من أنفس
وأجل كلام حجة الإسلام رضي الله عنه:
قال
الغزالي: والناس مُتعبّدون بهذه العقيدة التي قدمناها إذ ورد الشرع بها لما فيها من
صلاح دينهم ودنياهم وأجمع السلف الصالح عليها، والعلماء مُتعبَّدون بحفظها على العوام
من تلبيسات المبتدعة كما تعبد السلاطين بحفظ أموالهم عن تهجمات الظلمة والغصاب وإذا
وقعت الإحاطة بضرره ومنفعته فينبغي أن يكون كالطبيب الحاذق في استعمال الدواء الخطر
إذ لا يضعه إلا في موضعه وذلك في وقت الحاجة وعلى قدر الحاجة.
وتفصيله
أن العوام المشتغلين بالحرف والصناعات يجب أن يُتركوا على سلامة عقائدهم التي اعتقدوها
مهما تلقنوا الاعتقاد الحقّ الذي ذكرناه، فإن تعليمهم الكلام ضرَرٌ محضٌ في حقهم؛ إذ
ربما يثير لهم شكاً ويزلزل عليهم الاعتقاد ولا يمكن القيام بعد ذلك بالإصلاح.
وأما
العامي المعتقد للبدعة فينبغي أن يُدعى إلى الحق بالتلطف لا بالتعصب، وبالكلام اللطيف
المقنع للنفس المؤثر في القلب القريب من سياق أدلة القرآن والحديث الممزوج بفن من الوعظ
والتحذير. (إحياء علوم الدين، ج1/ص97)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire