lundi 21 août 2017

خطبة. إن الموت ليس عدماً

"إن الموت ليس عدماً" - خطبة ج الحنفية. 8/2017
بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله رب العالمين الحمد لله العليم الحكيم خلق عباده فقسم أرزاقهم و حدّد آجالهم  
 "ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون"
      وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير
      واشهد إن سيدنا وحبيبنا وأسوتنا محمد بن عبد الله رسوله المصطفى أدى الأمانة وبلغ الرسالة.
 اللهم آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
[[ يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله ...]]
اللهمّ نسألك في شهرنا الحرام هذا و في هذه الجمعة المباركة و في هذه الساعة التي يستجاب فيها الدعاء أن لا تدع لنا ذنبا إلاّ غفرته...

أيها الإخوة،
      يقول بديع الزمان (بديع الزمان النورسي وهو عالم مسلم- ت1960):
(إن الموت ليس عدماً، ولا إعداما، ولا فناءً، ولا لعبة العبث، ولا انقراضا بالذات من غير فاعل، بل هو: تسريح من العمل، من لدن فاعلٍ حكيم، وهو استبدال مكان بمكان، وتبديل جسم بجسم، وانتهاءٌ من وظيفة، وانطلاق من سجن الجسم، وخَلْقٍ منتظم جديد وِفقَ الحكمة الإلهية).
      أما ما بعد الموت، فهو المحل الذي يلقى المؤمن فيه كل ما هفت إليه نفسه في الدنيا وقصرت عنه يداه، فهو الباب الذي تنفتح من كوته الأماني، وتتحقق الرغبات، فهو قدومٌ على الله، ومن لا يحب القدوم على الله؟.

وقد قيل لأعرابي اشتد مرضه: إنك ستموت، فقال: وإلى أين يذهب بي بعد الموت؟
قالوا: إلى الله،

فقال: ويحكم، وكيف أخاف الذهاب إلى من لا أرى الخير إلا من عنده؟

نصيحة من ميتة
توفيت قبل أسابيع الكاتبة الكويتية نادية الجار الله رحمها الله
وكانت قد كتبت قبل موتها ما يلي :
عند موتي لن اقلق
ولن اهتم بجسدي البالي
فالمسلمون سيقومون باللازم
وهو:
 1- يجردونني من ملابسي...
 2-
يغسلونني...
 3-
يكفنونني ...
 4-
يخرجونني من بيتي ...
 5-
يذهبون بي لمسكني الجديد ( القبر ) ...
 6-
وسيأتي الكثيرون لتشييع جنازتي...
بل سيلغي الكثير منهم أعماله ومواعيده لأجل دفني ...
وقد يكون الكثير منهم لم يفكر في نصيحتي يوما من الأيام ...
 7 -
أشيائي سيتم التخلص منها ...
مفاتيحي ...
كتبي ...
حقيبتي ...
أحذيتي ...
ملابسي وهكذا...
وإن كان أهلي موفقين فسوف يتصدقون بها لتنفعَني ...
تأكدوا بأن الدنيا لن تحزن عليَّ...
ولن تتوقف حركةُ العالم ...
و اﻻقتصاد سيستمر ...
ووظيفتي سيأتي غيري ليقوم  بها ...
وأموالي ستذهب حلالاً للورثة ...
بينما أنا التي سأحاسب عليها !!!
القليل والكثير ...النقير و القطمير ...
و إن أول ما يسقط مني عند موتي هو اسمي !!!
لذلك عندما أموت سيقولون عني أين " الجثة "..؟
ولن ينادوني باسمي ..!
وعندما يريدون الصلاة علي سيقولون أحضروا "الجنازة" !!!
ولن ينادوني باسمي ..!
وعندما يشرعون بدفني سيقولون قربوا الميت ولن يذكروا اسمي ..!
      لذلك لن يغرني نسبي ولا قبيلتي ولن يغرني منصبي ولا شهرتي ...
فما أتفه هذه الدنيا وما أعظم ما نحن مقبلون عليه ...

      فيا أيها الحي الآن ... اعلم ان الحزن عليك سيكون على ثلاثة أنواع:
 1- الناس الذين يعرفونك سطحياً سيقولون مسكين
 2-
أصدقاؤك سيحزنون ساعات أو أياماً ثم يعودون إلى حديثهم بل وضَحكهم
3-  الحزن العميق في البيت
سيحزن أهلك أسبوعا... أسبوعين شهرا... شهرين أو حتى سنة
وبعدها سيضعونك في أرشيف الذكريات!!!
انتهت قصتك بين الناس
وبدأت قصتك الحقيقية وهي الآخرة
لقد زال عنك:
 1-
الجمال ...
 2-
والمال ...
3-
 والصحة ...
 4-
والولد ...
 5-
فارقت الدور...والقصور
 6-
والزوج ...
ولم يبق معك الا عملك
وبدأت الحياة الحقيقية..

والسؤال هنا :
ماذا أعددت لقبرك وآخرتك من الآن ؟؟؟
هذه حقيقة تحتاج الى تأمل ...
لذلك احرص على :
1-
 الفرائض ...
 2-
النوافل ...
 3-
صدقة السر ...
4-
 عمل صالح ...
5-
 صلاة الليل...
لعلك تنجو
إن ساعدت على تذكير الناس بهذه المقالة وأنت حي الآن إثناء إجابتك في الامتحان في الدنيا
فلن تندم حين انتهاء الوقت وسحب ورقة الإجابة من يدك بغير إذنك !!!
ستجد أثرَ تذكيرك في ميزانك يوم القيامة ...
[[ وذكّر فإن الذكرى تنفعُ المؤمنين]]
لماذا يختار الميت الصدقة لو رجع للدنيا ؟ كما قال تعالى
[[ رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق]]
ولم يقل :
لأعتمر
أو لأصلي
أو لأصوم
قال العلماء :ما ذكر الميت الصدقة إلا لعظيم ما رأى من أثرها بعد موته - فأكثروا من الصدقة فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته.
 
موت الفجأة هذا الموت
      ذكره رسول الله في قوله إن من أمارات الساعة أن يظهر فيكم موت الفجأة .
موت الفجأة نهاية مروعة على الأهل والأحباب وميتة تكون باغتة على الأهل والأسر وهي نهاية لا تفرق بين كبير وصغير وبين صحيح ومريض.يجب  أن  نأخذ منه العبرة  ..
الذبحات الصدرية والحوادث المروعة وهذا الذي ينام فلا يستيقظ وهكذا ترى الرجل لا يشكو مرضا ةلا يئن من وجع يخرج من داره طلبا للرزق فلا يرجع إلا محملا على الأكتاف
ترى الصحيح السليم المغافى ينام ملء الجفون فلا يستيقظ إلا على نداء ملك الموت يدعوه للرحيل والانسان أيها الاخوة الكرام فطر على الخوف من الموت فطر على اتقاء أسبابه..
      موت الفجأة هذا الذي تكاثر في زمننا.أهل اللغة يسمونه الموت الأبيض لأن الميت لم يجد الفرصة للاستغفاروالتوبة وقضاء حقوق العباد وما سوى ذلك يكون غير مستعد غير حاضر للفراق لم يكتب وصيته ولم يهيئ نفسه لم يعد ما يجب اعداده يقول أهل اللغة بيضت الإناء أي فرغته وهو لم يفرغ نفسه من هموم الدنيا ويعطي لكل ذي حق حقه ويأتيه الموت بغتة..

      ...ها أنت اليوم أيها المسلم في زمن الامهال وزمن الأعمال ها أنت اليوم في كامل صحتك وقدراتك العقلية ولكن اسمع  رحيلك يقين قد يكون بعد يوم أو يومين أو شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين ولكن تيقن أن رحيلك آت فأعد لهذه الرحلة الطويلة أعد لها زادها وعدتها قبل فوات الأوان عليك  تأهب للذي لا بد منه فإن الموت ميعاد لا بد منه...

      إذا أويت إلى فراشك عند النوم قل :
<< باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وان أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين >>
.إذا قمت من نومك فقل

<< الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور>> اجعل ذكر الله سبحانه وتعالى دائما على لسانك عند ذهابك إلى فراشك وعند استيقاظك وعند كل لحظة من لحظات حياتك .

Aucun commentaire: