mercredi 26 juillet 2017

الوصية - خطبة ج.الحنفية. 3/2017


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، بفضل سورة الإخلاص اللهم لا تكلنا إلى أحد، ولا تحوجنا إلى أحد، وأغننا يا رب عن كل أحد، يا من إليه المستند وعليه المعتمد، منزه في ملكه، ليس له شريك ولا ولد.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ولد، القائل:
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)﴾( سورة البقرة )
ونشهد أن سيدنا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ورسوله الذي كان رحيماً بأصحابه وبالمؤمنين، وكان شديداً على أعدائه وعلى المنافقين والمتخلفين. صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
((
مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله))؛البخاري
أدى الله عنه:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: إما بأن يفتح عليه في الدنيا، وإما بأن يتكفل عنه في الآخرة
أتلفه الله: بأي نوع من الإتلاف، فقد يتلف الله نفوسهم، أو يتلف أموالهم، أو ينزع البركة منها،
*******
فإن اضطر اضطراراً إلى الدين فعليه بما يلي :
1-
الصدق في نية الوفاء والعزم عليه : فبهذه النية يسلم المرء من مغبة الدين وخطره ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم– :
((
مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله))؛البخاري
و فال، صلى الله عليه و سلم:
"
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الدَّائِنِ ، حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ ، مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ " رواه الدارمي وحسنه المنذري وابن حجر.
وهذه النية لا تكون صادقة إلا بفعل الأسباب الممكنة في السداد وإن كانت قليلة لا تقوم بتغطية الدين ،
فمن ذلك : توثقة الدين وكتابته في الوصية
(
والوصية حينئذٍ واجبة

الوصية
الإنسان كما تعلمون لا يعرف متى ينقضي أجله، والإنسان حينما يعمل هناك مصالح وهناك علاقات مالية وهناك ديون، وهناك قروض وهناك بيان باسمك ليس لك، وهناك عقد صوري وهناك عقد حقيقي، طبيعة الحياة معقدة جداً، هناك علاقات مالية مترابطة،...
الموت أقرب إلينا من حبل الوريد، أقرب إلينا من غمضة عين إذاً ينبغي أن نحدد كل العلاقات وكل الحقوق وكل الالتزامات، وكل الديون، وكل العقود الصورية قبل أن نموت فلذلك هناك ضرورة ماسة لموضوع الوصية،
فقد روى البخاري ومسلم عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي الله عنهما أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال:
((
مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ )).
زاد مسلم: قال ابنُ عمرَ:" مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم ذَلِكَ، إِلَّا وَعِنْدِي وَصِيَّتِي ".
ولا أعلم شيئا في أحكام الجنائز قصّر النّاس في العمل به، وفرّطوا في الأخذ به، مثل كتابة الوصيّة قبل الموت.
والوصيّة نوعان:
أ‌) مستحبّة: كمن أراد أن يُوصِيَ بشيء من ماله وممتلكاته للفقراء والمساكين، أو يُوقِفَ شيئا للمسلمين. الوصية شأنها استمرار العمل الصالح، يعني وأنت حي لك أن تعمل الصالحات وبعد الموت يمكن أن يستمر عملك الصالحف.
ب‌) واجبة: وذلك إذا تعلّق الأمر بالحقوق الّتي يجب إيصالها:
**/
حقوق الله، فيوصيهم بتقوى الله عزّ وجلّ، والصّبر على مُصابهم، وتنفيذ ما يكون قد قصّر فيه من حقوق المولى تبارك وتعالى.
**/ وحقوق العباد، فيوصيهم بردّ الحقوق إلى أهلها من متاع أو أموال، ونحو ذلك.
نصّ الوصيّة
بسم الله الرّحمان الرّحيم
هذا ما أوصى به العبدُ الفقير إلى مولاه: .. .. ..
أنّه يشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، وأنّ الله يبعث من في القبور.
وأوصي أهلي أن يتّقوا الله تعالى، ويصلحوا ذات بينهم، وأن يطيعوا الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم.
وأوصيهم بما أوصى إبراهيمُ به بنيه ويعقوبُ:{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون}.
وأوصيهم بما أوصى به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أمّته: (( الصّلاة !.. الصّلاة !.. ) ..
وأرجو الله أن يوفّقهم إلى العمل بما فيه راحتي ورحمتي ورضا ربي عليّ، فعليهم أن ينفّذوا وصيّتي كالآتي:
-
أن يحضرني ساعة الاحتضار بعضُ الصّالحين ليذكّروني بحسن الظنّ بربّي، ورجاء رحمته ومغفرته.
- أن يلقّنوني كلمة التّوحيد بين آونة وأخرى.يلطف
-
إذا فاضت روحي فليغمضوا بصري، ويدعوا لي بخير.
-
أوصيكم بتقوى الله والصّبر عند كلّ مصيبة، وأن تصبروا عند مرضي وموتي، وأن تقولوا خيرا (( فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ))، وأنهاهم عن رفع الصّوت، والنّياحة، والنّدب، ولطم الخدود.
-
أوصيكم بالمسارعة في تجهيزي ودفني، وألاّ تنقلوني إلى مكان بعيد عن مكان وفاتي.
-
أوصي بأن يتولّى تغسيلي وتكفيني ودفني من كان عليما بالسنّة، صالحا، ديّنا، يستر ما يراه من سوء.
-
أوصيكم بالاستغفار لي بعد الدّفن، وأن تسألوا لـيَ الثّبات عند السّؤال، وألا تنسوني بعد ذلك بصالح دعاءكم كلّما ذكرتموني.
-
أُشهِد الله تعالى أنّني قد سامحت كلّ من وصلني بسوء في حياتي، أو أخذ حقّا من حقوقي، كما أطلب منكم أن تستسمحوا كلّ من له حقّ عليّ أو مظلمة عندي، واطلبوا من كلّ من قصّرت في حقّه من أهل الحقوق أن يصفحوا عنّي، ويتجاوزوا عن تقصيري، واسألوا لي ولهم المغفرة والرحمة، ومرافقة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الكرام رضي الله عنهم في دار السّلام.
-
أوصيكم بالمسارعة في قضاء ديوني، لأنّ نفس المؤمن مرهونة بدينه في قبره، ففُكُّوا عنّي الأسر - يرحمكم الله -
وديوني مبيّنة على النّحو التّالي:....
-
وإنّ هناك عدة أغراض بحوزتي فسارعوا إلى ردّها لأصحابها وهي .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
-
هذا وقد أوصيت بمبلغ قدره .. . .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ... .. من مالي يُصرَف على الفقراء من ذوي القربى واليتامى والمساكين، وأخصّ العاملين بالسنّة المطهرة.
فهذه وصيتي بلغتها
{
فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
أسأل الله تعالى لي ولجميع المسلمين التّوفيق، وحسن الخاتمة، والموت على كلمة: ( لا إله إلا الله ).وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.حرّر يوم: .... / .... /.......... الموافق لـ: ..../ .... / ............


Aucun commentaire: