بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العفو الغفور، لا تَنقضي نعمه، ولا تحصى على مر
الدهور...
وسع الخلائق حِلمه مهما ارتكبوا من شرور...
سبقت رحمته غضبه من قبل خلق الأيام والشهور...
يتوب على من تاب ويغفر لمن أناب ويجبر المكسور...
نحمده تبارك وتعالى حمد القانع الشكور...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من الكفر والفجور...
ونرجوه العصمة فيما بقي من أعمارنا، وأن ينور قلوبنا والقبور...
وأشهد أن لا إله إلا الله جعل الظلمات والنور...
وأشهد أن سيدنا محمدًا
عبده ورسوله كامل النور...
اللهم صلِّ وسلِّم
وبارك على نبينا بدر البدور...
وعلى الصحب والآل ومن تبِع، وقِنا بحبهم كل الشرور...
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ
لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)﴾ يونس
من أعجب العجب علمك أنك لابدّ لك منه، وأنك أحوجُ
شيء إليه، وفي نفس الوقت أنت مُعرضٌ عنه!!
هل غير
الله يرزقنا ؟ يحفظنا ؟ يَشفينا ؟ يوفقنا ؟ يَنصرنا ؟ يُكرمنا ؟
حينما تعلم علم اليقين أن الفوز لا يكون إلا
بمعرفته، إلا بطاعته،
إلا بالقرب منه، وأن السعادة كلَّ السعادة بالإقبال عليه، تعلم هذه الحقائق، ثمّ لا
تنطلق إليه، ولا تفِرُّ إليه، ولا تُقبل عليه، ولا تصطلح معه، ولا تتوب إليه، هذا من
أعجب العجب.!!!
محمد الغزالي:
“لا أدري لماذا
لا يطير العباد إلى ربِّهم على أجنحةٍ من الشوق بدل أن يُساقوا إليه بسياط من الرهبة
؟! إنَّ الجهل بالله وبدينه هو عِلَّةُ هذا الشعور البارد ، أو هذا الشعور النافر
- بالتعبير الصحيح - ؛ مع أنَّ البشر لن يجدوا أبرَّ بهم ولا أحنَى عليهم من الله عز
وجل"
[[قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء
معين]].
الرجل
يجتاز المناظرة في ألمانيا،
السؤال
كان : أين وقع مؤتمر برلين؟
قال
مكثت ساعة كاملة و أنا أفكرّ في الجواب...فلم أوفّق.
[[ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ
وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ
كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ]]. في (الأنعام46)
أيّها الإخوة،
أعْظَمُ الشّكْرِ هُوَ فَرَحُ القَلْبِ
بِاللهِ.
يعطيك المال .. ثم يلهمك أن تتصدق .. ثم يسخر لك فقيراً يأخذها.. ثم يقبلها
منك.. ثم يبارك لك في رزقك الذي هو أعطاك إياه
سبحانك ربي ما أعظمك ."
الذين ذاقوا طعم القرب من الله عز وجل يقولون:
ما من حالة يسعد بها الإنسان, كأن يشعر أنه مع الله, وأنّ عمله في سبيل الله, ويبتغي
مرضاة الله، ويسعى لخدمة خلق الله، ولا يرجو أحداً إلا الله، ولا يرجو من أحد شيئاً
إلا أن يرضى الله عنه، هذا الشيء المسعد.
ثمّ...
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ
لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58]] يونس
هذا
مقياس دقيق جداً، اسأل نفسك دائماً ماالذي يفرحك ؟ ماالذي يدخل على قلبك السرور ؟
الله
عز وجل ينتظر من المؤمن أن يفرح بالهدى، أن يفرح برحمة الله، أن يفرح بموعظة بليغة
أتعظ بها، أن يفرح بشفاء لما في صدره من الأمراض ..
الآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ
مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
، جاءته
موعظةٌ فاتعظ، وكان القرآن له شفاءً، فشفي به، واستنار عقله، ثم انغمس في رحمة الله.
أيها
الإخوة،
من تربية
الله لك ...
قد يبتليك
الله بالأذى ممن حولك حتى لا يتعلقَ قلبُك بأي أحد لا أم ولا أب لا أخ ولا صديق، فيتعلّق
قلبك بهِ وحده..
يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "كلما
تعلقت بـ شخص تعلقاً أذاقكْ الله مرّ التعلق،لتعلم أن الله يغار على قلب تعلق بغيره،
فيصدٌك عن ذاك لـ يرٌدك إليه".
والتعلّق بغير الله دَرَجات، أشدها تجرُءً على
الله؛ التعلّق بشي مُحرّم، ويلي ذلك تعلّق القلب بما أحلّه الله؛ لكنه تَعلُّق
يشغلُ القلب بالنعم عن المُنعِمُ؛ المُتفضِّل علينا بها، فتكون فتنة تَزيغُ
بها القلوب وتَلتَهي بها النفس عن أداء حق النعمة مِن شُكر وتعظيم للخالق الكريم الرزَّاق
سُبحانه وتعالى.
قد يكون التعلّق بزوج، ولد، صديق، أو أي أحد؛
حتى يصبح رضا من نُحب مُقدم على رضا الله عزّ وجلّ.
وَيحدث
أن يردنا الله إلينا ردًا جميلًا فيصرف عنّا محبة من نُحب، فيتغيّرون، ويُعرضون، لِترجِع
إليك روحك التائهة في حبٍ زاد عن الحد.. فلا تعجب حينها، إنمّا هي رحمة الله
بك؛ وهو الغنّي سبحانه عنك وعن محبتك.
يقول ابن الجوزي -رحمه الله- في كتابه النفيس (صيد الخاطر):
"تأملت فإذا الله سبحانه يغار على قلب المؤمن أن يجعل له شيئا يأنس
به، فهو يُكدِّر عليه الدنيا وأهلها ليكون أنسُه بالله وحده".
***
تعامل مع الله فهو لا يكلف نفسا إلا وسعها.
إذا خسرت الدنيا كلّها وأنت مع الله، فما خسرت
شيئًا، وإذا ربحت الدنيا كلّها وأنت بعيدٌ عن الله، فقد خسرت كلّ شيء!
لا شيء يريح القلب المُتعب والمهموم أكثر من
سَماع قوله تعالى:
"لا تدري لعلّ الله يحّدثُ بعد ذلكَ أمرا".
كيف نستعين بالله؟
1- أن
نؤمن أنه القدير، يستطيع فعل أي شيء.
2- أن
نأخذ بالأسباب.
3- حسن
الظن بالله، فلا نختبره و لا نجربه.
(( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي...))
[متفق
عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
4- تفويض...
قال الرجل: إذا سألتُ
اللهَ شيئا و استجاب لي فرحت مرّة واحدة، لأنّي أنا الذي اخترته..فإن لم يستجب لي
أفرح عشر مرّات لأنّ الله هو الذي اختار لي. ألم يقل عزّ و جلّ [[﴿
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ التوبة
اللهم إنّا نسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنّان، بديع السّموات
والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيّ يا قيوم، إنّا نسألك موجبات
رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ، والسّلامة من كلّ إثم، لا تدع لنا ذنباً
إلا غفرته، ولا همّا إلا فرّجته، ولا حاجةً هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الرّاحمين.
اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا
سبل السلام ونجنا من الظلمات الى النور
وجنبنا
الفواحش وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقلوبنا وازواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك
انت التواب الرحيم نسالك الله ان نكون من الفائزين المقبولين.
اللهم
يا أرحم الراحمين ارحمنا وإلى غيرك لا تكلنا وعن بابك لا تطردنا ومن
نعمائك لا تحرمنا ومن شرور أنفسنا ومن شرور خلقك سلِّمْنا.
اللهم
يامن لا يرد سائله ولا يـُخيِّب للعبد رجاءه إنا قد بسطنا إليك أكف الضراعة
متوسلين إليك بأسمائك الحسنى ما علمنا منها وما لم نعلم أن تحقن دماء المسلمين و أن
تنصرنا على أعدئك أعداء الدين،
اللهمّ
أطعم منّا كلّ جائع و اُكس منا كلّ عريان اللهمّ سخّر القلوب لؤلئك الفقراء و المساكين
في تلك المناطق النائية المنسية إلاّ منك يا ربّ العالمين.
اللهم
ردنا إليك رداً جميلاً . اللهم ردنا إليك وأنت راضٍ عنا .
اللهم
أعنا على الموت وكربته ، والقبر وغمته والصراط وزلته ويوم
القيامة وروعته .
اللهم
إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire