mercredi 26 juillet 2017

الذنوب ثلاثة - خطبة ج الحتفية -7/2017

الذنوب ثلاثة- خطبة ج الحتفية -7/2017
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
في سورة النساء قوله تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً﴾
أيها الأخوة،
قوله تعالى : ( واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) .
ومن مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية
العفو: يتضمن إسقاط حقه و المسامحة به
والمغفرة: متضمنة أن يقي الله عبده شر ذنوبه، وكذلك إقبال الله على عبده، وكذلك رضاه سبحانه عنه ، بخلاف العفو المجرد، فإن العافي قد يعفو ولا يقبل على من عفا عنه ولا يرضى عنه، فالعفو ترك محض، والمغفرة إحسان وفضل وجود
والرحمة: متضمنة للأمرين (العفو والمغفرة) مع زيادة الإحسان والعطف والبر
الذنوب ثلاثة؛ ذنب يغفر وهو ما كان بينك وبين الله، وذنب لا يترك وهو ما كان بينك وبين العباد، وذنب لا يغفر وهو الشرك.
وحقيقة أن الذنب الذي لا يغفر هو الشرك أنك تتجه في الأصل لمن بيده مغفرة ذنبك...
...
فإذا اتجهت لغيره فلا رحمة ولا شفاء ولا رزق ولا مغفرة،
معنى الآية: كيف يغفر لك ربك إذا اتجهت إلى غيره؟
الشرك هو الذنب الذي لا يُغفَر :
هناك أخطاء وأنت في طريق الله عز وجل تُغفَر، وأخطاء وأنت في طريقك إلى الله يسامحك الله بها، يوجد أخطاء وأنت في الطريق إلى الله يكفر عنها، أما الخطأ المدمر هو أن تتجه لغير الله، فلا شيء، أنت فقير وتتجه إلى فقير، أنت ضعيف وتتجه إلى ضعيف، أنت في قبضة الله وتتجه لمن هو في قبضة الله مثلك، لا شيء!
كل خطأ مع التوحيد مغفور، لكن كل صواب مع الشرك مدمر.
أخواننا الكرام، أساس هذا الدين التوحيد،
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا يوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾الأنبياء
وما يرتكب الإنسان من معصية إلا بضعف توحيده، ولا يقع في النفاق إلا بضعف توحيده، ولا يجر إلى اليأس إلا بضعف توحيده،
بسبب شركهم، أي شرك مؤداه الخوف والرعب، ولو كنت أقوى إنسان في الأرض يمتلئ القلب خوفاً،
﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا ﴾ آل عمران
﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ الأنعام
أيها الإخوة،
ما سوى الشرك يُغفر، إن كان مع العباد لا بدّ أن تؤدي ما عليك أو يسامحونك،
وإن كان الذنب بينك وبين الله فينبغي أن تقول: يا رب لقد تبت إليك، والله عز وجل يقول: وأنا عبدي قد قبلت. قضية تحلّ بلمح البصر.
من شاء المغفرة عمل في أسبابها :
الحقيقة أن الله ما أمرك أن تستغفر إلا ليغفر لك، وما أمرك أن تتوب إلا ليتوب عليك، وما أمرك أن تدعوه إلا ليجيبك، أمرك أن تدعوه كي يجيبك، أمرك أن تستغفره كي يغفر لك، أمرك أن تتوب إليك كي يتوب عليك.
أما أن تفهم المغفرة فهماً ساذجاً ...
ليس في النفسك عزيمة على ترك هذا الذنب،
أو تستغفر ولا تصلح،
[[ ..
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ]] الفرقان
معظم المسلمين يذهبون إلى الحج وهو فريضة ويتوهمون أن كل الذنوب التي على كاهلهم تغفر إذا أدوا فريضة الحج، هذا وهم كبير
حقوق العباد مبنية على المشاححة بينما حقوق الله مبنية على المسامحة :
((
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِي اللَّه عَنْهم قَالَ كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ فَقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا، فَقَالَ: هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَرَكَ شَيْئاً؟ قَالُوا: لَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلِّ عَلَيْهَا، قَالَ: هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ قِيلَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَرَكَ شَيْئاً؟ قَالُوا: ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ فَقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا، قَالَ: هَلْ تَرَكَ شَيْئاً؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَهَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ قَالُوا: ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ، قَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: صَلِّ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَيَّ دَيْنُهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ .)) البخاري عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِي اللَّه عَنْهم]
عن مُحَمَّدَ بْنَ سَابِقٍ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ ( حديث مقطوع) :
"
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِلنِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ فَقَوِيتُ بِهَا عَلَى مَعَاصِيكَ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَوْجَبْتُ لَكَ عَلَى نَفْسِي ثُمَّ لَمْ أُوفِ لَكَ بِهِ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ ثُمَّ خَالَطَهَا مَا لَيْسَ لَكَ رِضًا " .


Aucun commentaire: