يــا الله - خطبة -12/1013 جامع الكبير سوسة و جامع الحنفية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى،
أحمده سبحانه على نعمه التي لا تحصى،
وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى،
وأشهد أن نبينا
وسيدنا محمداً عبده ورسوله المرتضى،
اللهم صل وسلم وبارك
على عبدك ورسولك محمد المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم واقتفى.
الَّذِي خَلَقَنِي
فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
وَإِذَا مَرِضْتُ
فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ
وَالَّذِي أَطْمَعُ
أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ
رَبِّ هَبْ لِي
حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
سؤال كيف يفعل من
أصابه هم أو غم ؟
سؤال كيف يفعل
من أصابه هم أو غم ؟
<< ما أصاب عبداً هم ولا حزن , فقال
اللهم إني عبدك، ابن عبدك , ابن أمتك, ناصيتي بيدك , ماض فيّ حكمك , عدل فيّ قضاؤك
, أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك, أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من
خلقك , أن تجعل القرآن ربيع قلبي , ونور صدري , وجلاء حزني , وذهاب همّي وغمّي ,
إلا أذهب الله همّه وغمّه , وأبدله مكانه فرحا>> قالوا يا رسول الله أفلا نتعلّمهن ؟ قال: بلى , ينبغي لمن سمعهن أن
يتعلّمهن )
[رواه أحمد وصحيح أبي حاتم من حديث عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه ]
فن السرور
من أعظم النعم سرور القلب ، واستقراره
وهدوءه ، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس ،
وقالوا. إن السرور فن يدرس ، فمن عرف كيف
يجلبه ويحصل عليه ، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش.
و مع الأسف كثير منا لا يعرف كيف يفرح...
لا يحسن إلاّ الهمّ و
النكد...أفسد عيشه و عيش من معه...
كثير منّا يتوقع في
مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ،
وهذا كله من مقررات
مدارس الشيطان
{
الشيطان يعدكم الفقر ويامركم باالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا }
والأصل الأصيل في طلب السرور هو التفطن و
الانتباه لنعم الله...و الثقة بالله العالية... و عدم الانزعاج للتوافه.
فمن عوّد نفسه التصبر والتجلد
هانت عليه المزعجات ، وخفت عليه الأزمات.
من الأصول في فن السرور : أن تراقب تفكيرك
وتعصمه ، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه أعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي
منذ ولدتك أمك.
{ وتوكل
على الحى الذي لا يموت } .
وفي الحديث :
( إنما
العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) وفي فن الآداب : وإنما السرور باصطناعه واجتلاب بسمته ، واقتناص
أسبابه ، وتكلف بوادره ، حتى يكون طبعا.
والحقيقة التي لاريب
فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن ، لأن الحياة خلقت هكذا
{
لقد خلقنا الإنسان في كبد }
اترك
المستقبل حتى ياتي و عش يومك
{ اتى
امر الله فلا تستعجلوه }
لا تستبق الأحداث، إن غدا مفقود فلماذا تشغل
نفسك به ، وتتوجس من مصائبه ، وتهتم لحوادثه ، تتوقع كوارثه ،
إن علينا أن لا نعبر جسرا حتى نأتيه ، ومن
يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا
الجسر ومررنا عليه بسلام.
كثير هم الذين يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غدا
، وسوف يمرضون بعد سنة
الله
{ يسأله من في
السموات والارض كل يوم هو في شأن } :
إذا اضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح
العاصف ، نادى أصحاب السفينة : يا الله.
إذا ضل الناس ومال الركب عن الطريق وحارت
القافلة في السير ، نادوا : يا الله.
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة
، نادى المصاب المنكوب : يا الله.
إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت
الستور في وجوه السائلين ، صاحوا : يا الله.
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الآمال
وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله.
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك
نفسك بما حملت ، فاهتفت : يا الله.
إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ،
والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والتفجع الواله.
إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في
الحاجات ، والأسئلة في الحوادث.
باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ،
وبذكره تطمئنُّ القلوب وتسكن الأرواح ، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ، ويثوب الرشد
، ويستقر اليقين ، { الله لطيف بعباده }
الله :
أحسن الأسماء {
هل تعلم له سميا }
الله :
فإذا
الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ،
{ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار }
الله :
فإذا اللطف والعناية
، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، { ومابكم
من نعمة فمن لله }
الله :
الجلال والعظمة ،
والهيبة والجبروت.
اللهم فاجعل مكان
اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سرورا ، وعند الخوف أمنا.
اللهم أبرد لاعج
القلب بثلج اليقين ، وأطفىء جمر الأرواح بماء الإيمان.
يا رب ، ألق على
النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحا قريبا.
يا رب اهد
حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك ، والزائغين عن السبيل إلى
هداك.
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ،
ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين. اللهم أذهب عنا الحزن ،
وأزل عنا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق.
نعوذ بك من الخوف إلا
منك ، والركون إلا إليك ، والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك
، أنت ولينا ، نعم المولى ونعم النصير.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire