( اللهم ربي : إِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ ) 22.10.2021
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من هو عبد الله بن مسعود:
صحابي وفقيه ومقرئ ومحدث، أي أحد رواة الحديث النبوي، وهو أحد السابقين إلى الإسلام، وصاحب نعلي النبي محمد وسواكه، وواحد ممن هاجروا الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، وممن أدركوا القبلتين، وهو أول من جهر بقراءة القرآن في مكة.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنه قرأ : {إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا} [مريم : 87]، فقال: اتخذوا عند الرحمن عهدًا ، فإن الله يقول يوم القيامة : «من كان له عندي عهدٌ فلْيقم» ، فقُلنا : علِمنا يا أبا عبد الرحمن، قال : قولوا : « اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي تُقَرِّبْنِي مِنْ الشَّرِّ وَتُبَاعِدْنِي مِنْ الْخَيْرِ ، وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ ، فَاجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا تُوَفِّينِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ » . (أخرجه أحمد مسنده ، والحاكم ،وصححه الذهبي ،والهيثمي ،وقال الأرنؤوط : صحيح
العهد: شهادة أن لا إله إلا الله، ويتبرأ إلى الله من الحول والقوّة ولا يرجو إلا الله.
التوكل على الله عز وجل هو سِمةُ العبد الصادق، وبه أمر الله الأنبياء والمؤمنين، والتوكل: هو صدق اعتماد قلب المسلم على الله سبحانه في استجلاب المصالح، ودفع الضرر من أمور الدنيا والآخرة، وتوكيل جميع أموره إليه،
وإيمان العبد إيماناً جازماً بأنَّه لا يُعطي إلا الله، ولا يَمنع إلا الله، ولا يَنفع غيره سبحانه، ولا يَضر سواه. قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا). الفرقان
إخوة الإسلام
أعظم منحة، أن يحفظك الله – عز وجل – يكلؤك ويسددك، ويوفقك ويصلحك، ويثبتك على ذلك.
فإياك إياك أن تعتمد على ذكائك أو على حفظك، أو على فهمك أو على ضبطك، ولكن توكَّلْ على الله – عز وجل – وقُلْ : حسبي الله ونعم الوكيل؛ لأنه متى وُكل العبد إلى نفسه ، فقد وُكِّل إلى ضُعف وضَيْعة، وفقر وفاقة، وعجز وعَوْرةٍ، ويكون بذلك قد دنا وقرُب من كل شر، وتباعد عن كل خير.
قال الطحاوي – رحمه الله -: (ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين، ومن استغنى عن الله طرفة عين، فقد كفر، وصار مِن أهل الحَيْن) من أهل الهلاك..
فكل من عرف التقصير من نفسه وتأكد له ذلك، فلجأ إلى الله – عز وجل – فقد سعد في الدنيا والآخرة..
يحيى بن معاذ الرازي – رحمه الله – عندما قال: (مَن عرَف نفسه، عرَف ربه) ،
ومعناه كما قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية : “من عرَف نفسه بالعجز والافتقار والتقصير والذلة والانكسار، عرَف ربه بصفات الجلال والجمال على ما ينبغي لهما”.
وعن أبي بكرة – رضي الله عنه -: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ » رواه أبو داود
هذه دعوات المكروب و المريض و المحتاج و المهموم فالعبد لا يرجو إلا رحمة ربه.
التوسل إلى الله بتوحيده له تأثير قوي في دفع هذا الداء”.
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة رضي الله عنها: (ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، وأصلح لي شأني كله، ولا تكِلْني إلى نفسي طرفة عين أبدًا) رواه الحاكم في المستدرك.
الدعاء
ربنا أن نبثّك النجوى ونشكو إليك ما نزل بنا من كرْب .. وماحلّ بنا من ضعف ..وما دبّ فينا من خوَرٍ وخوف . فأعِنا يا مولانا حتى نرتقيَ إلى أفق الإسلام لنغيّر ما بأنفسنا.. واكشف اللّهم عنا العذاب .. واصرف اللّهم عنا البلاء و الوباء .. ولا تعاملنا يا ربنا بما اجترح السفهاء منا .. اللهم: سبيلنا إليك ، إنعامُك علينا …وشفيعنا لديك ، إحسانك إلينا … إلهنا : ما أقربك ممن دعاك…وما أحلمك على من عصاك …فلا تُبعد اللهمّ من اقترب منك … ولا تطرد اللهمّ من ابتعد عنك … اللهم : حاشاك أن تمنع من يسألك .. وأنت تغضبُ على من لا يسألك ..اللّهم لا ثقة لنا إلا في رحمتك.. فلا تكلْنا إلاّ إلى رحمتك ، وإسلام الأمر لك.
*****************************************************
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ .
وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire