***
:يستحب
للمصلي إذا انتهى من صلاته أن يأتي بالأذكار التي تقال بعد السلام لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا
قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ
﴾ وقوله :" فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ
يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْءَاصَالِ /رِجَالٌۭ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَـٰرَةٌۭ
وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ ۙ
يَخَافُونَ يَوْمًۭا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلْأَبْصَـٰرُ ﴿٣٧﴾ لِيَجْزِيَهُمُ
ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا۟ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ
مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍۢ ////وقوله :"ٱتْلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِنَ
ٱلْكِتَـٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ ۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ
وَٱلْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
﴿٤٥﴾وقوله : "ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۖ وَٱلْبَـٰقِيَـٰتُ
ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًۭا وَخَيْرٌ أَمَلًۭا ﴿٤٦﴾//...ويقول
أيضا :" /وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْا۟ هُدًۭى ۗ وَٱلْبَـٰقِيَـٰتُ
ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًۭا وَخَيْرٌۭ مَّرَدًّا ﴿٧٦﴾ واغلب المفسرين
على ان الباقيات الصالحات هي المعاقبات بعد الصلوات . ومصطلح المعاقبات والمعقبات فقهيا
ما كان ليوجد الا لمشروعية .ومن الادلة في السنة المطهرة :جاء في صحيح مسلم : عن سيدنا
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : (ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - إلا بالتكبير) وفي رواية: "كنت أعرف انقضاء صلاة النبي - صلى الله
عليه وسلم - بالتكبير".... وفي صحيح البخاري : باب الذكر بعد الصلاة :عن ابن عباس
رضي الله عنهما أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم وقال ابن عباس كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته ...وكان العلماء
يفضلون الذكر بعد الصلاة على قراءة القرآن، كما سئل الأوزاعي: هل الذكر بعد الصلاة
أفضل أم تلاوة القرآن فقال: ليس شيء يعدل القرآن ولكن كان هدي السلف الذكر.وعن ابن
عباس: أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ
كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كُنْتُ أَعْلَمُ
إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ. ومن هنا يتبين حكمه انه سنة وتتبين كيفيته
انه جهر وانه جمعي – بمعنى بقاء الجماعة له ورفع أصواتهم به -.قال ابن حجر: وقد كان
أصحاب رسول الله يجهرون بالذكر عقب الصلوات، حتى يسمع من يليهم .ويتبين من هنا أيضا
سنية تعليم بعضهم بعضا أذكار ما بعد الصلاة بالجهر بها وإسماعها من يعلمها ومن لا يعلمها
.وتتبين أيضا تحبيذ السعي إلى أن يكون ما يقال واحدا لا مختلفا بين المصلين .ولذا على
كل جماعة راتبة في مسجد ان تتفق على ذكر مأثور صحيح وان يتولى الإمام الجهر به تعليما
وإعلاما به .وخرَّج النسائي في (عمل اليوم والليلة) من رواية عون بن عبد الله بن عتبة،
قال صلى رجلٌ إلى جنب عبد الله بن عمرو بن العاص، فسمعه حين سلم يقول: « اللهم أنت
السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمر،
فسمعه حين سلم يقول مثل ذلك، فضحك الرجل، فقال له ابن عمر: ما أضحكك؟ قال: إني صليت
إلى جنب عبد الله بن عمروٍ، فسمعته يقول مثلما قلت: قال ابن عمر: كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ذلك.وبعض المذاهب لديها حساسية من الانشاد الصوفي وخشيت ان يتحول
الذكر الجماعي بعد الصلوات وردا صوفيا .سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ما حكم الذكر
الجماعي بعد الصلاة ؟ وهل السنة الجهر بالذكر أو الإسرار به؟ فكان الجواب: السنة الجهر
بالذكر عقب الصلوات الخمس وعقب صلاة الجمعة بعد التسليم لما ثبت في الصحيحين عن ابن
عباس .أما كونه جماعيًّا بحيث يتحرى كل واحد نطق الآخر من أوله إلى آخره وتقليده في
ذلك فهذا لا أصل له ...وإنما المشروع أن يذكروا الله جميعًا بغير قصد لتلاقي الأصوات
بدءًا ونهايةً. ا.هـ.واختار الشافعي الإسرار بالذكر بعد الصلاة إسرار المصلين وجهر
الإمام فقط فقال: أَخْتَارُ للإمام وَالْمَأْمُومِ أَنْ يَذْكُرَا اللَّهَ بَعْدَ الِانْصِرَافِ
من الصَّلَاةِ وَيُخْفِيَانِ الذِّكْرَ إلَّا أَنْ يَكُونَ إمَامًا يَجِبُ أَنْ يُتَعَلَّمَ
منه فَيَجْهَرَ حتى يَرَى أَنَّهُ قد تُعُلِّمَ منه ثُمَّ يُسِرُّ فإن اللَّهَ عز وجل
يقول: ﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ [الإسراء:١١٠]، وَأَحْسَبُ
ما رَوَى ابن الزُّبَيْرِ من تَهْلِيلِ النبي صلى الله عليه وسلم وما رَوَى ابن عَبَّاسٍ
من تَكْبِيرِهِ كما رَوَيْنَاهُ (قال الشَّافِعِيُّ): وَأَحْسَبُهُ إنَّمَا جَهَرَ
قَلِيلًا لِيَتَعَلَّمَ الناس منه ...."واختار المالكية الجهر الجماعي دون إنشاد
ودون رفع الأصوات إلى درجة إزعاج المصلين واستحبوا أن يرفع الإمام صوته قصد تعليم المعاقبات
لكل مستجد من المصلين بإسماعهم ما يجب أن يقال بعد كل صلاة"
و الله أعلم..منقول.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire