صيد الخاطر - لابن الجوزي:
<< عجبت لمن يتصنع للناس بالزهد،يرجو بذلك قربة من قلوبهم ، و ينسى أنّ قلوبهم بيد من يعمل له، فإن رضي عمله و رآه خالصا لفت القلوب إليه، و إن لم يره مخلصا أعرض بها عنه.
و متى نظر العامل إلى التفات القلوب إليه فقد زاحم الشرك نيّته لأنه ينبغي أن يقنع بنظر من يعمل له.
و من ضرورة الإخلاص : ألا يقصد التفات القلوب إليه، فذاك يحصل لا بقصده بل بكراهته لذلك.
و ليعلم الإنسان أن أعماله كلّها يعلمهاالخلق جملة و إن لم يطلعوا عليها. فالقلوب تشهد للصالح بالصالح و إن لم يشاهد منه ذلك.
فأمّا من يقصد رئية الخلق بعمله فقد مضى العمل ضائعا،لأنه غير مقبول عند الخالق، و لا عند الخلق لأن قلوبهم قد ألفتت عنه، فقد ضاع العلم و ذهب العمر.
...عن رسول الله أنه قال:<< لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب و لا كوة لخرج للناس عمله كائنا من كان >> الإمام أحمد.
فليتق الله العبد و ليقصد من ينفعه قصده و لا يتشاغل بمدح من عن قليل يُبتلى هو و هم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire