jeudi 17 mai 2018

رمضان و القدس ج الحنفية 5/2018



بسم الله الرحمن الرحيم
            الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، والحمد لله على ما قدره بحكمته من دقيق الأمر وجله،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك كله، وله الحمد كله، وبيده الخير كله،فرض علينا الصيام وهو تعالى القائل:
[[( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ]]
 وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما.

[[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ]]

      الحمد لله أن بلغنا شهر رمضان بنعمة منه وفضل، ونحن في صحة وعافية وأمن وإيمان، فهو أهل الحمد والفضل.
      فرحنا برؤية هلاله، فهلاله ليس كبقية الأهلة، هلال خير وبركة، عم ببركته أرجاء العالم، ونشر في النفوس روح التسامح والألفة والمحبة والرحمة،
      صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله عند رؤية الهلال:
(( اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ )).
      أيها الإخوة، فلنجدد النية والعزم على استغلال أيامه ولياليه، وليرى اللهُ فينا خيرا في شهرنا، وليكن التقوى هو هدفنا وشعارنا، ولنتسابق للخيرات من أول أيامه، فالنفوس مهيأة لذلك،

يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(. ينادَى مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ )).

قال عليه الصلاة والسلام:
(( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ )) .
أيّها الإخوة،    
      ستبقى قضية المسجد الأقصى مسرى نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم هي قضية الأمة الأولى في صراعها مع عدوها اللدود "اليهود" ومن وراءهم من العالم الغربي الصليبي.
وستبقى قضية الأقصى محطّ اهتمام كلّ مؤمن بالله، صادق الإيمان، وفي قلب كلّ متّبع لنبي الله صلى الله عليه وسلم.
وستبقى قضية الأقصى هي "رحى" المعركة مع اليهود التي لن تهدأ إلا بخروجه ذليلا صاغرا.

      أيها الناس: لا تهون مقدسات أمة عليها إلا حين يهون دينها في قلوب أفرادها، وإذا هان دينهم في نفوسهم تسلط أعداؤهم عليهم، فأذلوهم وأهانوهم، ولم يحفظوا لهم حقًّا، ولم يفوا لهم بعهد.
والأمة المسلمة في زمننا هذا تمر بمرحلة عسرة جدًّا؛ إذ انتفش صهاينة اليهود وصهاينة النصارى، وأعانهم المنافقون على ظلمهم، مع تفريط كثير من المسلمين في دينهم، وعدم مبالاتهم بحقوق أمتهم ومقدساتها.

  المسلمون لا ينسون ما للأقصى من مكانة في الإسلام، الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى، صلى إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أثني عشر شهرا.
المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع في الأرض لعبادة الله وتوحيده، كما في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أولا؟: قال:"المسجد الحرام"،
قلت: ثم أي؟قال: "المسجد الأقصى
قلت: كم بينهما؟ قال:"أربعون سنة".
      وتوثقت مكانة المسجد الأقصى في نفوس المسلمين بحادثة الإسراء والمعراج،  
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}الإسراء

      المسجد الأقصى تضاعف فيه الصلاة ويعظم الثواب، قال صلى الله عليه وسلم:
"الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة".

و لكن ما الذي هو بأيدينا ؟...
مقولة جميلة: < يد الله تعمل للإسلام في الخفاء.>
هذا الدين هو دين الله، فمن حفظه منذ 14ق؟ بل زاد عدده؟
من حفظ القدس؟ بل من حفظ هذا الدين و نحن نسمع ليل نهارا الهجوم عليه؟ و على رأسهم ترنب و الكنيسة الإنجيلية اليهودية...
أناس: نساء و أطفال و رجال خرجوا في الصحراء مع الكيان الصهيوني لا سلاح و لا غيره يقولون للعالم ها نحن ما زلنا هاهنا بعد 70سنة من الظلم و الدمار، هذه مفاتيح دورنا، ما زلنا صامدون...لن ننسى القدس...لن نسلم فيها...فيقتلون على مرأى و مسمع من يسمون أنفسهم حماة الإنسانية و الحضارة و الحرية...
هذا الدين هو دين الله، و قد قالها من قديم عبد المطلب جدّ رسول الله:
      ... (أبرهة الأشرم) لقد أعجبتنى حين رأيتك ثم زهدتني فيك حين كلمتنى، تسألنى الإبل وتتركُ البيت الذي هو دينك ودين آبائك!!
فرد عليه عبد المطلب قائلا: أما الإبل فهي لي وأما البيت فله رب يحميه،  
يروى أن عبد المطلب لما انصرف من عند الملك أمسك بحلقة باب الكعبة وقال:

لاَهمّ إن العبد يمنع ... رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم ومِحالهم(قوتهم) ... أبدا محالك
و انصر على آل الصليب و عابديه اليوم آلك
إن كنت تاركهم وقبلتنا ... فأمر ما بدا لك

و لكن أيّها الإخوة:
      إن البيوت الخربة التي خلت من ذكر الله، وضُيِّعَتْ فيها الصلاة، وصارت مناخاً ومحطاً لما يتهدد الأخلاق والهوية من أفكار غربية منكرة، لهي أبعدُ البيوت عن نصرة الأقصى؛ وإنَّ رجلاً هذا حالُ بيته لحقيق أن يصمت فلا يُلقي باللائمة والتقصير على الآخرين ما لم يقم هو بواجبه.
      إن نصرة الأقصى لا تأتي عبطاً ولا عفواً من غير استعداد وتأهيل، ومن لم ينصر الله بإقامة دينه واستصلاح بيته وتربية أهله وولده على ما يُرضى اللهَ سبحانه، فليس بجدير أن يَنصُر الأقصى.
******************************************
الخاتمة
أقبل شھر الأنوار.
أیّھا الإخوة، أقبل شھر الأنوار فأكثروا فیه
الصلاة على النّبي المختار، صلّى الله علیه و
سلّم، فإنّ كلّ عمل بین القبول و الردّ إلاّ الصلاة
على سیّد الخلق لأنّھا تتعلق بالجناب الأعظم،
صلّى الله علیھ و سلّم، و ھي تزید في الأرزاق، و
بسببھا یغفر الله الذنوب و بسببھا یوفّق الله
للأعمال و بسببھا یردّ علیك رسول الله، صلّى الله
علیه و سلّم، سلامك. و بسببھا تزداد مساحة
نصیبك في الجنّة، و بسببھا یأتي الخیرُ كلّه.
فأكثروا من الصلاة على النّبي المختار، صلّى الله
علیه و سلّم في كلّ وقت و حین، ألھجوا بھا في
الصباح و في المساء فرادا و جماعات في بدایة
الدعاء و في بدایة الأعمال و في خواتیمھا.
علّموا أولادكم حبّ رسول الله صلّى الله علیه و
سلّم، فحبّ رسول الله أساس الإیمان، و رسول
الله صلّى الله علیھ و سلّم ركن من أركان الإسلام،
لا یدخل أحدھم بشھادة أن { لا إلاه إلاّ الله } إلاّ
إذا ضمّ إلیھا { محمد رسول الله }.
فصلّوا على النّبي، صلّى الله علیھ و سلّم في كلّ
وقت و حین. اللھمّ صلّ على سیّدنا محمّد صلاةً
تخرجنا بھا من ھذه الأھوال و تكون سببا لتُنزل
الرحمات من عندك یا أرحم الراحمین.آآآمین









Aucun commentaire: