بسم
الله الرحمن الرحيم
إن الحمد
لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد
ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي أمرنا أن نتبيّن قبل نُصيب قوما بجهالة..
وأشهد
أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، بعثه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله،
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الدين.
أيها
الإخوة،
طلب
ولدٌ من أبيه أن يلخص له خبرته في الحياة والحكمةَ التي أخذها منها ، فقال له :
"
هل تقدر على الاستماع ؟ " ، فقال له : " نعم"...
فقال:يابني
:
*إيّاك
أن تتكلم في الناس والأشياء إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر ،وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين
قبل أن تتهور!
وإيّاك
والشائعة ، لا تُصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر *
﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ .( سورة الحجرات)
فاسق،
عاصٍ، منحرف...يتوقع منه بثّ الفتن و الفساد و أن يعمّ الشرّ لا الخير و الآمان...
[[إِنَّ
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
]] النور
المؤمن
الصادق هو الذي يريد أن يعمّ الخير و الهناء و السعادة و راحة البال عند الآخرين.
فهو
يتحرّك و عينه على حديث رسول اهّه صلى اهعْ عليه و سلم.
<<
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه >> ، رواه البخاري ومسلم .
[[...إِنْ
جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا]]
على
رأسهم بعضُ الإعلاميين...و كانوا وحدهم فانضاف إليهم كثير من أهل الفيس بوك...
وإيّاك
والشائعة ، لا تُصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر *
هناك
برامج ذكيّة تركِّب الصُّور فيظهرون الأشخاص في الخمارات و هم ليسوا من روادها...عراة...لا
تخرجوا صور نسائكم و بناتكم غلى الفيس بوك.. و الأصوات...و مسكين من يصدق كل شيء...
...حتى
تتبيّن و تسأل...
*/يجوز
تقليد العالم في أقواله و لا في أفعاله حتّى تسأله.
*إيّاك
أن تتكلم في الناس والأشياء إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر ،وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين
قبل أن تتهور!
كم من
امرأة طلقت بخبر كاذب، كم من شركة انحلت بخبر كاذب، كم من عداوة قامت بخبر كاذب، كم
من مؤسسة دمرت بخبر كاذب ؟
لولا
أن هذا خطأ كبير لما جاء به ذكر حكيم:
[[ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ]]
و هذه
الآية يحتاجها أكثر ما يحتاجها أصحاب المناصب، و الأولياء و الأزواج، أي منصب قيادي،
هو في أمس الحاجة إلى هذه الآية.
العاقل
من تحقق من الأخبار التي تصله قبل الشك بالآخرين:
والله
عشرات الفتاوى التي لا يقبلها إنسان في الأرض تنسب إلى علماء..يشوّهون صمعتهم.
قالوا
بأني أفتيت بالزواج العرفي...و هذا باطل مضمونا و شكلا لأني لست من أهل الفتوى...
الفرق
المتناحرة تقوّل العلماء و وكل يدَّعي وصلاً بليلى .... وليلى لا تقر لهم بذاكا.
فيقولون
هذا رجع عن أقواله و تاب قبل أن يموت و هذا وضعوا له كتبا غيروا فيها أقواله.
في بعض
الأحيان تجد شخصا تغيّر سلوكه نحوك بين عشية و ضحاها..و أنت لا تدري لماذا ..و إذا
سألته يقول أنت تعرف علاش!!!
فعلى
الإنسان أن يحقّق مع أخيه في أي خبر من فاسق من أجل حسن العلاقة بين الأخوة
أيها
الأخوة الكرام،
هناك
تفصيل: أنت لك أخ كريم تعرفه معرفة يقينية فجاءك عنه خبر، أنت لا يمكن أن تصدقه، وتعلم
علم اليقين أنه خبر كاذب، وفيه افتراء، ما في مانع ألا تسأله هذا ممكن،
لكن
حينما يأتيك خبر من فاسق، وهذا الخبر غيّر قلبك تجاه هذا الأخ، لابدّ من أن تحقق معه
من أجل حسن العلاقة بين الأخوة، والله يا أخ قيل عنك كذا وكذا فما قولك ؟
فأنت
إذا شعرت أن قلبك تغير لم تبقَ كما كنت مع هذا الأخ في حال الصفاء والود يجب أن تتحقق،
فإما أن تنصحه إذا ثبت عليه هذا الخبر، وإما أن يكون صدرك سليماً تجاهه.
قصة
من اتهمني بأني لا أقرأ الفاتحة في المناسبات...و هذا باطل و لكن شعرت براحة كبيرة
لما أتيحت لي الفرصة لأبين موقفي.
﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ ( سورة الحجرات)
بقيّة
نصيحة الأب لإبنه:
وإذا
ابتلاك الله بعدو قاومه بالإحسان إليه ، ادفع بالتي هي أحسـن فستنقلب العداوة حباً.
إذا
أردت أن تكتشف صديقاً سافر معه ! ففي السفر ينكشف الإنسان ويذوب المظهر وينكشف المخبر
، ولماذا سمي السفر سفرا ؟إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يُسفر .
وإذا
هاجمك الناس وأنت على حق فافرح ! لأنهم يقولون لك أنت ناجح ومؤثر ، ولا يُرمى إلا الشجر
المثمر .
بني
.. عندما تنتقد أحداً، فبعين النحل تعوّد أن تبصر ولا تنظر للناس بعين ذباب فتقع على
ما هو مستقذر ! ( كلّ إناء بما فيه يرشح )
نم باكراً
يا بني فالبركة في الرزق صباحاً ، وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن لأنك تسهر .
وحينما
يثق بك أحد ، فإياك ثم إياك أن تغدر << أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً, ومن
كانت فيه خصلة منهن, كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف,
وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر>>
سأذهب
بك لعرين الأُسُد ، وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكاً للغابة لأنه يزأر !
ولكن
لأنه عزيزُ النفس ، لا يقع على فريسة غيره مهما كان جائعاً يتضور، فلا تسرِق جهد غيرك
فتتجوّر !
سأذهب
بك للحرباء ، حتى تشاهد بنفسك حيلتها ! فهي تُلون جلدها بلون المكان ، لتعلم أنَّ في
البشر مثلَها نُسَخٌ تتكرر .
تعود
يا بني أن تشكر... اشكر الله فيكفي أنك مسلم ويكفي أنك تمشي وتسمع وتبصر ، اشكر الله
واشكر الناس ، فالله يزيد الشاكرين . والناس تحب الشخص الذي عندما تبذل له يقدِّر
.
أعظم
فضيلة في الحياة هي الصدق ، واعلم أنَّ الكذب وإن نجَّى هو أرذل رذيلة .
بني
.. وفّر لنفسك بديلاً لأي شيء ، استعد لأي أمر ، حتى لا تتوسل لنذل يُذِلُّ ويحقر
.
واستفد
من كل الفرص ، لأن الفرص التي تأتي الآن قد لا تتكرر .
لا تتشكى
ولا تتذمَّر ! أريدك متفائلاً مقبلاً على الحياة ، اُهْرُب من اليائسين والمتشائمين
، وإياك أن تجلس مع رجل يتطيَّر !
لا تتشمت
ولا تفرح بمصيبة غيرك ، وإياك أن تسخر من شكل أحد ،
فالمرء
لم يَخلق نفسه ! ففي سخريتك... أنت في الحقيقة تسخر من صنع الذي أبدع.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire