vendredi 28 octobre 2016

وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ - خطبة

  بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، والحمد لله على ما قدره بحكمته من دقيق الأمر وجله،
      وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك كله، وله الحمد كله، وبيده الخير كله،
      وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما.
     

أخرج الترمذى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
1.                        «سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ: انْتِظَارُ الْفَرَجِ».
      ذلك أنّ أشرفَ العبادات، تَوَجُّهُ القلب بهمومِه كلِّها إلى مولاه، فإذا نزل به ضِيقٌ انتظرَ فرَجَه منه لا ممَّن سِواه.

قيل لعُمرَ رضي الله عنه:
 اشتدَّ القحْطُ وقَنَطَ الناسُ، فقال: الآن يُمْطَرون. وأخذ ذلك من هذه الآية ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ (الشورى 28).
قال تعالى
﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (الأعراف 56)،
      وانتظارُ الفرَج الذي هو عِبادةٌ ليس قُعودًا ولا استسلامًا للواقعِ والظُّلمِ، وإنما هو عملٌ قلبيٌّ رُوحيٌّ، وعملٌ عقليٌّ فكريٌّ، وعملٌ ماديٌّ حسيٌّ، فهو اكتسابٌ للأسبابِ كلِّها في الحقيقةِ،

      قد تناول الحسنُ البصريُّ قومًا غرَّتهم الأمانيُّ «وقالوا: نُحْسِنُ الظَّنَّ باللهِ، وكذَبُوا، لو أَحْسنُوا الظَّنَّ لَأَحْسَنُوا العمَل».
     
      كلما أُغْلِق أمامَك بابٌ فابحثْ عن بابٍ آخر، وكلما امتنعَ منك سببٌ فتعلَّقْ بسببٍ آخر، واستعِنْ الله 
لا تَيْأَسَنَّ إذَا مَا ضِقْتَ مِنْ فَرَجٍ      يَأْتِي بهِ اللهُ في الرَّوْحَاتِ والدُّلَجِ
وَإِنْ تَضَايَقَ بَابٌ عَنْكَ مُرْتَتَجٌ      فَاطْلُبْ لِنَفْسِكِ بَابًا غَيْرَ مُرْتَتَجِ
قال ابنُ عطاءِ الله:
«سَوابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدَارِ»،
فمهما كانتْ هِمَّتُك وتوفُّرُ الأسبابِ لديْكَ فلنْ تحقِّقَ ما هممْتَ به، إلا أنْ يكونَ قد سبَقَ في قَدَرِ الله وقوعُه، فإن وجدتَ سورَ القَدَرِ مضروبًا ووجدتَ نفسَك أمامَ سبيلٍ مسدودٍ فلا تتوقَّفْ أمامَه، بل ابذُل الجهدَ في غيره ممَّا تملكُ فعلَه، مُستعِينًا بالله مُتَعلِّقًا بجنابه:
إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ أَمْراً فَدَعْهُ      وَجَاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطِيعُ
وَصِلْهُ بِالدُّعَاءِ فَكُلُّ أَمْرٍ      سَمَا لَكَ أَوْ سَمَوْتَ لَهُ وُلُوعُ

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران 146-148).

...و إيّاك أن تستعجل فلو شاء الله لعجّل لك
[[ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب]]

      وتأمَّلْ قولَ ابنِ عطاء الله:
«لا يكُنْ تَأخُّرُ أَمَد العَطاء مَعَ الإلْحاحِ في الدّعَاءِ مُوجِبًا ليأسِكَ، فهو ضَمِنَ لَكَ الإجابَةَ فيما يختارُهُ لكَ، لا فيما تختاره لنَفْسكَ، وفي الوقْتِ الذي يريدُ، لا في الوقْتِ الذي تُريدُ».
      كل يوم تعيشه هو هدية من الله فلا تضيعه بالقلق من المستقبل أو الحسرة على الماضي ، فقط توكل على الله واستمر بحياتك ..ردد دائما قول السيدة هاجر: ((  إن الله لن يضيعنا ))
كيف نستعين بالله؟
1- أن نؤمن أنه القدير، يستطيع فعل أي شيء.
2- أن نأخذ بالأسباب.
3- حسن الظن بالله، فلا نختبره و لا نجربه.
4- تفويض...
      و لا تحزن فإنّ الحُزن يضعف القلب ويضر الإرادة ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن لذلك إفرحوا وإستبشروا وتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله.
الفأر الحكيم والأسد .... قصة
يحكى أن فأراً حكيماً كان يتعلم من كل شيء حوله في الغابة ، ويعرف نقاط ضعف الجميع على الرغم من ضعفه ، وفي أحد الأيام اجتمعت الحيوانات حوله لترى حكمته فأراد أن يعلمهم درساً وقال بثقة بالغة اسمح لي أيها الأسد أن أتكلم وأعطني الأمان فقال الأسد تكلم أيها الفأر
فقال الفأر مخاطباً الأسد أمام مرأى الجميع : أنا أستطيع أن أقتلك خلال شهر واحد
فضحك الأسد وقال بكل غرور : أنت تقتلني خلال شهر
ثم أتبع كلامه قبلت ولكن إن لم تقتلني خلال هذا الشهر سأقتلك بعد انقضائه
وافق الفأر على هذا الشرط وقبل دون تردد
مرت الأيام وفي الاسبوع الأول بدأ الأسد يحلم بأن الفأر يقتله فعلاً

بدا على الأسد الارتباك ولكنه لم يعر الموضوع اهتمام ظاهرياً

وفي الاسبوع الثاني بدأ الخوف يتسلسل للأسد لأنه شعر أن أحلامه لا تأتي من فراغ
وفي الاسبوع الثالث عشعش الخوف في صدر هذا الأسد
وبدأ يحدث نفسه ماذا لو كان كلام الفأر صحيح ....
وفي الأسبوع الرابع كان الأسد مرتعباً
وفي اليوم المرتقب دخلت الحيونات مع الفأر على الأسد
وكانت المفاجئة أنهم وجدوا الأسد ميتاً ..

هل تعلم من هو الأسد؟
.هو شخصيتك التي من المفترض أن تكون قوية جدا بإيمانها
والفأرة هي قلقك وخوفك .
 لقد علم الفأر أن انتظار المصائب هو أقصى شيء على النفس ..
فكم مرة قد انتظرت شيء ليحدث ولم يحدث وقد أضناك انتظاره وأتعبك خوفك منه
وكم مصيبة نتوقعها ولا تحدث بمثل المستوى الذي نريد فنخسر عمرنا متوجسين منها
لذلك من اليوم ينبغي أن ننطلق في الحياة ولا ننتظر المصائب
لأننا نعلم أنها ابتلاء وسوف تحل عاجلاً أم آجل
فلا تشغل نفسك بها فتضيع عمرك
ركز في يومك وكن إيجابي وتوقع الخير فالله عند ظن عبده !
" تفائلوا خيراً تجدوه "
دعــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
اللهمّ أنت إلهنا، وأنت ملاذُنا، وأنت عِياذنا، وعليك اتكالُنا، اكشِف عنا وعن المسلمين كلَّ بلاء، اصرف عنا وعن المسلمين كلَّ ضراء، ادفَع عنا وعن المسلمين كلَّ بأساء، اللهمّ احفظ منا ومن المسلمين الأعراض والدماء، اللهمّ احفظ منا ومن المسلمين الأعراضَ والدماء، اللهم انصُر إخواننا المستضعفين في فلسطين على اليهود الغاصبين…
اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا بانتظار فريضة من فرائضك أن تقضي على الفساد والمفسدين، اللهم اقض على الفساد والمفسدين، اللهم إنا نسألك أن تقي بلادنا شرّ الفتن ما ظهر منها وما بطن، و ارزقنا الأمن  والإستقرار  و الصلاح.


Aucun commentaire: