسجد الأقصى.

اللهم يامن لا يُهزم جندُه ولا يُخلِفُ وعْدَه، ولا إله غيره، كُن لأهلنا في فلسطين عونًا ونصيرًا 

اللهم انصر أهل فلسطين على من عاداهم.

اللهم صوب رميهم وثبت أقدامهم وانصرهم نصرًا عزيزًا.

‏اللهم قد عظم البلاء وأنت من تَرْفَعُهُ، واشتد الكربُ وأنت من تُفَرِّجُه، وزاد الهمُّ وأنت من تزيله، وثُكلت النساء وأنت من تُصبِّرهم، ويُتم الأطفال وأنت من تتكفَّلُ بهم، وذابت القلوب وأنت من تحييها، ودُمرت البيوت وأنت من يبنيها، وتكالب المتكالبون وأنت من تكفينا، اللهم ارحم ضعفنا، واجبُر كسرنا، والطُف بنا وارحمنا !!

حبيبَنا أنت يا الله، نرجوك أن تَأْذَن لكل هذه الأهوال أن تنتهيَ، نرجوك أن تُجبر أهل غزة جبراً يَتعجَّبُ منه أهلُ السماء والأرض !!

اللهمّ ارفع الضرر عن أهلنا فى فلسطين.

اللهم قوهم وانصرهم على أعدائهم وأعداء الإسلام يا رب العالمين.

***************

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء (أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين،) اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، اللهم انشر علينا رحمتك بالسحاب، سحاباً وابلاً غدقا مُغيثاً هنيئاً مريئاً مجلِّلاً، نافعا غير ضارّ اللهم لتُحييَ به البلاد وتَسقي به العباد وتُحيي به ما قد مات وتَرُدَّ به ما قد فات، و تُنعش به الضعيف من عبادك، وتُحيي به الميِّت من بلادك، اللهم سُقيا هنيئةً.

 نستغفر الله نستغفر الله نستغفر الله نستغفر الله، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً فأرسل السماء علينا مدراراً وأمددنا بأموال وبنين واجعل لنا جنات واجعل لنا أنهاراً.